انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2009, 04:02 PM
أم صلاح الدين أم صلاح الدين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي سبحان من أضحك وأبكى

 

قال تعالى : \" وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) سورة النجم . فسبحان من خلق الضحك والبكاء , والسعادة والشقاء , والموت والإحياء ؛ ولكل عجيبة سبحان الله .
قال الرازي في تفسير هذه الآيات : \" هذه الآيات مثبتات لمسائل يتوقف عليها الإسلام من جملتها قدرة الله تعالى ، فإن من الفلاسفة من يعترف بأن الله المنتهى وأنه واحد لكن يقول : هو موجب لا قادر ، فقال تعالى : هو أوجد ضدين الضحك والبكاء في محل واحد والموت والحياة والذكورة والأنوثة في مادة واحدة ، وإن ذلك لا يكون إلا من قادر واعترف به كل عاقل \" تفسير الرازي 14/451.
وقال الطبري : \" وقوله( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ) يقول تعالى ذكره: وأن ربك هو أضحك أهل الجنة في الجنة بدخولهم إياها، وأبكى أهل النار في النار بدخولهم فيها ، وأضحك من شاء من أهل الدنيا، وأبكى من أراد أن يبكيه منهم.تفسير الطبري 22/547 .
وقال القرطبي : \" وكان الحسن البصري رضي الله عنه ممن قد غلب عليه الحزن فكان لا يضحك. وكان ابن سيرين يضحك ويحتج على الحسن ويقول: الله أضحك وأبكى. وكان الصحابة يضحكون؛ إلا أن الإكثار منه وملازمته حتى يغلب على صاحبه مذموم منهي عنه، وهو من فعل السفهاء والبطالة. وفي الخبر: (أن كثرته تميت القلب) وأما البكاء من خوف الله وعذابه وشدة عقابه فمحمود؛ قال عليه السلام: \"ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا فإن أهل النار يبكون حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول حتى تنقطع الدموع فتسيل الدماء فتقرح العيون فلو أن سفنا أجريت فيها لجرت\" خرجه ابن المبارك من حديث أنس وابن ماجة أيضا.تفسير القرطبي 8/271.
وقال البغوي : \" وقال الضحاك: أضحك الأرض بالنبات، وأبكى السماء بالمطر.
قال عطاء بن أبي مسلم: يعني أفرح وأحزن، لأن الفرح يجلب الضحك، والحزن يجلب البكاء.تفسير البغوي 7/418.
وقال السمرقندي : \" يعني : { أَضْحَكَ } أهل الجنة في الجنة . قال : { وأبكى } أهل النار في النار . ويقال : { أَضْحَكَ } في الدنيا أهل النعمة ، { وأبكى } أهل الشدة ، والمعصية .تفسير بحر العلوم 4/215.
وقال ابن عادل : \" أي قضى أسباب الضَّحِك والبكاء وقال بَسَّامُ بن عبد الله : أضحك أسنانهم وأبكى قلوبهم ، وأنشد [ رحمه الله ] :

