انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 07-17-2008, 07:17 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسفة علي الغياب ولكنه بظروف مرض أبي الشديد والحمد لله
لقد توفاه الله وأحسبه علي خاتمة حسنة

أسالكم بالله ان تدعوا له بظهر الغيب النغفرة ةبلوغ الفردوس الاعلي

اللهم ارحم أمواتنا واموات المسلمين...............آمييييييييييين
:
anotherone:


(فاعلم انه لاإله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم)
رد مع اقتباس
  #62  
قديم 07-17-2008, 07:32 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

لا يبيع الباقي بالفاني الا خاسر
يا أخي، لا يبيع الباقي بالفاني الا خاسر، واياك والأنس بمن ترحل عنه، فتبقى كالحائر، رفيق التقوى رفيق صادق، ورفيق المعاصي غادر، مهر الآخرة يسير، قلب مخلص، ولسان ذاكر، اذا شبت ولم تنتبه، فاعلم أنك سائر، فديت أهل التهجد بلسان باك وجفن ساهر، كم لهم على باب تتجافى جنوبهم من تملق ودمع قاطر، اذا تنسّموا نسيم السحر أغناهم عن نسيم العذيب وحناجر، عصفت بهم رواشق الاستغفار البواكر، عمروا منازل الخدمة، ومنزل الغفلة خراب داثر.

قال ذا النون المصري رضي الله عنه: رأيت شابا في بعض السواحل مصفرّ اللون على وجهه نور القبول، وآثار القرب وعز الأنس، فقلت: السلام عليك يا أخي، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فقلت له: ما علامة المحبة، فقال: التشتت في البلاد، والتهتك في العباد، وتحريم الرّقاد، وخشية البعاد.

وأنشدوا:

أبليت من أحببت يا حسن البلا وخصصت بالبلوى رجالا خشعا

أحببت بلواهم وطول حنينهم وأطلت ضرّهم لكي يتخضعا

اخواني: كم الى دير المحبة من موارد ومصادر، نبهوا رواهب الشوق لتكون اليهم سائر، طلبوا منه شرابا عتيقا جلّ عن معاصرة العاصر، فتح لهم دنان التوله، فانفض منه رحيق التحقيق له شعاع يملأ البصائر، أدار عليهم أقداح الوجد، فحنّوا الى المزيد حنين الذاكر، خامرهم سكر التولة، فبدا لهم كل غائب وحاضر، استزادوا من هذا الشراب الطيّب الطاهر، بذلوا فيه النفوس والأوطان والغائب والحاضر، أطربهم تلحين أهل دير المحبة، فتواجدوا تواجد كابر عن كابر، محبوبهم ساقيهم، ومجلس أنسهم منضدّ بأنواع الأزاهر، ملوك في وقت السكر، عبيد في وقت الصحوة، فهم بين غائب وحاضر.

شربة من هذا المدام رخيصة ببذل الكون والأوائل والأواخر، لا يتركه الا سفيه ليس لتيه شقائه من آخر، اقبل نصحي وبادر قبل غلق بابه وباكر، يغنيك عن كل مطعوم ومشروب، وعن كل نسيم عاطر.

منها شرب آدم، وناح عليها نوح، ونشر زكريا بالمناشر، وعرض الخليل على النار،، فما أحسّ بما هو اليه سائر، وعاجل الشوق موسى فقال: أرني لعلي أرى المنظور في الناظر، وكم لداود من سكر وأشواق وتلحين مزامر، وهام عيسى في البراري لا يأوي على باد ولا حاضر، شربها شربا نبينا محد صلى الله عليه وسلم يوم السبت، فألقت فيه بقيّة أوجبت المدائح والمفاخر.

لك انفتح الكون، فاختر هذا الشراب الطيب الطاهر، قطرة منها نهر الكوثر، تروى منها في ظمأ الهواجر، دارت على الصدّيق والفاروق والسعيد الى العاشر. اجتمعوا لشربها في الأول، واجتمعوا لشربها في الآخر، أبقوا في أدنان المعاني بقايا الكرام فعل الأكابر، صفت لأهل الصفة، فصفت بشربها السرائر.

فاخلع في شربها العذار، فما لك ان خلعت من عاذل، وان لم تخلعه فما لك من عاذر، وزمزم وأطرب وارقص، فالكون كونك، ومحبوبك حاضر. صن موضع السر عن سواه، وايّاك والخاطر الخاطر، ان نظرت لغيره، أبعدك وما لك ان بعدت من ناصر.

يا معشر الفقراء، هذه سماعكم، فأين من هو معي حاضر، يا أرباب الأحوال، معكم أتحدث، ولكم أصف، ولركبكم أساير، يا معشر التائبين، أما يهون عليكم بذل المعصية لنيل هذا الجوهر الفاخر، ان فاتك هذا السماع ولم تطرب، فأنت في بريّة الحرمان حائر.

