انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-12-2011, 02:39 AM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




I15 أليست هذه سنة نبينا صلى الله عليه وسلم فلماذا لا يقبلون بها ؟

 

كلمة حق لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد

كلمة حق لمن يريد أن يكون على الصراط يسير متأسياً بسنة النبي ومتابعته والإمتثال لأوامره ونواهيه

الإتباع الذي نسيه الكثيرون في هذا الطوفان الذي أغرق العقول

كلمة حق رضي بها من رضي ورفضها من رفض

قيل ان الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء وإذا أدبرت يعرفها الجهلاء

عندما قام الدنيماركيون بسبّ نبينا صلى الله عليه وسلم
هب الكثير لنصرته مدعين محبته فوق كل شيء
فقدر الله هذا الابتلاء ليتبين من سيثبت على هذه النصرة ممن ينتكس
عندما يكون الأمر متعلق به وبمصالحه أو أن الأمر يخالف هواه
ولقد زلت أقدام في هذه الفتنة فأوّلوا أحاديث رسول الله على غير وجهها
أو أنها لا تصلح لهذا الزمن
بل والأشد من ذلك
من قام بسبّ كل من ينشر أحاديث الفتن الواردة في الصحيحين
على فهم السلف في عهد القرون المفضلة
واتهمهم بالعمالة للدولة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

ليسـت عِمـــالة
و لكنهــا
السُّنـــــــة
إعــــداد
أبو عبد الرحمن عبد المحسن بن محمد
ليست عِمالة ولكنها السنة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً{70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71}
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
إن الشارع الحكيم قد منح ولى الأمر المسلم مكانة علية ومنزلة رفيعة جليلة تناسب قدره وعلو وظيفته ورفيع منصبه وعظم مسؤوليته ولما تبين هذا لأهل العلم بالبحث في نصوص الكتاب والسنة وأقوال أسلاف هذه الأمة سلكوا سبيل أسلافهم سائرين على هدى نبيهمصلى الله عليه وسلم مطبقين أوامره ونواهيه فصاروا داعين غيرهم إلى الالتزام بالهدى النبوي في تلك المسألة الهامة التي قلما نجد من يدعوا الناس إليها لجهله بها أو خوفا من أن يقال عنه الأقاويل كما يقال دائما وأبدا عن الدعاة إلى الله الناصحين لأمتهم فمِما يقال عنهم عملاء للأمن
وعلماء السلطان.. الخ
أما وقد قال رب العزة سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم " فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر " وقال سبحانه " إن عليك إلا البلاغ"
ونتسلى بما حدث مع نبينا صلى الله عليه وسلم الذي بلغ رسالة ربه عز وجل وقد قال أهل قريش فيه ساحر وشاعر وكاهن وهذا هو دأب المغرضين في كل العصور لصرف الناس عن الحق وعدم الاستماع إليه فضلا عن اعتقاد صحته و إتباعه
فتلك الرسالة التي أسأل الله تعالى أن يجعلها سبباً في توضيح شيء من الحق الذي غاب عن الكثير أو تذكرة لمن غلبه الهوى فسار تبعا له ونسى أو تناسى الأوامر الشرعية في هذا الباب والله المستعان وعليه التكلان .
قال الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى- " لا سياسة إلا ما وافق الشرع " عبارة هامة جدا وقيمة من هذا الإمام فهي صريحة في أن السياسة العادلة المحمود صاحبها هي الموافقة لشرع الله الذي جاء به قران يُتلى أو سنة تَهدى أو إجماع أو قياس معتبران في الشرع المطهر .
قال العلامة ابن قيم الجوزية – رحمه الله تعالى- في معرض رده على تقسيم الناس الحكم إلى شريعة وسياسة فقال : " والسياسة نوعان : سياسة عادلة فهي جزء من الشريعة وقسم من أقسامها لا قسيمتُها وسياسة باطلة مضادة للشريعة مضادة الظلم للعدل .." يتبين لنا الخطأ الشرعي الذي يقع فيه الكثير ممن يتحدثون في السياسة ولم يعرفون السياسة الشرعية ! لكن يتحدثون كما يتحدث غيرهم !دون اهتمام إلى الضوابط الشرعية في هذا الباب
أولاً: مكانة ولى الأمر فى الشرع المطهر :-
- أخرج الإمام أحمد في مسنده : قال صلى الله عليه وسلم " من أكرم سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة ومن أهان سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أهانه الله يوم القيامة" ، والمعنى أن من تجرأ على السلطان فأهانه بفعل أو قول فقد تعدى حدود الله وارتكب محظورا شنيعا فكانت عقوبته من جنس عمله المشين وهى أن الله تعالى يقابل هوانَه بِهوانه وهوان الله أعظم وأشد
- أخرج الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإمارة - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"
- يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى في الأمراء :
"
هم يلون من أمورنا خمساً : الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود ، والله لا يستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا وظلمواوالله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون مع أم طاعتهم لغبطة وإن فرقتهم لكفر "

