الدرَرُ المَنثُوارت في بسائط الأخَوات

[قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ]

 

الدرَرُ المَنثُوارت في بسائط الأخَوات


*********************************
***************
****
بسمِ اللهِ الذِي عَـــلَّم العالمين من عِلمه و أنارَ قُلُوبَ المستبصرينَ بفضلِه و الحمدُ له دائما سرمدا ما لا نحصي عــدَدَا و الصَّلاةُ والسلامُ على من سمِّيَ في الكتاب أحمدا و على آلِــه و صحبهِ دائما ابدا

أَمّـا بعد :

كرّم الله بني آدم و شرفهم أن استخلفهم في الأرض يعمرونها و جعل لعمران البشرية طرائق و سبلا يجتمعون علي الخير يسكنون بينهم يحمي القوي الضعيف و يجير ذو السلطان المغلوب من القهران


و جعل الله من مقومات عمران الأرض سكن الزوج لزوجه و اْلفة الرجل زوجاته فكانت النساء عمود بيت الإستخلاف و قوام بناء العمران هي نصف العبيد علي ارض العزيز الحميد من رحمها رأى النور النبييئون و من عيونها بلت الدموع وجوه الشهداء فهي الأم الرؤوف والاخت الألوف و البنت الحنون و الزوجة الرؤوم من جنسها حواء ام السواد و العذراء ام المسيح و هاجر ام اسماعيل و زوج عمران اخت زكرياء النبيء و و خديجة سيدة النساء و الزهراء ام السبطين و بنت سيد الثقلين ........

و لئن كان هذاحال النســاء و قدرهن و علو كعبهن شرفا فقد برزت خلال ذلك نبائت سوء قدر الله ان تعدل بها دفة الموازين مع نمروذ و فرعون و هامان و جالوت و أبي جهل وابي لهب وامية بن خلف فخلق الله امرأه لوط و امرأة نوح و جعلهن مثالا لكل عجوز في الغابرين تبعت نهجهن سوداء من نساء الثقلين يغوين و يدعين و لسبيل الغي يهدين

أمـــا حديثنا اليوم عن فضل النســاء على رجال قعدوا عن المسؤولية و ذهبت عنهم نخوة الوقوف في السرية فركنوا للحياة الدنيا و فشلوا في القيام بالاستخلاف .........

و كي لا ترتج بسائط الزمان من تحط ارجلنا سنعقد كلامنا علي اربعة عناصر نستسقي احوال النساء عبر مراحلهن العمرية :

***********************************************
1 * البنت : واجبات و حقوق و نصائح

***********************************************
2 * الأخت : قيم و مباديء ...ورود واشواك

***********************************************
3 * الزوجة : سعادة ام معانات ابدية !

**********************************************
4* الأم : بعد الزرع اين الحصاد !

***********************************************
--







و نطفق مع العنصر الأولِ : بناتنا اكبادانا يمشين على الأرض ....

لــن يستقيم الحديث عن مرحلة النشأة و فترة الطفولة دون تحديد هذه المرتبة و بيانها عن اخواتها لهذا ادرج علي تقسيم الفئات العمرية إلى بنت وهي ما دون سن البلوغ و اخت و هي دون الزواج و زوجة و أم
و لعلي سأعتمد في كلامي على مؤلفات علمائنا ممن تحدث في الجوانب الاسرية الاجتماعية المعاصرين منهم والسابقين وساحاول نقل ما جادت به اقلامهم من روائع القصص ما كان فيه عبرة وتذكرة
عندما يرزق الوالدان بمولود تشرئب اعناق الجميع ولد أم بنت !!! سؤال أزلي توارثته الأجيال كابرا عن كابر و أجمعت البشرية علي كونه أول امر يشغل القريب قبل البعيد هنا يحضرني هنا يحضرني حديث سيد الثقلين عند احمد في المسند و غيره ''لا تجتمع أمتي على ضلالة " حيث أن لهذا حكمة بالغة و فيه اساس بناء شامخ و هو أصل أصيل في التعامل الاسري الإجتماعي حثنا الله على إلتزامه و أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إليه في قوله تعالى '' وليس الذكر كالأنثى [آل عمران: 36] " نعم ليس الذكر كالانثى أول لبنة في بناء شخصية البنت المسلمة هي تركيز مبدئ التميز بين الذكر والاُنثى و هو ما عمل جرذان الغرب المختبئة في كــل صقع على تبديده من عقول النشأة من خلال القوة الإعلامية والصناعية و المؤسسات التربوية و ذلك في امثلة نراجعها :
* الحضانة و تبديد الحواجز الأخلاقية منذ انبثاقها
* الملابس المستوردة و ثقافة الزي الموحد للإطفال
* البرامج التلفزية صناعة الاختلاط المبكر
* المدرسة تطور الاختلاط و تقنينه

