نحن نحتاج أن نقول لأنفسنا فأيـن الله ؟
لا تحتاجين أن تقوليها بأعلى صوتك أمام الناس فتنهينهم عن منكر وتوقفينهم عن غيبة وتأمرينهم بمعروف ، تحتاجين تصرخين بها داخل نفسك وتقولين فأين الله ؟
لماذا تقولين هذا الكلام ؟ لماذا تفعلين هذا الكلام ؟ هذا ليس من صنيع أهل الإيمان ..هذا لا يرضي الله عز وجل أن يراه
أنا غلَّقت بابي عليّ وفعلت أشياء ، أنا ربما انتهكت حرمات الله سبحانه وتعالى
فأين الله ؟؟ والناس يروني بأحسن صورةولايعرفون حقيقتي
أين الله ؟ أين الله من هذا كله ؟
ما الفائدة إني أظن - ومسكنية أنا وكل من كانت على شاكلتي - مسكينة التي تظن أن الله عز وجل يراها ولا يعاقبها في الدنيا قبل الآخرة
{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14
من عَلِمَ بأن الله يرى عَلِمَ أن هذا الذي عَلِمْ سيعاقِب ، سيؤاخِذ بالذنب حتى لو أمْلَى لنا
لكن إذا أخذنا لن يفلتنا
{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14
من منا الذي أَرَّقَـتْـهُ {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14 ؟، واسترجع ذنباً فعلَه فبكى نفسه وتقصيره في جنب الله ؟
كثيرة هي الذنوب ولا نستطيع أن نحصيها
ولذلك الأمر يفلت سبحان الله من الإنسان
" عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَوْصِنِي ، قال : اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ مِنَ الْمَوْتَى وإنْ شِئْتَ أنْبأتُكَ بِمَا هُو أمْلَك لكَ مِنْ هذا كله) (أعطاه شيء يملك عليه أمره كله ويعينه على المراقبة ، يعينه على الإحسان ) قال : هذا .. وَأَشَارَ بيدِهِ إِلَى لِسَانِهِ "
أي مفتاح لهذا كله .. ما هو ياترى؟ اللـسـان
" قال بن المبارك لرجل راقِب الله تعالى فسأله عن تفسيرها فقال : كُن أبداً كأنَّك تَرى الله عز وجل "
طبعا هذه كلها أشياء تنشط بالمراقبة ، لكن قد يقول قائل :
ما هي مفاتيح المراقبة ؟
لعل أولى مفاتيح المراقبة : تـدبـر آي القرآن الكريم
لا شك أن تدبر آيات القرآن الكريم سبب للمراقبة .لماذا ؟ لأني لو عرضت نفسي على آي الكتاب وسرت على منهجه الذي رسم لي لوجدت حلولاً كثيرة لما أنا فيه ..
الله عز وجل يقول : {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ..}الإسراء9
لو أني عرضت عليكم آية من الآيات وهي {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ... }النساء108
لو عرضت ُهذه الآية . أو وما يشبه هذه الآية كقوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14
لو أنني ما عرضت نفسي يومياً على كتاب الله عز وجل لن أستطيع أن أصل إلى هذه الحالة الإيمانية التي تجعلني أراقب .. تجعلني أحاسب .. تجعلني أتيقظ .. تجعلني أكف عما أنا فيه من التقصير
فتدبر القرآن وعرض نفسي عليه مفتاح عظيم للوصول إلى حالة المراقبة وتقويتها في نفسي.