ثانيا: السمع والطاعة لولى الأمر المسلم :
- أمر الله تعالى بطاعة الولاة وقرن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بطاعتهم فدل ذلك على رفيع شانهم وعظيم قدرهم
قال تعالى (يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ...) وهذه الطاعة لولاة الأمر المفروضة على العباد مقيده بما إذا لم يأمروا بمعصية الله تعالى فإن أمروا بمعصية الله فلا يُطاعون في هذه المعصية لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى – " المراد بأولى الأمر من أوجب الله طاعته من الولاة والأمراء هذا قول جماهير السلف والخلف من المفسرين والفقهاء وغيرهم وقيل هم العلماء وقيل هم الأمراء والعلماء"
قال ابن جرير الطبري – رحمه الله تعالى – في تفسيره " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال هم الأمراء والولاة لصحة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان طاعة وللمسلمين مصلحة " .
-أخرج الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإمارة – عن أبى هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"
عليك بالسمع والطاعة في عُسرِك ويُسرِك ومَنشَطِك ومَكرهِك وأثرَة عليك " ،
قوله منشطك : أي في حالة نشاطك ، ومكرهك : أي في حالة كراهتك
قال الإمام النووي في شرح مسلم : قال العلماء " معناه تجب طاعة ولاة الأمور فيما يَشُقُّ وتكرهُه النفوس وغيره مما ليس بمعصية فإن كانت معصية فلا سمع ولا طاعة
والأثرةُ الاستئثار والاختصاص بأُمور الدنيا, عليكم :أي اسمعوا وأطيعوا وإن اختص الأمراء بالدنيا ولم يوصِلوكم حقَّكم ممَّا عندهم .
ثالثا : الحث على إنكار المنكر وكيفية الإنكار على ولى الأمر :
- قال تعالى " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .."
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أصل من أصول الدين به يظهر الخير ويَعُمّ ويختفي الباطل ويضمحلّ.
-قال ابن الجوى : الجائز من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مع السلاطين : التعريف والوعظ فأما تخشين القول نحو : يا ظالم ، يا من لا يخاف الله ، فإن كان ذلك لا يحرك فتنة يتعدى شررها إلى الغير لم يجز وإن لم يخف إلا على نفسه فهو جائز عند جمهور العلماء
قال : والذي أرى المنع من ذلك .
- لما وقعت الفتنة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تنكر على عثمان ؟
قال : أأُنكر عليه عند الناس ؟ لكن أنكر عليه بيني وبينه ولا أفتح باب شر على الناس.
- قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:-
" حدثنا أبو المغيرة : ثنا صفوان : حدثني شُريح بن عبيد الحضرميُّ – وغيره ، قال جلد عياض بن غَنم صاحب (دارا) حين فُتحت ، فأغلظ له هشام بن حيكم القول ، حتى غضب عياض ثم مكث ليالي ، فأتاه هشام بن حيكم ، فاعتذر إليه ، ثم قال هشام لعياض : ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس "
فقال عياض بن غَنم : يا هشام بن حيكم ! قد سمعنا ما سمعت ، ورأينا ما رأيت ، أولم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"
من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يُبدِ له علانية ، ولكن ليأخذ بيده ، فليخلو به ، فإن قَبل منه فذاك ، وإلا كان قد أدى الذي عليه لهُ " وإنك يا هشام لأنت الجريءُ إذ تجترئ على سُلطان الله فهلا خشيت أن يقتُلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله – تبارك وتعالى – "
- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :
"
أيتها الرعية ! إن لنا عليكم حقا ، النصيحة بالغيب ، والمعاونة على الخير .... "
- عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس أمُرُ إمامي بالمعروف ؟
فقال ابن عباس : " إن خشيت أن يقتلك فلا ، فإن كنت فاعلا هذا ففيما بينك وبينه ولا تغتب إمامك "
- عن خيثمة بن عبد الرحمن بن أبى سبرة قال ، قال عبد الله : " إذا أتيت الأمير المؤمر فلا تأته على رؤوس الناس "