قال أبو بكر الوراق رضي الله عنه: حقيقة المحبة مشاهدة المحبوب على كل حال، فان الاشتغال بالغير حجاب، وأصله التسليم واليقين، فانها يبلغان الى درجات المتقين في جنات النعيم.

وأنشدوا:

أحبّ الصالحين ولست منهم وأطلب أن أنال بهم شفاعة

وأكره من بضاعته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعة

ويروى عن ذي النون المصري رضي الله عنه أنه قال: بينما انا في بعض الفيافي والقفار، أطوف، واذا بغلام قد انتقع لونه ونحل جسمه، يتلألأ نور الخدمة بين عينيه، وينطق آثار القبول من بين وجنتيه، وعلى وجهه سمت الطاعة والمجاهدة، وهيأة المؤانسة والمشاهدة، وعليه طمران، وعلى بدنه جبّة صوف متفتقة الأكمام والذيول، وعلى أحد كميّه مكتوب:{ ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} الاسراء36. وعلى الكم الآخر مكتوب:{ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}النور 24. وعلى أذيالها مكتوب:{ ونحن أقرب اليه من حبل الوريد} ق 16. وعلى ظهرها مكتوب:{ يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} الحاقة 18.

وعلى رأسه مكتوب:

حبّ مولاي بلائي حيث مولاي دوائي

فما رأيت أنظف من طمرين كانا عليه، فتهيأت لخطابه، ثم دنوت منه بعد ساعة، فقلت: السلام عليك يا عبد الله، فقال: السلام عليك يا ذا النون، فقلت له: ومن أين عرفتني يا أخي؟! فقال: اطلعت حقائق الحق من ضميري على مكنون ضميرك، فشاهد صفاء معرفتك في غياهب غيوب همتك، فتناطقا وتعانقا، فعرّفني أنك ذو النون المصري.

فقلت له: يا أخي ما هي ابتداء المحبة؟

فقال: الاعتبار بهذه الآية التي تراها وتسمعها، وأشار الى المكتوبة على طمريه، فقلت له يا أخي وما انتهاء المحبة، فقال: يا ذا النون محبوب بلا انتهاء ومحبته بابتهال محال، فقلت له: يا أخي الزهد في الدنيا طلب للعقبى، أم طلب للمولى؟

فقال:يا ذا النون، الزهد في مخلوق لطلب مخلوق آخر خسران، وانما يصلح الزهد في الدنيا المخلوقة لطلب المولى الخالق.

يا ذا النون، صغرت همة عبد رضيت من محبوب قديم بجنة مخلوقة. انما معنى الزهد: التجنّب عن الأغيار، وتتبع الأخيار، ومشاهدة الآثار لوجود الملك الجبار، فمن طلب الأغيار، فمطلوبه مشهوده، ومن طلب الجبار، فمطلوبه محبوبه، فالمخلوق اذا رضي بمخلوق مثله، فالمشاكلة مقصودة.

يا أخي ذا النون: الدّون كل الدّون والمغبون كل المغبون من هجر لذة الكرى والهوى، وأبغض طيب الدنيا، ثم رضي بدون المولى، وكدّ نفسه وهجر دنياه، رهبة أن تكون النار مثواه، أو رغبة أن تكون الجنة مأواه.

فقلت له: يا أخي: تصبرون في هذه الفيافي والمهالك المقحطة بلا زاد؟.

فغضب، وقال: يا بطّال، ما هذا الاعتراض على من لم يطلعك على حاله، ولا يأتمنك على سره، أما أمرنا في حال المأكول والمشروب، فهكذا، فوكز برجله اليمنى الأرض، فاذا بعين من سمن وعسل، فأكل وأكلت معه، ثم وكز الأرض برجله اليسرى فاذا بعين من الماء أحلى من العسل، وأبرد من الثلج، فشرب وشربت معه، وردّ الرمل عليهما، فعادت الأرض كما كانت، كأن لم يكن بها شيء قط، ثم ولى عني وتركني، فبقيت باكيا، ومما عاينت متعجبا، رضي الله عنه ونفعنا بأمثاله.
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 07-17-2008, 05:34 PM
راشا رمضان راشا رمضان غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خيرا حبيبتى فى الله ونفع بك
استغفر الله الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتوب اليه





رد مع اقتباس
  #64  
قديم 07-18-2008, 01:58 AM
فقيرة لربى فقيرة لربى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #65  
قديم 07-19-2008, 07:27 PM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرااااااا أخواتي الحبيبات في الله ادعوالله اني يجمعني بكم في الجنة انه ولي ذلك والقادر عليه :a7bak:
دعاء للشيخ الشعراوي
اللهم اني أعلم اني اعصيك ولكني احب من يطيعك فاجعل حبي لمن أطاعك شفاعة لي عندك

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
  #66  
قديم 07-19-2008, 07:32 PM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Ramadhan05

جعلوا قرّة أعينهم في الصلاة
يا اخي، أفنيت عمرك في اللعب، وغيرك فاز بالمقصود وأنت منه بعيد، غيرك على الجادة، وأنت من الشهوات في أوجال وتنكيد، ترى متى يقال: فلان استقال ورجع. يا له من وقت سعيد، متى تخرج من الهوى وترجع الى مولاك العزيز الحميد، يا مسكين، لو عاينت قلق التائبين، وتململ الخائفين من أهوال الوعيد، جعلوا قرّة أعينهم في الصلاة، والزكاة، والتزهيد، واهل الحرمان ضيعوا الشباب في الغفلة، والشيب في الحرص والأمل المديد، لا بالشباب انتفعت، ولا عند المشيب ارتجعت، يا ضيعة الشباب والمشيب:{ ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب سبأ 51.

