انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-24-2009, 08:02 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي تفريغ المحاضرة 4 عقيدة الفرقة 3 و4 (تم)

 

تفريغ المحاضرة 4 عقيدة للفرقة 3و4 بفضل الله .

من أول المحاضرة إلى الدقيقة 30:14:0
.....



.. خالق ولا مخلوق . وكما أنه محيي الموتى بعدما أحيى إستحق هذا الإسم قبل إحيائهم ،
كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم . ذلك بأنه على كل شيء قدير وكل شيء إليه فقير
وكل أمر عليه يسير . لا يحتاج إلى شيء . ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .

وكنا قد وقفنا في المرة السابقة عند قول المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ " له معنى
الربوبية ولا مربوب " . وبالعودة على المباحث السابقة في قول المؤلف ـ رحمه الله
تعالى ـ " خالق بلا حاجة ، رازق بلا مؤونة " . وبينا أن الله تبارك وتعالى خلق
الخلْق لا لأنه يحتاج إليهم . هذا هو المعنى الذي نفهمه من كلام المؤلف ـ رحمه
الله تعالى ـ .
إلا أن هناك تنبيه مهم جدا . وهو أن كلمة "حاجة " تأتي في بعض كتب المتكلمين
بمعنى الحكمة . وعليه فقد فسر بعض شرَّاح الطحاوية هذه العبارة بمعنى خالق
بلا حكمة . وإن كان الأشاعرة لا يصرحون بنفي الحكمة صراحة . لكن تأتي في
كتبهم بهذا المعنى . كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ . فإذن الأصل
الذي نحمل عليه كلام المؤلف ما ذكرناه سابقا .
لكن ما تجده في بعض الشراح ، هذا له أصل . وهو أنهم يفسرون الحاجة بالحكمة .
إذن خالق بلا حاجة عندهم : خالق بلا حكمة ( نعوذ بالله من ذلك ) .
وشيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة ، لما كان يذكر قول بعض الناس أنهم يقولون أن
بعض طوائف السنة ينفون عن الله الحكمة . شيخ الإسلام يقول : وأما قوله إن بعض طوائف
السنة ينفون عن الله الحكمة فإنما يريد به مذهب الأشعرية . ومع هذا فإن الأشعرية وسائر
أصحابه لم ينطق أحد منهم بنفي لفظ الحكمة . بل هذا لا يُعرَف عن أحد من المسلمين .

(ذكرت هذه النقطة كي يُتنبَّه إليها . وأحيانا أيضا يسمون الحكمة " غرضا").

إذن عموما أي حرف فيه إجمال ، سواء في هذه العقيدة أو في أي كلام أنت تقرأه ، لابد أن
تعرف مراد القائل . فإن كان يقصد بقوله مثلا " الحاجة " هي " الحكمة " فنقول أن هذا
الكلام مردود وباطل . إما إذا كان يقصد ما ذكرناه آنفا ، أي أنه خالق بلا حاجة ، حيث لا
يحتاج لأحد .
إذن فهذا المعنى صحيح لا إشكال فيه .
وهكذا في العبارات التي ستأتي معنا . فمثلا عندنا : له معنى الربوبية ولا مربوب .
هنا الله تبارك وتعالى هو خالق ورب ومعبود . نحن نخبر عن الله عز وجل . لكن هل هو
استفاد هذه الصفات أو هذه الأسماء بعد أن فعل ـ تبارك وتعالى ؟ ... المؤلف رد على
جزئية فقال ليس بعد خلق الخلق ، أو نسخة قال ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق .
نقول أن الله تبارك وتعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلا . وهذه الأسماء والصفا
ت هي موجودة قبل خلق الخلق . ولها أثر . إذن ، بالنسبة لاسم الخالق مثلا ، الله عز وجل
قبل أن يخلق نقول : له إسم الخالق قبل الخلْق . وله أثر الخلق قبل أن يخلُق .
وهم عندهم إشكالية ، ستأتي معنا في مبحث القدر . وهي نظرية الكسب . فيقولون بأن الإنسان
مثلا إذا أراد أن يفعل فعلا . والنار يقولون مثلا أنها لا تحرق . وإنما حال التقاء النار مع
الورق مثلا يخلق الله عز وجل الإحراق . إذن ، النار ليست هي التي تحرق . وهذه ستأتي معنا .
لكنا نستفيد منها في جزئية عندنا .
يقولون بالنسبة لله تبارك وتعالى ، الله تبارك وتعالى لا يكون له أثر الخلق إلا
بعد أن يخلُق. فبعد أن يخلق ينتج عن ذلك أثر الخلْق . وبعض الطوائف قالت لا يستفيد
اسم الخالق أصلا إلا بعد حدوث الخلق . وهذه راجعة إلى مسألة ، وهي تسلسل الحوادث .
فالمؤلف ـ رحمه الله ـ أراد أن يرُدَّ على من قالوا بقِدَم العالم ، وهم الفلاسفة والمتكلمين .
الذين قالوا بقِدم العالم قالوا بأن هذا الكون صار فجأة ( أعوذ بالله ) . يعني ، ليس
له سابق ... إذن من الذي أنشأه ومن الذي خلقه ؟.... لا أحد .
فالمؤلف أراد أن يرد على هؤلاء . لكن بقي إشكال لم يرد عليه المؤلف . إما لأنه يقول
بهذا الإشكال ، الذي سنعرضه ، أو لا يقول به ونسي أن يرد عليه . .. وهم هؤلاء الذين
كانوا يقولون بقِدَم العالم .
فقال المؤلف ـ رحمه الله ـ : ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق .
أراد أن يرد هذه المقالة . وكذلك ، له معنى الربوبية ولا مربوب . إذن لم يكن هناك عالم .
إذن ضرب قولهم بقدم العالم . أنه لا يسبقه شيء . وسبق .
في المحاضرة السابقة قلنا أنهم يعنون بكلمة القديم، أي ليس له أول . هذا معنى إطلاق
كلمة قديم عند المتكلمين . إذن لما يقولون بقدم العالم ، فهم يعنون : ليس له سابق
ولا لا حق . فأراد المؤلف أن يرد عليهم . فقال : له معنى الربوبية ولا مربوب . وبالتالي :
لا قِدم للعالم . لكن نحن نقول : صحيح أن الله تبارك وتعالى هو الرب والخالق قبل أن
يخلق أحدا ، إسما وأثرا .
فلا نثبت له الاسم فقط . إنما نثبت له الأثر الناتج عن الخلق . فالله تبارك وتعالى
قادر على أن يخلق قبل أن يخلق . لا تقل فقط أنه له اسم الخالق قبل الخلق . لكن تقول :
هو قادر على الخلق قبل أن يخلق ، سبحانه وتعالى .. هذه مهمة جدا . وهذا الذي نريد أن
نعتقده . دون الدخول في تفصيلات المتكلمين .
ودائما سبحان الله ، الحوار مع المتكلمين يُنتج عقائد جديدة لم تكن من عقائد السلف الصالح
رضوان الله تعالى عليهم . فمثل هذه المسألة : يأتي شخص ويقول بقدم العالم .
فيأتي آخر ويرد عليه . يريد أن يُبطل هذه الشبهة بأي طريقة كانت . فيقع في محذور آخر
دون أن يدري . هذا لابد أن ينتبه إليه المحاور . وأن يبتعد قدر المستطاع عن المناقشات .