رابعا : الهدى النبوي في التعامل مع جور الولاة :
- أخرج مسلم في صحيحه وبوب عليه الإمام النووي فقال - باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق
عن علقمة بن وائل الحضرمى عن أبيه قال :سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقَّهم ويمنعونا حقنا فما تأمُرنا ؟ فأعرض عنه ، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة ؟ فجذبه الأشعث بن قيس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حُمِّلوا وعَليكُم ما حُمِّلتم " ، والمعنى أن الله تعالى حمل الولاة وأوجب عليهم العدل بين الناس فإذا لم يقيموه أثموا وحمَّل الرعية السمع والطاعة لهم فإن قاموا بذلك أُثيبوا عليه وإلا أَثِموا .
- أخرج مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : قلت يا رسول الله إنا كُنَّا بِشَرٍ فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير من شر ؟ ، قال : " نعم " قلت : هل وراء ذلك الشر خير ؟ قال " نعم " قلت : فهل وراء الخير شر ؟ قال : " نعم " قلت كيف ؟ قال : " يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس " قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ ، قال : " تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع"
وصف النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأئمة بأنهم لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته وذلك غاية الضلال والفساد ونهاية الزيغ والعناد فهم لا يهتدون بالهدى النبوي في أنفسهم ولا في أهلهم ولا في رعاياهم ومع ذلك فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتهم في غير معصية الله .
- يقول الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله :
"
اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبى عبد الله يعنى الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – وقالوا له : إن الأمر قد تفاقم وفشا – يعنون : إظهار القول بخلق القران ، وغير ذلك ، ولا نرضى بإمارته ولا سُلطانِهِ !
فناظرهم في ذلك ، وقالَ : عليكم بالإنكارِ في قُلُوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعةٍ ، ولا تشقوا عصا المسلمين ، ولا تسفكوا دماءكم ودِماءَ المسلمينَ معكُم ، وانظروا في عاقبةِ أَمرِكُم ، واصبروا حتى يستريح بَرٌّ ، ويُستراحُ من فاجر
وقال : ليس هذا – يعنى : نزع أيديهم من طاعته – صواباً ، هذا خِلاف الآثار " .
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى:-
"
وأما ما يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ أو غير سائغ فلا يجوز أن يُزال لما فيه من ظلم وجور ،كما هو عادة أكثر النفوس ، تزيل الشر بما هو شر منه , وتزيل العدوان بما هو أعدى منه ، فالخروج عليهم يوجب من الظلم والفساد أكثر من ظلمهم فيُصبر عليه كما يُصبر عند الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على ظلم المأمور والمنهي – في مواضع كثيرةكقوله تعالى " وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك"
وقوله " فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل " وقوله " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " .
- أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما : عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"
من رأى من أميره شيء يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية "
وفى رواية لمسلم " من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية "
والمراد بالميتة الجاهلية : حالة الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له إمام مُطاع لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك .
قال ابن حجر في الفتح : وليس المراد أنه يموت كافراً بل يموت عاصيا .
- اخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن مسعود رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إنها ستكون بعدى أَثَرة وأمور ٌ تُنكِرونها ، قالوا : يا رسول الله فما تأمُرُنا ؟
قال : تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم .
قوله : أثرة: هي الإنفراد بالشيء عمن له فيه حق ّ ، وقوله أمور تنكرونها : يعنى من أمور الدين
قال الإمام النووي- كما في شرح مسلم على هذا الحديث- " فيه الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالما عسوفا فيُعطى حقَّه من الطاعة ، ولا يُخرج عليه ، ولا يُخلع بل يُتضرع إلى اللهِ- تعالى – في كشف أذاهُ ودفع شَرِّه وإصلاحه "
- اخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما – عن أُسيد بن حضير أن رجلاً من الأنصار خلا برسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال ألا تستعملني كما استعملت فلاناً فقال :" إنكم ستلقون بعدى أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " وقد بوب عليه الإمام النووي في شرح مسلم فقال باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم .
خامسا : التحذير من الطعن فيهم :-
- سبق ذكر هذا الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده :
