Untitled-2
 

 

دروس غـرفة الأخوات يُدرج فيه دروس " العقيدة - الحديث - التفسير - التجويد - اللغة العربية " كتابة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2010, 01:59 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي الأربعون النووية (10)

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكن الدرس العاشر من الأربعين النووية وفيه شرح الحديث الثاني عشر
نفع الله به ورزقكم العلم والفهم والعمل
وقبل هذا كله وبعده : اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول والعمل
آمين آمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-04-2010, 02:00 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الأربعون النووية (10)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن تبع هُداه ..
اليوم موعدنا بإذن الله تعالى مع الحديث الثاني عشر :

عن أبى هريرةَ رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حُسنِ إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه "
حديث حسن رواه الترمذى وغيره هكذا

هذا الحديث واحد من أربعة أحاديث قال فيها بعض أهل العلم : هى أصول الأدب فى السُنة ، فهذا الحديث أصلٌ من أصول الأدب ، وهو من جوامع كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
( من حُسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه )
من حُسن إسلام المرء : خبر مقدم ، تركُ : مبتدأ مؤخر : يعنى من كمال إسلام المرء ترك ما لا يعنيه
مَن هُنا : تبعيضية ، يعنى بعض ما يحسُن به إسلام المرء
( حُسن الإسلام ) هذا اللفظ جاء فى أحاديث أُخرى للنبى صلى الله عليه وسلم ، مثل : " إذا أحسن أحدكم إسلامه كان له بكل حسنةٍ يعملها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ، وإذا عمل بالسيئة كانت السيئة بمثلها " ..
فدل هذا على أن إحسان الإسلام مرتبة عظيمة وفيها فضل عظيم .
ومن أقوال أهل العلم فى الإحسان :
-بعضهم قال : أن الإحسان : أن يأتي بالواجبات وأن ينتهي عن المحرمات ، وهى مرتبة المقتصدين الذين جاء ذكرهم فى قول الله تعالى { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات } فالمقتصد هو الذى يأتى بالواجبات وبعض النوافل ويترك المحرمات
-وقال آخرون : إن إحسان الإسلام معناهُ أن يكون على رتبة الإحسان فى العبادة التى جاءت فى حديث جبريل المعروف : " قال فأخبرني عن الإحسان . قال : أن تعبد الله كأنكَ تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .. فالذى يُحسن إسلامه هو الذى وصل إلى درجة الإحسان إما على درجتها الأولى ( درجة المراقبة ) أو على كمالها ( درجة المشاهدة ) [ وقد سبق شرح هذا فى الحديث فليُراجع ]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-04-2010, 02:01 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

- وقال بعضهم : أن إحسان الإسلام ليس مرتبة واحدة بل الناس مختلفون فيه ، فبقدر إحسان الإسلام يكون له الفضل والثواب الذى أُعطيه مَن أحسن إسلامه ، فمثلاً فى قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أحسن أحدكم إسلامه كان له بكل حسنةٍ يعملها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ، وإذا عمل بالسيئة كانت السيئة بمثلها " قالوا : هنا عشر حسنات لكل من أحسن الإسلام يعنى لمن كان له الإسلام وحسُن منه تُكتب له الحسنة بعشر أمثالها إلى 700 ضعف : وهذا فى حسب درجته فى إحسان الإسلام ، فدلّ تنوع الثواب على تنوع الإحسان ، يعنى أن درجة الإحسان تختلف ، وأهل إحسان الإسلام متفاوتون بتفاوت الفضل والمرتبة والأجر على ذلك بدليل قوله ( إلى سبعمائة ضعف ) فمن أسباب مزيدها إلى 700 ضعف أن يكون إحسانه للإسلام عظيماً ، ولهذا قال بن عباس وغيره : إن الحسنة بعشر أمثالها لكل أحد ( يعنى لكل مسلم ) كما فى قوله تعالى فى آخر سورة الأنعام { مَن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } وهذا لكل مسلم .. أما مَن أحسن إسلامه فإنه يدخل فى قوله تعالى { وإن تكُ حسنةً يُضاعفها ويؤتي من لدنه أجراً عظيماً }

من حُسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه :
يعنى ترك ما لا يهمه من أُمور دينه ودنياه ، يعنى لا يعود عليه بالنفع فى الدنيا ولا بالأجر فى الآخرة ، فالمرء الذى يأتى بالطاعات ويبتعد عن المحرمات دائماً منشغل بذكر ربه وطاعة ربه ولا يكون عنده وقت أو رغبة أن يتكلف ما لا يعنيه ، فأهل الإحسان دائماً منشغلين بإحسان العمل الظاهر والباطن عن أن يكون لهم همٌ فيما لا يعنيهم

ما لا يعنيه : ما هو الذى يعنى والذى لا يعنى ؟
العناية فى اللغة هى شدة الإهتمام بالشئ
والذى لا يعنى هو الشئ الذى لا ينفع المعتني به وليس له به مصلحة .
ومعلومٌ أن أُمور الشرع لابد أن يكون للمسلم بها عناية وإهتمام ، فالإهتمام بما فيه فقهٌ للنصوص هذا يدل على حُسن إسلام المرء
قال : من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه : وبالمفهوم يعنى إن من حُسن إسلام المرء الإهتمام بما يعنيه
فما هو الذى لا يعنى المسلم ؟

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-04-2010, 02:02 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

لا يعنى المسلم : الأقوال التى ليس فيها نفع له فى دينه ولا دنياه ، والذى يتركها فإنه ممن حسُن إسلامه ، يعنى هذا دليل على الخير وعلى رغبته فى الخير لأن إتيان هذه الأقوال التى ليس فيها نفع يكون ذريعة لأن يرتكب شئ محرم أو أن يُفرط فى واجب فتفوته رتبة ( المقتصدين ) التى هى أقل رتب أهل الإحسان فى الإسلام .. فاللسان هو مورد الذلل كما قال تعالى { ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد } فكل لفظ يلفظه الإنسان يكتبه المَلك ، وكما قال تعالى { لا خير فى كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس } ، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم لمعاذ " وهل يكب الناس على مناخرهم يوم القيامة إلا حصائدُ ألسنتهم ؟ " ..
أيضاً مما لا يعنى المسلم : الكلام المسموع الذى لا نفع فيه فى الدنيا ولا فى الآخرة : فهو يدخل أيضاً فيما لا يعنى المسلم ..
أيضاً مما لا يعنى المسلم : البحث عن أحوال لا تخصه أو الحرص على معرفة أخبار فلان أو فلانة ونحو ذلك ، فالإهتمام بهذا مخالف لما يدل عليه حُسن إسلام المرء

ويجب أن يُعلم أن هذا لا يعنى أن نترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، لأن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر نحن مأمورون به من قِبل الله تعالى الذى قال { ولتكن منكن أُمةٌ يدعونَ إلى الخير ويأمرونَ بالمعروف وينهونَ عن المنكر } فإذا عرفت أن إنسان ما على مُنكر يجب علىّ أن أنهاهُ عن هذا المنكر – بالحُسنى وفيما بيننا وليس فى العلن ،وبالآداب التى حددها الشرع لنا .
أى أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو مما يعني الإنسان وليس مما لا يعنيه ، فما دام الله أمرنا بهذا فإنه يكون مما يعنى المسلم

هذا الحديث من أحاديث الآداب العظيمة ، وينبغى لنا جميعاً أن نحرص على حُسن الإسلام لأن فيه من الفضل العظيم ما فيه ، ومن حُسن الإسلام أن نترك ما لا يعنى من الكلام أو السماع أو الأسئلة التى لا اعي لها أو تجميع الأخبار عن الناس فلان عمل كذا أو اشترى كذا أو باع كذا أو ذهب للمكان الفلاني أو.... فهذا كله مذموم ويسلب عن العبد حُسن الإسلام
فهذا الحديث فيه وصية عظيمة من النبى صلى الله عليه وسلم لأُمته أن تتحلى بهذا الأدب العظيم لأن فى هذا صلاحٌ لهم ولقلوبهم

وهذا الحديث يربي ويُكمل شخصية المسلم حيث حضه على الإشتغال بالمفيد وبما يعود عليه بالمنفعة فى دينه ودنياه .
كما أن هذا الحديث يربى فى المسلم أن يكون عنده همة عالية فيشتغل بمعالي الأُمور ويترك سفسافها ليكون بذلك مُنتج ومفيد لنفسه ولمجتمعه

هذا والله أعلى وأعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ...
0

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(10), الأربعون, النووية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 02:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.