#11
|
|||
|
|||
التمثيل ... التكييف تكلمنا في المرة السابقة عن أمر التأويل وهو داخل في التحريف في شرح اعتقاد أهل السنة قول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله " نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل "، التكييف والتمثيل وقد يطلق على التمثيل أسم التشبيه من المنفي بهذه العبارة أما نفي التكييف فمأخوذ من قول ربيعة وتلميذه الإمام مالك رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وهذه العبارة وإن نقلت عن أم سلمة رضي الله عنها إلا أن السند فيه انقطاع ، والأصح وأقدم من نقل عنه هذه العبارة ربيعة شيخ الإمام مالك رحمه الله ووافقه عليها مالك وتواترت عن مالك واستفاضت عنه وتكلم بها أهل العلم موافقين له قابلين لهذه العبارة فنفي الكيف مأخوذ من قول الله عزوجل وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } طه 110 وقال عز وجل وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } البقرة 255 على أحد الوجهين من عله إي من العلم به سبحانه وتعالى ولا يحيطون به شيء تقتضي أنهم لا يستطيعون الإحاطة بكيفية صفات الرب عز وجل بحقيقة هذه الصفات كما أنهم لا يستطيعون الإحاطة بالذات ولا كيفية الذات ولذا قال الإمام الطحاوي رحمه الله في الرؤية " يرونه يوم القيامة بغير إحاطة ولا كيفية وقال عز وجل لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} الانعام 103 فالخلق لا يحيطون بالله عز وجل علماً ولا رؤية وهذا يقتضي أنهم لا يعلمون كيفية صفاته سبحانه وتعالى وليس نفي التكييف هنا نفياً لوجود كيف فإن هذا نفي للحقيقة لو قال ليس هناك كيفية لكان معنى الكلام ليس هناك حقيقة لهذا الوصف لكن هناك كيفية مجهولة للناس لا يعرفون الكيفية لا يعرفون التفاصيل وإنما يعرفون المعنى دون الكيفية وهذا أمر قد أدركته العقول في امثلة كثير في أشياء نعرف معانيها ولا ندرك كيفيتها وكم من أمور عرفنا عنها أمور مجملة ولم نعرف تفاصيلها وقد نطلع على كثير من التفاصيل وقد يطلع البعض منا على شيء من التفصيل والبعض لا يطلع ولا يزال الإنسان يتعلم من تفاصيل تكوينه وتكوين ما حوله من الكائنات مالا يعلمه قبل ذلك ولا يزال هناك قدر أكبر لا يعلمه وهو يعلم شيئاً ولا يعلم كل شيء يكون الأولى والأولى أن الغيبيات التي أخبر الله عز وجل بها تعلم معانيها ولا تعلم كيفيتها ، فليس نفي التكييف هنا نفي مطلق وإنما المقصود به هو نفي التكييف أي بغير تكييف معلوم وبغير تكييف نعلمه وليس نفي للكيفة مطلقاً لأنه يكون نفياً للكيفية وللوصف نفسه أما التمثيل فقد أختار شيخ الإسلام بن تميية رحمه الله هذا اللفظ لأنه الذي ورد بنفيه الكتاب قال الله عز وجل لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى 11 فالله عز وجل نفى المثلية وكثيراً ما ستعمل العلماء وغيرهم لفظة التشبيه في نفس التمثيل يقولون المشبهة وهذا على سبيل الذم لهم وعامتهم قد انقرض لكن لفظ التشبيه أصبح استعماله كثيراً في نفي الصفات كقول من يقول مخالفة الحوادث ينفون بها اليدين والقدم والضحك والإتيان المجيء وسائر صفات الأفعال يزعمون أن مخالفة الحوادث تقتضي ذلك فلفظة التشبيه استعملت كذلك وعامة العلماء يستعملون التشبيه في معنى التمثيل ولذا لا يصح أن نطلق أو كما يطلق البعض أن التشبيه ليس منفي لا ننفي التشبيه لا بل ننفي التشبيه على اصطلاح أهل العلم ننفي التشبيه على اصطلاح أهل العلم الذي هو التمثيل ولم يرد أن الله يشبه العباد حتى نثبته وهو يستعمل في اللغة وفي اصطلاح أهل العلم بمعنى التمثيل فنفي التمثيل هو نفي التشبيه لفظان متقاربا المعنى ووجود تشابه في اللفظ بين صفات الرب وصفات العبد لا يعني التماثل في الحقيقة وهذا التشابه اللفظي من باب التواطئ وليس من باب الإشتراك اللفظي المجرد ، يعني تشابه في اللفظ مع وجود لفظ مشترك في الذهن يفهم به المعنى بخلاف الاشتراك اللفظي المجرد ، العلماء يقسمون الألفاظ اللغوية في دلالتها على المعاني باستقراء اللغة إلى أقسام يسمى منها قسم الألفاظ المتباينة ، كلمات مختلفة الحروف ومختلفة المعاني القسم الأول هو الالفاظ المتباينة كلمات مختلفة الألفاظ مختلفة المعاني مثل أرض وسماء مثل ذكر وأنثى مثل بر وبحر هذه الكلمات كل منها شكل الكلمة مختلف عن شكل الأخرى مثلاً أرض وسماء هذه أ ر ض وهذه س م ا ء وكل منها يدل على معنى مختلف هذه معنى وهذه معنى وكذلك ذكر وأنثى هذه ذ ك ر وهذه أ ن ث ى هذا الكلام إذاً ألفاظ مختلفة ومعاني مختلفة قد تكون متناقضة أو غير متناقضة يعني ذكر وأنثى ليسوا متناقضين وبر وبحر ليسوا متناقضين وقد تكون متضادة مختلفة تمام الإختلاف ، القسم الثاني هو الألفاظ المترادفة ، ألفاظ مختلفة في الحروف ومتفقة في المعنى كلمة أسد وليث وقسورة كلها بمعنى واحد والحقيقة أن هذه الحروف مختلفة تماماً ليس بينها وبين الكلمة الأخرى علاقة ، نعم الأسد يأخذ أسامي كثير جداً غدنفر و حيدرة الغرض المقصود أنها ألفاظ بمعنى واحد ولكنها قريبة المعنى أو تدل على نفس المعنى هناك قسمان هما الكلام عليهما مقدمة في توضيح معنى التكييف والتفويض ومعرفة الكيف ومعرفة المعنى الالفاظ المشتركة الفاظ حروف واحدة وفي نفس الوقت ليس بين معانيها أي تعلق ، لفظ واحد يدل على معاني مختلفة كل منها لا تعلق له بالآخر مثل كلمة عين ، كلمة عين تطلق على عين الإنسان وتطلف على عين الماء وتطلق على الذهب يقال العين بالعين يعني ذهب بذهب وتطلع على العين يعني مدينة اسمها العين في الإمرات مثلاً كل هذه ما العلاقة الناشئة بين هذا الأشياء وبعضها الأشياء هذه ليست مرتبطة ببعضها لها ألفاظ واحدة ,، ممكن تكون الألفاظ المشتركة هذه متناقضة يعني متضادة مثل القرء يطلق على الطهر ويطلق على ضده الذي هو الحيض يطلق على الأمرين معاً الفاظ واحد تطلق على معاني مختلفة وقد تكون متضادة اسمها الاشتراك اللفظي يعني لفظ مشترك فقط أما المعاني فليس لها تعليق، أما الألفاظ المتواطئة ألفاظ مشتركة تدل على معاني بينها قدر مشترك السماء شيء والأرض شيء الإنسان حي والنبات حي والحيوان حي معنى الحياة لو قلنا الإنسان حي والحيوان حي والنبات حي في معنى مشترك موجود وإن كان وجود كل من هذه الأشياء منفصل عن الآخر في الحقيقة حياة الحيوان غير حياة الإنسان غير حياة النبات ومع ذلك لو قلت لك الفيروس تقول ما هذا الفيروس ، هو شيء حي أم شيء ميت ؟ أقول لك حي ، لكن حياته حياة غيرية تعتمد على وجود شيء آخر أنت فهمت معنى لما قلت لك أن الفيروس حي ، ما الذي دعاك مع أنك لم تعرف ما معنى فيروس ممكن واحد لا يعرف ما معنى فيروس بالنسبة له ، لا يعرف ما هو حقيقة هذا الفيروس RNA ـ ANA أم مادة وراثية فقط أم ماذا ؟ لا يعرف ماهذا الفيروس ، كثير جداً يظن أنه مثل البكتريا لأ هو ليس مثل البكتريا لكن سأقول لك أنه حي تمام , بخلاف مثلاً التراب أو ذرة الصوديوم مثلاً أو أي شيء مثلاً أو قطعة حديد عبارة عن ماذا ؟ عبارة عن قطعة جماد ، فأنت فهمت معنى من كلمة الحياة مع أن حياة هذا غير حياة هذا ووجود هذا غير وجود هذا ، هي كائنات مختلفة عن بعضها ولكن فهمت معنى مشتركاً مثل ما أقول لك السماء زرقاء والبحر أزرق والعين عين الرجل زرقاء وثوبه أزرق أنت فهمت معنى الزرقة المشترك بين هذه الأشياء لفظ هو واحد هنا زرقاء وهنا زرقاء وهنا أزرق لفظ واحد والقدر المشترك موجود في ذهن الإنسان ، إن لم يكن موجود في ذهن الإنسان لو قلت لك السيارة رزقاء إن لم يكن عندك معنى الزرقة في ذهنك لم تعرف ما معنى السيارة زرقاء لو واحد غير عربي وقلت له( زرقا (tha car isسيقول زرقاء يعني طويلة أم قصيرة أليس كذلك إلى أن يعرف أن أنا قصدي أنها لها لون وموجود عنده في ذهنه معنى الزرقة ، هذا القدر المشترك موجود في ذهنه من هنا يعلم معنى زرقة السيارة إن كانت هي بلا شك ممكن تختلف عن زرقة السماء وممكن تختلف عن زرقة البحر وممكن تختلف عن زرقة الثوب فضلاً عن كيفية السيارة نفسها شيء مختلف تماماً ، يعني مختلفة عن بعضها لكن في قدر مشترك في الزرقة موجود في ذهن الإنسان ، الخارج ليس بينها اشتراك السيارة شيء والثوب شيء والسماء شيء كل منهم وجوده مستقل وكيفيته مستقل واتصفاه بالزرقة مختلف ومع ذلك في قدر مشترك أنت فهمت منه معنى معين لو قلت لك شيء أنا أوصفها لك عن بعض وأنت لم تراها هذه زرقاء ، لو قلت روز دي روز تقول ما معنى روز دي روز هذه ، واحد قال عربية أن فهمت شيء من معنى كلمة عربية عبارة عن شيء بأربع عجلات ولها شكل معين مع أنه ممكن كثير جداً من الجالسين لم يرو هذه ما شكلها ؟ سيارة قديمة ، المهم أنه لما قلنا سيارة فهم منها لوجود قدر مشترك أيواكس يقول ما هذا ؟يقول هذه طيارة مع أنك لم تراها لكن فهمت منها أنها طيارة فهمت منها وجه معين شيء يطير وله جناحان وممكن يكون بشكل مختلف عن الذي أنت لم تقدر أن تعرف كيفيته لأنك لم تراه ومحتاج توصيف دقيق لكن فهمت معنى مشترك فهمت المعنى ولم تدرك الكيفية ما الذي جعلك تفهم المعنى ؟ وجود القدر المشترك التي هي في الألفاظ المتواطئة هذه ، مع إن الألفاظ فيها تشابه إلا أن الحقيقة ليست متشابهة ليست متماثلة وكيفية الإتصاف بهذا الوصف أيضاً ليس متماثلة ومن هنا نقول أن صفات الرب سبحانه وتعالى ننفي الكيفية المعلومة وننفي المماثلة مطلقاً عن المخلوقات ، نقول من غير تعطيل ولا تحريف ومن غير تكييف ولا تمثيل ، ننفي التشبيه والتمثيل ، هذا الشبه في الحقيقة أما في اللفظ فيمكن أن يكون هناك ألفاظ ، ربنا قال عن نفسه وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا } النساء 134 وقال عن الإنسان إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا } الانسان 2 أنت فهمت معنى سميع بصير في صفات الله عز وجل مبني على وجود القدر المشترك في ذهن عن معنى كلمة السمع والبصر ومن هنا فهمت المعنى وإن لم تدرك كيفية اتصاف الرب سبحانه وتعالى بمعنى السمع والبصر ، كيفة صفات الرب عز وجل من هذه الصفات فهمت المعنى ولم تفهم الكيفية فهذه الألفاظ في الأسماء والصفات التي في تشابه لفظي بين ما وصف الله به بعض المخلوقين وبين ما اتصف به سبحانه وتعالى ، سميع مثل سميع وبصير مثل بصير في تشابه ولكن الحقيقة مختلفة والكيفية مختلفة والكيفية في حق الله عز وجل مجهولة بل نحن كيفية اتصافنا في التفصيل الدقيق في جهل يعني نحن فهمنا جزئية كبيرة وكل ما نتعمل أكثر نعرف ما معنى السمع ونعرف أنه سمع الإنسان هذا عبارة عن أنه جملة أمور تحصل يدرك الإنسان بها الصوت ، اهتزاز طبلة الأذن تنقلها إلى العظمات الصغير التي بداخل الأذن ثم تصل إلى نبضات كهربائية ينقلها العصب السمعي ثم بعد ذلك تصل عبر سلسلة من التوصيلات الكهربائية والكيميائية من مركز معين في المخ يفسر هذا ومرتبط بالقشرة المخية يفسر الكلمة ويفهم معناها ، عدة أمور ومع ذلك نقول أشياء كثير لم نفهمها بعد ، هذا الجزء الطبي وممكن يكون في محاضرات طويلة وحاضرات عدة وكتب مؤلفة في موضوع السمع كيف يسمع الإنسان ، الغرض المقصود أن الإنسان أنظر إلى الأنسان وسمعه طيب الحيوان يسمع لكن الحيوان ليس عنده فهم للكلمات أليس كذلك ، سمع ا لإنسان مختلف عن سمع الحيوان مع إن سبحان الله الكيفية موجود يعني العظمات هذه موجود في أذن البقرة موجود فيها العظم وأذن الإنسان موجود فيها العظم هذا لكن الحيوان ليس عنده مخ يفهم في مركز استقبال يسمع صوت ولذلك لو نبهت الحيوان بصوت يلتفت وفي أصوات معينه يفهم منها معنى معين مثل "حا" و "هس" مثلاً يقف ويتحرك ونحو ذلك من الالفاظ يكون الحيوان له دراس معين بها ولكن لو كلمت الحيوان ممكن لا يفهم أشياء كثير جداً وهكذا في الأمور فنقول كيفية ادراكنا لهذه الالفاظ متفاوت ومع ذلك وفي جزء لا نعرفه على التفصيل الدقيق جداً ونقول أن في جزء كبير من الكيفية نعلمه وجزء أكبر منه لا نعلمه ،فكيف في حق الله عز جل ، الأولى والأولى أننا لا نعرف كيفية صفات الرب سبحانه وتعالى ولكن فهمنا المعنى ؟ نعم من أي قدر مشترك الأشتراك هذا أين؟ في ذهن الإنسان ، لما نقول مثلاً هل النبات يسمع ؟ واحد يقول لا أعلم إذا كان يسمع أم لا سنبحث في هذا الموضوع لأن في نباتات فعلاً يؤثر فيها الأصوات وفي نباتات لم يؤثر فيها الصوت ،لكن الجماد يسمع ؟ واحد يقول لا يسمع، كلمة يسمع هذه مع أن النبات ليس له أذن أليس كذلك ومع ذلك في تأثير بالصوت على النبات وفي أشياء مدمرة ممكن تكسر الحجر في أصوات ونبضات معينة وألم يفتتوا بالحصوة الآن بالموجات الصوتية وفوق الصوتية إذا لها تأثير وفي بعض النباتات ممكن تتأثر بأصوات معينة وبأضواء معنية، النبات يتأثر بالضوء مع أنه ليس له عين ومع ذلك نقول يبصر ولكن له إدراك معين ، إذاً نقول مثل هذه الأمور لما تكلمنا عنها في حق النبات أو في حق الإنسان أو في حق أي شيء لما فهمنا الكلام بناءاً على أن في قدر مشترك موجود في فهم الإنسان عن معنى السمع والبصر ، يتكون لديه هذا الأمر من كونه طفل صغير مهيء لذلك يسمع الكلمة لأول مرة ثم يجد تطبيقاتها في الحياة فيدرك معناها في مراحل العمر الأولى أو يدرك مرادفاتها إذا بدأ يتعلم اللغات الأخرى أو يدرك مرادفاتها إذا بدأ يتعلم اللغة الخاصة به فيدرك الإنسان بالتدريك هذه المعاني ، فالإنسان يدرك هذه الأمور من خلال التعلم المبدأي في حياته الأولي يتكون القدر المشترك هذا بأنواع من الإدراك لا يستلزم الصورة ، يعنيي واحد على سبيل المثال الصورة أكيد تقوي الإدراك ، لاكن واحد مثلاً هيلنكيلر هذه كانت صماء عمياء وفهمت أم لا ؟ فهمت ، الإنسان ربنا خلقه عنده قدرة على الفهم ممكن يدرك بالإحساس ويدرك حتى يدرك معاني كثيرة ويستطيع التعبيرعنها وإن كان استماع السمع والبصر بالتأكيد يدرك ، الغرض المقصود أننا نفهم معنى كلمة سمع ونفهم معنى كلمة بصر ، ونقدر على نقلها إلى الآخرين من خلال ما تكون لدى الإنسان مما خلق الله به عز وجل من البيان إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا } فالبيان هذا مبني على الكلمات التي تتردد والمناظر التي يراها وترتبط به يحضر شيء أزرق ويقول له أزرق ويحضر أخرى وأخرى حتى يستقر في ذهنه معنى الزرقة يستقر في ذهنه معنىا السيارة يستقر في ذهنه معنى الطعام يستقر في ذهنه معى الطعام يستقر في ذهنه معنى الشراب وهكذا حتى يفهم معاني كثير جداً ويحيط بها فيعرف معانيها ، تخبره عن أشياءغائبة لايعرف كيفيتها يفهم معناها دون أن يعرف كيفيتها يسألك عن تفاصيل حتى يعرف كيفية أكثر حتى أن يراها فيعرف كيفية زيادة جداً يفتحها ويفصصها يعرف تفاصيل أدق وهكذا ويظل جزء في الآخر لا يحيط به الإنسان ،لأنه على التفسير الآخر وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } البقرة 255 علمهم الله كل الأشياء التي علمنا الله أياها مازلت غيب عنها وكل صاحب علم يدرك من هذا أكثر مما يدركه غيره يني عالم الجولوجيا يعلم أن معلوماته في الجولوجيا 90% من الكون لا يعلمه وأقل بل 99.99% من الأرض لا يعلمه، والجاهل يقول أن علماء الجولوجيا يعلمون كل شيء في الدنيا ، علماء الطب هم مدركين أنفسهم أن معلوماتهم عن جسم الإنسان وعن التفاصيل الدقيقة 1% والجاهل يقول أن الطب عرف كل حاجة ، الجاهل هو دائماً المغرور ، صاحب علم الفلك عارف نفسه وعارف علماء الفلك أنهم لا يعلمون 1.000000% من الأفلاك مع أن علمهم أكثر من علم غيرهم ، الجهلة يظنون أن علم الفلك هذا أن كل ذرة في الكون يعرفونها ، وهذا من الجهل وهذا الذي جعلهم يغروا بالعلم والعياذ بالله أن عرفة قتل الجبلاوي والعياذ بالله أن العلم قتل الإله والعياذ بالله أي لا نحتاج في عصر العلم إلى وجود الإله نعوذ بالله من الكفر ونسأل الله العافية ، فالغرض المقصود أن علم الإنسان بالكيفية في الأشياء المحسوسة المدرك التي يفصلها ويشرحها يعرف في تفاصيل معينة وعلم من الكيفيات أدق منها الأولى والأولى الأمور الغائبة عنها ، إذا كان في الشهادة علمه كذلك يعرف تفاصيل ولا يعرف كل الكيفيات ولا يعرف كل التفاصيل ، فأعظم من ذلك علم الغيب لأنه لا يستطيع أن يعرف الكيفية وإن ادرك المعنى فهنا يأتي الكلام على إن طريقة السلف في إثبات أسماء الله وصفاته أن في كيفية لصفات الله عز وجل ولكنها مجهولة لنا فنحن لا نعرف الكيفية وأن أدركنا المعنى هي مجهولة لنا ، فهنا تأتي قضية التفويض في قضية الكيف والمعنى لكن بينا ذلك لكي يتضح لنا الأمر ، الفرق بين التمثيل والتكييف أن التمثيل نوع خاص من أنواع التكييف ، نقول أن ممكن نتخيل كيفية معينة مثل الشيء الفلاني أنا أقول شبهه أو مثله نقول مثلاً الزنجي إنسان مثل الأبيض الترتيب هذا إذاً أنا أعرف أن في تشابه في صفات بين هذا وهذا وإن اختلف هناك بعض الاختلاف فلما أقول لواحد لم يعرف ما معنى كلمة زنجي فلما قلت له فلان هذا زنجي يقول ما هذا أقول له نوع سلالة من الأجناس البشرية ففي فهم المماثلة أن يقول أن هذا إنسان له وجه ويدان وعينان فيفهم التمثيل ممكن اقول له في حاجة معينة لها كيفية مجهولة بالنسبة لك تماماً لا تعرف كيفيتها أو واحد يفكر في حاجة جديدة بخترع مثلاً عربية ، سنقول له أنا اشتريت عربية مثلاً من الطراز الفلاني يقول مثل ماذا ؟ أقول مثل العربية التي تراها هذه ، وواحد ثاني يقول أنا اخترع عربية محصلتش طيب يقول له هذا سر هذا في دماغي هو الذي يخترع عربية جديدة سيصنع لها شكل معين وإن كان هناك تشابه لدرجة ما لكن الكيفية الجديدة تكون مختلفة فالرجل الآخر الذي يسمع منه أنه سيصنع عربية كيفيتها بالنسبه له ليس لها مثيل فيكون انتفي التمثيل لكن لم ينتفي التخيل التخيل موجود في ذهنه لكن ليس له وجود ولكن في في الذهي فنقول التمثيل نوع خاص من التكييف فيكون التكييف أعم ، أعم لماذا لأنه يشمل الموجود في ذهنه والذي لم يوجد مازال في التخيل فلذلك نقول قد يقول قائل هو يشبه كذا هذا تمثيل وقد يقول هو لا شبه أحداً لكن له كيفية خاصة في ذهني أنا لا أستطيع أن اشبهه بأحد هذا يكون تكييف إذاً التكييف أعم من التمثيل ، هو أن تكون له في ذهن المكيف ليس في شيء من الموجودات كالذي يخترع شيئاً جديداً صورته المثاليه ليست موجودة في المشاهدات أمامه لكن هي موجودة في ذهنه فالتمثيل نوع خاص من التكييف ، التمثيل والتكييف كلاهما باطل لكن الفرق أن نفي التكييف المقصود به نفي علمنا نحن به لا نفيه مطلقاٌ ، نفي علمنا نحن بالتكييف فلا نقدر أن نعرف كيفية صفات الله لكن نحن ننفي التمثيل مطلقاً هناك كيفية لصفات الله لكن نحن لا نعرفها ، أما نفي التمثيل فهو مطلق نفي مطلق ليس هناك مثيل لله ولا لصفاته عز وجل فالتمثيل منفي وجودة ، المثيل معدوم أما الكيفية فهناك كيفية لا نعلمها فالكيف ليس معدوماً بالكلية بل هو موجود لكنه مجهول لنا لذلك الإمام مالك قال الكيف مجهول هذا دليل على وجود كيفية لكن هي مجهولة بغير تكييف يعني بغير تكييف نعلمه بغير تمثيل يكون بغير تمثيل مطلقاً لأن الله نفى المثلية لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } الشورى 11 أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ..... |
#12
|
|||
|
|||
التــحــريـف نقول نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تحريف ومن غير تكييف ولا تمثيل أما التحريف فنوعان : التحريف اللفظي فمعناه تحريف اللفظ في اللفظ الآتي والحديث ، كقول بعض المعتزلة في قول الله تعالى { وكلم اللهُ موسى تكليماً } يقرؤها { وكلم اللهَ موسى تكليماً } يصبح موسى فاعل وهو الذي تكلم والله مفعول به ، إذا الكلام هنا اثبات الكلام لموسى ويجعل الآية ليس فيها كلام لله ويثبت أن الكلام لموسى وليس صفة لله فجعله من فعل موسى ليهرب من اثبات صفة الكلام ، وهذا لا يمكنه في مثل قول الله تعالى { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه } ماذا يصنع فيها ؟ لا يستطيع فهي لا تحتمل إلا وجهاً واحدً ، أما التحريف المعنوي فهذا هو الأكثر ، والأغلب والأعم في التحريف المعنوي نادر أما التحريف المعنوي هو الأكثر وهو تحريف المعنى بحيث يبقى اللفظ على ما هو عليه لكن يحرف المعنى ويدخل في التحريف التأويل المذموم وفي الحقيقة مقصد شيخ الإسلام من كلمة التحريف يقصد بها التأويل ولكن التأويل لأنه لفظ ورد في الكتاب والسنة ولها معاني مشتركة ومتعددة لم يقل نؤمن من غير تأويل لأن كلمة التأويل هذه في تأيل صحيح ولذلك قال من غير تحريف ولأن شيخ الإسلام حريص على أن ينفي ما نفاه الكتاب والسنة ، ما الذي ورد ذمه في القرآن ؟ التحريف { يحرفون الكلم عن مواضعه فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم } وهذا كما هو تحريفهم في حطة إلا حنطة فكان هذا من التحريف فلذلك يدخل في التحريف التأويل المذموم ، لماذا التأويل المذموم ؟ لأن في تأويل غير مذموم ،هو تأويل دل عليه الدليل إذاً هو في الحقيقة من باب التفسير ، يدخل في التحريف التأويل المذموم الذي ابتدعه بعض الخلف بشبهات عقلية فاسدة كقول المعتزلة ومن وافقهم فيما بعد عصر المعتزلة وبعد هزيمة المعتزلة وانقراضهم واقعياً وإن بقيت كتبهم وافقهم الاشاعرة بعد ذلك في { الرحمن على العرش استوى } أي استولى تحريفاً للمعنى هم يثبتون اللفظ ويحرفون المعنى الحقيقي ، المعنى الحقيقي هو العلو والارتفاع والصعود وهو فعل لله عز وجل فعله سبحانه وتعالى بعد خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، فعلاً يليق بجلاله وعظمته وفسر السلف استوى بما ذركنا أي علا وارتفع وصعد وبعضهم فسره باستقر ولا يصح ولا نظير لاستقر في صريح الكتاب والسنة بخلاف علا وارتفع وصعد وقد وردت في أحاديث أخرى لذلك كان في الحديث الصحيح أن استوى بهذه الألفاظ الثلاثة وهو علو خاص على العرش بالإضافة على العلو العام على جميع الخلوقات وهو صفة لله عز وجل وصفة الاستواء صفة فعلية كانت في وقت ذكره الله عز وجل قال { ثم استوى على العرش } بعد خلق السماوات والأرض بستة أيام ، نقول تحريفهم استوى بمعنى استولى كان تحريفاً للمعنى ، هم يثبتون اللفظ يعني لو قلت له { الرحمن على العرش استوى } سيقول نعم ، لكن استوى ما معناها يقول استولى ، يحرفون المعنى الحقيق وهو العلو والارتفاع والله عز وجل على العرش استوى لمعنى علا وارتفع ينفون ذلك يقولون لا يجوز أن يوصف بالاستواء والفوقية لكن هو استواء هو الاستيلاء ، وكلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله يقول ما أشبه اللام التي زادها هؤلاء في استوى بمعنى استولى بالنون التي أزادوها في حطة يقول { ادخولوا الباب سجداً } يقولوا حطة وحط عنا خطايانا فاستهزاءً منهم وسوء أدب مع الله قالوا حنطة يعني حبة في شعرة وحنطة عبارة عن حبة في غلاف فيه شعرة من ناحية وشعرة من ناحية أخرى فقالوا حنطة ـ حبة في شعرة ـ حرفوا اللفظ وقالوا المعنى الخاص به ـ ودخلوا يذحفون على استاهم ،على ستاهم بدل ما يدخلوا سجداً دخلوا يذحفون على مقاعدهم استهزاءاً منهم بالشرع والعياذ بالله طوائف منهم فعلت ذلك فأنزل الله عليهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون فكان الواجب عليهم أن يدخلوا فيصلوا كصلاة الفتح عندما يمن الله على المسلمين بفتح بلد فيستحب أن يدخلوا يصلون ، إذا دخلوا فيصلوا صلاة الفتح ثمان ركعات كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، مع أن استوى ليست لغة بمعنى استولى إلا في كلام الأخطل النصراني المثلث الذي ليس بحجة في اللغة الذي قال استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق فهذا الكلام ليس الأخطل بحجة في اللغة حتى يستدل بكلامه ولو كان فهذا تأويل لا دليل عليه فلا يقبل ، لأن لابد حتى يحمل الكلام على هذا المعنى المرجوح من دليل ، ثم استوى بمعنى استولى تقتضي وجود منازعة ووجود مالك قبل ذلك لهذا العرش استولى عليه من استولى عليه عليه ، فهل يقولون بوجود من كان مالكاً للعرش قبل الله عز وجل واستولى الله عز وجل منه كما أن بشر استولى على ا لعراق بعد أن كان هناك من كان يملكها غيره ؟ فهذا كلام باطل من جهة المعنى وباطل من جهة اللغة وباطل من جهة الإعتقاد وباطل من كونه لم يرد عن أحد من الصحابة والسلف رضوان الله عليهم أنه فسر استوى بمعنى استولى ، كما ذكرنا الاستواء علو الخص لأن العلو على سائر المخلوقات صفة ذاتية أزلية ، الله عز وجل الأعلى قبل خلق السماوات والأرض وعندما خلقها وبعد أن خلق السماوات والأرض استوى على العرش استواء خاصاً وعلواً خاصاً ، أيضاً من التأويل المذموم والتحريف المذموم قولهم في قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ينزل ربنا تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر ليلاً فيقول من يسألني فأعطيه من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر ) متفق على صحته وفي روايات في الصحيح يقول الله عز وجل ( لا أسأل عن عبادي غيري ) وهذه الرواية تمنع كل تأويل ، ( لا أسأل عن عبادي غيري من يدعوني فأستجيب له هل من سائل فأعطيه) ونحو ذلك ، الأداء حين الفجر الصادق ، يقول الأشاعرة في هذا الحديث ينزل أمر ربنا أو ينزل ملك من ملائكة ربنا وهو أصلاً بعضهم يحتج برواية ثبت فيها لفظ القيام فينزل ملك فيقول هل من سائر فيعطى ، وهذه الرواية في الحقيقة لا تنافي نزول الرب عز وجل فلا شك أن نزول الرب سبحانه يكون معه نزول ملائكة من ملائكته والملائكة تتنزل في أوقات كثيرة عديدة وهذا الوقت خصوصاً الملائكة فيها ينزلون يستغفرون ويحثون المؤمنين على الاستغفار لذلك ، لكن هل هناك منافاه بين نزول الملائكة وبين نزول الرب سبحانه وتعالى كما قال عز وجل { وجاء ربك والملك } فهل مجيئ الملائكة ينفي مجيئ الرب ، مجيء الرب جاء سبحانه وجاء الملائكة وفعل الله غير فعل الملائكة ، ولذلك الرواية التي فيها نزول ملك ليست بحجة في الدليل لأن رواية لا أسأل عن عبادي غيري لا يصح معها أن يكون الملك هو الذي ينادي لأن من يسأل فيعطى وهل من داع فيستجاب له هذا ملك غير الله عز وجل والله عز وجل هو الذي يقول لا أسأل عن عبادي غيري ، إذاً لا يمكن أن يكون ملك يقول لا أسأل عن عبادي غيري يستحيل ، فلا يصح هذا التأويل ، لكنهم لا يثبتون نزول الرب سبحانه وتعالى لماذا ؟ لأنهم يقولون أن هذا النزول لا يليق بالله ولا يجوز أن يوصف الرب بالنزول والصعود الارتفاع والانتقال وذلك كله جهل عظيم ، ذلك لأن صفات الله سبحانه وتعالى وأفعاله نأخذها من كتاب ربنا ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فمصدر التلقي في عقيدة أهل السنة والجماعة وعقيدة السلف هو الكتاب والسنة ليست العقول ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن الله ينزل إلى السماء الدنيا ولذلك لا نتصور ولا نسأل عن كيفيات ملازمة لكيفيات نزولنا ،يعني البعض يقول أينزل ويخلو منه العرش ؟ أم ينزل ولا يخلو منه العرش ؟ نقول قادر على أن ينزل ولا يخلو منه العرش . يعني ماذا ينزل ويخلو منه العرش ؟ يعني هل ينافي ذلك صفة العلو والاستواء وصفة النزول ؟ نقول لا منافاه هو عز وجل على العرش استوى وهو ينزل كيف يشاء استواء يليق بجلاله ونزولاً يليق بجلاله لأنه لم يرد أن هذا يعارض هذا ، نحن عندنا يلزم من النزول أن تنتفي صفة العلو الأخرى وأما في حق الله عز وجل فلا تنافي لأنه نزول ليس كنزولنا ، من يقول نزل كنزول هذا يكون كذب على الأئمة ولا يكون هذا من علماء المسلمين لأنه شبه نزول الرب عز وجل بنزول هذا ، مما يكذبون على شيخ الإسلام وتجد ألفاظاً كثيرة في الكتب التي تذم شيخ الإسلام بن تيمية بالكذب والزور أنه كان على المنر فقال ينزل كنزولي هذا ثم ينزل من على المنبر، هذا من الكذب على شيخ الإسلام ، سبحان الله ينفي التمثيل والتشبيه في كل كتبه ، فإنما لما لم يجدوا شيئاً يطعنون به إلا الكذب ليرودوا على الناس مذمته والطعن فيه فتجد بعض الضعفاء العقول ينشرون هذا الكلام رغم نصوص كتب شيخ الإسلام وأنها انتشرت والحمد لله خلاف زمان مثلاً كانت الكتب مجهولة ، الآن مطبوعة في كل مكان أن شيخ الإسلام ينفي التشبيه والتمثيل فيكف تزعمون أنه يقول نزل كنزولي هذا ؟!! نعوذ بالله فأصبحت يعني محاولات مفضوحة بفضل الله سبحانه وتعالى ، في الحقيقة الذي نفى الصفة هو الذي وقع في التشبيه لأنه اعتقد أن ظاهر الكتاب والسنة التشبيه والكفر تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، أخبر الله عز وجل عن صفة اليد بقول { وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان } لإثبات اليدين لله عز وجل فلا يجوز بعد ذلك لعبد أن يقول أن اليد التي وصف الله بها نفسه هي جارحة وأن الجوارح هي جزء من أجزاء البدن ، هذا لايليق بالله ! من الذي قال لك أن اليد جزء ؟!! أقلنا لك أن ليد جزء ؟؟! اليد جارحة ؟!! هي عندنا نحن بعض منا لكن في حق الله ليست أبعاضاً كما أن السمع في حقنا عرض وليس في حق الله عرض ، عرض يعني شيء يعرض للذات العرض والجوهر هذه اصطلاحات فلسفية الجوهر الذات والعرض ما يحصل له من صفة أو فعل فيقولوا الصفات إما أعراض أنه يقتضي أن يكون عرض يعني حدث لشيء ، نحن أصلاً كانت ماتنا ليس فيها صفة السمع وكنا تراب وماء وبعد ذلك عرض لها الصفة، هي في حقنا نحن أعراض ، لم نكن نسمع أصبحنا نسمع كنا ماء وطين ثم صرنا بشر نسمع ونبصر فالسمع والبصر في حقنا نحن أعراض لكن لا نقول أن السمع والبصر في حق الله أعراض كما لا نقول أن اليد والوجه والرجل في حق الله أبعاض أو أجزاء أو جوارح بل نقول عن الصفات التي هي في حقنا أعراض نسميها صفات والتي هي في حقنا أبعاض نسميها أيضاً صفات لا نقول أبعاض ولا أعراض ولا نقول هذه المصطلحات التي كذب بسببها الكتاب والسنة ، هم يسمونها الأول أبعاض ثم ينفوها وبعد ذلك يأولوها فنحن لا نقبل الأمر من أوله ، لا نسميها جوارح لا نسمي اليد جارحة ولا نسميها بعضاً من الله ولا جزء من الله تعالى الله عن لذلك ، فهم قالوا اليد التي وصف الله بها نفسه جارحة وهذا لا يليق ونحن نعرف ما يليق بالله فنصرف اللفظ الذي ورد في معنى آخر وهو معنى القدرة والنعمة ، هذا كلام باطل أأنتم أعلم أم الله ، الله عز وجل أعلم بما يليق به والرسول صلى الله عليه وسلم أعلم بما يليق به وما تكلم مرة واحد بأن اليد لا تليق بالله أو أن النزول لا يليق بالله ، هو الذي تكلم بذلك وسكت صلى الله عليه وسلم عن تفسيره فنسكت نحن كذلك ، كذلك لا يجوز بعبد أن يقول أن قوله تعالى { بل يداه مبسوطتان } معناه قدرته أو نعمته لأن اللفظ لا يحتمل ذلك لماذا ؟ لأن صفة القدرة هي صفة واحدة فلا نقول أن لله قدرتين أو أن لله نعمتين ، والأوضح منها { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } لأنها لا تحتمل ولن تستعمل قط إلا في إثبات اليدين ، وكذلك لا يصح معنى النعمة لأن نعم الله لا تحصى وقدرته صفة ذاتية قائمة به عز وجل فكيف يكون { بل يداه مبسوطتان } يعني يداه أو نعمتاه ؟!! ، الذي يحرف يسمي ما يفعله تأويلاً والتأويل هو الكلمة المشهورة عندهم فلا يسمون التحريف تحريفاً لكن يسمونه تأويلاً لنصوص متشابهة كما يزعمون ،نصوص الصفات متشابهة لكن ليست من كل وجهة ليست بمعنى مجهولة المعاني ، هم سمونها نصوص متشابهة لكن ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سمى نصوص الصفات متشابهة كما قال مازال هؤلاء عندما ذكر ابن عباس رضي الله عنه في الصفات فانتفض رجل عنده انكاراً بذلك فقال ما بال هؤلاء يجدون رقة عند محكمة ويهلكون عند متشابهه؟ , سمى أنكاره ماذا ؟؟ هلاكاً ، ولما سماها متشابهة ؟ لأنها اشتبهت على أهل الزيغ والضلال ، ولأنها تحتمل معاني قد تكون من جهة اللغة بعيداً عن الدلالة الشرعية ، تحتمل من جهة اللغة عدة معاني من ضمنها التشبيه لكن ماذا يصنع أهل الحق في هذه النصوص المتشابهة ؟ رد المتشابه إلى المحكم يتسق الكتاب كله ، { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } النصارى تمسكوا بهذه وقالوا إنا ونحن تدل على الجمع فالله ثالث ثلاثة !! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ، تركون المحكم عند قوله { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد} وتركوا المحكم من قوله { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } وغير ذلك وقال عز وجل عن الملائكة { بل عباد مكرمون } فتركوا كل هذا المحكم وابتعوا المتشابه ، هو اشتبه عليهم ومن جهة اللغة يشتبه لو لم يرد إلى المحكم لأن أنا ونحن تستعمل في اللغة العربية وفي غيرها في حق الواحد المعظم نفسه وفي حق الجماعة المتكلمين أو واحد يتكلم مندوباً عن طائفة فزعموا هم أن هذا المعنى هو المقصود أن هذا المعنى يتحدث عن الجماعة جماعة متكلمين ولا شك أنه من باب الواحد المعظم لنفسه لأنه عندما رددناه إلى المحكم نحو قوله { قل هو الله أحد } تأكدنا وعلمنا يقيناً أن الله هو الواحد الأحد وهو الجبار ليس جمعاً وإنما هو احد يعظم نفسه فهذا مستعمل في اللغة وهذا جائز في اللغة ومن منقتضياتها هذا الاستعمال فاشتبه عليهم فوجب أن يرد إلى المحكم فهؤلاء تركوا المحكم واتبعوا المتشابه فزاغوا وهلكوا والعياذ بالله ، كذلك نصوص الصفات يمكن لغة أن تحتمل التشبيه لكن لو رددناه إلى المحكم من قوله { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } ورددناه إلى المحكم {مثل قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فالمقصود الإثبات بلا تشبيه إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل تنزيه في قوله { ليس كمثله شيء } بلا تعطيل لأنه قال { وهو السميع البصير } أثبت أنه لم يلد ولم يولد ونفي الكفو عنه سبحانه وتعالى وأثبت الواحدانية وصفات الكمال { قل هو الله أحد الله الصمد } الذي يلجئ إليه في الحوائج له صفات لها معاني ثابتة وليست لا من باب التحريف لا نقول بالتجهيل ولا نقول بالتكييف ، التجهيل أن يكون ليس لها معاني معلومة ، بل لها معاني معلومة ولكن كيفية تليق بذات الرب سبحانه وتعالى كما سيأتي فسموا هذه النصوص نصوص متشابهة لكي يحرفوها وظنوا أن هذا هو المقصود من قوله سبحانه وتعالى { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب } المحكمات التي لا تحتمل إلا معنى واحداً ، هن أم الكتاب أي أصله الذي يرجع إليه عند الإختلاف { وأخر متشابهات } {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله } هم حملوا الآية على { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } على القراءة الأخرى وقالوا الراسخون في العلم هم الخلف الذين علموا التأويل الذي هو التحريف على الحقيقة ، الحقيقة أن الآية {وما يعلم تأويله إلا الله } المقصود بالتأويل ما آل إليه الكلام في حقيقة الأمر ، حقيقة الصفات حقيقة الذات كيفية الصفات وكيفية الذات وكيفية كل الغيبيات لا يعلمها إلا الله ، وأما على قراءة بن عباس { وما علم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } وقال أنا من الراسخون في العلم فالتأويل فيها على معنى التفسير لا على الإحاطة بالغيبيات وبكيفية الصفات ، كلمة التأويل تطلق على ما يأوول إليه الكلام حقيقته التي يأوول إليها وتطلق على التفسير ، والتأويل الإصطلاحي الذي هو صرف النص عن ظاهره إلى معنى أخر مرجوح ، هو إن صح التأويل يكون من باب التفسير إن لم يصح فهو مذموم لأنه بلا دليل ولا يجوز حمل الكلام عليه بغير دليل وصرفه وحمل الآيات على معاني واصطلاحات حادثة بعد عصر الكتاب والسنة وعصر الصحابة رضي الله عنه الذين لم يفهموا من القرآن من كلمة التأويل هذا المعنى فهو لا يجوز ذلك نقول قول ابن عباس (أنا ممن يعلمون تأويله ) أذا ً الراسخون في العلم هم الصحابة رضي الله عنهم إذاً يعلمون تأويله يعني يعلمون تفسيره الصحيح وأما أن أحداً من البشر يعلم كيفية صفات الرب جل وعلا قال عز وجل { ولا يحيطون به علماً } لكن ليس معني ذلك لا نعمل معاني لصفات الرب لا في فرق بين ما أقول أن هذه الصفات ليس لها معنى نهائي عندنا معانيها مجهولة للبشر وهي حروف جعلت بجوار بعضها لا يستفاد منها معنى نقول لا هؤلاء أهل التجهيل وأهل التفويض وسيأتي بيانه أكثر، هم الذين يقولون له معاني مجهولة لا تتكلم فيها والآخرين يقولون لها معاني ونحن الذين رسخنا في العلم ليس السلف والعياذ بالله ، لا الراسخون في العلم هم السلف عملوا التفسير وردوا المتشابه إلى المحكم فعلموا أن الله{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فاتسق الكتاب كله ، ردوا ما احتمل إلى ما لا يحتمل ، ردوا ما احتمل معاني إلى ما لا يتحتمل إلى معاني الحق ، فالله سبحانه وتعالى { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فصفات الله تليق بجلالة وعظمته لا تشبه صفات المخلوقين لا تماثل صفات المخلوقين ليس له كفؤ ولا ند ولا مثيل ولا سمي سبحانه وتعالى ، فهذه الآيات المحكمات إذا رددنا إليها المتشابهات اتسق الكتاب كله لأن الكتاب له متشابه يشبه بعضه بعضاً والكتاب كله محكم فيه الإحكام والإتقان وما كان مقسماً فيه إلى محكم ومتشابه ، المحكم ما لا يحتمل إلا معنى واحداً والمتشابه ما احتمل معاني رددنا المتشابه إلى المحكم فاتسق الكتاب كله ، إذا النصوص المتشابه ما معنى أنها متاشبهة ؟ ليس معناها أنها تقبل التحريف جملة وليس أنها معنى مجهولة المعاني بل هي ترد إلى المحكم فيعلم معناها الصحيح وتفسيرها الصحيح ونكل كيفيتها إلى الله عز وجل كما أثبتت ذلك النصوص التي هي أم الكتاب ، لذلك كما ذكرنا أن أهل البدع يسمون نصوص وآيات الصفات نصوص متشابهة تحتاج إلى تأويل كما ذكرنا أنها عندنا تسمى النصوص المتشابهة لكن بمعنى ماذا ؟ بمعنى أنها متشابهة على أهل الزيغ والضلال ومتشابهة على أهل اللغة تحتمل معاني لكن شرعاً ترد إلى المحكم فيتسق الكتاب كله فإذاً ليس معنى أنها متشابهة أن لا بد أن نصرفها عن ظاهرها بل نقول ظاهرها ا للائق بجلال الله لا تصرف عنه لأن ظاهرها هو حق لا شك في ذلك ، هم يؤولون هذه الصفات ، على سبيل المثال :لماذا ينفون الاستواء ؟ يقولون يلزم منه الجهة والجهة يلزم منها التحيز ليكون الله في حيز وفي مكان معين ؟ الجواب عن ذلك ، لا يلزم منه التحيز ولا أن الجهة بمعنى المكان المخلوق ، نحن نثبت ما أثبته الله في كتابه وما أثبته الرسول في سنته من أن الله فوق العرش ، لفظة فوق التي يسمونها الجهة لا يلزم منها أن يكون مكان محدوداً يحل فيه الرب سبحانه وتعالى ، بل الله عز وجل هو العلي الكبير هو أكبر من كل شيء فلا يحيط به شيء بل هو عز وجل بكل شيء محيط وهو عز وجل لا يحل في مخلوقاته بل هو كما يقول السلف مستوى على عرشه بائن من خلقه بائن يعني منفصل لا يحل في المخلوقات ، السماوات السبع والأراضون السبع في كف الرحمن كخردلة في يد أحدكم ، الحديث صحيح ، والخردلة شيء خفيف جداً مثل بذور اللقاح أو نحو ذلك ، الذي حرف كأنه يقول لله عز وجل إن الصفة التي وصفت بها نفسك ووصفك بها رسولك صلى الله عليه وسلم لا تجوز بك وأنا ألغيها وآتي بما يليق بك فما أقبح هذا وما أشد سوء أدبه والله عز وجل أعلم بنفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم به ، لا يجوز أن نقول أن الكتاب والسنة يظهر منها الباطل لذلك نقول لا يجوز أن نصف الرب إلا بما وصف به نسفه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نحرف فالتحريف نوع من التعطيل وإن كان دون التصريح بالتعطيل ، الذي يحرف يحاول إلا يكذب صريح القرآن فيأول وهذا فعل المعتزلة والأشاعرة لكن أصل هذه التأويلات تأويلات الجهمية لما فشلت حيلتهم في رد الكتاب صراحة وفي رد السنة صراحتة لجأوا إلى التأويل لكن لأجل عدم معرفة المتأخرين بعقيدة السلف أصبحت عقيدة هؤلاء ا لجهمية هي عقيدتنا وإن كانوا لا يسمون أنفسهم بالجهمية لذلك نقول أكثر الذين وقع منهم في التاريخ الإسلامي لترويج عقيدة الجهمية بين الناس على أنها عقيدة أهل السنة هم أئمة أشاعرة لهم منزلة كبيرة في الفقة لكن علمهم بعقيدة السلف والأحاديث قليل ، أكثر ثلاثة الرازي والجويني والغزالي رحمهم الله وغفر لهم جميعاً نقل عنهم الرجوع ، يذكر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله الرجوع عن الرازي في كتابه أقسام اللذات ويذكر عن الغزالي في احتضارة وكذلك في إلجام العوام عن علم الكلام ويذكر عن الجويني في العقيدة النظامية فالثلاثة نقل عنهم الرجوع إلى عقيدة السلف كما نقل عن الأشعري والأشعري ألف الإبان عن