قال صلى الله عليه وسلم " من أكرم سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة ومن أهان سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أهانه الله يوم القيامة" ،والمعنى أن من تجرأ على السلطان فأهانه بفعل أو قول فقد تعدى حدود الله وارتكب محظورا شنيعا فكانت عقوبته من جنس عمله المشين وهى أن الله تعالى يقابل هوانَه بِهوانه وهوان الله أعظم وأشد .
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى
"
وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرضخون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور وغيبتهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه كما قد عُرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم .
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال " لا تسُبُّوا أُمراءكُم ، ولا تغشوهم ، ولا تُبغِضوهُم ، واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب " ففي هذا الأثر اتفاق أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على تحريم الوقيعة في الأُمراء بالسب
- أخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عبد البر في التمهيد عن أبى الدرداء رضى الله عنه أنه قال " إن أول نفاق المرء طعنُهُ على إمامه "
- عن عمرو البُكاليِّ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا كان عليكم أُمراء يأمرونكم بالصلاة والزكاة والجهاد فقد حرَّم الله عليكم سبَّهُم وحَلَّ لكم الصلاة خلفهم"
- عن أبى الدرداء رضىه الله عنه قال " إياكم ولعن الولاة فإن لعنهم الحالقة وبُغضهم العاقرة "
قيل : يا أبا الدرداء ! فكيف نصنع إذا رأينا منهم مالا نُحب ؟
قال : " اصبروا ، فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت "
- أخرج ابن زنجويه عن أبى إدريس الخولاني أنه قال : " إياكم والطعن على الأئمة ، فإن الطعن عليهم هي الحالقة ، حالقة الدين ليس حالقة الشعرِ ، إلا أن الطاعنين هم الخائبون ، وشرار الأشرار " .
سادسا: حكم التثبيط عن ولى الأمر :
- قال الإمام الشوكاني – رحمه الله تعالى- في شرح قول صاحب (الأزهار):
" ويؤدب من يثبط عنه أو ينُفى ، ومن عاداهُ فبقلبه مخطئ ، وبلسانه فاسق ، وبيده مُحارب "
قال الإمام الشوكاني في الشرح " وأما قوله : ويؤدب من يثبط عنه ، فالواجب دفعُهُ عن هذا التثبيط ، فإن كفَّ ، وإلا كان مستحقاً لتغليظ العقوبة ، والحيلولة بينه وبين من صار يسعى لديه بالتثبيط بحبس أو غيره ، لأنه مُرتكب لمُحرًّم عظيم وساع في إثارة فتنة تُراق بسببها الدِّماء ، وتُهتك عندها الحُرم , وفى هذا التثبيط نزع ليده من طاعة الإمام ، وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ، أنه قال " من نزع يده من طاعة الإمام ، فإنه يجيء يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وهو مُفارق للجماعة فإنه يموت موته جاهلية"
سابعا : الحث على الدعاء لولاة الأمر بالصلاح و التحذير من الدعاء عليهم :
- قال الفضيل بن عياض " لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام ، قيل كيف ذلك يا أبا على ؟ ، قال : متى صيرتها في نفسي لم تجزني ومتى صيرتها في الإمام : يعنى عمَّت فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد ، فقبَّل ابن المبارك جبهته وقال : " يا معلم الخير ! من يُحسن هذا غيرُك ؟ "
- قال الإمام أحمد عن الإمام كما أخرجه الخلال في السنة :
" وإني لأدعو له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار والتأييد وأرى ذلك واجب علىَّ "
- قال العلامة البربهاري – رحمه الله – في شرح السنة :
" وإذا رأيت الرجل يدعوا على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا رأيت الرجل يدعوا للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله "
- قال أبو عثمان الزاهد " فانصح للسلطان وأكثر له من الدعاء بالصلاح والرشاد بالقول والعمل والحُكم فإنهم إذا صَلحوا صلح العباد بصلاحهم وإياك أن تدعوا عليهم باللعنة فيزدادوا شرا أو يزيد البلاء على المسلمين ولكن ادع لهم بالتوبة فيتركوا الشر فيرتفع البلاء عن المؤمنين"
- ذكر ابن منير المالكي – رحمه الله تعالى – كما في الانتصاف :
أنه نُقل عن بعض السلف أنه دعا لسلطان ظالم ، فقيل له أتدعو له وهو ظالم ؟
فقال : أي والله أدعوا له إن ما يَدفَع الله ببقائِهِ أعظم مما يدفع بزواله .
- سمع الحسن رجلا يدعوا على الحجاج فقال : " لا تفعل – رحمك الله- ، إنكم من أنفسكم أُتيتم ، إنما نخاف إن عُزل الحجاج أو مات أن تليكم القردة والخنازير
ثامناً : الخاتمة :
في هذه الرسالة توضيح لمسألة هامة وبيان أدلتها من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
فهل بعد كل هذا يأتي من يقول إنها عِمالة ! ، أو أن يقول أحد بخلاف هذه الآثار متجرئاً في الكلام على ولى أمره ويطعن فيه ويدعوا عليه ويثبط الناس عنه !
حينها يكون تابعا للخوارج وليس للسنة ولا لأهلها ويكون عاص لله تعالى على بينة من معصيته
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الرسالة كل باحث عن الحق ساعيا إلى معرفة هدى النبي محمد
صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة حريصا كل الحرص على إتباع الحق فور بيانه بدليله
راجيا المثوبة من ربه سبحانه ، وأسأله سبحانه أن يحفظ بلادنا من كل مكروه
التوقيع



