انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 11-01-2008, 11:01 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

الأصل الخامس
في حسن الاختيار

يجب على الأب اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب النظر الشرعي واللسان العربي، فيكون : حسناً، عذباً في اللسان، مقبولاً للأسماع، يحمل معنى شريفاً كريماً، ووصفاً سابقاً خالياً مما دلت الشريعة على تحريمه أو كراهته ، مثل : لوثة العجمة، وشوائب التشبه، والمعاني الرخوة.
ومعنى هذا أن لا تختار اسماً إلا وقد قلبت النظر في سلامة لفظه، ومعناه ، على علم ووعي وإدراك، وإن استشرت بصيراً في سلامته مما يحذر، فهو أسلم وأحكم.
ومن الجاري قولهم : حق الولد على والده أن يختار له أمة كريمة، وأن يسميه اسماً حسناً [1] وأن يورثه أدباً حسناً.
والأسماء المشروعة رتب ومنازل، وإليك بيانهاً في الأصل الآتي :

[1] وفي ذلك حديث لا تصح ، فانظر : " السلسلة الضعيفة " (رقم 199 ) ، و " إتحاف السادة المتقين " ( 6/317-318)

يُتبَعُ إن شاءَ اللهُ تعالى .
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11-01-2008, 11:13 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

الأصل السادس
في مراتب الأسماء استحبابا وجوازاً


هي في الاستحباب والجواز رتب ومنازل على الترتيب الآتي :
1 - استحباب التسمية بهذين الاسمين : عبدالله، وعبدالرحمن، وهما أحب الأسماء إلى الله تعالى ، كما ثبت الحديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما، وذلك لاشتمالهما على وصف العبودية التي هي الحقيقة للإنسان.
وقد خصهما الله في القرآن بإضافة العبودية إليهما دون سائر أسمائه الحسنى، وذلك في قوله تعالى: ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) [ الجن : 19 ]، وقوله سبحانه : ( وعباد الرحمن ) [الفرقان :63]، وجمع بينهما في قوله تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) [الإسراء: 110].
وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ابنه عمه العباس : عبدالله رضي الله عنهما.
وفي الصحابة رضي الله عنهم نحو ثلاثمائة رجل كلاً منهم اسمه عبدالله، وبه سمي أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة : عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما.

2 - ثم استحباب التسمية بالتعبيد لأي من أسماء الله الحسنى ،مثل : عبدالعزيز ، عبدالملك ، وأول من تسمى بهما ابنا مروان بن الحكم.
والرافضة لا تسمي بهذين الاسمين منابذة للأمويين، وهذا محض عدوان واعتداء ( وهذا شأنهم في مجموعة من الأسماء، منها : سائر أسماء بني أمية مثل : معاوية، ويزيد، ومروان، وهشام... ، وقد حرموا أنفسهم من التسمي باسم عبدالرحمن، لأن قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، هو عبدالرحمن بن ملجم ).
وأسماء الله توقيفية بدليل من كتاب أو سنة وسترى جملتها في حرف العين من دليل الأسماء الآتي في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن الهروي رحمه الله تعالى قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى، قال : وكذلك أهل بيتنا.
والحمد لله، قل بيت من بيوت المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلا وفيه من هذه الأسماء الكريمة المعبدة باسم الله تعالى، أو المحمدة [1] باسم من أسماء نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا قرأت عمود النسب لأي علم من أعلام المسلمين في كتب التراجم، وجدت الأمر كذلك، فلنكن هكذا، ولنصل الخلف بهدي السلف.

