كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
قـَصَصٌ وَ عَبَرٌ حـَقـّيقة للتائبين عنبر الحياة ( الاعدَامْ سَـابقــًا )
قـَصَصٌ وَ عَبَرٌ حـَقـّيقة للتائبين عنبر الحياة (الاعدَامْ سَـابقــًا ) إعداد الدكتور أحمد فريد
|
#2
|
|||
|
|||
بِـسمِ اللهِ الرّحَـمـن ِ الرّحيــمِ المقدمة نسأل الله تعالى حسن الخاتمة الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل ، و تجاوز لهم عن الكثير من الزلل ، وأفاض عليهم النعمة ، و كتب علي نفسه الرحمة ، وضمن الكتاب الذي كتبه ، أن رحمته سبقت غضبه ، دعا عباده إلى دار السلام ، فـَعَـمَّهم بالدعوة حجة منه عليهم و عدلاً ، و خصَّ بالهداية و التوفيق من شاء نعمة ومِنَّةً و فضلاً ، فهذا عدله و حكمته و هو العزيز الحكيم ، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم .َ و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة عبده و ابن عبده و ابن امته ، و من لا غنى به طرفة عين عن فضله و رحمته ، و لا طمع له فى الفوز بالجنة و النجاة من النار إلا بعفوه و مغفرته . و أشهد أن محمداً عبده و رسوله ، وصفيه و خليله ، أرسله رحمة للعالمين ، و قدوة للعاملين ، و محجة للسالكين ، وحجة على العباد أجمعين ، و قد ترك أمته علي الواضحة الغرَّاءِ و المحجة البيضاء ، وسلك أصحابه و أتباعه علي أثره إلي جنـَّاتِ النعيم ، و عدل الراغبون عن هجية إلي صراط الجحيم ، ليهلك من هلك عن بينة ، و يحيا من حَـيّ عن بينة ، و إن الله لسميع عليم . لقد كانت تطالعنا الجرائد اليومية ، و المجلات التي تخصصت في نشر أخبار الحوادث ، بجرائم شنيعة ، تقشعر منها جلود المؤمنين ، و تطيش عقولهم من هول ما يقرأون و يشاهدون . و تشير هذه الحوادث إلي أن أصحابها قد تجردوا من دينهم ،و إنسانيتهم و آدميتهم ، و إلا فكيف يجرؤ من فيه بقايا من الآدمية علي سفك دم أمه أو أبيه ، و لكن القلوب القاسية لا تفرق بين من يجب أن يخفض له جناح الذل من الرحمة ، و بين من يكشر لهم عن الأنياب القبيحة ، إنها نفوس أسلمت خطامها و زمامها للشيطان الرجيم ، يعدهم و يمنيهم و ما يعدهم الشيطان الا غرورا ، أمرهم بتعاطي المخدرات ، فطاروا إليها زرافاتٍ ووحدانا ، و اوحى إليهم أن يسرقوا حتى يوفروا التكاليف للسموم الناقعة ، و حتى يتمكنوا من السرقة فقد يلجأون إلى القتل و سفك الدماء المحرمة ، و المعاصي يجر بعضها بعضها ، فكما أن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن شؤم المعصية المعصية بعدها ، ساعدهم على ذلك ما هو حاصل فى معظم بقاع الأرض ـ إلا ما رحم ـ من غروب شمس الشريعة ، و تنكيس رايات العلم ، و قلة الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر ، و كثرة الشبهات و الشهوات ، و اتباع هوى النفس فيما يخالف شرع رب الأرض و السماوات ، و قد حذرنا الله عزوجل من الشيطان الرجيم . و قال تعالى : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ﴾ [ فاطر : 6 ] فاتخذه أكثر الناس صديقاً حميماً و ناصحاً أميناً ، فأثمرت هذه الصداقة هذه الثمرات الحنظلية ، ان يقتل الشاب أمه أو أباه ، أو يقتل الأطفال الأبرياء ، أو يقطع الطريق ، و يكثر من سفك