نبدأ في عنصرنا الأول متوكلين لا متكلين

يقول الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله متحدثا في نفس السياق '' وقد تلطفوا في المكيدة، فبدؤوا بوضع لبنة الاختلاط بين الجنسين في رياض الأطفال،..[...].وركن التعارف بين الأطفال، وتقديم طاقات – وليس باقات – الزهور من الجنسين في الاحتفالات، وهكذا يُخترق الحجاب، ويُؤسَّس الاختلاط، بمثل هذه البدايات التي يستسهلها كثير من الناس!!
وكثير من الناس تغيب عنهم مقاصد البدايات، كما تغيب عنهم معرفة مصادرها، '' ...انهـ نعم غابت هذه المكائد الشيطانية علي عقول امهات وآبــاء أرسلوا ابناءهم لمراتع لا يعرفون من راعيها و كما يقال من شب على شيء شاب عليه
فياليت قومي يعلمون
والناظر لحال المحاضن في عصرنا المزري يرى نظاما ممسوخا من محاضن الغرب فيه تسقا بناتنا اشر انواع الاختلاط ساعات تقضى لتنمية المواهب لدى الأبناء زعموا يعلمونهم الرسم و الرقص و الفنون بشتى انواعها في غطاء من التعارف البريء زعموا



يتبع مع بقية العناصر

__________________

كيف نقي بناتنا الفتن من ينوعهن !!!

****************************************
******************
*****
وفقكن الله ووفق كل ربة اُسرةٍ و جميع المسلمين و المُسلِمات

نتُمُّ ما ابتدأناه و مع عنيصرنا الثاني و ملابس بناتنا بين الثقافة المستوردة و الأسواق المكتضة بالغثِّ الرثِّ ......

يـــعودُ تفسخ مظاهر الزيّ الخاص ببنات المؤمنين لخروج جهاز المذياع المرئي التلفاز كما يحلوا للكثيرين تسميته حيث تعلقت قلوب و عقول الصغار قبلَ الكبارِ بهذه الشاشة البلورية بكل ما يُعرضُ من برامج و حصص و فقرات طغت عليها أيادي الحداثيين من متصهيينين و مسيحيين رفعوا راية الوطنية المزعومة و تدثروا بدثارها فــانتشرت كانتشار النارِ في الهشيم ......و حينئذ سَهُـــل نشر كل ما لا يوافق ثقافة الإسلام و حياء الإيمان ....


و حتّى يكونَ منطلقنا مطابقا لمنهجنا في تقريب الحضارة نقية صافية وفق كلام أهل العلم و فهمهم لصحيح حديث رسول الله صل اللهم عليه وسلم ننطلق من حديث المعصوم عيه الصلاة و السلام عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عند ابي داود و ابن حبان و غيرهما باسناد صحيح كما قال شيخنا الألباني قال رسول الله '' من تشبه بقوم فهو منهم ، وفي لفظ : ليس منا من تشبه بغيرنا '' و قال عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما و هو عند البخاري في صحيحه '' لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال . '' انطلاقا من هذين الحديثين الأصلين و أصل ثالث سمعته من فقيه القرن وعالمه العلامة بن عثيمين رحمه الله قال '' يقول أهل العلم ‏:‏ إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه كبير '' و هذا اصلنا الثالث .....

نعيد القولَ تفصيلا : من تشبه بقوم فهو منهم و لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و يحرم علي الصغير ما يحرم علي الكبير !............تأمل أخي تأملي اختي !

و مِــن بركة فهمِ علمائنا للنصوص الشرعية يقول مواصلا التحدث عن لباس اولاد المسلمين و تدخل العوامل الخارجية علينها يقول بعد أن فصل الأصل المتعلق بحرمة الباس الصغير ما يحرم علي الكبير قال ''‏ هذه مفهومة من الجواب الأول ، قلتُ ‏:‏ إن العلماء يقولون إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه البالغ ، وعلى هذا فيحرم إلباس الأطفال من الذكور ما يختص بالإناث وكذلك العكس ‏.‏ '' رحمه الله

و هذا نقل من تفريغ مجموعة اسئلة تهم الاسرة لفضيلته انقلها لفوائدها الجزيلة قال رحمه الله مجيبا ''