وأنشدوا:

عملت على القبائح في شبابي فلما شبت عدت الى الرياء

فلا حين الشباب حفظت ديني ولا حين المشيب طببت دائي

فشاب عند مصغره غويّ وشيخ عند مكبره مرائي

قضاء سابق في علم غيب فيا لله من سوء القضاء

يروى في بعض الأخبار أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقي حذيفة بن اليمان وهو يومئذ أمير المؤمنين، فقال لحذيفة: كيف أصبحت يا حذيفة؟ قال: أصبحت يا أمير المؤمنين أحب الفتنة، وأكره الحق، وأقول بما لم يخلق، وأشهد بما لم أر، وأصلي بلا وضوء، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء.

فغضب عمر لذلك غضبا شديدا، وهمّ أن يبطش به، ثم تذكر صحبته من النبي، فأمسك، فهو كذلك اذ مرّ به عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه، فرأى الغضب في وجهه، فقال: ما أغضبك يا امير المؤمنين، فقصّ عليه القصّة.

فقال: يا أمير المؤمنين لا يغضبك ذلك، أما قوله: انه يحب الفتنة، فهو تأويل قوله تعالى:{ انما أموالكم وأولادكم فتنة} التغابن 15.

أما قوله: يكره الحق، فالحق هو الموت الذي لا بدّ منه ولا محيص عنه.

وأما قوله: يقول بما لم يخلق: القرآن، فهو يقرأ القرآن وهو غير مخلوق.

وأما قوله: يشهد بما لم ير، فانه يصدق بالله ولم يره.

واما قولك: يصلي بغير وضوء، فانه يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بغير وضوء.

وأما قوله: ان له في الأرض ما ليس لله في السماء، فان له زوجة وبنين، وليس لله شيء من ذلك.

فقال عمر: لله درّك: يا أبا الحسن، لقد كشفت عني هما عظيما.

ويروى أن رجلا من أهل دمشق يسمى بأبي عبد ربه، وكان أكثر أهل دمشق مالا، وأنه خرج مسافرا، فأمسى الى جانب نهر ومرعى، فنزل فيه، فسمع صوتا يكثر حمدا لله في ناحية المرج. قال: فاتبعته، فوجدته رجلا ملفوفا في حصير، قال: فسلمت عليه، وقلت له: من أنت يا عبدالله؟.

قال: رجل من المسلمين.

فقلت له: فما هذه الحالة؟

قال: نعمة يجب عليّ شكرها.

فقلت: كيف وأنت ملفوف في حصير وأي نعمة عليك؟!.

قال: ان الله خلقني، فأحسن خلقي، وجعل منشأي ومولدي في الاسلام، وألبسني العافية في أركاني، وستر عليّ ما أكره ذكره، فمن أعظم نعمة ممن أمسى في مثل ما أنا فيه؟.

فقلنا: رحمك الله، لعلك أن تقوم معي الى منزلي، فأنا نزول على النهر هاهنا بازائك.

قال: ولم؟.

قلت: لتصيب شيئا من الطعام، ونعطيك ما يغنيك عن لبس الحصير.

قال: ما لي في ذلك من حاجة.

فأبى أن يسير معي، فانصرفت وقد تقاصرت عندي نفسي ومقتها، وقلت: لم أخلّف بدمشق رجلا أكثر مني مالا، وأنا ألتمس الزيادة.

فقلت: اللهم اني أتوب اليك مما أنا فيه، فتبت ولم يعلم أحد بما اجتمعت عليه، فلما كان في السحر، رحل الناس، وقدّموا اليّ دابتي، فصرفتها الى دمشق، وقلت: ما أنا بصادق في التوبة ان أنا مضيت الى متجري، فسألني القوم فأخبرتهم، فعاتبوني على المشي معهم فأبيت.

فلما قدم على دمشق قال ناقل الحديث: فوضع يده في ماله وتصدق به، وفرّقه في سبيل الله، ولزم العبادة حتى توفي رضي الله عنه، فلما توفي لم يوجد عنده الا قدر حق الكفن.

