الإخوان المسلمون: ...ومصر كلها إخوان مسلمون بمن فيهم الأقباط :: إلى أين يا إخوان!!::

[أبو مصعب السلفي]

 

الحمد لله الذي إليه المُشتكى
والصلاة والسلام على النبيّ المُجتبى
وبعد,

ففي تصريحات مؤلمة ومؤسف لقيادي وأفراد الإخوان البارزين وجدتُ مايندى له الجبين.. ويتفطر منه القلب حُزْناً -والله- على الحال الذي وصلوا إليه!
مما قيل في هذه التصريحات الآتي:
وقد أكد أبو الفتوح أنه يعتز بكونه " نفرا عاديا فى صفوف الإخوان المسلمين" وقال أنه يعتبر أن مصر كلها إخوان مسلمون بمن فيها من الأقباط وقال إن جميع المواطنين هم من الإخوان بغض النظر عن الدين والعقيدة وأنه يتعهد بالعمل كجندى من أجل الجميع حتى أخر يوم فى حياته وآخر نفس فى صدره , وقد أعلن أبو الفتوح أنه يتبرأ تماما وحتى يوم الدين " من النهابين والفاسدين ومصاصى دماء الشعب الذين يعتدون عليه وينهبون قوته " وإختتم تصريحه بالقول أنه ليس وحده الذى يتبرأ من الفاسدين وناهبى وسارقى قوت الشعب بل إن مصر كلها تتبرأ منهم.
اهـ من هذا الخبر(1)

ما هذا الذي قيل..؟!
أمثل هذا يُقال عن جماعة شعارها "الإسلام هو الحل" !
أمثل هذا يصدر ممن يريدون الإصلاح ماستطاعوا !
ليت شعري أين هم من قول الله تعالى " إنّما وليُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون , ومن يتوَّل الله ورسولَهُ والذين ءامنوا فإنّ حِزْبَ الله هُمُ الغالبون " المائدة (55-56)
قال ابن جرير الطبري في تفسيرها: ليس لكم أيها المؤمنون ناصرٌ إلا اللهُ ورسوله والمؤمنون, الذين صفتُهم ما ذكر تعالى ذكره. فأما اليهود والنصارى الذين أمركم الله أت تبرّأوا من ولايتهم, ونهاكم أن تتخذوا منهم أولياء ولا نُصراء, فليسوا لكم أولياء ولا نُصَراء, يل بعضُهم أولياء بعض, ولا تتخذوا منهم وليّاً ولا نصيراً... (ثم قال عن الآية الثانية) : وهذا إعلامٌ من الله تعالى ذِكْرُه عبادَه جميعاً (الذين تَبَرَّأوا من حِلْفِ اليهود والنصارى وخلعوهم, رضاً بولاية الله ورسوله والمؤمنين...) بأنّ من وثق بالله وتولّى اللهَ ورسولَه والمؤمنين, ومن كان على مثل حاله من أولياء الله من المؤمنين = لهم الغلبةُ والدوائرُ والدولةُ على من عاداهم وحادَّهم; لأنهم حزب الله, وحزب الله هم الغالبون دون حزب الشيطان.(2)

فهاهو الكلام بلسانٍ عربيٍّ مبين, بأنّ الله تكفَّلَ بأن ينصر من أخذه ورسوله والمؤمنين حلفاءوتبرّأ ممن هم دونهم من أهل الكفر والنفاق!! أمثال هؤلاء الأقباط الذي أشار إليهم!

وقال الله "إنما المؤمنون إخوة..." فـ "إنما" للحصر, أي لا إخوة إلا بين المؤمنين, وأما بين المؤمنين والكافر فلا!! (3)

ووالله يعجز اللسان على البيان بسبب امتلاء القلب بالأحزان!
إن لم تكن عقيدة الولاء والبراء راسخة قوية عند من شعارهم "الإسلام هو الحل" فكيف ستكون العواقب..؟!

وقوله : بغض النظر عن الدين والعقيدة. (!!)
والله يقول " اليوم أكملتُ لكم دينكم, وأتممتُ عليكُم نِعْمَتي, ورضيتُ لكم الإسلام ديناً "
أهذا الدين الذي ارتضاه لنا ربنا.. وجاهد فيه نبينا -عليه الصلاة والسلام- وسُبَّ وضُرِبَ وعُرِّضَ للقتل -بل سُمّ فعلاً ومات متأثراً به-.. ودافعتُ عنه الأجيال جيل بعد جيل..
ببساطة نأتي الأن ونقول: بغض النظر عن الدين والعقيدة..؟!
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ من أفواهِهِم, إن يقولون إلا كَذِبا !!

ألا هناك من قيادي الإخوان رجلٌ رشيد يأخذ على أيدي هؤلاء القوم إن كان مُحبّاً لهم ويوقفهم عن غيِّهِم!!
ألا هناك من رجال هذه الجماعة يقومون "بمظاهرة" ضد تصريحات قياداتُهم التي قد تصل إلى "الكُفرية!"

إلى أين يا إخوان.. استيقظوا قبل فوات الأوان!

ولا يَنْفَعُكُمْ نُصْحي إنْ أردتُ أن أنصَحَ لكُم إن كانَ اللهُ يُريدُ أن يُغْوِيَكُم, هو ربُّكُمْ وإليه تُرجعون

---
(1) يوجد بالمقالة كلام آخر فاحش في الغلط; وهو انضمامهم بمجموعة بها البرادعي هذا المُتأمرك الصِرْف!
(2) تفصير الطبري (8/532:529).. نقلاً عن رسالة الولاء والبراء (15:14) للشيخ شريف حاتم العوني.
(3) من الرسالة (16). ويُراجع هذا الموضوع لمن أراد, هاهنا.