3 - التسمية بأسماء أنبياء الله ورسله ، لأنهم سادات بني آدم وأخلاقهم أشرف الأخلاق وأعمالهم أزكي الأعمال ، فالتسمية بأسمائهم تذكر بهم وبأوصافهم وأحوالهم.
وقد أجمع العلماء على جواز التسمية بها [2]، إلا ما يؤثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أنه كتب : " لا تسموا أحداً باسم نبي " رواه الطبري [3].
وهذا النهي منه رضي الله عنه لئلا يبتذل الاسم وينتهك، لكن ورد ما يدل على رجوعه عن ذلك، كما قرره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى [4] .
والتسمية ببعضها منتشرة في صدر هذه الأمة وسلفها ، وقد سمى النبي (صلى الله عليه وسلم) ابنه باسم أبيه إبراهيم ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : " ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم.
وبه سمى صلى الله عليه وسلم أكبر ولد أبي موسى رضي الله عنه.
وعن يوسف بن عبدالله بن سلام، قال " سماني النبي صلى الله عليه وسلم يوسف " رواه البخاري في "الأدب المفرد " والترمذي في " الشمائل "، وقال ابن حجر : " سنده صحيح " [5]
وأفضل أسماء الأنبياء : أسماء نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين أجمعين.
وبعد الإجماع على جواز التسمية باسمه صلى الله عليه وسلم اختلف العلماء في حكم الجمع بين اسمه وكنيته : محمد أبو القاسم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " والصواب أن التسمي باسمه جائز، والتكني بكنيته ممنوع منه، والمنع في حياته أشد، والجمع بينهما ممنوع منه " : انتهى [6]
وهاهنا لطيفة عجيبة، وهي أن أول من سمى أحمد بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو : أحمد الفراهيدي البصري والد الخليل صاحب العروض [7] والخليل مولود سنة ( 100هـ).

4 - التسمية بأسماء الصالحين من المسلمين، فقد ثبت من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) : " أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين من قبلهم " رواه مسلم.
وصحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هم رأس الصالحين في هذه الأمة، وهكذا من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وقد كان لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرًا لطيفا في ذلك ، فهذا الصحابي الزبير بن العوام رضي الله عنه سمى ولده - وهم تسعة - بأسماء بعض شهداء بدر رضي الله عنهم، وهم : عبدالله ، المنذر، عروة، حمزة، جعفر، مصعب، عبيدة، خالد، عمر [8] .
وهكذا يوجد في المسلمين من سمي أولاده بأسماء الخلفاء الأربعة الراشدين رضي الله عنهم : عبدالله ( أبو بكر )، عمر، عثمان، علي، رضي الله عنهم، ومن سمى بناته بأسماء أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، وهكذا ...

5 - ثم يأتي من الأسماء ما كان وصفاً صادقاً للإنسان بشروطه وآدابه، وإليك بيانها في الأصل بعده.

[1] تنبيه : وأما ما يروى : "خير الأسماء ما عبد وحمد" ، فلا يصح حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تراه في : " المقاصد الحسنة " ( 39 و 205 ) ، "الدرر المنتثرة" ( 217 ).

[2] " شرح مسلم " للنووي ( 8/437) ، وانظر : " مراتب الإجماع " ( ص 154 155).

[3] انظر : " فتح الباري " ( 10/573 و 579).

[4] " فتح الباري " ( 10/573 ).

[5] " فتح الباري " ( 10/578 ).

[6] " زاد المعاد " ( 2/347 " ( 347 ط . الأرناؤوط ).
وعن هذا المبحث انظر : " زاد المعاد " ( 2/344-348) ، و " تحفة المولود " ( ص136-144) و " فتح الباري " (10/571-574).
فائدة : أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة : آدم ، وصالح ، وشعيب ومحمد فهذه الأربعة عربية، أما ما سواها من أسماء الأنبياء فهي معربة ، لكونها منقولة إلى العربية في عصر الاستشهاد، ولهذا نرى قول علماء اللغة بعد اللفظ المعرب : " وقد تكلمت به العرب " ، والله أعلم.

[7] "الأنساب" (9/257) للسمعاني ، "تبصير المنتبه" لابن حجر (1/3) و "ذكر الخلاف" ، "الوسائل" للسيوطي (ص86). وفيه "القول البديع" (109-110) للسخاوي لطيفة تاريخية أخرى.