وأنشدوا:

ذكر الوعيد فطرفه لا يهجع وجفا الرّقاد فبان عنه المضجع

متفرّدا بغليله يشكو الذي منه الجوانح والحشا يتوجع

لما تيقّن صدق ما جاءت به الـ آيات صار الى الانابة يسرع

فجفا الأحبّة في محبّة ربّه وسما اليه بهمّة ما يقلع

وتمتعت بوداده أعضاؤه اذ خصّها منه بودّ ينفع

كم في الظلام له اذا نام الورى من زفرة في اثرها يتوجّع

ويقول في دعواته يا سيدي العين يسعدها دموع رجع

اني فزعت اليك فارحم عبرتي واليك من ذلّ الخطيئة أفزع

من ذا سواك يجيرني من ذلتي يا من لعزته أذلّ وأخضع

فامنن عليّ بتوبة أحيا بها اني بما اجترمت يداي مروّع

قل التصبّر عنك يا من حبّه في الجارحات سقامه يتسرّع

كيف اصطبار متيّم في حبّه قدما لكاسات الهوى يتجرّع

لاحت وعن صدق المحبة ما بدت للناظرين نجوم ليل تطلع

ما الفوز الا في محبّة سيده فيها المحبّ اذا تواضع يرفع

يروى أن قتادة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه كان من الرماة المذكورين، شهد بدرا وأحدا، ورميت يومئذ عينه، فسالت على خدّه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وهي في يده، فقال: ما هذه يا قتادة؟ قال: هذا ما ترى يا رسول الله، فقال له رسول الله:" ان شئت صبرت ولك الجنة، وان شئت رددتها لك ودعوت الله لك فلم تفقد منها شيئا"، فقال: والله يا رسول الله ان الجنة لجزاء جزيل، وعطاء جليل، ولكني مبتلى بحب النساء، وأخاف أن يقلن: أعور فلا يردنني، ولكن أحبّ أن تردّها اليّ وتسأل الله لي الجنة، فقال:" أفعل ذلك يا قتادة" ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وأعادها الى موضعها، فعادت أحسن ما كانت ، الى أن مات ودعا الله له بالجنة.

قال: فدخل ابنه على عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه، وهو خليفة فقال له عمر: من أنت يا فتى؟ فقال:

أنا ابن الذي سالت على الخدّ عينه فردّت بكف المصطفى أحسن ردا

فعادت كما كانت بأحسن حالها فيا حسن ما عين ويا حسن ما ردّ

فقال عمر: بمثل هذا فليتوسل اليه المتوسلون، رضي الله عنه.
رد مع اقتباس
  #67  
قديم 07-22-2008, 09:05 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Ramadhan05

COLOR="Plum"]
يا قليل الهمة يا طريد


يا راحلا بلا زاد والسفر بعيد، العين جامدة والقلب أقسى من الحديد. من ألوى منك بالضراء وأنت تغرق في بحر المعاصي في كل يوم جديد. ما أيقظك الشباب ولا أنذرك الاكتهال، ولا نهاك المشيب، ما أرى صلاحك الا بعيد، فديت أهل العزائم، لقد نالوا من الفضل المزيد، طووا فراش النوم، فلهم بكاء وتعديد، دموعهم تجري على خدودهم، خدّدت في الخدود أي تخديد، ما أنت من أهل المحبة ولا من العشاق يا قليل الهمة يا طريد.

لأمر ما تغيرا الليالي وأنت على البطالة لا تبالي

تبيت منعّما في خفض عيش وتصبح في هواك رخيّ بال

ألم تر ان أثقال الخطايا على كتفيك أمثال الجبال

أتكسب ما اكتسبت ولا تبالي هل هو من حرام أو من حلال

اذا ما كنت في الدنيا بصيرا كففت النفس عن طرق الضلال

ألا بأبي خليل بات يحيى طويل الليل بالسبع الطوال

بقلب لا يفيق عن اضطراب وجفن لا يكف عن انهمال

أرى الأيام تنقلنا وشيكا الى الأجداث حالا بعد حال

سأقنع ما حييت بشطر بر أشيّعه بريّ من زلال

اذا كان المصيرالى هلاك فما لي والتنعّم ثم ما لي

أما لي عبرة فيمن تفانى على الأيام من عم وخال

كأن بنسوتي قد قمن خلفي ونعشي فوق أعناق الرجال

يعجلن المسير ولست أدري لدار الفوز أم دار النكال

يبيد الكل منا دون شك ويبقى الله بري ذو الجلال

يروى عن رجل من أصحاب داود الطائي أنه قال: دخلت على داود، فقال لي: ما حاجتك؟ قلت: زيارتك، فقال: أما انت، فقد عملت خيرا حين زرتنا، ولكن أنظر ما ينزل بي اذا قيل لي: من أنت فتزار، أمن العبّاد أنت؟ لا والله. أمن الزهاد أنت؟ لا والله، ثم أقبل يوبّخ نفسه ويقول: كنت في الشباب فاسقا، وفي الكهولة مداهنا، فلما شخت صرت مرائيا. لا والله، الا المرائي أشد من الفاسق، وجعل يقول: يا اله السموات والأرض، هب لي رحمة من عندك تصلح شبابي وتقيني من كل سوء، وتعلى في أعلى مقامات الصالحين مكاني.

