السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"لو رقدت طالت حسرتك"
قالت إمرأة كانت تخدم معاذة العدوية :
كانت -تقصد معاذة -تحي الليل صلاة فإذا غلبها النوم قامت ، فجالت في الدار وهي تقول :
يانفس النوم أمامك لو قدمت لطالت رقدتك في القبر على حسرة أو سرور ، قالت فهي كذالك حتي تصبح.
"مم البكاء و الضحك"
ولما احتضرت معاذة بكت ثم ضحكت فقيل لها :مم بكيت ثم ضحكت ؟فممَّ البكاء ومِمَّ الضحك ؟
قالت أما البكاء الذي رأيتم فإني ذكرتُ مفارقة الصيام والصلاة والذكر فكان البكاء لذلك ،
وأما الذي رأيتم من تبسمي وضحكي ،
فإني نظرت إلى أبي الصهباء قد أقبل في صحن الدار ، وعليه حلتان خضراوان وهو في نفر والله مارأيت لهم في الدنيا شبهاً ،
فضحكتُ إليه ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضا .فماتت قبل أن يدخل وقت الصلاة.
"لا أحب أن يشغلني شيئ عن الله عز وجل "
قال عبد الله بن المبارك : ذكر سفيان الثوري امرأة بالكوفة ، يقال لها ، أم حسان ذات اجتهاد وعبادة ،
فدخلنا بيتها فلم نر فيه شيئًا غير قطعة حصير خَلق، فقال لها الثوري :لو كتبتِ رقعة إلى بعض بني أعمامك لغيَّروا من سوء حالك ،
فقالت ،
ياسفيان قد كنتَ في عيني أعظم ، وفي قلبي أكبر مذ ساعتك هذه ، إني ما أسأل الدنيا منْ يقدر عليها ويملكها ويحكم فيها ،
فكيف أسأل من لا يقدر عليها ،
ولا يقضى ، ولا يحكم فيها ؟
ياسفيان والله ماأحب أن يأتي على وقت وأنا متشاغلة فيه عن الله تعالى بغيرالله ،
فأبكت سفيان ، وقال عبد الله : فبلغني أن سفيان تزوج بها .
من كتاب مواعظ الصالحين وصالحات
منقول