الدماء . جمع القدر هؤلاء الشباب الذين وقعوا فى هذه الجرائم الشنعاء ، و بين أحد أخواننا الكرام الذن تربوا فى ربوع الدعوه السلفية المباركة و هو أخونا [ أبو عبد الرحمن ] حيث قدر له أن يسجن فى عنبر الحياة [ الإعدام سابقـًا ] ، فإذا به يتعرف علة هذا الشباب الذي يرتدي البدلة الحمراء ، بعد أن حكم عليهم بالإعدام ، ففتح لهم قلبه و استمع إلى قصصهم ـ قصص الضياع و الجريمة و الشقاء ـ فشكوا إليه ما يقطع قلوبهم مما جنت أيديهم ، و سالت الدموع غزيرة تحكى مرارة الألم الذي يعصر قلوبهم كلما تذكروا جرائمهم النكراء ، و كأنهم كانوا فى عالم غير العالم الذي نعيشه ، أو كانوا سكارى ثم أفاقوا من سكرهم على الواقع المرير ، إنهم قتلوا بأيديهم أحَنَّ الناس عليهم ، و ارحم النَّاس بهم ، و هم الآن يرتدون البدلة الحمراء ، و ينتظرون مع إشراق كل صباح أن يفتح عليهم باب الزنزانه ، حتى يلاقوا جزاء جرائمهم ، فيساقون إلى حبل المشنقة و كيف يكون حال من قتل أمه أو أباه في الآخرة ، إنها ظلمات بعضها فوق بعض ، إذا أخرج يده لم يكد يراها و من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ، إنه ضنك و شقاء و هم و غم و حزن فى الدنيا ينتقل منه إن لم يتدراكه الله برحمته إلى حفرة من حفر النار في القبور ، ثم الحساب الذي لم يكن فى حسابه ، ثم النار نعوذ بالله من حال أهل البوار ، إِنها مفاوزو متاهات و فيافي و قفار كلها تبشر و تنذر بالسخط و الهلاك و البوار و الدمار ، منهم من فكر و هو ينتقل إلى هذا السجن فى الانتحار ، و يظن أن هذا الحل لما هو فيه من شقاء ، و لا يظن أن يستعجل بذلك عذاب الاخرة ، و عذاب الاخرة أدهي و أمرُّ . مارس أخونا الفاضل [ أبو عبد الرحمن ] و ظيفته فى الدعوة إلى الله عزوجل مع هذا الشباب الضائع المهموم المغموم ، و كان فقيهاً فى دعوته و فتح لهم باب الرجاء ، و حدثهم عن رحمة الله عزوجل ، و اخبرهم أن الله عزوجل خلق الرحمة مائة رحمة ، و أرسل فى الناس رحمة واحدة ، فبها يتراحم الخلق ، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ، و احتجز تسعة و تسعين رحمة إلى يوم القيامة ، و ذكرهم بقول الله عزوجل : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [ الزمر : 53] و أخبرهم عن الذي قتل مائة نـفس من بني إسرائيل و كان صادقاً فى طلب التوبة ، و قد عاجلة الموت قبل أن يجتهد فى الأعمال الصالحة ، فلم تكن له حسنة إلا طلب التوبة و مع ذلك قبضت روحة ملائكة الرحمة ، و نحسب أن أخانا أبو عبد الرحمن كان من المخلصين فى دعوتهم ، يحس بأِحساسهم ، و يجيب على تساؤلاتـهم فإذا بالنور يتـسرب إلى قلوبهم ، فتحيا قلوبهم بعد أن أوشكت على الموت قبل أن تموت أجسادهم ، و إذا بالظلمات تتبدد من قلوبهم ،، و إذا الخوف من حبل المشنقة ينقلب إلى حُـبٍّ له ، لأنه يطهرهم من ذنوبهم ، و يسرع بهم إلى ربهم أرحم الراحمين ، فأخذوا يتسابقون إلي طاعة الله عزوجل ، فتسابقوا فى حفظ القرآن ، و القيام ، و الصيام ، و الذكر و الاستغفار ، و كان مَـنْ دعاهم إلى الله عزوجل يغبطهم على هذه العبادة ، و يتمنى من الله عز وجل أن يوفق توفيقهم فى طاعة الله عز وجل ، و صار بينهم حب فى الله عزوجل ، صار بينهم حب فى الله عز وجل و تناصح ، و بذل ، فما عرفوا الحياة الحقيقة إلا فى هذا المكان ، و قد كانوا من قبل يعيشون حياة الأنعام ، فلا يمكن للعبد أن يعبش حياة يسعد بها ، و يأنس فيها ، إلا و هو متمتع بالإيمان و بالعمل بشرع الرحمن عزوجل . قال تعالى : ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ﴾ [ الأنعام : 122 ] و قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [ الأنفال : 24 ] فاطلقوا على هذا العنبر الذي ما عرفوا الحياة الحقيقة إلا فيه ـ عنبر الإعدام ـ عنبر الحياة ، كما أطلقوا على حبل الموت ـ حبل المشنقة ـ حبل الحياة ، لأنه يوصلهم إلى الحياه الدائمة الباقية فى رحمة الله عز وجل . |
#3
|
|||
|
|||
طلبت من أخي [ أبو عـبـد الـرحمن ] أن يكتب لي شيئاً من قصصهم ، منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ، و ما بدلوا تبديلا ، وحتى ينتفع الناس بهذا القصص ، قدمت بين يديه بعدة وقفات : الوقفـة الأولى : بعنوان عجائب النفس البشرية استعدادها للخيـر الشر و الوقفـة الثانية : فى فضل الدعوة إلى الله عزوجل . و الوقفـة الثالثة : العبرة بكمال النهاية ، لا بنقص البداية . و الوقفـة الرابعة : التوبة من أحب العبادات إلى الله عزوجل . و الوقفة الخامسة : شؤم الذنوب و المعاصي . و الوقفة السادسة : خطورة نشر اخبار الجرائم والفواحش . و الوقفـة السابعة : لم يبق من النبوة إلا المبشرات . و الوقفـة الثامنة : من لطف الله عز وجل بالعبد أن يقدر له ما هو خير له ، و إن كرهه العبد و تبرم به . و الله تعالى أسأل أن يتقبل توبتهم ، و يمحو حوبتهم ، و يرحم من نُـفَّـذَ فيه حكم الإعدام ، و يثبت على التوحيد و طاعة العزيز الحميد من ينتظر . كما أسأله تعالى أن يغفر لأخي [ أبو عبد الرحمن ] جزاء سعيه حتى يغفر الله لهم ، و أن يرفعه فوق كثير من خلقة ، و أن يكون ذلك في ميزان حسناته . كما اسأله تعالى أن يتقبل مني هذه الكلمات التى اكتبها بعيداً عن مكتبتي ، و أن يفتح بها قلوب عباده ، و ينفع بها من وقع في شئ ٍ من الذنوب و الشيطان يوهمه أنه لا يستطيع أن يطير فى سماء التوبة ، و لا بد له ان يبقى فى أسر الهوى و الشهوة ، و أنه إذا تاب لا يتقبل الله عزوجل منه . و أترك القارئ الكريم امع الوقفات التى وفقت إِليها ، حتى ينتفع بعد ذلك بقصص التائبين ، و الله يتولانا و إخواننا المسلمين برحمته و فضله ، و يجعل لأعدائه نقمته و عدله . و صل الله و سلم و بارك على محمد و آله و صحبه و الحمد لله رب العالمين
|
#4
|
|||
|
|||
يسر الله لي من فترة كتابة جزء من الكتاب .. و أجد فيه قصص رائعة و دروس فى التوبة و العودة الى طريق الله .. فاتبعوا ان شـاء الله بداية القصص الثلاثاء القادم إن شاء الله و قدر لنا البقاء
|
#5
|
|||
|
|||
ماشاء الله.. جزاكم الله خيراً ويسَّر لكم أمركم,
مُتابع... ..
|
#6
|
|||
|
|||
الله أكبر
لقد قرأتُ الكتاب بفضل الله من قبل فجزاكم الله خيراً لاختياركم هذا الكتاب الماتع متابع معكم إن شاء الله |
#7
|
|||
|
|||
ما شاء الله جزاك الله خيرا |
#8
|
|||
|
|||
فى الإنتظار...
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|