اسمع يا أخي مقامات الرجال، وكرامات ذوي الأحوال، الذين اختصهم مولاهم وحباهم بالافضال.

وعن عبدالله بن عبدالرحمن قال: حج سفيان الثوري مع شيبان الراعي، فعرض لهم أسد في بعض الطرق، فقال له سفيان: أم ترى كيف قطع علينا الطريق، وأخاف الناس. قال شيبان: لا تخف، فلما سمع الأسد كلام شيبان، بصبص اليه، وأخذ شيبان بأذنه وفركها، فبصبص وحرك ذنبه وولى هاربا، فقال سفيان: ما هذه الشهرة يا شيبان؟ قال: أو هذه شهرة يا سفيان؟ لولا مكان الشهرة لوضعت زادي على ظهره حتى أتيت مكة.

يروى عن عبدالرحمن بن أبي عباد المكّي أنه قال: قدم علينا شيخ يكنى بأبي عبدالله. قال: أقبلت في السحر الى بئر زمزم، واذا بشيخ قد سدل ثوبه على وجهه، وأتى البئر واستسقى، قال: فقمت الى فضلته، فشربت منها. فاذا هو ماء مضروب بعسل لم اذق ماء أطيب منه. فالتفتّ فاذا بالشيخ قد ذهب، فلما كان في السحر في الليلة الثانية أتيت البئر واذا بالشيخ دخل من باب المسجد قد سدل ثوبه على وجهه، فأتى البئر واستسقى، فشرب وخرج، فقمت الى فضلته، فاذا هو سويق ألذ ما يكون، فلما كان في الليلة الثالثة، أتى البئر أيضا، واستسقى. فأخذت طرف ملحفته، ولففته على يدي، ثم شربت فضلته، فاذا هو لبن مضروب بسكر لم أذق قط أطيب منه، فقلت يا شيخ، بحق هذا البيت عليك، من أنت؟ قال: تكتم عليّ. قلت: نعم. قال: سفيان الثوري.

لله درّ أقوام أفناهم شهوده عن وجودهم، فحالهم لشوقه مستديم، أقطعهم اقليم الكرى ما أبعده من اقليم، حماهم عن الأغيار غيرة عليهم، وخلع عليهم حلل الرضا والتسليم، سقاهم مدام الالهام، فيا له من مدام، ويا له من نديم، أسبل على المعاصي ستره، ليعود الى بابه الكريم، تقرّب برحمته للمذنبين، ليسكن روع المفلس من الطاعة العديم، أرسل اليه رسائل اللطف على يدي رسول كريم: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم} الزمر 53.

وأنشدوا:

ألا قف بباب الجود واقرعه نادما تجده متى جئته غير مرتج

وقل عبد سوء خوّفته ذنوبه فمدّ اليكم ضارعا كف مرتجي

ويروى عن أبي ريحانة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ركب البحر، فكان يخيط في السفينة، فسقطت ابرته، فقال: أعزم عليك يا ربّ الا رددت عليّ ابرتي، فظهرت له حتى أخذها بيده.

قال: واشتد عليهم البحر، فقال له: اسكن، انما أنت عبد حبشيّ، فسكن حتى صار مثل الزيت، رضي الله عنه، ونفعنا ببركاته.

[/COLOR
]
رد مع اقتباس
  #68  
قديم 07-25-2008, 04:23 PM
ملك ملك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكى الله خيرا اختى الفاضله
مجهود ممتاز
رد مع اقتباس
  #69  
قديم 07-30-2008, 03:34 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Islam


بادروا بالمتاب وراجعوا أنفسكم قبل يوم الحساب

يا أخي لا تغسل أدناس الذنوب الا بماء المدامع، لا ينجو من قتار المعصية الا من يسارع، أحضر قلبك ساعة، عساه بنائحة الموعظة يراجع، كم لي أتلو عليك صحف الموعظة، وما أظنك سامع.

لكن يوم المعصية ما أنحسه من طالع، ويوم الطاعة مختار وكل سعد فيه طالع، أطلب، ويحك، رفاق التائبين، وجدد رسائلهم للحبيب وطالع، مصباح التقوى يدل على الجادة، وكم في ظلمة الغفلة من قاطع، ابك، ويحك، على موت قلبك وعمى بصيرتك، وكثرة الموانع. اذا لم يعظك الدهر والشيب والضعف، فما أنت صانع، فبالله يا اخواني بادروا بالمتاب، وراجعوا أنفسكم قبل يوم الحساب.

