#21
|
|||
|
|||
الدرس التاسع عشر · طلوع الشمس من مغربها علامة من علامات الساعة الكبرى . قال تعالى (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) . فقد دلت الأحاديث الصحيحة أن المراد ببعض الآيات المذكورة في الآية هو طلوع الشمس من مغربها . عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) رواه مسلم . ومن السنة : حديث حذيفة بن أسيد السابق ( ..... إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، .... ) رواه مسلم . · المبادرة بالعمل الصالح قبل طلوع الشمس من مغربها . عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بادروا بالأعمال ستاً : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، والدخان ، والدابة ، .... ) رواه مسلم . · أن التوبة لا تقبل بعد طلوع الشمس من مغربها . قال تعالى (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) . فقوله ( يوم يأتي بعض آيات ربك ) يعني طلوع الشمس من مغربها . وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) رواه مسلم . فمفهومه : أن من تاب بعد ذلك لا تقبل . وعن أبي موسى . أن النبي صلى الله عليه وسلم : قال ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم . عذاب القبر م / وَعَذَابُ الْقَبْرِ وَنَعِيُمُهُ حَقٌ وَقَدْ اسْتَعَاذَ الْنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ وَأَمَرَ بِهِ فِي كُلِّ صَلَاة. · عذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة . قال تعالى : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ . النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) . أ-وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقال : انظر إلى مقعدك من النار ، أبدله الله به مقعداً من الجنة ، وأما الكافر أو المنافق فيقول : لا أدري ، فيقال : لا دريت ولا تليت ، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه من الثقلين ) . متفق عليه ب_ وعن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلمعن القبر ؟ قال : ( نعم ، عذاب القبر حق ) . متفق عليه ج_ وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : مرّ النبي صلى الله عليه وسلمعلى قبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول ) . متفق عليه د_ وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلمكان يعلمهم هذا الدعـاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول : ( اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ، ونعوذ بك من عذاب القبر ، ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات ) . متفق عليه هـ-وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر المسيح الدجال ) . و_ وعن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر .. ) رواه مسلم . ز- وحديث البراء ، وفيه أنه قال في المؤمن : ( فيناد منادٍ من السماء أن صدق عبدي ، فافرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، فيأتيه من ريحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ) وقال في الكافر : ( فيناد منادٍ من السماء ، أن كذب عبدي فافرشوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ) . أخرجه أحمد وأبو داود · عذاب القبر من أمور الغيب ، والحكمة في ذلك : أ- أن الله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين ، فلو كنا نطلع على عذاب القبر لتنكد عيشنا . ب- أنه فضيحة للميت . ج - أنه قد يصعب على الإنسان دفن الميت . · هل عذاب القبر دائم أو منقطع ؟ قال الشيخ محمد رحمه الله : ” أما إن كان الإنسان كافراً فإنه لا طريق إلى وصول النعيم إليه أبداً ويكون عذابه مستمر . وأما إن كان عاصياً وهو مؤمن ، فإنه إذا عذب في قبره يعذب بقدر ذنوبه “ . · أسباب عذاب القبر : أولاً : النميمة وعدم التنزه من البول . لحديث ابن عباس الذي سبق ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين يعذبان ... ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكثر عذاب القبر من البول ) . رواه ابن ماجه ثانياً : الغيبة. فقد جاء في رواية عند ابن ماجه ( وأما الآخر فيعذب بالغيبة ) . ثالثاً : الغلول من الغنيمة . عن أبي هريرة قال : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ، فلم نغنم ذهباً ولا ورقاً ، غنمنا المتاع والطعام والشراب ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله عبد له . . . فلما نزلنا قام عبدُ رسول الله صلى الله عليه وسلميحل رحله ، فرُمي بسهم فكان فيه حتفه فقلنا : هنيئاً له الشهادة يا رسول الله ! فقال : كلا ، والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه ناراً ، أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم ، ففزع الناس . . . ) متفق عليه . · ما معنى فتنة القبر ؟ هي سؤال الملكين الميت عن ربه ودينه ونبيه . · فتنة القبر ثابتة بالكتاب والسنة : قال تعالى : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) . وعن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فذلك قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ) . وعن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – في حديث صلاة الكسوف ، وفيه : قال صلى الله عليه وسلم: ( وأنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريباً أو مثل فتنة المسيح الدجال ... ) . متفق عليه وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلمكان يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم ، والمأثم والمغرم ، ومن فتنة القبر وعذاب القبر ... ) . متفق عليه وعن عائشة – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فبي تفتنون وعني تسألون ) . رواه أحمد وعن عثمان بن عفان قال : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل ) . رواه أبو داود · من يقوم بالفتنة ؟ الذي يقوم بالفتنة في القبر ، هما : منكر ونكير . عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قبر الميت ، أو قال : أحدكم ، أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير ، فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : ما كان يقول : هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال له : نم ، فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان : نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ، وإن كان منافقاً قال : سمعت الناس يقولون ، فقلت مثله ، لا أدري ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض التئمي عليه ، فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه ، فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ) . رواه الترمذي · هل السؤال خاص بهذه الأمة أم هو عام ؟ القول الأول : أن السؤال خاص بهذه الأمة . أدلتهم : أ- قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ) . رواه مسلم ب- وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم ... ) . متفق عليه ج- قوله صلى الله عليه وسلم : ( فبي تفتنون وعني تسألون ) . رواه أحمد القول الثاني : أن السؤال لجميع الأمم ، واحتجوا بألفاظ العموم ، مثل : أ- قوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا ... ) . ب- وحديث البراء الطويل : ( إن العبد المؤمن ... وإن العبد الكافر ... ) فكلمة العبد تصدق على جميع العباد المؤمنين والكفار من هذه الأمة وغيرها . ورجح هذا القول عبد الحق الأشبيلي والقرطبي وابن القيم . وتوقف في ذلك ابن عبد البر . والظاهر أن السؤال عام لجميع الأمم . · الذين لا يفتنون : أ- الأنبياء . لأن الأنبياء يُسأل عنهم ، فيقال للميت : من نبيك ؟ . ب- الشهداء . عن رشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمقال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال: ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ) . رواه النسائي ج- الصديق . قيل : لا يسأل . إذا كان الشهيد لا يفتن ، فالصديق أجل خطراً وأعظم أجراً أن لا يفتن . لأنه مقدم ذكره في التنزيل على الشهداء . وقد صح في المرابط الذي هو دون الشهيد أنه لا يفتن ، فكيف بمن هو أعلى رتبة منه ومن الشهيد . وقيل : يسأل . قال ابن القيم : ” الأحاديث الصحيحة ترد هذا القول وتبين أن الصديق يسأل في قبره كما يسأل غيره “ والله أعلم . وهذا القول هو الراجح . د- المرابط . قال صلى الله عليه وسلم: ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجري عليه رزقه ، وأمن الفتان ) . رواه مسلم عن سلمان ه- الأطفال والمجانين . اختلف هل يفتنون ؟ فقال بعضهم : إنهم لا يفتنون لدخولهم في العموم . وقال بعضهم : إن المجانين والصغار لا يسألون ، لأنهم غير مكلفين . نكتفي بهذا القدر وسؤال المحاضرة هل سؤال الملكان لكل الامم ام انه خاص بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ مالحكمة في ان عذاب القبر من امور الغيب؟ ونرجو من الفاضلة وردة السوسن حفظها الله استخراج فوائد من محاضرة اليوم وجزاكم الله خيرا جميعا التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 05-30-2010 الساعة 02:23 AM |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لمعة, الاعتقاد(هـــــام), دروس, شرح, كتاب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|