بسم الله الرحمن الرحيم
*******************
من عظيم فضل الله على العبد المذنب حلمه سبحانه وتعالى عليه وستره لذنبه ،
بل قد يجعل الله لهذا العبد محامد فى أعين الناس يوقن العبد تماما أنه لا يستحقها
ومن رحمة الله بعبده أن يلقى فى قلبه كراهية الذنب ،
والرغبة فى التخلص منه فيطُلع الله على عبده وقد أذنب ،
وقلبه (أى العبد) يمتلئ بالحسرة على عجزه أمام هذا الذنب الذى قهره ،وأذله
كلما جاهد نفسه ليتخلص منه ،
ذل مرة أخرى فتجده يقوم ويقع ينتفض كالطائر الذبيح
فإذا به وقد رأى عجزه علم قدرة ربه
فيرفع يديه إليه "بك حولى وعليك اعتمادى"
ويرى الله صدقه
قد ابتلاه ربه بالداء ليعرف قدر العافية
ومنه جل وعلا وحده الدواء
لكن الأمر الذى يجعلك عاجزا عن الكلام ،وعن وصف رحمة الله بك
أن يبتليك بالذنب الذى تجاهده مرارا ويعلم سبحانه ضعفك أمامه فيرسل لك علاجا ربانيا لا يعلم تأثيره إلا الله
فتجده يرسل لك من يراك قدوة ومثلا أعلى ،
وقد ابتلاه الله بمثل ذنبك ليسألك أنت الحل والعلاج عندها تجد قلبك يعتصر من الألم
وتدمع عيناك ،ويمنعك حياؤك أن تعلن عن مرضك
لسان حالك يقول لذاك السائل جئت تطلب الدواء من مريض مزمن.
هلا وجدت لى معك طبيبا؟
وبهذا القليل من الصدق الذى تحمله فى قلبك وشفقتك على هذا الذى ذقت أنت ما به من ضر وتجرعت مرارته تبدأ فى نصحه وتثبيته وتشد
من أزره وكأن الدواء الذى تصفه له قد نالك منه نصيب فتبدأ عقد القيد المحيط بقلبك تنحل واحدة تلو الأخرى
حتى تجد نفسك وقد جعلك الله سببا فى هداية أحدهم ،أو ثباته
وقد كان داؤك هذا هو نفسه الدواء
فلولا أنك شعرت بنفس احساسه ومررت بنفس ظروفه ما استطعت مساعدته بفضل اللهوكأن الله سبحانه وتعالى يقول لك :
لك مكانة عندى عظيمة ،وأريد لك ماهو خير من هذا ،وأنت لازلت تجاهد هذا الذنب.
تعرف وقتها اسم الله الودود الذى يتودد إلى عباده وهو الغنى عنهم
الحكيم الذى يضع الشئ فى موضعه
يصرخ قلبك وقتها ويقول:
أحبك ربـى
منقول