#1
|
|||
|
|||
كيف نحيا بالقرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم عبده ورسوله يقول أحد المستشرقين وقد سئل عن سبب إسلامه فقال"لقد قرأت الكثير الكثير من الكتب،ولم أر في حياتي كتابا خاليا من الأخطاء والتناقضات ،وربما اعتذر المؤلف عن الأخطاء الفلانية في الطبعة كذا ولسبب كذا وكذا ،ولكنني لما فتحت القرآن لأقرأه وجدت أول آية فيه تقول "الم،ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين" "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" التدبر :هو التفكير الشامل بمقاصد القرآن ومعانيه وأحكامه والعمل به نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن ختم القرآن في أقل من ثلاث تعلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه القرآن في اثنتي عشرة سنة كان الصحابة رضوان الله عليهم يأخذون عشر آيات فلا يتجاوزونها إلى غيرها حتى يعرفوا معانيها ويعملوا بها لذا قلمن حفظ القرآن كاملا منهم مفاتيح تدبر القرآن: 1- الإخلاص لله وحده وحصرالفكر مع القرآن(عرف سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أن التركيز سر النجاح العلمي سواءا في القرآن أو في الخشوع في الصلاة). 2-القراءة بترسل وتأني. 3-القراءة من تفسير،وهنا ننبه أن التاسير ليست كلها من نفس درجة الوثوقية فأنا أنصح لمن أرادتفسيرا مفصلا بتفسير الطبري فهو كما أجمع العلماء "كل من جاء بعد الطبري كان عالة على تفسيره)أو تفسير ابن كثير ،أو لمن أراد تفسيرا مختصرا نوعا ما أنصحه بتفسيرالسعدي. 4-التمكن من قواعد وأصول التفسير 5-النظرفي تركيب الآية ومراعاة أسباب نزولها ،وإليكم رابط كتاب الصحيح من أسباب النزول للعلامة المحدث مقبل الوادعي رحمه الله http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=5355 6-التعرف على الخطوط الكبرى والمقاصد الرئيسة لكل سورة 7- النظر في ترابط الآيات فيما بينها وتناسقها 8- الموازنة بين حياتنا الواقعية ومدلول الآية و معناها. خطوات عملية و مثمرة للجادين فقط في حفظ كتاب الله : لا يخفى على أي واحد منا فضائل حفظ كتاب الله وآثاره الإيجابية وثمراته العظيمة في الدنيا والآخرة على الفرد والمجتمع بل وعلى الإنسانية بأسرها،ولكن المشكلة الكبرى هي أننا جميعاً نسوف ونتردد و لا نواظب ولا نثابر على هذا الموضوع،ولكننا ننشغل بأمور كثيرة غيره لا ننكر أهميتها ولكنها لا تعادل حفظ كتاب الله الذي هو كلام خالق الأكوان المتفرد بالوحدانية جل في علاه،وبناءاً على ذلك فلقد آثرت أن أقدم بين أيديكم خطوات عملية مستعيناً بعد توفيق الله بكلام أهل الاختصاص في كيفية حفظ كتاب الله تعالى،وأبدأ بعون الله بتبيانها مجملة مختصرة مفيدة قدر الإمكان: 1_ في البداية وقبل أن نشرع في كيفية الحفظ وسائله نريد أن نطرح على أنفسنا سؤالاً هاماً،هل حفظ القرآن صعب؟الجواب،ليس صعباً على الإطلاق،ونأتي بالأدلة على ذلك من القرآن،ثم من واقعنا الذي نعيش فيه،فأما الدليل القرآني فهو قوله تعالى:" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"،فهل من بعد تيسير الله تيسير؟أبداً،وأما الدليل الواقعي العملي في حياتنا،فإن كل من يحفظ القرآن ويأخذ الإجازة فيه،إنما يحفظه بطريقة عجيبة معجزة رهيبة لا يشعر ولا يدرك هو نفسه أهميتها ،ولا يحس بقيمتها،ذلك أن من يأخذ الإجازة في حفظ القرآن إنما يحفظه بأحكام تجويده الكثيرة وتشكيله وتنقيطه،فلا يخطئ في حكم ولا في كسرة ولا ضمة ولا وقف ولا ابتداء ولا يخلط أثناء قراءته على من يجيزه،ولتكتشفوا أهمية هذا الأمر فأنا أعطي كل واحد منكم مهلة زمنية على قدر ما يريد،فليبحث بنفسه وليستعن بكل الوسائل المتاحة عن طيبب أو مهندس أو بروفيسور أو أستاذ جامعي يحفظ مرجعاً أو كتاباً واحداً من كتب اختصاصه الذي يقضي حياته من أولها إلى آخرها كما يحفظ أهل القرآن كتاب الله،والأعجب والأعجب أن الكثيرين ممن يحفظون كتاب الله أطفال في سن العاشرة ودون العاشرة من العمر يحفظن القرآن بنفس الطريقة،بل وحتى قساوسة النصارى وأحبار اليهود وغيرهم لا يحفظون من كتبهم المقدسة سوى فقرات معدودات،و هذه ليست إلا آية من آيات الله في الكون ألا وهي حفظه لهذا الذكر بهذا الشكل المعجز المبهر الخطير،فأول حجر عثرة يتوجب علينا إزالته هو هذه القناعة الخاطئة التي ترسخت في أذهاننا من حيث لا نشعر،ونحن لا ننكر وجود عثرات تحول بيننا وبين الحفظ ولكننا نعطيها أكبر من حجمها بكثير،إذ أننا بكل بساطة لو اشتكينا ألماً صغيراً في الحنجرة مثلاً،لا نذهب إلى بقال ولا بائع ملابس ولا نجار للتداوي،ولكننا نلجأ بشكل فطري واعتيادي إلى طبيب مختص،وكذلك لو رجعنا في قضية حفظ كتاب الله ومشاكله إلى أهل الاختصاص والعلم فسنجد الحلول الشافية الكافية من بعد توفيق الله تعالى،وستكتشفون من خلال قراءتكم للخطوات العملية ثم تطبيقها بعد ذلك أن كلامنا ليس من باب المبالغة بإذن الله تعالى وهو ولي التوفيق. 2_ الخطوة الأولى والأهم في عملية الحفظ هي إخلاص النية في عملكم وخطواته كلها لله تعالى وحده لا شريك له ،حتى لا يضيع عليكم شيء من ثوابه وثمراته،بل إن الإخلاص سر عظيم في النجاح في كل الأمور والتجربة خير برهان. 3_ الإكثار من الدعاء و الطلب من الله أن يوفقنا إلى حفظ القرآن، لكن ينبغي علينا أن ندعو الله أن يوفقنا لحفظ كتابه في عافية، يعني نقول:{اللهم ارزقنا حفظ القرآن في عافية} لأن أحمد بن حنبل حفظ القرآن في السجن لأنه لم يسأل الله في عافية، و السجن ليس بعافية بلا شك، و لا نكتفي بالدعاء لأنفسنا ، بل نطلب من كل معارفنا و أقاربنا أن يدعوا لنا ، و الدعاء مثل رمي السهم من القوس و لا تشبيه، فكما أن رمي السهم بحاجة لثقة بالنفس بأننا قادرين على إصابة الهدف، كذلك فإن الدعاء بحاجة إلى ثقة بالله في أنه أمرنا بالدعاء و وعدنا بالإجابة، و كما أن رمي السهم بحاجة إلى تركيز شديد، كذلك فإن الدعاء بحاجة إلى خشوع و إخلاص للنية ،و كما أن السهم بحاجة لشد وتر القوس،كذلك فإن الدعاء بحاجة إلى عزيمة في القلب و انطراح بين يدي الرب عز و جل . وكما قال الشاعر لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ********* من جود كفك ما علمتني الطلبا أهم عامل مساعد لك بإذن الله تعالى هو الابتعاد عن المعاصي ، و أبوابها، و أهلها، و أمكنها، و أزمنتها، بالإضافة إلى التوبة و الاستغفار لله عن كل ما قد سلف، و أنصحك بالصيغة التالية ترددها وقت السجود في الصلاة:{ اللهم اغفر لي ، من يوم ولدتني أمي إلى هذه اللحظة ، ذنوبي كلها ، دقها و جلها، أولها و آخرها ، خطأها و عمدها، صغيرها و كبيرها، قديمها و حديثها، ما علمت منها و ما لم أعلم ، و ما أنت اللهم به أعلم ، و تب علي من كل الذنوب، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني يا كريم، عفواً شاملاً لا يغادر إثماً كبيراً و لا صغيراً، من يوم ولدتني أمي إلى هذه اللحظة}. 5_ أحضر قلماً وورقة،اكتب فيها خمس ثمرات على الأقل تجنيها في الدنيا من حفظك لكتاب الله،و اكتب خمس أحاديث صحيحة على الأقل تبين فضل حفظ كتاب الله وثوابه في الدنيا والآخرة،واقرأها كلما باشرت عملية الحفظ مستعينا بالله وحده. 6_ ابحث عن حلقة أو معلم يعلمك أحكام التجويد في بلدتك في مسجد من المساجد ولو ليوم واحد في الأسبوع،فإن زدت فهو خير لك،فإن لم تجد مسجداً فابحث عن شخص يتقن التجويد والتلاوة،ولا تعتمد على الدروس في الغرف الصوتية كثيراً، و أنا لا أقلل من شأنها ولا من شأن العاملين عليها جزاهم الله خير الجزاء ومن تابعهم،ولكن هناك الكثير من الأحكام التي لا يمكن تعلمها إلا عن طريق معلم متقن وجها لوجه،تظل تنطق بالحرف أمامه ويظل يصححه لك حتى تتقنه تماماً،فضلاً عن أن التجويد يسهل الحفظ بدرجة كبيرة،فأنت تتعلم تلاوة القرآن بسند حتى يصل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ،ومنه إلى جبريل ، ومنه إلى رب العزة جل شأنه،وإن هذا لشرف عظيم لا نستطيع التعبير عنه بالكلمات. 7_ خصص للحفظ وقتاً ثابتاً يومياً بحيث تستطيع المثابرة عليه دون انقطاع ولا حتى ليوم واحد،ولو حتى ساعة واحدة في النهار كله،ولو حتى نصف ساعة تحفظ خلالها نصف صفحة،ولا تتعجل فتعطي وقتاً كبيراً يقل بعد بضعة أيام،لأن الغاية هي الاستمرارية وليس الكمية. 8_ احرص على تناول التمر على الريق ولو سبع تمرات في اليوم،إذ أن التمر فضلاً عن أنه سنة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ،ففوائده الطبية أكثر من أن نحصرها هنا،ونكتفي بفائدتين اثنتين،الأولى أنه يحتوي على مادة سكر العنب (الغليكوز)التي تشكل الغذاء الرئيسي للدماغ لا يستغني عنها،كما أن فيه مادة الفوسفور التي هي مادة الطاقة في الجسم البشري. 9-خصص مكاناً للحفظ وليكن غرفة في بيتك لا يشغلك شاغل من شخص أو غيره خلال هذه الفترة الزمنية عن الحفظ،وليكن وجهك إلى الحائط،فلا تجلس إلى نافذة فتنشغل بالناس والشوارع أو حتى بحديقة مقابل بيتك،ولا تجلس فتنظر في باب إلى الداخل والخارج،بل يجب أن يكون وجهك للحائط حتى لا يشغلك شاغل عن التركيز في الحفظ ،والأفضل أن تكون القبلة مواجهة لك،لأن مكة المكرمة كما ثبت علمياً تتوسط اليابسة الأرضية بالكامل،وعلى هذا فهي مقر لجذب شبيه بالجذب المغناطيسي ،وهذا يساعد في التركيز إلى حد كبير بإذن الله،والأمر سهل وبسيط ان شاء الله. 10_ لا تنسى الاستياك قبل بدء الحفظ والتلاوة،إذ أن السواك فضلاً عن أنه سنة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولها فضائل كثيرة،فإن له فوائد طبية كثيرة ،ويكفي أن نعلم بأن مفعول أقوى معجون للأسنان لا يدوم أكثر من ساعتين،بينما يستمر مفعول السواك سبع أو ثماني ساعات مالم يتغير على الفم متغير معين من طعام ونحوه. 11_ الآن وبعد إنجاز كل ما سبق نشرع بتبيان عملية للحفظ مجربة ومضمونة بإذن الله تعالى،أقرأ الآية بتجويد وبصوت مسموع لك،فإن كانت الآية طويلة فقسمها إلى أقسام أقصر منها سهلة الهضم،وشارك البصر في الحفظ كما لو أنك تصور الآية تصويراً،وبعد أن تقرأها وتصورها لمرة واحدة ،وبمجرد انتهائك من قراءتها ،إغمض عينيك على الفور وخذ نفساً عميقاً من أنفك يمر بالبطن لا بالصدر،وأخرج هذا النفس من فمك، واقرأها من لوح مخيلتك كما لو أنها أمامك مرة أو مرتين أو ثلاثاً وستترسخ بذهنك بشكل قوي بإذن الله ،والسر في ذلك أننا نحفظ الكتب المدرسية في العادة بالقراءة والسمع والتسميع ونهمل البصر،وبمجرد انتهائك من تلك الآية انتقل إلى التي بعدها واحفظها بنفس الطريقة،ومن ثم قم بالجمع بينهما،ثم إلى التي تليها وهكذا،وستكتشف بإذن الله تعالى أنها ستوفر لق وعليك الكثير الكثير من الوقت والزمن،ولكن لا تتعجل فتحفظ أكثر مما يستوعب دماغك مباشرة ،بل حافظ على قدر معين تستطيع المثابرة عليه ولو كان قليلاً،وأما السر في التنفس فهو أن غذاء المخ الرئيسي بالإضافة إلى الغليكوز الذي هو سكر العنب كما أشرنا هو الأوكسجين،وأما عن مرور الهواء من البطن لا من الصدر فمن أجل مرور الأوكسجين في دورة دموية كاملة لا تقتصر على الصدر فحسب. 12_ بعد انتهائك من حفظ الكم الذي قمتَ بتحديده،شغل تسجيلاً لأحد القراء المعروفين لنفس الآيات التي قمت بحفظها،وافتح القرآن وقم بمحاكاة تلاوة القارئ بقراءتك وإن لم تكن متقناً مثله،والسر في ذلك تصحيح أخطاء في التلاوة ربما غابت عنا ،فضلاً عن أنها ترسخ الحفظ سمعاً وبصراً بإذن الله تعالى. 13_ احرص على تلاوة ما حفظته في صلواتك النوافل،والأفضل الذي أنصح نفسي وإياك به أثناء قيام الليل،حيث تستطيع الجهر بالتلاوة،وتستطيع التكرار،ويعم الهدوء وتغشاك السكينة والرحمة والملائكة بإذن الله تعالى ،وهذه غاية في الأهمية ،وكلما أكثرت من المراجعة في صلواتك كلما زاد التثبيت الذي هو من أهم أركان الحفظ لكتاب الله تعالى،ثم إن المثل الإنكليزي يقول"التكرار أساس المهارات"بينما يقول المثل العربي المعروف"التكرار يعلم الـ....". 14_ نود أن نذكر أن المخ ،الذي هو أداة عملية الحفظ وآلته،مثله مثل أي عضو أو عضلة في جسم الإنسان،فكما أنك حين تدخل إلى نادٍ لكمال الأجسام تتدرب في أول فترة على أوزان خفيفة،ومع الوقت تقوى العضلات وتصير قادراً بإذن الله على حمل الأوزان الثقيلة بكل سهولة وراحة،كذلك مع الوقت والمثابرة على الخطوات التي ذكرناها سيصبح الحفظ عادة بإذن الله تعالى،وستجد بأن الوقت التي تستغرقه لحفظ صفحة واحدة صار يكفيك لحفظ عدة صفحات والله ولي التوفيق 15- يستحسن و لا يشترط بك أن تخصص من وقتك بالإضافة لدرس التجويد ، و الوقت المخصص لحفظ القرآن ، يستحسن أن تخصص فترة لسماع درس في النحو لأن تعلم لغة القرآن عامل مساعد على حفظه بديهياً،و إليك على سبيل المثال هذا الرابط لكتاب في النحو ألا وهو شرح ألفية ابن مالك لابن عثيمين رحمهما الله تعالى، الملف مضغوط و بحاجة لبرنامج فك الضغط WinRAR ، جعله الله في ميزان حسناتنا جميعاً ... http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...3&d=1239024879 يتبع إن شاء الله ...
|
#2
|
|||
|
|||
إذا واجهتك صعوبات في تنفيذ الخطوات،تذكر أن الأمر بحاجة إلى مجاهدة للنفس،بل هو جهاد في سبيل الله بلا ريب ولا شك،وأنه لا شيء في الحياة نستطيع نيله بدون مجاهدة ومكابدة ومصابرة وقهر لنفوسنا من بعد الاستعانة بالله تعالى،وثمرات حفظ كتاب الله تعالى سواء في الدنيا أو في الآخرة تستحق منا التضحية بكل غال و رخيص ،ولا شيء أغلى من رضوان الله و جنة عرضها السموات والأرض جعل الله قارئ هذه الكلمات من أهلها...اللهم آمين
كان هناك رجل يعيش في مزرعة فوق أحد الجبال مع حفيده الصغير وكان الجد يستيقظ كل يوم في الصباح الباكر ليجلس الى مائدة المطبخ ليقرأ القرآن وكان حفيده يتمنى ان يصبح مثله في كل شيء لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلها وذات يوم سأل الحفيد جده: يا جدي ، إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل ولكنني كلما حاولت أن أقرأه أجد انني لا أفهم كثيرا منه وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف فما فائدة قراءة القرآن إذا؟ كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة فتلفت بهدوء وترك ما بيده ثم قال: خُذ سلة الفحم الخالية هذه واذهب بها إلى النهر ثم ائتِني بها مليئة بالماء ففعل الولد كما طلب منه جده ولكنه فوجىء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت فابتسم الجد قائلاً له: ينبغي عليك أن تسرع الي البيت في المرة القادمة يابني فعاود الحفيد الكرَّة وحاول أن يجري إلى البيت ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة فغضب الولد وقال لجده: إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً فقال الجد لا، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء أنا طلبت سلة من الماء يبدو أنك لم تبذل جهدا ًكافياً ياولدي ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ عملية ملء السلة بالماء كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية فملأ السلة ماء ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه هو يلهث قائلاً: أرأيت؟ لافائدة فنظر الجد إليه قائلا: أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟ تعال وانظر إلى السلة فنظر الولد إلى السلة وأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له: هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم قد لا تفهم بعضه وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وذهاب أحزاننا اللهم آمين يا رب العالمين {سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين} وصلى الله على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً
|
#3
|
|||
|
|||
اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته
بارك الله فيكم ونفع بكم
|
#4
|
|||
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|