ما اعتذاري وأمر ربي عصيت حين تبدي صحائفي ما أتيت

ما اعتذاري اذا وقفت ذليلا قد نهاني ما أراني انتهيت

يا غنيا عن العباد جميعا وعليما بكل ما قد سعيت

ليس لي حجة ولا لي عذر فاعف عن زلتي وما قد جنيت
:astagfor:

قال علي بن يحيى في كتاب لوامع أنوار القلوب: صحبت شيخا من عسقلان سريع الدمعة، حسن الخدمة، كامل الأدب، متهجدا بالليل متنسكا في النهار، وكنت أسمع أكثر دعائه الاعتذار والاستغفار، فدخل يوما في بعض كهوف جبل اللكام وغيرانه، فلما أمسى رأيت أهل الجبل وأصحاب الصوامع يهرولون اليه، ويتبركون بدعائه، فلما اصبح وعزم على الخروج، قام أحدهم، وقال: عظني، قال: عليك بالاعتذار، فانه ان قبل عذرك وفزت بالمغفرة، سلك بك الى درجات المقامات، فوجدتها أمانيك، ثم بكى وشهق وخرج من الموضع، فلم يلبث الا قليلا حتى مات.

قال: فرأيته في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: حبيبي أكرم من أن يعتذر اليه مذنب، فيخيب ظنه ولم يقبل عذره. قبل الله عذري وغفر ذنبي، وشفّعني في أصحاب اللكام.

لا شيء أعظم من ذنبي سوى أملي في حسن عفوك عن جرمي وعن عملي

فان يكن ذا وذا فالذنب قد عظما فأنت أعظم من ذنبي ومن زللي

ويروى عن يوسف بن عاصم أنه ذكر له عن حاتم الأصم أنه كان يتكلم على الناس في الزهد، والاخلاص، فقال يوسف لأصحابه: اذهبوا بنا اليه نساله عن صلاته ان كان يكملها، وان لم يكن يكملها، نهيناه عن ذلك.

قال: فأتوه وقال له يوسف: يا حاتم، جئنا نسألك عن صلاتك، فقال له حاتم: عن أي شيء تسألني عافاك الله؟ عن معرفتها أو عن تأديتها؟

فالتفت يوسف الى أصحابه، وقال لهم: زادنا حاتم ما لم نحسن أن نسأله عنه. ثم قال لحاتم: نبدأ بتأديتها.

فقال لهم: تقوم بالأمر. وتقف بالاحتساب وتدخل بالسنة، وتكبّر بالتعظيم، وتقرأ بالترتيل، وتركع بالخشوع، وتسجد بالخضوع، وترفع بالسكينة، وتتشهد بالاخلاص، وتسلم بالرحمة.

قال يوسف: هذا التأديب فما المعرفة؟.

قال: اذا قمت اليها فاعلم أن الله مقبل عليك، فأقبل على من هو مقبل عليك، واعلم أن جهة التصديق لقلبك، أنه قريب منك، قادر عليك، فاذا ركعت: فلا تؤمّل أن تقوم. ومثل الجنة عن يمينك، والنار عن يسارك، والصراط تحت قدميك، فاذا فعلت فأنت مصل. فالتفت يوسف الى أصحابه، وقال: قوموا نعيد الصلاة التي مضت من أعمارنا.

يا من مات قلبه، أي شيء تنفع حياة البدن اذا لم تفرّق بين القبيح والحسن.

سلبك المشيب من الشباب، فأين البكاء، وأين الحزن؟ اذا كان القلب خرابا من التقوى، فما ينفع البكاء في الدّمن. يا قتيل الهجران، هذا أوان الصلح بادر عسى يزول الحزن.

وقال عاصم بن محمد في كتاب لوامع أنوار القلوب: كان لي معامل يهودي، فرأيته بمكة متضرعا مبتهلا فأعجبني حسن اسلامه. فسألته عن سبب اسلامه.

فقال: تقدّمت الى أبي اسحاق ابراهيم الآحري النيسابوري، وهو يوقد في تنّور الآجر، اطلب دينا كان لي عليه، فقال لي: أسلم، واحذر نارا وقودها الناس والحجارة، فقلت: لا بأس عليك يا أبا اسحاق، فأنت أيضا فيها. قال: فعسى تعني قوله سبحانه{ وان منكم الا واردها} مريم 71. فقلت: نعم. فقال لي: أعطني ثوبك، فأعطيته ثوبي، ثم لف ثوبي في ثوبه، ثم رمى بهما في التنور، وصبر ساعة طويلة ثم قام واجدا شاهقا، باكيا ودخل في الأتون، يعني مستوقد النار وهي تتأجج لهيبا وزفيرا، وأخذ الثياب من وسط النار، وخرج على الباب الآخر، فهالني ذلك من فعله، فهرولت اليه متعجبا، واذا بالرزمة صحيحة كما كانت، فحلها، واذا بثيابي قد احترقت كأنها فحمة في وسط ثيابه، وثيابه صحيحة لم تمسها النار.

ثم قال: يا مسكين، هكذا يكون{ وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا} مريم 71.

فأسلمت على يديه في الحال، وهذا ما رأيت من احوال الرجال.