السِّنُّ تَضْحَكُ وَالأَحْشَاءُ تَحْتَرق * * * وَإِنَّمَا ضِحْكُها زُورٌ ومُخْتَلَقُ
يَا رُبَّ بَاكٍ بِعَيْنٍ لاَ دُمُوعَ لَهَا * * * وَرُبَّ ضَاحِكِ سِنٍّ مَا بِهِ رَمَقُ
قيل : إن الله تعالى خص الإنسان بالضحك والبكاء من بين سائر الحيوانات . وقيل : إن القِرْدَ وَحْدَهُ يضحك ولا يبكي ، وإن الإبل وحدها تبكي ولا تضحك . وقال يوسف بن الحسين : سئل طاهر المَقْدِسيُّ : أَتَضْحَكُ المَلاَئِكَةُ؟ فقال : ما ضَحِكُوا ولا كُلّ مَنْ دُون العَرْشِ .تفسير اللباب 14/476.
وقال القشيري : \" قوله جلّ ذكره : { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى } .
أراد به الضحك والبكاء المتعارَف عليهما بين الناس؛ فهو الذي يُجْريه ويَخْلُقُه .
ويقال : أضحك الأرضَ بالنباتِ ، وأبكى السماءَ بالمطرِ .
ويقال : أضحكَ أهلَ الجنة بالجنة ، وأبكى أهل النار بالنار .
ويقال : أضحك المؤمنَ في الآخرة وأبكاه في الدنيا ، وأضحك الكافرَ في الدنيا وأبكاه في الآخرة.
ويقال : أضحكهم في الظاهر ، وأبكاهم بقلوبهم .
ويقال : أضحك المؤمنَ في الآخرة بغفرانه ، وأبكى الكافرَ بهوانه .
ويقال : أضحك قلوبَ العارِفِين بالرضا ، وأبكى عيونهم بخوف الفراق .
ويقال : أضحكهم برحمته ، وأبكى الأعداءَ بسخطه .تفسير القشيري 7/325.
وقال النسفي : \" خلق الضحك والبكاء . وقيل : خلق الفرح والحزن . وقيل : أضحك المؤمنين في العقبى بالمواهب وأبكاهم في الدنيا بالنوائب\" تفسير النسفي 3/375.
وقال صاحب الظلال : \" ا النص تكمن حقائق كثيرة . ومن خلاله تنبعث صور وظلال موحية مثيرة . .أضحك وأبكى . . فأودع هذا الإنسان خاصية الضحك وخاصية البكاء . وهما سر من أسرار التكوين البشري لا يدري أحد كيف هما ، ولا كيف تقعان في هذا الجهاز المركب المعقد ، الذي لا يقل تركيبه وتعقيده النفسي عن تركيبه وتعقيده العضوي . والذي تتداخل المؤثرات النفسية والمؤثرات العضوية فيه وتتشابكان وتتفاعلان في إحداث الضحك وإحداث البكاء .
وأضحك وأبكى . فأنشأ للإنسان دواعي الضحك ودواعي البكاء . وجعله - وفق أسرار معقدة فيه - يضحك لهذا ويبكي لهذا . وقد يضحك غداً مما أبكاه اليوم . ويبكي اليوم مما أضحكه بالأمس . في غير جنون ولا ذهول إنما هي الحالات النفسية المتقلبة . والموازين والدواعي والدوافع والاعتبارات التي لا تثبت في شعوره على الحال!وأضحك وأبكى . . فجعل في اللحظة الواحدة ضاحكين وباكين . كل حسب المؤثرات الواقعة عليه . وقد يضحك فريق مما يبكي منه فريق . لأن وقعه على هؤلاء غير وقعه على أولئك . . وهو هو في ذاته . ولكنه بملابساته بعيد من بعيد!وأضحك وأبكى . من الأمر الواحد صاحبه نفسه . يضحك اليوم من الأمر ثم تواجهه عاقبته غداً أو جرائره فإذا هو باك . يتمنى أن لم يكن فعل وأن لم يكن ضحك وكم من ضاحك في الدنيا باك في الآخرة حيث لا ينفع البكاء!.هذه الصور والظلال والمشاعر والأحوال . . وغيرها كثير تنبثق من خلال النص القصير ، وتتراءى للحس والشعور . وتظل حشود منها تنبثق من خلاله كلما زاد رصيد النفس من التجارب؛ وكلما تجددت عوامل الضحك والبكاء في النفوس - وهذا هو الإعجاز في صورة من صوره الكثيرة في هذا القرآن .تفسير الظلال 7/65.
وقال السعدي : \" { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى } أي: هو الذي أوجد أسباب الضحك والبكاء، وهو الخير والشر، والفرح والسرور والهم [والحزن]، وهو سبحانه له الحكمة البالغة في ذلك\" تفسير السعدي 281.
وقال السيوطي في الدر المنثور : أخرج ابن مردوية عن عائشة قالت : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على قوم يضحكون فقال : \" لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا فنزل عليه جبريل فقال : إن الله وأنه هو أضحك وأبكى فرجع إليهم فقال : ما خطوت أربعين خطوة حتى أتاني جبريل فقال : ائت هؤلاء فقل لهم : \" إن الله أضحك وأبكى .
وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردوية عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : \" هبط آدم من الجنة بياقوتة بيضاء تمسح بها دموعه قال : وبكى آدم على الجنة أربعين عاما فقال له جبريل : يا آدم ما يبكيك إن الله بعثني إليك معزيا فضحك آدم فذلك قول الله هو أضحك وأبكى فضحك آدم وضحكت ذريته وبكى آدم وبكت ذريته \" .
