لم تجلس مروة كثيراً في المكتب
فهي بضع دقائق كانت تكتب فيها طلب إجازة عارضة للغد
حتى تستعد لموعد أسماء المرتقب
و عندما استعدت للخروج من المكتب
لاحظ هاني استعداداً مروة للرحيل
فسألها : إلى أين يا مروة ؟!!
فقالت : سأذهب إلى مكتب المدير .
فرد مستعجباً : و لِمَ ؟
فقالت :
سأقدم طلب إجازة غداً فلديّ موعد هام عليّ الوفاء به
فسألها :
و هل لنا موعد الليلة أم ستعتذرين كالأمس
قالت : لا بأس نتقابل الليلة ،
أخبر الـ ( شلة )
و لكني لن أتأخر معكم اليوم فموعدي في الصباح
فرد هاني و قد تهللت أساريره :
حسناً يا مروة سأخبرهم و سآتي اليوم لنذهب سوياً إلى مكان السهرة .
و خرجت مروة من مكتبها متجهة إلى مكتب المدير
و قدمت طلبها و وافق عليه المدير و قام بالتصديق عليه
و خرجت مروة من المصلحة متجهة إلى المنزل
و كان هذا في تمام العاشرة صباحاً .
دخلت مروة منزلها و أخدت ترتب المنزل
و عندما بدأت في ترتيب غرفة الجلوس
وقع عينيها على شيء كأن عينيها لم تقع عليه من قبل ..
إنها مكتبة والدها - رحمه الله - التي جمعها في حياته .
و كأن شيئاً بداخل مروة هاتفها أن تنظر إلى هذه المكتبة
لعلها تجد ما يجيب عن أسئلتها
و صراعاتها الداخلية و يرخص لها فيما تفعله .
أخذت تبحث بين جنبات هذه المكتبة
إلى أن وقعت يديها على كتيب من كتابات شياطين الإنس
إنه لأحد دعاة تحرير المرأة
و ما أن وقع الكتاب في يديها أخذت تقرأ فيه بشغف شديد
و كلما وجدت ما يوافق رغبتها الدفينة
تتهلل أساريرها
مهما كان هذا الكلام ضد العقل و الفطرة
إلا أن له صدىً رائع في نفس مروة ...
ظلت مروة تقرأ فيه دون انقطاع
لفترة تجاوزت الثلاث ساعات من القراءة الدقيقة
المليئة بالإثارة كأنها تقرأ قصة من قصص الأطفال
حتى انتهت منه عن أخره
و لسان حالها يقول :
إن غداً لناظره قريب