عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
( اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ) هل هذا دعاء صحيح ؟؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفى ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان واقتفى آثارهم واهتدى . يقول صلى الله عليه وسلم : " لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر " صحيح الترغيب والترهيب (1639 ) . وقال أيضاً : " إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ؛ فعليكم ـ عباد الله ! ـ بالدعاء " صحيح الترغيب والترهيب ( 1634 ) . وهاهنا سؤال قد يرد على الأذهان ؛ وهو : هل يجوز للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء : " اللهم إني لا أسألك ردَّ القضاء ، ولكني أسألك اللطف فيه " ؟! وهذا الدعاء نسمعه من كثير من الناس ، ونراه مكتوبا على كثير من السيارات ، ويكتب في البيوت ، فهل يجوز للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء ؟ والجواب : أن هذا الدعاء خطأ ، مخالف للكتاب والسنة ؛ وذلك لأن الله شرع لنا أن نسأله ردَّ القضاء ، والرسول صلى الله عليه وسلم علمنا وأخبرنا أنه يجوز للمسلم أن يسأل الله ردَّ القضاء : قال تعالى : { قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق } فأنت في ذلك تستعيذ بالله من شر القضاء . وقال صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء ، وسوء القضاء " رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : ـ في دعاء القنوت المعروف ـ : " اللهم اهدني فيمن هديت .." إلى أن قال : " وقني شر ما قضيت " صحيح الترمذي 1/144 . وقد سبق أن ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يرد القضاء إلا الدعاء " ، وفي لفظ : " لا يرد القدر إلا الدعاء " . فيجوز للمسلم أن يدعو الله عز وجل أن يقيه شر القضاء ، وأن يدعو الله عز وجل برد القضاء . إذن : لا يجوز الدعاء بقولنا : " اللهم إنا لا نسألك رد القضاء .. " إلخ ، ولا ينبغي للمسلم أبدا أن يتلفظ به . أنواع الدعاء والدعاء نوعان : النوع الأول : دعاء العبادة . والنوع الثاني : دعاء المسألة . ** أما النوع الأول ـ وهو دعاء العبادة ـ : فهو طلب الثواب من الله تعالى بالأعمال الصالحة ، بجميع أنواعها الظاهرة والباطنة ، من الأقوال والأفعال والنيات والتروك ، التي تملأ القلوب بعظمة الله وجلاله ، أي : أن العبد يتعبد لله ؛ طلبا لثوابه ، وخوفا من عقابه . وهذا الدعاء لا يكون إلا لله عز وجل . فمن صرف هذا الدعاء لغير الله تبارك وتعالى ؛ فقد كفر كفراً أكبر ، وخرج عن ملة الإسلام . وهذا الدعاء ـ وهو العبادة ـ هو الذي يقول الله تبارك وتعالى فيه : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } غافر60 . وهو الذي قال الله فيه : { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } الأنعام 162-163 . ** أما النوع الثاني ـ وهو دعاء المسألة ـ : فهو دعاء الطلب ؛ أي : طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع ، أو كشف ضر ؛ وهذا الدعاء ـ وهو دعاء المسألة ـ فيه تفصيل : أولاً : إذا صدر من عبد لمثله من المخلوقين ـ وهو قادر حي حاضر ـ فليس بشرك ، ولا حرج فيه ، كقولك لشخص ما : اسقني ماءً ، أو أعطني طعاماً ، أو نحو ذلك . ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " من سأل بالله فأعطوه ، ومن استعاذ بالله فأعيذوه ، ومن دعاكم فأجيبوه ، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه ؛ فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه " صحيح أبي داوود 1468 . ثانياً : إذا صدر هذا الدعاء ـ وهو دعاء المسألة ـ من شخص إلى مخلوق آخر من مخلوقات الله ـ أياً كان هذا المخلوق ـ وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله وحده : فهذا مشرك كافر ؛ سواءً كان هذا المدعو حياً أو ميتاً أو حاضراً أو غائباً ، كمن يقول : يا سيدي فلان ! اشف مريضي . يا سيدي فلان ! ردَّ غائبي . يا سيدي فلان ! مدد مدد ! يا سيدي فلان ! أعطني ولداً . فهو يطلب من الميت أو الحي ما لا يقدر عليه إلا الله ، فهذا شرك أكبر ؛ لأن الله عز وجل قال لرسوله صلى الله عليه وسلم : { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين ، وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادَّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم } يونس 106-107 . وقال تعالى : { إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين } الأعراف 194 . وقال تعالى : { يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد ، يدعوا لَمَن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير } الحج 12-13 . وقال تعالى : { ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير } فاطر13-14 . فلا يجوز للمسلم أن يدعو غير الله ، وأن يسأل غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله . منقول بتصرف بسيط : من كتاب الجامع في الدعاء النافع للشيخ أبو إسلام ( صالح بن طه عبد الواحد ) . التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 08-07-2008 الساعة 07:49 AM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|