ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هدية لأهل الجرح والتجريح :: السبابة :: والإنتصار لـ:: منهج الموازنات ::
مقدمة يُعلِّق ابن القيم -رحمه الله- على قول الله " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداءَ بالقِسطِ ولا يجْرِمَنَّكُم شنآن ثومْ على ألا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون " فيقول: فإذا كان قد نهى عباده أن يحملهم بغضهم لأعدائه أن لا يعدلوا عليهم مع ظهور عداوتهم ومخالفتهم وتكذيبهم لله ورسوله, فكيف يسوغ لمن يدعي الإيمان أن يحمله بغضه لطائفة منتسبة إلى الرسول تصيب وتُخطيء على أن لا يعدل فيهم(!!!؟), بل يُجَرِّد لهم العداوة وأنواع الأذى, ولعله لا يدري أنهم أولى بالله ورسوله وما جاء به منه علماً وعملاً ودعوة إلى الله على بصيرة, وصيراً من قومهم على الأذى في الله, وإقامة لحجة لله ومعذرة لمن خالفهم بالجهل "(1) وأما هديتي لكم, فهو هذا الأثر: عن عقيل ومعمر والزهري, حدثني عروة أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية, فقضى حاجته, ثم خلا به فقال: يا مسور! ما فعل طعنك على الأئمة..؟! قال -أي مسور-: دَعْنا من هذا وأحسِن. قال: لا والله!, لتُكلمني بذات نفسك نفسك بالذي تعيب عليَّ. قال مسور: فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينت له. فقال -أي معاوية-: لا أبرأ من الذنب, فهل تَعُدّ لنا يا مسور ما نلي من الإصلاح في أمر العامة; فإن الحسنة بعشر أمثالها, أم تعدّ الذنوب وتترك الحسنات..؟! قال مسور: ما تُذكر إلا الذنوب(*). قال معاوية: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه, فهل لك يا مسور ذنوبٌ في خاصتك تخشى أن تُهلكك إن لم تُغفر..؟ قال مسور: نعم. قال معاوية: فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق منّي!, فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي, ولكن والله لا أُخيّر بين أمرين: بين الله وبين غيره, إلا اخترتُ الله على ما سواه, وإنّي لعلى دين يُقبل فيه العمل, ويُجزى فيه بالحسنات, ويُجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها. قال مسورة: فخصمني. قال عروة -راوي الأثر-: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلّى عليه -أي دعا له-.(3) الله أكبر!!..كلام أغلى من الذهب! إين أنتم من هذا -وفقني الله وإياكم للخير-..؟ لا أريد أن أُكثر من الكلمات والعبارات ففيما كُتِبَ كفاية لمن أراد الهداية ولكنها كلمة واحدة كونوا كـ مسور بعد المناظرة, ولا تظلوا على حال مسور قبل المناظرة الله أسأل لي ولكم الهداية والحمد لله رب العالمين .. -----
(1) هنا. (2) كما يقول أهل السبابة اليوم نفس المقولة!. (3) سير أعلام النبلاء (3/150), نقلاً من كتاب "وكذلك جعلناكم أمة وسطا".
التعديل الأخير تم بواسطة مع الله ; 10-25-2009 الساعة 11:05 AM سبب آخر: ضبط لفظ الجلالة |
الكلمات الدلالية (Tags) |
::, ملهم, الله, الجرح, السبابة, هداني, هدية, والتجريح, وإياكم! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|