[8] تنبيهان :
الأول : كل حديث مرفوع جاء فيه مدح من اسمه محمد أو أحمد ، أو النهي عن التسمية بهما، فكلها لا يصح منه شئ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولان بكير البغدادي (ت388هـ) كتاب " فضائل من اسمه أحمد ومحمد " طبع عام 1961م ، فيه ستة وعشرون حديثاً لا يصح منها شئ.
الثاني : حديث عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تسموا بأسماء الأنبياء ...) ، وفيه : " وأصدقها حارث وهمام " الحديث رواه : أحمد ( 4/345) ، وأبو داود في كتاب الأدب من " السنن " (رقم 4950 ) ، وهو معل بجهالة عقيل، وكذا عند بعضهم بالإرسال، للخلاف في صحبة الجشمي.
ورواه النسائي ( 6/218 219 ) بلفظ أحمد بطوله دون قوله : " وأصدقها ...).
ومن هذا نعلم ما في " ارواء الغليل " ( 4/208-209) من تساهل في عزو الألفاظ.
وقد نبه فيه إلى وهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعزو حديث الجشمي إلى " صحيح مسلم ". انظر " مجموع الفتاوي : ( 1/379).
وترى في "الصحيحة " (904و 1040) شواهد تقوي الحديث بتمامه.

يُتبَعُ إن شاءَ اللهُ تعالى .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11-04-2008, 12:47 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي


الأصل السابع
في شروط التسمية وآدابها


من نصوص السنة، أمراً ونهياً ودلالة وإرشاداً، وبمقتضى قواعد الشريعة وأصولها، يتبين أن اسم المولود يكتسب الصفة الشرعية متى توفر فيه هذان الشرطان :
الشرط الأول : أن يكون عربياً، فيخرج به كل اسم أعجمي، ومولد ودخيل على لسان العرب.
الشرط الثاني : أن يكون حسن المبنى والمعنى لغة وشرعاً، ويخرج بهذا كل اسم محرم أو مكروه، إما في لفظه أو معناه أو فيهما كليهما، وإن كان جارياً في نظام العربية، كالتسمي بما معناه التزكية، أو المذمة، أو السب، بل يسمى بما كان صدقاً وحقاً.
قال الطبري رحمه الله : "لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى، ولا باسم يقتضي التزكية له، ولا باسم معناه السب، ولو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص، ولا يقصد بها حقيقة الصفة. لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم، فيظن أنه صفة للمسمى، فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يحول الاسم إلى ما إذا دعى به صاحبه كان صدقاً" .
قال : " وقد غير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عدة أسماء " انتهى. [1]

وللأسماء أيضا جملة آداب يحسن أخذها بالاعتبار ما أمكن :
1-الحرص على اختيار الاسم الأحب فالمحبوب حسبما سبق من بيان لمراتبه في الأصل السادس.
2-مراعاة قلة حروف الاسم ما أمكن.
3-مراعاة خفة النطق به على الألسن.
4-مراعاة التسمية بما يسرع تمكنه من سمع السامع.
5-مراعاة الملائمة، فلا يكون الاسم خارجاً عن أسماء، أهل طبقته وملته وأهل مرتبته.

وهذا أدب مهم رفيع، وإحساس مرهف لطيف، نبه عليه العلامة الماوردي رحمه الله في كتابه "نصيحة الملوك". (ص167) فقال :
"فإذا ولد المولود ، فإن من أول كراماته له وبره به أن يحليه باسم حسن وكنية لطيفة شريفة،فإن للاسم الحسن موقعاً في النفوس مع أول سماعه .
وكذلك أمر الله عباده، وأوجب عليهم أن يدعوه بالأسماء الحسنى : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه) [ الأعراف : 180 ]، وأمر أن يصفوه بالصفات العلى، فقال : (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) [ الإسراء : 110].
واختار النبي صلى الله عليه وسلم أسماء أولاده اختياراً، وآثرها إيثاراً ، ونهى عليه السلام أن يجمع أحد من المسلمين بين اسمه وكنيته، وقال : "أحب الأسماء عند الله عبدالله وعبدالرحمن" .

وإنما جهة الاختيار لذلك في ثلاثة أشياء :
منها : "أن يكون الاسم مأخوذاً من أسماء أهل الدين،من الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين، ينوي بذلك التقرب إلى الله جل اسمه بمحبتهم وإحياء أساميهم والاقتداء بالله جل اسمه في اختيار تلك الأسماء لأوليائه، وما جاء به الدين ، كما قد روينا عنه في أن أحب الأسماء إلى الله عبدالله وأمثاله" .