لله درّ قوم ملأ قلوبهم بأنوار الحكمة والرشاد، حرّك ساكنا وجدهم، فتمايلهم كالغصن الميّاد، صفت زجاجة أرواحهم ورقّ لهم شراب وجدهم، وطاب لهم سماع الانشاد.

ادار عليهم حميا الحماية، فألفت عيونهم السهاد، فمنهم سكران ونشوان، وكل أيامهم بمحبوبهم أعياد.

مدّ عليهم أطناب ليل الخلوة غيرة من رقيب الرقاد، فهم يتشاكون الشواق بنفس تلف في محبة أو كاد.

والمحروم نهاره في الشقا وليله في النوم، وعمره في نفاد ركب مركب القضاء للمحنة، ففي أصل تركيبة فساد. ضيّع أيامه في الغفلة، وفي الكبر يبكي على فائت لا يعاد.

فيا معشر المذنبين جدّوا قبل الرحيل عن الأجساد.

قال يوسف بن الحسن: كنت أسير في طريق الشام، اذ عرض لي عارض، فعدلت عن الطريق فهالتني المفازة، فبدت لي صومعة، فدنوت منها، واذا براهب فيها قد أخرج رأسه منها، فأنست به، فلما دنوت منه، قال لي: يا هذا، أتريد موضع صاحبكم؟.

قال: رجل في هذا الوادي على دينكم، متخل عن فتنة الأقران، منفرد بنفسه في ذلك المكان، واشوقاه الى حديثه!.

فقلت له: وما الذي يمنعك عنه، وأنت على قرب منه؟.

فقال: أصحابي أقعدوني في هذا الموضع، وأنا أخشى على نفسي القتل منهم، ولكن اذا مضيت اليه فأقرئه مني السلام، واساله لي في الدعاء.

قال: فمضيت اليه، واذا برجل قد اجتمعت اليه الوحوش، فلما رآني قرب مني وكنت أسمع جلبة عظيمة للقوم، ولا أرى أحدا منهم، فسمعت قائلا يقول: من هذا البطال الذي وطيء محل العاملين؟.

فرأيت رجلا منكّسا راسه مسترسلا في كلامه، تعلوه هيبة ووقار شديد. فسمعته يقول: لك الحمد على ما وهبت من معرفتك، وخصصتني به من محبتك، لك الحمد على آلائك، وعلى جميع بلائك. اللهم ارفع درجتي الى درجات الأبرار للرضا بحكمك، وانقلني الى درجة الأخيار.

ثم صاح صيحة عظيمة، ثم قال: آه من لي بهم، وخرّ مغشيا عليه، فلم يتحرّك لساني هيبة له، فلما أفاق من غشيته، قال لي: سر زودّك الله التقوى، وسار عني وتركني.

نفعنا الله به، وبأمثاله... آمين.


منقوووووول من بحر الدموع لابن الجوزي

أستغفر الله العظيم الذي لااله الاهو الحي القيوم وأتوب اليه


أستغفر الله العظيم الذي لااله الاهو الحي القيوم وأتوب اليه



أستغفر الله العظيم الذي لااله الاهو الحي القيوم وأتوب اليه
رد مع اقتباس
  #70  
قديم 08-01-2008, 04:36 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Ramadhan05