وأخرج ابن أبي شيبة عن جبار الطائي قال : شهدت جنازة أم مصعب بن الزبير وفيها ابن عباس فسمعنا أصوات نوائح فقلت : عباس يصنع هذا وأنت ههنا ؟ فقال : دعنا عنك يا جبار فإن الله أضحك وأبكى .تفسير الدر المنثور 7/664.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم ، فَفَرَجَ صَدْرِي ، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا ، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ ، فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، قَالَ جِبْرِيلُ ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا : افْتَحْ ، قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ ، قَالَ : هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، مَعِيَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : فَأُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَفَتَحَ ، قَالَ : فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، فَإِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ ، قَالَ : فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى ، قَالَ : فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّال ِحِ ، وَالاِبْنِ الصَّالِحِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا آدَمُ صلى الله عليه وسلم ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ أَهْلُ الْجَنَّةِ ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى ، قَالَ : ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا : افْتَحْ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَفَتَحَ. أخرجه البخاري 1/97(349) و\"مسلم\" 1/102(334). و\"النَّسائي\" في \"الكبرى\" 310.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ. قَالَ : تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِعُثْمَانَ بن عفان بِمَكَّةَ. قَالَ : فَجِئْنَا لِنَشْهَدَهَا. قَالَ : فَحَضَرَهَا ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ. قَالَ : وَإِنِّى لَجَالِسٌ بَيْنَهُمَا. قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى أَحَدِهِمَا ثُمَّ جَاءَ الآخَرُ , فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِى. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ , وَهُوَ مُوَاجِهُهُ : أَلاَ تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ ؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ : فَقَالَتْ رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ ، وَاللَّهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ الْمُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ . وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَيَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَقَالَتْ حَسْبُكُمُ الْقُرْآنُ (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : عِنْدَ ذَلِكَ وَاللَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى. قَالَ ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ وَاللَّهِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ من شيء.أخرجه الحميدي (220) و\"أحمد\" 1/41(288) و\"البُخَاريّ\" 2/101 و\"مسلم\" 3/42 .
فالله تعالى بحكمته وقدرته كما خلق الضحك قد خلق البكاء , ولكن شتان شتان بين ضحك المؤمن وبكائه وبين ضحك الكافر وبكائه .

فالمؤمن يضحك ثقة وحسن ظن بما أعد الله تعالى له , ويضحك سعادة وأنسا بإيمانه وحسن طاعته لربه , ويضحك بشاشة وإيناسا لقلوب الناس وتأليفهم ,ويضحك ترويحا وإزاحة للهموم والغموم عن نفسه .
يقول أبو الفتح البستي:

أفد طبعك المكدود بالهم راحة* * * قليلا و علله بشيء من المزاح
لكن إذا أعطيته المزح فليكن* * * بمقدار ما تعطي الطعام الملح
وفي هذا قال الإمام علي رضي الله عنه: \"إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة\",وقال: \"روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلب إذا أكره عمي\" !.


د. بدر عبد الحميد هميسه
التوقيع

أسألكم الدعاء بظهر الغيب

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-08-2009, 11:28 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

يُنقل للقسم المناسب
جزاكم الله خيراً ونفع بكم .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من, أضحك, سبحان, وأبكى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 07:51 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.