وكان لبعضهم ولد نحوي، يتقعر في كلامه، فاعتل أبوه علة شديدة أشرف فيها على الموت؛ فاجتمع أولاده عليه، وقالوا له: ندعوا فلانًا أخانا؟ (يقصدون أخاهم النحوي)
قال: لا إن جاء قتلني !!
فقالوا: نحن نوصيه ألا يتكلم.
فدعوه؛ فلما دخل على أبيه، قال: ياأبت قل لاإله إلا الله تدخل الجنة، وتفوز من النار. ياأبت والله ماشغلني عنك إلا فلان؛ فإنه دعاني بالأمس؛ فأهرس وأعدس، واستبذج وسكبج، وطهبج وأفرج ودجج، وأبصل، وأمضر، ولوزج وافلوزج.
فصاح أبوه: أغمضوني !!! فقد سبق هذا الابن ملكَ الموت إلى قبض روحي !!!
لاتقطعوا اللطم عليه
ضاع لرجل ولد فناحوا ولطموا عليه وبقوا على ذلك اياما وصعد ابوه لغرفته فرآه جالسا في في زاوية من زواياها فقال يابني انت بالحياة اما ترى مانحن فيه قال الولد قد
علمت ولكن هاهنا بيض وقد قعدت مثل الدجاجة عليه ولن ابرح حتى تطلع الكتاكيت منها فرجع ابوه الى اهله وقال لقد وجدت ابني حيا ولكن لاتقطعوا اللطم عليه!!!
حكى الأصمعي قال: كنت أسير في أحد شوارع الكوفة، فإذا بأعرابي يحمل قطعة من القماش، فسألني أن أدله على خياط قريب، فأخذته إلى خياط يدعى "زيدا" وكان أعور، فقال الخياط: والله لأخيطنه خياطة لا تدري أقباء هو أم دراج، فقال الأعرابي: والله لأقولن فيك شعرًا، لا تدري أمدح هو أم هجاء!
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابي فلم يعرف هل يلبسه على أنه قباء أم دراج، فقال في الخياط هذا الشعر: