الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سياسة «المخمضة»..! ـ مراسلنا ف الشوال ـ
سياسة «المخمضة»..!
بقلم مجدى الجلاد ٢/ ٥/ ٢٠١٠ كان يقول لهم دائماً «لولاى لمات كبيركم وصغيركم جوعاً.. فأنا من يرعاكم.. وأنا من يحميكم.. وأنا من تمر من بين يديه أرزاقكم.. فصلّوا من أجل أن يمد الله فى عمرى».. كانوا يصلون من أجله بالفعل.. يتضرعون لله عز وجل أن يبقيه حامياً وراعياً.. فهو الملك والمليك.. الأب الذى يحمدون له اللقمة مهما كانت صغيرة، إذا منح فهو من فضله، وإذا منع فلا راد لظلمه.. لم يكن لديهم بديل وهم الذين ولدوا وتفتحت أعينهم على صوته وملامحه.. وهكذا.. باتت القناعة بالحد الأدنى من الحياة سمة هذا البلد القديم..! غير أنه طعن فى السن.. وظهر من بينهم حكماء رأوا فى غيابه خطراً عظيماً.. ذهبوا إليه ووقفوا بين يديه.. وبضعف الرعية قالوا له وهم يرتجفون خوفاً «لماذا لا تختار ولياً للعهد».. ولكنه أجاب الطلب حين قال له أحدهم «مولاى.. نخاف أن تتركنا - بعد عمر طويل .. طويل.. طويل جداً - لرجالك ممن لا يخشون الله».. نظر إليهم الملك طويلاً، ثم أردف بلهجة حاسمة «تعرفون أنه لا ولد لى.. غير أننى سأختار ولى العهد بطريقتى الخاصة.. فأمهلونى أياماً..»! كان الملك يسكن قصراً منيفاً يبعد عن المدينة مسيرة يومين.. فطلب من المنادى أن ينادى فى الناس بأن الملك سيعيّن من يأتيه فى قصره بمائة فأر حية فى جوال مغلق ولياً للعهد.. تعجب الناس، وظنوا أن الأمر شديد اليسر، فتسابقوا للفوز بالمنصب، ولكن أحداً منهم لم ينجح فى المهمة.. ففى مسيرة اليومين إلى القصر، كانت الفئران إما يموت نصفها داخل الجوال، وإما تقرضه وتخرقه وتفر هاربة.. وظل الوضع هكذا عدة أيام.. حرب بين أهل المملكة والفئران والأجولة للوصول إلى قصر الملك بمائة فأر حية داخل جوال من القماش! وذات صباح فوجئ الحراس برجل يدخل إلى القصر بجواله وفئرانه المائة سليمة، ووقف بين أيدى الملك الذى سأله «كيف وصلت إلى هنا دون موت أو هروب فأر واحد»؟! فأجابه الرجل «إنها سياسة المخمضة».. فسأله الملك «وما سياسة المخمضة؟».. فأجاب «لقد طلبت جلالتكم أن أصل بالفئران حية.. لم تقل أصحاء.. المهم لا تموت.. ولا تتمرد ولا تفر من خنقة الجوال.. لذا حملتها فى جوالى وأغلقته من أعلى.. حملتها على كتفى.. وكلما سكنت هززت الجوال بقوة لمخمضة الفئران، فتظن أن أمل إطلاقها بات وشيكاً، وأن النور سوف يأتى، ثم أواصل المسير، وكلما شعرت بأن التعب والجوع أصابها، جلست تحت شجرة، وألقيت فى الجوال ثمرة طماطم واحدة..»! .. هنا قاطعه الملك «.. ولماذا ثمرة طماطم واحدة؟!».. فأجاب الرجل «الثمرة الواحدة ستوفر لى كل ما أريده.. فالفئران المائة كانت تتصارع عليها لجوعها الشديد، وبالتالى تنشغل بها ساعات طويلة، فتنسى تعبها ورغبتها فى الحصول على الحرية، ثم إنها تسد رمقها وتضمن بقاءها حية، وكذلك تلهيها عن قرض الجوال، وأخيراً تمنحها الأمل فى الحصول على ثمرات طماطم أخرى، فتظل أبصارها معلقة على فتحة الجوال ومن يحمل الجوال ومن يملك الطماطم.. وهكذا وصلت إلى جلالتكم بمائة فأر بالتمام والكمال.. هى حية يا جلالة الملك.. لا أكثر..»! نظر إليه الملك بإعجاب شديد.. وأصدر فرماناً بتعيينه ولياً للعهد.. وقال له عبارة ظلت تتردد كثيراً فى أدبيات الحكم «.. من حافظ على مائة فأر فى جوال يومين كاملين هو أكفأ من يحكم ويدير المملكة من بعدى»..! |
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مراسلنا, السؤال, سياسة, ـ, «المخمضة»..! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|