ومنها : أن يكون الاسم قليل الحروف، خفيفاً على الألسن، سهلاً في اللفظ، سريع التمكن من السمع، قال أبو نواس في هذا الاسم :

فقلنا له ما الاسم قال سموأل على أنني أكني بعمرو ولا عمرا
وما شرفـتني كنية عربية ولا أكسبتني لا ثناء ولا فخـراً
ولكنها خفت وقلت حروفها ولست كأخرى إنما جعلت وقرا
فأخبر - كما ترى - أنه اختارها على بغضه لأهلها ، لقلة حروفها وخفتها على اللسان وفي السمع.

ومنها : أن يكون حسناً في المعنى، ملائماً لحال المسمى، جارياً في أسماء أهل طبقته وملته وأهل مرتبته" انتهى كلام الماوردي .

وهذا بمعنى ما تقدم في فواتح هذا الكتاب : أن الاسم كالثوب، إن قصر شان، وإن طال شان.
فمراعاة أسماء أهل طبقته وقبيلته ربط أسري والتحام عائلي.
ومراعاة أسماء أهل ملته ربط ديني عقدي.
ومراعاة أسماء أهل مرتبته ربط أدبي بإنزال المرء نفسه منزلها، حتى لا يتندر به.
فهذه اللفتة النفسية من الماوردي رحمه الله تعالى أذكر بها عرب هذه الجزيرة للابتعاد عن هذه الأسماء التي لا تليق بخصوص قيمهم، وأن من الأسماء ما يستملح على الصغير ثم إذا كبر صار مشيناً، كالثوب القصير على الطويل.
وفي تفسير قول الله تعالى عن عبده يحيى : (لم نجعل له من قبل سميا) [ مريم : 7 ]، قال القرطبي رحمه الله تعالى : "وفي هذه الآية دليل وشاهد أن الأسامي السنع - أي : الجميلة - جديرة بالأثرة، وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية، لكونها أنبه وأنزه، حتى قال القائل :

سنع الأسـامي مسبلي أزر حمـرٍ تمس الأرض بالهـدب
وقال رؤبة للنسابة البكرى وقد سأله عن نسبه : أنا ابن العجاج. فقال : قصرت وعرفت" انتهى[2]






[1] من " فتح الباري " لابن حجر (10/476) ، وعنه في " السلسلة الصحيحة " ( برقم 216 )، وانظر أيضاً : " فتح الباري " ( 10/585) ، و " تهذيب الآثار " ( 4/162) للطبري.
[2] " تفسير القرطبي " (11/83).


يُتبَعُ إن شاءَ اللهُ تعالى .
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 11-04-2008, 12:03 PM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي


الأصل الثامن
في الأسماء المحرمة


دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية :
1- اتفق المسلمون على أنه[1] يحرم كل اسم معبد لغير الله تعالى، من شمس أو وثن أو بشر أو غير ذلك ، مثل : عبد الرسول، عبد النبي ، عبد علي، عبد الحسين، عبد الأمير (يعني:أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه)، عبد الصاحب (يعني:صاحب الزمان المهدي المنتظر)، وهي تسميات الروافض.
وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم كل اسم معبد لغير الله تعالى ، مثل : عبد العزى، عبد الكعبة ، عبد شمس، عبد الحارث.
ومن هذا الباب : غلام الرسول، غلام محمد، أي : عبد الرسول ... وهكذا.
والصحيح في عبد المطلب المنع.
ومن هذا الغلط في التعبيد لأسماء يظن أنها من أسماء الله تعالى وليست كذلك مثل : عبد المقصود، عبد الستار، عبد الموجود، عبد المعبود، عبد الهوه، عبد المرسل، عبد الوحيد، عبد الطالب ... فهذه يكون الخطأ فيها من جهتين :
من جهة التسمية الله بما لم يرد به السمع، وأسماؤه سبحانه توفيقية على النص من كتاب أو سنة.
والجهة الثانية التعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .

2- التسمية باسم من أسماء الله تبارك وتعالى فلا تجوز التسمية باسم يختص به الرب سبحانه، مثل : الرحمن، الرحيم، الخالق، البارئ ... وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم ما وقع من التسمية بذلك.
وفي القرآن العظيم : (هل تعلم له سمياً) [مريم : 15]، أي لا مثيل له يستحق مثل اسم الذي هو الرحمن [2] .

3- التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم [3].
والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها.
وقد عظمت الفتنة بها في زماننا، فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا وغيرهما، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان، ومنها : بطرس، جرجس، جورج، ديانا، روز، سوزان ... وغيرها مما سبقت الإشارة إليه.
وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم، إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن، فهو معصية كبيرة وإثم، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين، فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان، وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها، وتغييرها شرط في التوبة منها.

4- التسمي بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله ومنها : اللات، العزى، إساف، نائلة، هبل...

5- التسمي بالأسماء الأعجمية، تركية، أو فارسية أو بربرية أو غيرها مما لا تتسع لغة العرب ولسانها، ومنها : ناريمان، شيريهان، نيفين، شادي - بمعنى القرد عندهم - جيهان .
وأما ما ختم بالتاء، مثل : حكمت، عصمت، نجدت، هبت، مرفت، رأفت ... فهي عربية في أصلها، لكن ختمها بالتاء الطويلة المفتوحة - وقد تكون بالتاء المربوطة - تتريك لها أخرجها عن عربيتها، لهذا لا يكون الوقف عليها بالهاء.
والمختومة بالياء مثل : رمزي، حسني، رشدي، حقي، مجدي، رجائي هي عربية في أصلها، لكن تتريكها بالياء في آخرها منع من عربيتها بهذا المبنى، إذ الياء هنا ليست ياء النسبة العربية مثل : ربعي، ووحشي، وسبتي ( لمن ولدت يوم السبت )، ولا ياء المتكلم، مثل : كتابي، بل ياء الإمالة الفارسية والتركية . [4]
وأما لفظ (فقي) في مصر، فهو عندهم مختصر (فقيه).
ومن الأسماء الفارسية ما ختم بلفظ (ويه) [5]، مثل : سيبويه ، وقد أحصى بعضهم اثنين وتسعين اسماً مختومة بلفظ (ويه) [6]
وفي اللغة الأردية يقحمون الياء في وسط الكلمة علامة للتأنيث، فيقولون في رحمن : (رحيمن)، وفي كريم : (كريمن) ...

6- كل اسم فيه دعوى ما ليس للمسمى، فيحمل من الدعوى والتزكية والكذب ما لا يقبل بحال.
ومنه ما ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك ..." الحديث، متفق عليه.
ومثله قياسا على ما حرمه الله ورسوله : سلطان السلاطين، حاكم الحكام ، شاهنشاه[7]، قاضي القضاة.
وكذلك تحريم التسمية بمثل : سيد الناس، سيد الكل، سيد السادات، ست النساء.
ويحرم إطلاق (سيد ولد آدم) على غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم" رواه مسلم.

7- قال ابن القيم : "التسمية بأسماء الشياطين، كخنزب، والولهان، والأعور، والأجدع" [8]
وقد وردت السنة بتغيير اسم من كان كذلك.

[1] " مراتب الإجماع " (ص154) ، " مجموع الفتاوى " (1/378-379).
[2] انظر : " تفسير القرطبي " ( 11/130).
[3]انظر : " أحكام أهل الذمة " (2/768-769) مهم.
[4]" مجلة مجمع اللغة العربية بمصر " (18/54) و " أسماء الناس " (1/151) ، " أسماؤنا " (ص35) : " قطوف لغوية" (ص180).
[5] ومن اللطائف هنا إيراد ما ذكره العلماء في ترجمة نفطويه الإمام اللغوي من أنه قيل فيه :
أحرقه الله بنصف اسمه وصير الباقي نواحاً عليه
وفي " الوافي بالوفيات " (6/131) فوائد لطيفة متعلقة بـ ( ويه) في الأسماء الفارسية وطريقة نطقها.
[6] انظر كتاب " سيبويه إمام النحاة " " (ص20-24) من مطبوعات المجمع العلمي العراقي عام 1398هـ.
[7] انظر " معجم المناهي اللفظية " (ص260، 311 ) لراقمه.
[8]" تحفة المودود " ( ص117 ) ، وبعض هذه الأسماء وردت بأحاديث ضعيفة.