أصول الجامع وهو من أشهر كتبه فكل من نشر هذا الإعتقاد رجع عنه بفضل الله أو كل من ساهم في فكيف يبقى الناس بعده على عقيدةه ، يعني النسبة إلى الحسن الأشعري نسبة فيها تجوز أن يقال أن ننسب هذه العقيدة إليه لأنه هو نفسه رجع عن هذه العقيدة في كتابين في الإبانة وهو أوضحها والكتاب الثاني هو مقالات الإسلاميين وكلامها أنتشر عن عقيدة السلف وأخبر أنه على عقيدة الإمام أحمد رحمه الله أهل الحديث فلا ينبغي أن ينقل أحد عنه بعد ذلك أن يقول أنا أشعري العقيدة ، العقيدة هو صحابها رجع عنها وتركها ولكن كما ذكرنا كان لهم منزلة وخصوصاً في الفقه يعني بلا شك أن الرازي والجويني والجويني طبعاً من كبار أصحاب منهج الشافعي والغزالي يليه في الدرجة وكل منهم نقل عنه الرجوع إلى طريقة السلف ومدحوها لكن مؤلفاتهم التي حفظت عنهم ظلت تحمل هذا المنهج وهذا هو السبب إن أكثر الكتب مكتوب فيها التأويل بسبب هذا ظن كثير من المتأخرين أنه مذهب أهل السنة وقالوا هم أهل السنة هم الأشاعرة والماتوردية وسموا عقيدة السلف عقيدة الحشوية والمشبهة مع أن هذا منت أبطل الباطل وهذا من التهم الظالمة يتهموها بالحشوية يتهموها بالحشو يعني وحشوية أصلاً فرق مبتدعة ضالة منحرفة فيسموها بذلك للتنفير عنهم ويسمونهم مشبهة من أجل ذلك ، وهذا كما ذكرنا من أبطل الباطل ، هؤلاء الأئمة الأشاعرة قدموا علم الكلام والتأويلات المنحرفة التي في علم الكلام قدموها إلى الناس على أنها منهج أهل السنة لأن أبا الحسن الأشعري هو الذي قاوم المعتزلة ورد عليهم لكن تأثر كثير من تلامذته ومن انتسب إليه بعقيدة هؤلاء المعتزلة ولم يسملوا من التخلص منها بالكلية كما قال ابن العربي عن شيخه الإمام الغزالي أنه دخل في بطن الفلسفة فأراد أن يخرج فلم يستطع ، أبو الحسن الأشعري ظل أربعين سنة على عقيدة المعتزلة ثم حصلت مناظرة بينه وبين شيخه على مسألة اللطف والأصلح فرجع عن الأعتزال وبدأ يراجع كل مسائل الإعتزال وفي الأغلب الأعم أخذ الموقف المضاد تماماً حتى تجاوز موقف أهل السنة في المرحلة المتوسطة ،لذلك الخلاف مع الأشاعرة ليس فقط في الأسماء والصفات بل في القضاء والقدر والإيمان والكفر أو حقيقة الإيمان والأسماء والصفات ذلك أنه في الأسماء وقارب توصل بين المعتزلة ومذهب أهل السنة وفي القضاء والقدر توصل بين المعتزلة والجبرية رداً على المعتزلة ، في الإيمان ذهب إلى مذهب الجهمية الذين قالوا أن الإيمان هو المعرفة مخالفة للمعتزلة الذين قالوا أن الأعمال ركن في الإيمان إذا ترك شيئاً منها زال الإيمان وكان في منزلة بين المنزلتين ووافقوا الخوارج في الوعيد في أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار ، فأبوا الحسن الأشعري أخذ الموقف المضاد لكنه رجع عن كل ذلك كما ذكرنا في كتاب الإبانة عن أصول الديانة ومقالات الإسلاميين ، فكثير من التلامذة الذين تربوا خلال المدة التي فيها الرجوع ، مرحلة المناظرة مع المتعزلة ولم تكن تستمر العقيدة عقيدة الأشعري إلا في آخر مؤلفاته في آخر عمره لكن في المرحلة المتوسطة كان كما ذكرنا كان هناك خلل إما بالغلوا في الرد على المعتزلة وإما بموافقتهم في بعض الأمور ، في باب الأسماء والصفات وافقهم في بعض الأمور في منهج التلقي ثم في إنكار كثير من الصفات وإنكار كل الأفعال واقتصر على سبع صفات ثم كما ذكرنا رجع بعد ذلك وكثير من الأشاعرة يعني تلاميد أبي الحسن الأشعري يقولون بقول أهل السنة في كثير من الصفات مثل العينين والوجه واليدين ولكن أكثيرهم على التأويل في هذه الصفات فإنما حسنت منزلة أبي الحسن الأشعري لأنه رد على المعتزلة إنما كان للمعتزلة وجه من أنهم من أهل القبلة وهم من أهل القبلة لأنهم ردوا على الفلاسفة ،بقدر اتباع السنة يكون للإنسان منزلة يجعله الله له وبقدر مخالفته للسنة بقدر ما تنزل وتحط منزلته ، فأبوا الحسن الأشعري له منزلة لأنه قاوم المعتزلة ورد عليهم ثم لما رجع الرجوع التام كان كلامه الأول قد انتشر ولم يعرفه كل من تتلمذ على يديه فلم يسلم التلامذة من التخلص من آثار عقيدة المعتزلة بالكلية وهؤلاء الأئمة لهم كتب جيدة في الفقة والأصول ونحو ذلك ولهم كلمة مسموعة ، الحقيقة أن علم الأصول الذي سجله هؤلاء تأثر تأثراً عظيماً بعلم الكلام ، علم الأصول أو من ألفه الإمام الشافعي رحمه الله والحقيقة أن هذا كان علماً نقياً صافياً بعيداً عن علم الكلام ثم اختلط بعلم الكلام في القرن الرابع والخامس وما بعد ذلك وترتب على ذلك فعلاً صعوبة هذا الفن أصعب ما يكون على الكثيرين بالإضافة إلى دخول علم المنطق كآلة في أصول الفقة وعقدت كثيراً من المسائل لا يحتاج إليها هذا العلم النافع العظيم هؤلاء الأئمة لهم كلمة مسموعة وهم منتشرون في المذاهب التي ينتسبون إليها مذاهب الأئمة الأربعة لكنهم فتحوا باباً خطيراً في التأويل وصار الناس بسببهم يقولون عن هذه العقيدة هي عقيدة تأويل الأسماء والصفات التي هي في الأصل عقيدة الجهمية والمعتزلة ظن الناس أنها عقيدة أهل السنة معتقدين أن الأشاعرة هم أهل السنة ،ليسوا كذلك لأن الأشاعرة فرقة فيها انحراف بلا شك وإن كانوا من أهل القبلة وليسوا كفاراً لكن فيهم انحراف في باب الإعتقاد خاصة في باب الأسماء والصفات كما سبق ذلك وكما ذكرنا الاسماء والصفات والقضاء والقدر والإيمان ، في القضاء والقدر جانب الجبر في حقيقة الأمر عند التأمل لكنه يخالف الجبرية المحض الجبرية الخلص لأنه يثبت مشيئة للعباد لكن لا أثر لها ووجود القدرة بلا أثر أيضاً بلا أثر في الفعل أما أهل السنة يثبتون قدرة ومشيئة لها أثر في أفعال العباد سيأتي بيانها إن شاء الله ، لذلك قضية تأويل الأسماء والصفات أصبحت علامة مميزة تميز أهل السنة على طريقة السلف عن أهل البدع الذين ينتسبوا إلى السنة وليسوا منها وهم من يعروفون بالخلف ,أهل السنة فريقين سلف وخلف ،مثل ماقولوا قبل ذلك أن أهل السنة أشاعرة وماتردية اتباع أبي منصور الماتردي هو أقل بكثير منزلة من الحسن الأشعري وكلامه قريب من كلامه وهم من متكلمة الإثبات ممن يثبتون الصفات ولكن على طريقة علم الكلام ، كما ذكرنا مذهب أهل السنة والجماعة مذهب واحد في هذا الباب وفي سائر مذاهب الاعتقاد إنما أعني المسائل الكبرى لا يوجد خلاف إلا في أمور محدودة جداً يسع فيها الخلاف مثل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج هل رآه أم لا ومثل تقديم عثمان على علي أم علي على عثمان في الفضل لا في الخلافة ونحو ذلك ومثل خلاف في تفسير في بعض الآيات وهل هي من آيات الصفات أم لا لكن جملة الاعتقاد والأصول الكبرى فيه ليس هناك اجتهاد وليس هناك سلف وخلف الخلف هم المؤولة وهؤلاء كما ذكرنا لهم منزلة في الفقة والأصول ولكن أدخلوا لعدم معرفتهم بطريقة السلف وضعف علمهم بالحديث طريقة البدع في العقيدة ، أي إنسان يقرأ كتبهم يتيقن ضعف العلم بالحديث يعني أنظر إلى كتب الرازي والغزالي والجويني تجد كلام قوي جداً في تأصيل الأصول وتقعيد القواعد وتجد الاحتجاج بالاحاديث يكاد يكون نادر جداً ، الغزالي رحمه الله في الإحياء جمع وشحن أحاديث ضعيفة وموضوعة وباطلة بالإضافة إلى الأحاديث الصحيحة ومات وعلى صدره صحيح البخاري يعني بدأ يطلب علم الحديث مثلاً متأخراً جداً وقال هو رحمه الله عن نفسه بضاعتي في الحديث مزجاة ، رغم أنه إمام فاضل وجمع أحاديث مبنية على معرفة الأحكام التي يتكلم فيها ويرجح ما يتكلم عليها لكن التمييز من الصحيح والضعيف ومعرفة ما استقر عند أهل العلم بالحديث والأحاديث المتفق عليها ولذلك كان أمراً ضعيفاً وكان قليلاً فقول بعض المتأخرين إن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم ، لماذا قال هذه الكلام ؟ هو يقول طريقة السلف أسلم يعني لا نتعب أنفسنا ونترك الأمر لكي نسلم من المناقشات والمجادلات ونسلم من الشبهات وطريقة الخلف أعلم وأحكم لأنهم في الحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد هذه المعاني الباطلة ومعلوم بطلانه قطعاً ، يعني من أين علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد أستولى باستوى ومن أين علمت أنه قصد اليد بالنعمة فضلاً على اختلاف في التأويل يعني كل منهم يأول بتأويل مختلف ، يقولوا أحكم لأن فيها الإحكام في الرد على الكفار والرد على المعتزلة والرد على الفلاسفة والحقيقة أن طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم ،هذا المتأخر يقول المسلمون لا يستطعون الرد إلا بطريقة الخلف وطريقة السلف أسلم حتى لا نخوض في علم الكلام ، لا شك أن طريقة السلف أعلم وأحكم وأسلم والعبارة السالفة التي قالوها غير صحيحة ولا تليق ، لا يليق أن نقول أن السلف رضوان الله عليهم أقل علماً من الخلف هذا كلام باطل وننصح الأخوة من قراءة المجلد الرابع من مؤلفات شيخ الإسلام بن تيمية مؤلف في الإنتصار للمذهب السلف ومذهب أهل الحديث ، نعم هل يتصور أن الصحابة رضوان الله علهم غيرهم أعلم منهم ممن لا يحسن معرفة الصحيح والضعيف من الأحاديث فضلاً على أن يحسن أقوالهم في التفسير أو يحسن أو يميز بين ما ثبت وما لم يثبت وهو يجمع بين كل الأقوال فضلاً عما مر به هؤلاء في طول عمرهم في المذاهب المختلفة ،يعني كل منهم متغير وكان يتقلب وكل منهم نقل عنهم كما ذكرنا الرجوع والندم على الخطأ والقول في علم الكلام والغزالي نقل عنه والرازي نقل عنه والجويني نقل عنه وهم أكثر الثلاثة الذين نشروا هذا الكلام وأدخلوا هذا الاعتقاد في عقيدة السلف فكيف نقول عنهم وهم ليسوا من الراسخين في العلم أنهم أعلم من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، إذا كان لا يجوز أن نقول أعلم من الأئمة الأربعة فكيف نقول أعلم من السلف الذين هم الصحابة والتابعين ومن تبعهم ، هذا الكلام باطل قطعاً بل أعلم الأمة بعد نبيها هم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعون ثم أتباع التابعين وهم أفضل في العلم والعمل والسلوك ذلك نقول أن السلفة منهج معناه أن نلتزم بطريقة السلف في كل هذا في العلم والعمل والسلوك ، من هم السلف ؟ هم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما قل صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ونحن نجزم أنهم لم يستعملوا هذا التأويل ومن يخالفنا يجزم بذلك ،الذي يقول أن طريقة السلف ماذا ؟ أسلم ،إذا عنده طريقة السلف تخالف طريقة الخلف ، أنت مقر أن السلف لم يؤولوا ولم يقل أحد منهم أن استوى بمعنى استولى وكتب التفسير مليئة بأقوال السلف بهذه الآيات لماذا لم ينق أحد منهم أن استوى بمعنى استولى ، وإنما عرفت عن المتأخرين ومن نقل عن المفسرين هذا الأقوال فإنما نقلها بعد العصور الأولى لم تكن عند السلف رضي الله عنهم شيء من ذلك لم يقولوا أن اليد بمعنى القدرة ولا أنه لا يجوز أن نقول أن الله ينزل أو أن الذي ينزل هو أمر ربنا أو هو ملك من ملائكته إذا بقي ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا ونزول الملك كما ذكرنا صحيح وإنما لا ينافي نزول الرب عز وجل خصوصاً انه قال في رواية الحديث الصحيح ( لا أسأل عن عبادي غيري ) فكيف يقول ملك لا أسأل عن عبادي غيري كيف يقول ملك من ذا الذي يسألني فأعطيه يستحيل أن يقول ملك ذلك ولم يقل السلف أنه لا يجوز أن نقول أن الله يجيء يوم القيامة في قوله { وجاء ربك والملك صفاً صفاً } يقولون فسروها كما جائت لم يقول ذلك أبداً بل طريقة السلف أن نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه والسلف قد أجمعوا على ذلك في العقيدة ولم ينقل عن أحد منهم بالتأويل فكيف يقال بعد ذلك إن طريقة الخلف أعلم ، هذا لايمكن بل طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم لأنهم أعلم الأمة وفي الحقيقة علم الكلام لا يشفي عليلاً ولا يروي غليلاً لا يترتب عليه لا إقناع الخصوم ولا غير ذلك لأنها شبهات بعضها متراكبة فوق بعض والناس عامتهم لا يفهمون لا الشبهة ولا الرد عليها وهذا من فضل الله عز وجل أن يظل القرآن هو البيان ، الناس أساتذة كبار ويدرسون هذه المعتقدات ويتضح جلياً لمن عرف علم الكلام ومن فهم علم الكلام والشبهات والردود أنهم لم يفهموا ولا فهموا الشبهة ولافهمو الرد وهذا كما ذكرنا من نعمة الله ورحمته بالعباد أن كلامهم مظلم لايدخل إلى القلوب فلا حاجة إليه والقرآن نور مبين والسنة من هذا النور أيضاً من فضل الله عزو جل ، يمتنع أن يكون الصحابة قد جهلوا أموراً علمها من بعدهم إلا أمور ليسوا أمور من الدين ، صح الصحابة جهلوا علم الكلام لأن هذا ليس من الدين ما كان عندهم ديناً فهو الدين إلى يوم القايمة وما كان ليس عندهم دين فهو ليس بدين إذاً لما ندخل علم الكلام في الدين لماذا لا دخل لنا به ولا نحتاجه ، هم الذين نقولوا لنا الدين عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نجزم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل بهذه الترحيفات التي قال بها الخلف وفسروا بها النصوص ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر اليد بالقدرة ولا فسر الاستواء بالاستيلاء ولا أنكر لفظ فوق بل هو صلى الله عليه وسلم الذي قال ذلك قال ( والله فوق العرش ) ولا أنكر أن الله في السماء بل هو الذي سأل الجارية ( أين الله ) فقالت في السماء ولم ينكر صلى الله عليه وسلم أن الله في السماء كما يزعمون كما يزعم من يقول أن من قال إن الله في السماء فهو كافر والعياذ بالله هؤلاء الذين يقولون إن من قال أن الله في السماء فهو كافر لأنه يلزم منه التحيز ويلزم منه الحلول ويلزم منه كذا وكذا ، نقول لو لزم للزم النبي عليه الصلاة والسلام ولكن أنتم تقولون أن هذا باطل ونحن نتفق معكم لكن ليس من لوازم الحق الباطل ، كيف يلزم من كلام النبي صلى الله عليه وسلم اللوازم الباطلة ولماذا يدخل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية في الشرك والكفر كما تزعمون لو كان يلزم للزم النبي صلى الله عليه وسلم وللتزمنا به ولكنه لا يلزم وأنتم تقولون هذه اللوازم بزعمكم لا يلزم من قولنا أن الله في السماء أنه يحل في الخلوقات أو أنه له حيز مخلوق يحيط به ،الله عز وجل أعلى وأعلم ، إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم سأل الجارية ( أين الله قالت في السماء قال من أنا ؟قالت أنت رسول الله قال اعتقها فإنها مؤمنة ) شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان ، والخلف والمتأخرون يقولون أن من يقول أن الله في السماء فهو كافر نعوذ بالله ، فإذا سألتهم لماذا يصير كافراً من يقول أن الله في السماء ؟ يقولون أن هذا معناه يحيط به وتحوية وهذا كلام عجيب هل قولنا في السماء أنها تحوية ؟َََ!! السلف لم يفهموها هكذا بل في السماء يعني في العلو ، الله عز وجل له صفة العلو ، كما يقولن فلان في العز والغنى يعني ماذا ؟ يعني في حاجة عز وغنى وهو بداخلها ؟! أأحد يفهم هذا المعنى ، إنما فلان في العز والغنى بمعنى أنه في أعلى المراتب ، هل العز والغنى يحيط بهذا الغني أنه شيء يحيط به ؟؟ جهل عظيم أن نفهم الكلام هكذا ، بل معناه أنه عزيز وغني ، فمعنى أن الله في السماء يعني أنه في العلو يعني أنه عز وجل العلي ليس أن السماء المخلوقة تحيط به كما قال تعالى { وما قدروا الله حق قدره والأرض جيمعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينة } السماوات السبع في يده عز وجل مطويات فكيف تحيط به السماء كيف تقله أو تظله تعالى الله عن ذلك تعالى الله سبحانه وتعالى عما يشركون ،فمن بعد ذلك يظن أن السماء تحيط بالله أو تقله ، " تقله يعني تحمله " أو تظله تكون فوقه بل هو عز وجل فوق العرش وفوق السماء المخلوقة ، إذاًَ في السماء لها تفسيرين ـ في بمعنى علا وفوق والسماء مصدر وليس مكان مخلوق وكا قلنا فلان في العزوالغنى العز الغنى هذا مصدر معنى وليس أنه مكان يحط بالإنسان فـفي السماء وهذا الأصح أنه العلو أنه مصدر سما يسمو سماءاً ومن فسرها أنها هذه السماء المخلوقة فيها بمعنى عليها ، مثل يضع الجبار فيها قدمه يعني ماذا؟ يعني عليها في الرواية الآخرى عليه وليس أن جهنم سوف تحيط بقدم الرب سبحانه وتعالى بل الله أكبر سبحانه وتعالى فالسماء مصدر أو أن السماء المخلوقة وأن الله سبحانه وتعالى فوقها فتكون في قوله تعالى { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً } تكون في بمعنى على أي فوق كما قال تعالى { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر } ما معنى فسيحوا في الأرض ؟ عليها فليس أنهم يسيروا داخل الأرض بل فوقها وقول الله تعالى عن فرعون { ولأصلبنهم في جذوع النخل } يعني على جذوع النخل لم يدخل السحرة داخل الجذوع ، التفسير الأول أصح أن معنى في السماء يعني في العلو ، يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله يقول أن الله في السماء وفوق العرش لكن يصان عن الظنون الكاذبة ، لما يأتي واحد ويفهم خطأ نقول له لا تفهم خطأ وليس لأن واحد فهم خطأ نلغي اللفظ الأصلي الذي ورد في الكتاب والسنة وهذا الألفاظ وردت في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكيف نقول أنه يلزم منها كذاوكذا ؟ يلزم عن من ؟ لو لزمت لكنا نلتزم بذلك لكنها ليست لازمة ، الغرض المقصود أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل بهذه التأويلات ولم يقول بها الصحابة ولم يقل بها التابعون ولا تابعي التابعين إنما ظهر ذلك فيما بعد في أهل الزيغ والضلال ، فلذلك نقول أن طريقة السلف هي الأعلم والأحكم ،ونعم أن هذه الشبهات عند أهل البدع شبهات باطلة لجهلهم العظيم بالأحاديث النبوية الصحيحة وجهلهم بتفسيرات السلف وجهلهم باللغة العربية فعندما يقولون استوى بمعنى استولى ليس يوافق هذا للغة العربية ولا يستعمل الفعل استوى بمعنى استولى إلى عندا الأخطل النصراني وليس بحجة في اللغة إنما قال استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق ، طريقة أهل التخييل ، طريقة أهل التأويل ،طريقة أهل التجهيل أهل التخييل : يقولون أن الرسل أصلاً يخيلوا للناس حاجة لأن عقولهم لا تحتمل ويريدونهم يعتقدوا خيالات لأن عقول الناس ضعية لا تحتمل المعاني الحقيقة التي جائت بها الرسل ، فلكي يقربوا لهم الأمور أحضروا لهم هذا الكلام المشبه هذا وأن هذا الكلام هو ظاهره التشبيه والرسل كانوا يريدون الناس يعتقون التشبيه ،نعوذ الله من ذلك ، يقولون أن الرسل كان يشبهون للناس لأن الناس عقولها ضعيفة ، تجد الكبر الشيطاني من وراء هذا الكلان أنهم يظنوا أنعقولهم فريدة وأن عقولهم هي التي تفهم مع إن ثبت بلا شك أن كل الذي بنوا عليه كلامهم كله أوهام فاسدة يعني لما يقول الهايولي أربع أشياء ، الماء والهواء من العناصر الأساسية ،كلام زمان هذا الماء والهواء والتراب والنار ، فين هو الآن ، الناس كلها تضحك عليهم الآن وتقول أن هذا الكلام العناصر جدول مندليف والجدول الدوري وهاهي عناصر الأشاء وأما النار فهي تتكون من أشياء كثيرة والتراب يتكون من أشياء كثيرة والماء ومازالوا يكتشفون ، نقول أن الفلاسفة هؤلاء يظنون أنفسهم هم اللذي فهموا فضلأً عن غيبيات التي لا يعرفها أحد ويفسرونها على ما يهوون والعياذ بالله أما أهل التأويل الذين تكلمنا عنهم في التحريف الذين يقولون الرسول كان يعرف معاني لكن لم يقلها ونحن نبذل جهدنا في معرفتها فنسأل الله العافية فعلاً، النبي عليه الصلاة والسلام يبين فروع الأعمال ولا يبين أصول الاعتقاد ؟ الذي بعث من أجله عليه الصلاة والسلام الذي هو أعظم مسائل الدين معرفة الله عز وجل بأسمائه وصفاته وأفعاله لا يبينها الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!! ، أما أهل التجهيل : الذين هم أهل التفويض يقولون أصلاً هذه العبارة لها كلمات لها معاني مجهولة لا يعلمها إلا الله لا يعلمها لا النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره ولا الصحابة ، الناس كلهم يجهلونها ،كما ذكرنا أن هذه الألفاظ عندهم كأنها حروف مقطة لا تدل على معنى يفهم ، تدل على معاني مجهولة كالكلام الأعجمي ، كأنك خاطبت إنسان فقلت ، أ ل ر م أ ن ع ا س ط ي وا ، كأني قلت لك و ج أ ء ر ك و ا ل م ل ك ص ف ا ص ف ا ، تمام كدة ، تبحث انت وتحاول يفهم ماذا كنت أقول ، صح ؟ أي واحد عاقل يفهم الرحمن على العرش استوى وجاء ربك والملك صفاً صفاً يقول أن هذا الكلام مختلف عن الحروف التي قمنا برصها بلا شك أي عاقل يقدر يفرق بينهم ، هذه تقدر تترجمها إلى لغات أخرى وهذه لما تترجمها للأنجيليزي أو الفرنساوي تضعها كما هي ولما تكتبها نكتب الرحمن يعني alrhaman alalaarsh estawa واجعل الأنجليزي يفهمه ، أو أي أحد يفهمه ، معلوم أن هذا الكلام باطل قطعاً ويقيناً أن هذه الكلمات لها معاني وهم يعلمون ذلك وصبيان المسلمين يعلمون أن لها معاني فضلاً عن أن هذا ينافي التدبر الذي أمرنا به قال الله عز وجل { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } فكيف تقولون آيات الصفات التي هي النور والهدي وأعظم آيات القرآن والتي لها لثواب الأكبر والفضيلة الأعظم كآية الكرسي وسورة الإخلاص أن هذه لا تتدبر ولا تفهم ولا يفسر شيء من معناها لأن لها معاني مجهولة ، السلف ماذا يقولون ؟ يقولون الكيفية مجهولة والإحاطة بالعلم مجهولة لماذا ؟ لأن الله قال { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } لكن لم يذكر سبحانه وتعالى أنها ليست لها معاني مجهولة ، لا نحيط علما بها ، الإحاطة شيء وإدراك المعنى شيء أنت تدرك معنى الكلام ولا تدرك كيفيته ،نضرب مثالاً على ذلك الحور العين والفاكهة واللحم ، لو قلنا هذه الكلمات أفهمت منها شيء أم لا ؟ الحور العين عبارة عن ماذا ؟ نساء جميلات أليس كذلك ، أعينيهم واسعة وهن بيض واللحم الذي يشتهوي شيء يؤكل ( لحم ) وغير الفاكهة ؟ وغير الفاكهة نعم ، ومع ذلك فهذه الأشياء جهلنا كيفيتها لكن عرفنا معانيها ، لا نعلم كيفية اللحم ولا كيفية الفاكهة ونجزم أنها ليست مثل التي في الدنيا ، يعني التي في الدنيا فيها نقص وفيها يعني أنواع من الفساد يدخل إليها الفساد ،ولذلك نقول هذه كمثال علمنا المعنى وجهلنا الكيفية ، ولذلك لانحيط علماً بصفات الرب عز وجل وبكل الكيفيات وإن كنا نعلم معاني الكلمات ، كما هناك فرق بين الفاكهة وبين الزقوم مع أننا أيضاً لا ندري كيفية الزقوم والحميم الذي يسقاه أهل النار ليس كحميم الدنيا ونعوذ بالله من ذلك نعوذ بالله من الحميم ، كل عاقل يدرك أن هذه الأمور الغيبية لها معاني معلومة وقد تكلم فيها السلف والمفسرون ولم يحيطوا علماً بالكيفية ، حقيقة ذات الرب وحقيقة صفاته سبحانه وتعالى وكيفية هذه الصفات والأفعال لا نحيط بها علماً ،هذامعنى الكيف مجهول لها كيفية لكان مجهولة ، المعنى معلوم والكيف مجهول فهذا الذي يرد به على أهل التجهيل كلهم أهل بدع أهل التخييل والتأويل أهل بدع ، عندما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في بعارته نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تحريف ومن غير تكييف ولا تمثيل لماذا لم يقل من غير تأويل لماذا قال بدلاً منها تحريف مع أن المقصود بلفظ التحريف هنا التأويل المذموم ؟ لأن لفظ الترحيف هو الذي ورد في القرآن يذم ، وشيخ الإسلام في هذه العبارة كان دقيقاً جداً ، ذكر ما أجمع عليه وما أنكره السلف وما ورد نفيه بالكتاب والسنة ،إذا التعطيل أجمع السلف والخلف كذلك على ذمه ، التعطيل هو النفي ، وأما التحريف هو الذي ورد ذمه في القرآن لأن الله قال { يحرفون الكلم عن مواضعه } التكييف ورد نفيه في قول الإمام مالك قال والكيف مجهول ، وهذه متواترة عن الإمام مالك والتمثيل ورد نفيه في القرآن لأن الله قال { ليس كمثله شيء } فلم يقل تشبيه بل كلمة التمثيل تستغل لنفي الصفات نفي ما ورد نفيه في الكتاب والسنة أو في كلام السلف رضوان الله عليهم ، اختار لفظ التحريف بدل لفظ التأويل لأن لفظ التحريف هو الذي ورد في القرآن ذمه في قول الله تعالى{ يحرفون الكلم عن موضعه } وهذا فعل أهل الكتاب وهو أليق ب |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لازم, منقحة, الموت, السنة, اعتقاد, اهم, بمقدمات, بتعلم, توحيد, شرح, وصية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|