واحة العروض والبلاغة هنا توضع الموضوعات المتعلقة بقواعد وأصول علم البلاغة وعلم العروض وبحور الشعر العربي |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الكناية والتعريض
بسمِ الله الغافرِ للذَّنبِ القابِلِ للتوب شديد العقاب ذي الطَّولِ لا إلاهَ إلا هو احمده واستعينه واستغفِرُه وأتوب إلَيــهِ و اُصلِّي واسلم على خير الورى حبيبنا محمد الشفيع المرتضى و على آلــه وصحبه وامهاتِ المؤمنين و من تبعهم على هداهم بإحسانٍ ليوم الدين ماأقبل يوم ومضى أمَّـــــا بعدُ أَشرُفُ أن يكونَ مقالي هذا في يومي هذا في مبحثٍ جميلٍ إعتنى به الأقدمون وصنفوا فيه الرسائل و الدواوين لِمَــا فيهِ منَ الفائدة المَرجُوَّة في ضبطِ معاني الكلام تحريرا و تدبيرا و فهما للمراد من عبارات القرآن والسنة و كلام السلف السابقين في كُتُبهم نفعنا الله بعلمهم اجمعين فمبحثنا في الفرق و الحدِّ بين اسلوبين بلاغيين ألا وهما '' الكناية والتعريض '' والله الموفق بادئ ذي بدء يَحسُنُ التعريف بعلم البلاغة و فروعة واساليبه فأقول اختلفوا في وضع حدٍّ مضطردٍ لهذا العلم - حدّ كما يريد المناطقة - فكثرت التعريفات و لعلي انقل الحد اللغوي كما في المعجم الوسيط ( حسن البيان وقوة التأثير. ) و الاصطلاحي كما في أبجد العلوم :( علم البلاغة عبارة عن علم البيان والبديع والمعاني. ) و في الابتعاد عن التعريفات المعقدة مندوحة لمن رام تسهيل الفهم ...........و من أمثلة الأساليب البلاغية المجاز و التشبيه و السجع و الكناية و الجناس والطباق و هي متراوحة بين اصناف علم البلاغة الثلاثة ! و ما سنخوض فيه اليومَ يندرج ضمن مبحث بياني ألا وهو الكناية والتعريض والتمييز بينهما .. يقول فخر الدين الرازي عفا الله عنه في تفسيره '' والفرق بين الكناية والتعريض : أن الكناية أن تذكر الشيء بذكر لوازمه ، كقولك : فلان طويل النجاد كثير الرماد ، والتعريض أن تذكر كلاما محتملا لمقصودك ، إلا أن قرائن أحوالك تؤكد حمله على غير مقصودك . قيل : والتعريض أخص من الحقيقة مطلقا لا يصدق على المجاز ؛ لأنه إنما يراد استعماله في المعنى الحقيقي لكن يلوح به إلى غرض آخر هو المقصود ، فهو يشبه الكناية إذا قصد بها الحقيقة ، وهو أخص من الحقيقة ؛ لأنها مرادة من حيث هي هي ، وهو إنما يراد منه الحقيقة من حيث إشعارها بالمقصود لا بد فيها من قرينة حالية فإن اللفظ المجرد لا يكفي فيها ، فمن الكناية المس والإفضاء ، والدخول كناية عن الجماع ، ومن التعرض قول إبراهيم عليه السلام : { بل فعله كبيرهم هذا } أي أن كبير الأصنام غضب أن تعبد هذه الأصنام الصغار فكسرها ، فكذلك الله يغضب لعبادة من دونه ، فكلام إبراهيم في حق نفسه ضربه مثلا لمقصوده من التعريض ، فهو من مجاز التمثيل ، ويكون التعريض مما لا يراد به المعنى الحقيقي بل ضرب المثل هذا ، ومنه ما يراد به المعنى الحقيقي ، ويشار به إلى المعنى الآخر الذي هو المقصود من التعريض .'' و كلامــه سيكون محل التفصيل باذن الله قوله '' الكناية أن تذكر الشيء بذكر لوازمه '' فأوجب عدم ذكر المراد حقيقةً لذاته بل يُذهب لذكر بعض ما يكون غالبا ملازما له في الحضور والغيبة كأن نقول مثلا '' فلان سيفه صدء '' فالصدء على السيفِ دليل لازم و مرتبط بعدم اعتياد الحروب و المبارزة لكن الكناية هنا مع عدم وجود السيف في الصورة قبل الكلام استدعتْ صورة السيف الصدء و ليست هي المرادة فقد تُقال لمن لا يملك سيفا اصلا لكن وجب التنبيهُ لأمر خطير ألا وهو لو كان وجود السيف مستحيلا استحالة تامة لما كانت استعارة بل هي آنذاك مجاز !!! تأمل !! و قوله '' والتعريض أن تذكر كلاما محتملا لمقصودك ، إلا أن قرائن أحوالك تؤكد حمله على غير مقصودك . '' فالتعريض اقرب للحقيقة و مراد القائل لا يستدعي اِستحضار صورٍ بعيده عن ذهن الخاطب بقدر ما يستدعي مجرد الابتعاد عن التصريح والحمل على مجرد الظاهر و مثله في كلامنا '' فلان جميل الطلعة '' فهنا المعنى الأصلي ليس بغايب فجمال الطلعة والوجه مراد في ذاته لكن يُرادُ من خلاله معنى إضافي قويّ الحضور يطوف حوله المتكلم يكاد يُصرح به ولا يفعل لــن اُطيل و يمكن تلخيصُ ذلك في أمرٍ جامعٍ هو كون الكناية اقرب للمجاز و التعريض اقرب للتصريح فيكون الترتيب معنويا هكذا : تصريحٌ فتعريضٌ فكنايةٌ فمجازٌ .كلما جزنا زاد الغموض في المعنى و ابتعدنا عن الظاهر والله اعلم وفقكم الله
التعديل الأخير تم بواسطة أبو يوسف السلفي ; 01-09-2010 الساعة 12:13 AM |
#2
|
|||
|
|||
نفع الله بكم وجزاكم خيرا
|
#3
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرًا . |
#4
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً |
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم .
|
#6
|
|||
|
|||
مقال طيب لا حرمكم الله أجره
بارك الله فيكم |
#7
|
|||
|
|||
its lesson is very good
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|