يُتبَعُ إن شاءَ اللهُ تعالى
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 11-06-2008, 04:36 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

ماشاء الله
بارك الله فيك
ورزقك الذرية الصالحة
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11-06-2008, 11:19 PM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي


جزاكِ اللهُ عني خيراً أمي الفاضلة
أحسنَ اللهُ إليكِ في الدنيا والآخرة .
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 11-20-2008, 01:38 PM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي


الأصل التاسع
في الأسماء المكروهة

يمكن تصنيفها على ما يلي :
1- تكره التسمية بما تنفر منه القلوب، لمعانيها، أو ألفاظها، أو لأحدهما، لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم، فضلاً عن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء :
ومنها : حرب، مرة، خنجر، فاضح، فحيط، حطيحط، فدغوش ... وهذا في الأعراب كثير، ومن نظر في دليل الهواتف رأى في بعض الجهات عجباً !
ومنها : هيام و سهام، بضم أولهما : اسم لداء يصيب الإبل.
ومنها : رحاب وعفلق، ولكل منهما معنى قبيح.
ومنها : نادية، أي : البعيدة عن الماء.

2- ويكره التسمي بأسماء فيها معان رخوة شهوانية، وهذا في تسمية البنات كثير، ومنها : أحلام، أريج، عبير، غادة ( وهي التي تتثنى تيهًا ودلالاً )، فتنة، نهاد، وصال، فاتن، ( أي : بجمالها )، شادية، شادي ( وهما بمعنى المغنية )[1]

3- ويكره تعمد التسمي بأسماء الفساق الماجنين من الممثلين والمطربين وعمار خشبات المسارح باللهو الباطل.
ومن ظواهر فراغ بعض النفوس من عزة الإيمان أنهم إذا رأوا مسرحية فيها نسوة خليعات، سارعوا متهافتين إلى تسمية مواليدهم عليها، ومن رأى سجلات المواليد التي تزامن العرض، شاهد مصداقية ذلك ... فإلى الله الشكوى.

4- ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية، كمثل ( ظالم بن سراق ) فقد ورد أن عثمان بن أبي العاص امتنع عن تولية صاحب هذا الاسم لما علم أن اسمه هكذا ، كما في " المعرفة والتاريخ " ( 3/201) للفسوي.

5- وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجن : ومنها : فرعون ، قارون ، هامان ...

6- ومنه التسمية بأسماء فيها معان غير مرغوبة، كمثل: (خبية بن كناز)، فقد ورد أن عمر رضي الله عنه قال عنه: "لا حاجة لنا فيه، فهو يخبئ وأبوه يكنز" كما في "المؤتلف والمختلف" (4/1965) للدارقطني.

7- ويكره التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة، ومنها التسمية بما يلي : حنش، حمار، قنفذ، قنيفذ، قردان، كلب، كليب… والعرب حين سمت أولادها بهذه، فإنما لما لحظته من معنى حسن مراد : فالكلب لما فيه من اليقظة والكسب، والحمار لما فيه من الصبر والجلد، وهكذا ... وبهذا بطل غمز الشعوبية للعرب كما أوضحه ابن دريد وابن فارس وغيرهما.

8- وتكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة مشبهة مضافة إلى لفظ ( الدين) ولفظ ( الإسلام ) مثل : نور الدين، ضياء الدين، سيف الإسلام، نور الإسلام ... وذلك لعظيم منزلة هذين اللفظين ( الدين ) و ( الإسلام )[2]، فالإضافة إليهما على وجه التسمية فيها دعوى فجة تطل على الكذب ، ولهذا نص بعض العلماء على التحريم[3]، والأكثر على الكراهة، لأن منها ما يوهم معاني غير صحيحة مما لا يجوز إطلاقه، وكانت في أول حدوثها ألقاباً زائدة عن الاسم ، ثم استعملت أسماء.
وقد يكون الاسم من هذه الأسماء منهياً عنه من جهتين مثل : شهاب الدين ، فإن الشهاب الشعلة من النار، ثم إضافة ذلك إلى الدين، وقد بلغ الحال في إندونيسيا التسمية بنحو : ذهب الدين، ماس الدين!.
وكان النووي رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بمحيي الدين، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بتقي الدين، ويقول " لكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر " [4]
وقد بينت ذلك في " معجم المناهي " و " تغريب الألقاب ".
وأول من لقب الإسلام بذلك هو بهاء الدولة ابن بويه ( ركن الدين ) في القرن الرابع الهجري [5].
ومن التغالي في نحو هذه الألقاب : زين العابدين، ويختصرونه بلفظ ( زينل ) ، وقسام علي ، ويختصرونه بلفظ ( قسملي ).
وهكذا يقولون - وبخاصة لدى البغاددة - في نحو : سعد الدين، عز الدين، علاء الدين : سعدي، عزي، علائي.
والرافضة يذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رحمه الله تعالى : سيد العابدين، وهذا لا أصل له، كما في : " منهاج السنة " ( 4/50 )، و " الموضوعات " لابن الجوزي (2/44-45)، وعلي بن الحسين من التابعين، فكيف يسميه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ؟!
فقاتل الله الرافضة ما أكذبهم وأسخف عقولهم !
ومن أسوأ ما رأيت منها التسمية بقولهم : جلب الله، يعني : كلب الله ! كما في لهجة العراقيين، وعند الرافضة منهم يسمونه: جلب علي، أي: كلب علي ! وهم يقصدون أن يكون أميناً مثل أمانة الكلب لصاحبه.