* هناك كثير من ملابس الأطفال فيها صور لذوات الأرواح ، وبعض هذه الملابس مما يمتهن مثل الحذاء والملابس الداخلية للأطفال دون الثالثة ، ومنها ما لا يمتهن بل يحافظ عليها وعلى نظافتها ، فما حكم هذه الملابس ‏؟‏
الجواب ‏:‏ يقول أهل العلم ‏:‏ إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه كبير ، وما كان فيه صور فإلباسه الكبير حرام ‏.‏ فيكون إلباسه الصغير حراما أيضا ، وهو كذلك ‏.‏ والذي ينبغي للمسلمين أن يقاطعوا مثل هذه الثياب والأحذية حتى لا يدخل علينا أهل الشر والفساد من هذه النواحي ، وهي إذا قوطعت فلن يجدوا سبيلا إلي إيصالها إلي هذه البلاد وتهوين أمرها بينهم ‏.‏
* هل يجوز لبس الأطفال الذكور مما يخص الإناث كالذهب والحرير أو غيره والعكس ‏؟‏
الجواب ‏:‏ هذه مفهومة من الجواب الأول ، قلت ‏:‏ إن العلماء يقولون إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه البالغ ، وعلى هذا فيحرم إلباس الأطفال من الذكور ما يختص بالإناث وكذلك العكس ‏.‏
* هل يدخل تحت هذا إسبال الثياب للأطفال الذكور ‏؟‏
الجواب ‏:‏ نعم يدخل ‏.‏
*وما فيه تشبه للكفار وغيره كالقبعة والبنطلون ‏؟‏
الجواب ‏:‏ هذا باب آخر ، تشبه المسلمين بالكفار في اللباس أو غيره سواء كانوا ذكورا أو إناثا صغارا أو كبارا محرم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ‏(‏ من تشبه بقوم فهو منهم ‏)‏ (16)، ولأنه يجب أن يكون للمسلمين شخصية قوية تمنعهم من التبعية لغيرهم ، لأنهم الأعلون ودينهم هو الأعلى كما قال الله تعالى ‏{‏ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ‏}‏ ‏(‏آل عمران ‏:‏ 139 ‏)‏ وقال الله تعالى ‏{‏ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ‏}‏ ‏(‏ التوبة ‏:‏ 33‏)‏
* هل يجوز للأطفال ذكورا أم إناثا لبس الملابس القصيرة التي تبدي فخذيه ‏؟‏
الجواب ‏:‏ من المعلوم أن مادون سبع سنين لا حكم لعورته ، لكن تعويد الصبيان والأطفال هذه الألبسة الخالعة القصيرة لا شك أن سيهون عليهم كشف العورة في المستقبل ،
بل ربما لا يستحي الإنسان إذا كشف فخذه لأنه كان يكشفه صغيرا ولا يهتم به وحينئذ يكون
نظر الناس إلي عوراتهم كنظرهم إلي وجوههم في عدم حرمتها والخجل منها ، فالذي أرى أن يمنع الأطفال وإن كانوا صغارا من مثل هذه الألبسة ، وأن يلبسوا لباس احتشام بعيد عن المحذور ‏.‏

انهــــ جعله الله ثقيلا في موازين حسنات شيخنا رحمه الله

فلعلنا نحذر من كل ما شاب لباس بنياتنا لينعن في واقع ملؤه لباس التقوي و حجاب العفاف

يتبع في قريب

وفقكم الله

الأَخَواتُ.....وُرُودٌ و أشْوَاك

********************************
***************
***
عُدْنا والعودُ أحمــد ,

الحمدُ للهِ جَعَل مواقيتَ كلِّ شيءٍ بيدِهِ و موازينه في علمِهِ فقال '' { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت } '' فها قد ألفينا الأيام تمرُّ تترا بين اعيينا و لم نكمل ما سبق الوعدُ به والله الموفِّق

رَوَى غيرُ واحد من أصحاب السنن عن اُم المؤمنينَ عائشة رضي الله عنها قالت و اصلُه عند البخاري في صحيحه بلَفظِ ''‏تزوجني النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وأنا بنت ست سنين فقدمنا ‏ ‏المدينة ‏ ‏فنزلنا في ‏ ‏بني الحارث بن خزرج ‏ ‏فوعكت فتمرق شعري ‏ ‏فوفى ‏ ‏جميمة فأتتني أمي ‏ ‏أم رومان ‏ ‏وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني ‏ ‏لأنهج ‏ ‏حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين '' و منه وفيه كلامنا اليوم .
بسم الله نبدأ متوكِّلين لا متَّكِلِين ,
ذكرَ الشُرَّاح شرّاحُ الحديث كما في الفتحِ أن قولَها '' ‏تزوجني النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وأنا بنت ست سنين '' معناه أي عقدَ عليها و هي وقتها مازالت في مكة و ابوها هاجر و منه جواز تزويج الأب ابنته في غيابها والله اعلم و فيه الحث على حسن اختيار الزوج للبنت وهو مبحثنا الأول ولعلنا نمر سريعا و نطيل الكلام في ما يلحق لأنه مَرامنا ففي قولها ''‏فوعكت فتمرق شعري ‏ ‏فوفى ‏ ‏جميمة '' مبحث عظيم يجب الوقوف عليه في علاقة العائلــة بناتها و كيف يُحافِظون عليهن و هو مبحثنا الثاني حُسن اعداد البنت و زينتها و قبل كلّ شيءٍ ننقل شرح الألفَاظِ توعكتُ أي مرضتُ من الوعك , تمرّق أي سقط و ضعف و قلّت كثافته فــوفّى أي فبرِئت فعاد وافرا كما كان والجميمة هي الجمة في التصغير أي اجتمع لها شعر يكفي ان يضم جمة و في هذا فوائد جليلة و قولها '' فأتتني أمي ‏ ‏أم رومان ‏ ‏وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني ‏ ‏لأنهج ‏ '' و امّ رومان هي امّ عائشة والأرجوحة معروفة و قولها لأنهج اي لها صوت في نفسها من التعب من اللهو و هذا مبحثنا الثالث في جواز اللعب المباح و عدم التنفير منه :


* البحث عن الزوج الأصلح للبنت

* وجوب اعتناء الأبوين بالبنت و مظهرها

* عدم منع البنت من اللعب المباح


و التتمة في قريب