اللهم جاز معلمتنا الخير عنا خيرا واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-12-2011, 03:07 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

الأخت "أم مريم" ..
هل لهذا الموضوع أي علاقة بالأحداث الجارية في مصر ؟!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-12-2011, 03:15 AM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك السبيعي مشاهدة المشاركة

الأخت "أم مريم" ..

هل لهذا الموضوع أي علاقة بالأحداث الجارية في مصر ؟!

الأخ الكريم / عبد الملك السبيعي

بوركتم على المرور الطيب

وعذراً لم أفهم سؤالك جيداً

غير أنني أتوجه لكم بسؤال

وهل لشريعة الله التي أرسل بها نبيه الكريم مكان دون مكان أو زمان دون زمان؟؟

أم هي للأمة الإسلامية كافة منذ بعثة النبي الكريم حتى قيام الساعة ؟

والله الهادي إلى سواء السبيل

دمتم في حفظ الله ورعايته
التوقيع



اللهم جاز معلمتنا الخير عنا خيرا واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-12-2011, 04:41 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

اقتباس:
وهل لشريعة الله التي أرسل بها نبيه الكريم مكان دون مكان أو زمان دون زمان؟؟
أم هي للأمة الإسلامية كافة منذ بعثة النبي الكريم حتى قيام الساعة ؟
هي للأمة كافة منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، في أي زمان ومكان .

عودٌ إلى سؤالي : هل هذا الموضوع يُراد به ذكر الحكم الشرعي في شيء يحصل الآن في مصر تحديدًا ؟
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-12-2011, 06:02 PM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك السبيعي مشاهدة المشاركة
هي للأمة كافة منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، في أي زمان ومكان .


عودٌ إلى سؤالي : هل هذا الموضوع يُراد به ذكر الحكم الشرعي في شيء يحصل الآن في مصر تحديدًا ؟

جزاكم الله خيراً أخانا الفاضل على الرد مجدداً

رداً على سؤالك الكريم

فأقول مستغفرة الله مستعينة به: ومن أكون أنا حتى أصدرأو أذكر حكماً شرعيا على مجريات ووقائع الأمور

إنما هي تذكرة لكل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر رضي بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً و رسولاً لعل ينتفع بها أحداً

و كل مسلم عليه واجب البحث والتحري وسؤال أهل العلم الربانيين والعودة لمنهج النبي و السلف الصالح

الذي هو النجاة وسط كل هذه الأمواج العاتية

حتى لا نجد أنفسنا ضائعين مشتتين مذبذبين يجرفنا التيار القوي في زمن الغربة الذي جعل المؤمن حيران يتلفت حزيناً

وهو يرى ما لم يكن يتخيله يوماً من انقلاب البعض على عقبيه ... فيرى من يغض الطرف عن مخالفات شرعية مهولة في هذا الزخم الثوري

ويرى روابط فيديو لمقابلات على الفضائيات مع رموز لمن يرفعون لواء الانتفاضة مع نساء مذيعات متبرجات سافرات

على مواقع المفترض أنها تجاهد وترابط على ثغرة من ثغور الاسلام ايضاً تحت لواء نصرة الثورة البيضاء !!!!

ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

لكن

بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء

لا نريد أن نستبق الأحداث وستبدي لنا الأيام أي الفريقين أهدى

والله المستعان ...
التوقيع



اللهم جاز معلمتنا الخير عنا خيرا واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-13-2011, 02:10 AM
أبو عبد الله محمد السيوطي أبو عبد الله محمد السيوطي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خير اختنا الفاضلة فقد هوجمت كثيرا كلما ذكرت هذا الكم الهائل من الأحاديث الصحيحة
وأسأل الله أن يوفق المسلمين في كل مكان لما يحبه ويرضاه
وأن ينصر الاسلام ويصلح أحوالنا
وأن يجعل ما حدث منحة لا محنة
والحمد لله رب العالمين
التوقيع

روى الامام مسلم و غيره عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ»

و في رواية : قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ» ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِهِ

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-13-2011, 09:28 PM
علاء الجنابي علاء الجنابي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

جزاك الله خير الجزاء يا أختنا الكريمه يا أم مريم وحفظك الله للأسلام والمسلمين
هذه التقلبات السياسيه فائدتها للدول الصليبيه وليست للشعوب العربيه :وخير مثال بلدنا العراق
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميزة, لا, الله, بها, يقتلون, صلي, زنت, عليه, فلماذا, هذه, نبينا, وسلم, ؟


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:13 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.