توبة الشيخ سعيد بن مسفر

في لقاء مفتوح مع الشيخ سعيد بن مسفر - حفظه الله - طلب منه بعض الحاضرين أن يتحدث عن بداية هدايته فقال: حقيقة.. لكل هداية بداية.. ثم قال: بفطرتي كنت أؤمن بالله ، وحينما كنت في سن الصغر أمارس العبادات كان ينتابني شيء من الضعف والتسويف على أمل أن أكبر وأن أبلغ مبلغ الرجال ، فكنت أتساهل في فترات معينة بالصلاة فإذا حضرت جنازة أو مقبرة، أو سمعت موعظة في مسجد ازدادت عندي نسبة الإيمان فأحافظ على الصلاة فترة معينة مع السنن ثم بعد أسبوع أو أسبوعين أترك السنن .. وبعد أسبوعين أترك الفريضة حتى تأتي مناسبة أخرى تدفعني إلى أن أصلي. وبعد أن بلغت مبلغ الرجال وسن الحلم لم أستفد من ذلك المبلغ شيئاً ، وإنما بقيت على وضعي في التمرد وعدم المحافظة على الصلاة بدقة لأن من شب على شيء شاب عليه. وتزوجت .. فكنت أصلي أحياناً وأترك أحياناً على الرغم من إيماني الفطري بالله.. حتى شاء الله- تبارك وتعالى - في مناسبة من المناسبات كنت فيها مع أخ لي في الله وهو الشيخ سليمان بن محمد بن فايع - بارك الله فيه - وهذا كان في سنة 1387هـ نزلت من مكتبي - وأنا مفتش في التربية الرياضية - وكنت ألبس الزي الرياضي والتقيت به على باب إدارة التعليم وهو نازل من قسم الشؤون المالية فحييته لأنه كان زميل الدراسة وبعد التحية أردت أن أودعه فقال لي إلى أين؟ وكان هذا في رمضان - فقلت له : إلى البيت لأنام.. وكنت في العادة أخرج من العمل ثم أنام إلى المغرب ولا أصلي العصر إلا إذا استيقظت قبل المغرب وأنا صائم.. فقال لي: لم يبق على صلاة العصر إلا قليلاً فما رأيك لو نتمشى قليلاً ؟ فوافقته على ذلك ومشينا على أقدامنا وصعدنا إلى السد (سد وادي أبها) - ولم يكن آنذاك سداً - وكان هناك غدير وأشجار ورياحين طيبة فجلسنا هناك حتى دخل وقت صلاة العصر وتوضأنا وصلينا ثم رجعنا وفي الطريق ونحن عائدون.. ويده بيدي قرأ علي حديثاً كأنما أسمعه لأول مرة وأنا قد سمعته من قبل لأنه حديث مشهور.. لكن حينما كان يقرأه كان قلبي ينفتح له حتى كأني أسمعه لأول مرة.. هذا الحديث هو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه قال البراء رضي الله عنه : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال: (( استعيذوا بالله من عذاب القبر )) - قالها مرتين أو ثلاثا - ثم قال : (( إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه…)) الحديث. فذكر الحديث بطوله من أوله إلى آخره وانتهى من الحديث حينها دخلنا أبها وهناك سنفترق حيث سيذهب كل واحد منا إلى بيته فقلت له: يا أخي من أين أتيت بهذا الحديث ؟ قال : هذا الحديث في كتاب رياض الصالحين ، فقلت له: وأنت أي كتاب تقرأ ؟ قال: اقرأ كتاب الكبائر للذهبي.. فودعته.. وذهبت مباشرة إلى المكتبة - ولم يكن في أبها آنذاك إلى مكتبة واحدة وهي مكتبة التوفيق- فاشتريت كتاب الكبائر وكتاب رياض الصالحين وهذان الكتابان أو كتابين أقتنيهما. وفي الطريق وأنا متوجه إلى البيت قلت لنفسي: أنا الآن على مفترق الطرق وأمامي الآن طريقان الطريق الأول طريق الإيمان الموصل إلى الجنة، والطريق الثاني طريق الكفر والنفاق والمعاصي الموصل إلى النار وأنا الآن أقف بينهما فأي الطريقين أختار؟. العقل يأمرني باتباع الطريق الأول.. والنفس الأمارة بالسوء تأمرني باتباع الطريق الثاني وتمنيني وتقول لي: إنك ما زلت في ريعان الشباب وباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة فبإمكانك التوبة فيما بعد. هذه الأفكار والوساوس كانت تدور في ذهني وأنا في طريقي إلى البيت.. وصلت إلى البيت وأفطرت وبعد صلاة المغرب صليت العشاء تلك الليلة وصلاة التراويح ولم أذكر أني صليت التراويح كاملة إلا تلك الليلة. وكنت قبلها أصلي ركعتين فقط ثم أنصرف وأحياناً إذا رأيت أبي أصلي أربعاً ثم أنصرف.. أما في تلك الليلة فقد صليت التراويح كاملة .. وانصرفت من الصلاة وتوجهت بعدها إلى الشيخ سليمان في بيته، فوجدته خارجاً من المسجد فذهبت معه إلى البيت وقرأنا في تلك الليلة - في أول كتاب الكبائر – أربع كبائر الكبيرة الأولى الشرك بالله ، والكبيرة الثانية السحر ، والكبيرة الثالثة قتل النفس ، والكبيرة الرابعة ترك الصلاة . وانتهينا من القراءة قبل وقت السحور فقلت لصاحبي: أين نحن من هذا الكلام؟ فقال : هذا موجود في كتب أهل العلم ونحن غافلون عنه.. فقلت: والناس أيضاً في غفلة عنه فلا بد أن نقرأ عليهم هذا الكلام. قال: ومن يقرأ ؟ قلت له: أنت . قال : بل أنت ..واختلفنا من يقرأ وأخيراً استقر الرأي علي أن أقرأ أنا فأتينا بدفتر وسجلنا في الكبيرة الرابعة كبيرة ترك الصلاة. وفي الأسبوع نفسه، وفي يوم الجمعة وقفت في مسجد الخشع الأعلى الذي بجوار مركز الدعوة بأبها- ولم يكن في أبها غير هذا الجامع إلا الجامع الكبير- فوقفت فيه بعد صلاة الجمعة وقرأت على الناس هذه الموعظة المؤثرة التي كانت سبباً - ولله الحمد - في هدايتي واستقامتي وأسأل . الله أن يثبتنا وإياكم على دينه إنه سميع مجيب.

من كتاب قصص مؤثرة للشباب للشيخ احمد سلم بادويلان
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:39 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.