9- وتكره التسمية بالأسماء المركبة ،مثل : محمد أحمد، محمد سعيد، فأحمد مثلاً فهو الاسم، محمد للتبرك ... وهكذا.
وهي مدعاة إلى الاشتباه والالتباس، ولذا لم تكن معروفة في هدي السلف، وهي من تسميات القرون المتأخرة، كما سبقت الإشارة إليه.
ويلحق بها المضافة إلى لفظ الجلالة ( الله )، مثل : حسب الله، رحمة الله ، جبره الله، حاشا : عبد الله، فهو من أحب الأسماء إلى الله.
أو المضافة إلى لفظ الرسول، مثل : حسب الرسول، وغلام الرسول ... وبينتها في : " معجم المناهي "، و " تغريب الألقاب ".

10- وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام ! مثل : جبرائيل، ميكائيل، إسرافيل.
أما تسمية النساء بأسماء الملائكة ، فظاهر الحرمة ، لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم للملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم.
وقريب من هذا تسمية البنت : ملاك، ملكة. [6]

11- وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم، مثل : طه، يس ، حم ... " وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، فغير صحيح "[7]


[1] - انظر : " السلسلة الصحيحة " ( رقم 216 ) ، و " تربية الأولاد في الإسلام " ( 1/85-86) لعلوان.
[2] - " تحفة المودود " ( ص136 ) ، " السلسلة الصحيحة " ( رقم 216 ) ، " تغريب الألقاب العلمية ".
[3] - انظر : " شرح ابن علان للأذكار " ( 6/130).
[4] - ومن هذا ما يذكر من كراهة التكني بـ ( أبي عيسى ) ، فانظر : " الحطة " ( ص453) لصديق حسن خان ، وتعلق محققه عليه.
[5] " الإسلام والحضارة الغربية " لمحمد كرد علي ، وفيه سياق مهم عن التغالي بهذه الألقاب ، حتى كانت لا تصدر إلا بمراسيم سلطانية ، وربما بذل مال طائل للحصول عليها، ثم ابتذلت حتى سمي بها من لا خلاق له في الإسلام، حتى قال الحسن بن رشيق القيرواني.
مما يزهدني في أرض أندلس أسماء معتضد فيها ومعتمد
أسماء مملكةٍ في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
[6] - انظر : كتاب " الألفاظ والأساليب " (ص152-153) من أن اسم ( ملاك ) مأخوذ من ( الملك ).
[7] - قاله العلامة ابن القيم رحمه الله في " تحفة المودود " ( ص109).

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 11-20-2008, 08:50 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

ماشاء الله
تبارك الله
علمنا الله واياكم
وهب لنا من لدنه علما نعمل به
ونعلمه غيرنا
فتح الله عليك
وجزاك الفردوس الأعلي
ابني البار النبيل
ابو عمر
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 11-20-2008, 11:33 PM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي


اللهم آمين ، وإياكِ أمي
وجزاكِ اللهُ عني خيراً وباركَ فيكِ .
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 11-22-2008, 08:58 PM
أم اليسر السلفية أم اليسر السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بارك الله فيكم
موضوع غاية في الروعة
والحمد لله تم إختيار إسم للمولود سواء كان ذكراً أو أنثي
رزقكم الله نعم الذرية الصالحة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 09:51 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.