وابن عقيل الحنبلي ـ رحمه الله ـ دخل في مناقشات كثيرة جعلته يقول بغير قول السلف الصالح
في بعض المسائل . السبب هو المحاورات والمناظرات . فلا تفرح أنك في موطن ما إستطعت أن
تُرغب الآخرين عن رأيهم . وتجعلهم على رأيك الذي تعتقده . فلربما وقعت ، حتى تصل إلى القول
الصحيح ، في أخطاء أخرى .

س/ .... ؟
ج/ .. يعني له الإسم . قبل أن يخلق له اسم الخالق . لكنا نريد أن نؤكد على معنى أنه
قادر على أن يخلق . وهم يستدلون بما جاء في صحيح مسلم ، وأصل الحديث في الصحيحين ،
في حديث آخر أهل النار دخولا الجنة . حيث يقول هذا الرجل لله تبارك وتعالى : أتهزأ بي
وأنت رب العالمين . يقول الله تبارك وتعالى : إني على ما أشاء قادر ... أمسكوا في هذه
الرواية .
وقالوا : إني على ما أشاء قادر ، إذن : على غير ما أشاء غير قادر .. نعوذ بالله .
الله عز وجل على كل شيء قدير .. وهنا لو نتفطن للحديث جيدا ، الآن هذا الرجل يريد كذا
ويريد كذا والله عز وجل يعطيه : لك كذا ولك كذا . فيتعجب . كيف أن الله عز وجل ي
عطيه هذا وهذا وهذا. يعني ، أتعطي هذا ؟ .. فيريد أن يخبره الله تبارك وتعالى أن الذي
أقول لك أني سأفعله لك ، هذا أشاءه . فهو كائن . وأنا على مثل هذا قدير . ليس فيها
التعرض إلى ما سوى ذلك . ومفهوم المخالفة لا يؤخذ على الإطلاق . فلابد من التنبه لهذا الأمر .

إذن بعض من يكتبون ، وتجدها حتى في كتب بعض الفقهاء في مقدماتهم ـ مثلا متن أبي شجاع.
تجده في المقدمة يكتب : وذلك لأن الله على ما يشاء قدير .
فعلى ما يشاء ، هذه خطأ . أنك تريد المعنى المتبادر لهم . إطلاق هذه العبارة يُراد
بها عندهم أمر وهو أن الله تبارك وتعالى على ما يشاء قادر . فشاء أن يخلق ،
فهو قادر على الخلق .إذا لم يشأه فهو غير قادر عليه ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
وعليه فنقول : أننا نثبت قبل الفعل الاسم والأثر .

.. فنقول أن الله تبارك وتعالى هو الخالق وهومستغن عن خلقه . ولكنه خلق الخلق لحكمة .
وجميع حكمته سبحانه وتعالى لا يعلمها الناس .

ثم يقول المؤلف ـ رحمه الله ـ " رازق بلا مؤونة " أراد أن يرد بها على المعتزلة كما سبق
وأشرنا إلى ذلك .
فما هو الإشكال الذي يرد به على المعتزلة ؟ .
المعتزلة قالوا بأن الله تبارك وتعالى لا يريد إلا الخير . (عبارة مجملة ) . لكن يريدون أن
الله تبارك وتعالى لا يزق الكافر . ولكن يرزق المؤمن فقط . فماذا عما نراه من علو الكافرين
وما لهم من رزق وما إلى ذلك ؟ .. قالوا أن هذا بالنسبة لهم من كسبهم . أما رزق الله تبارك
وتعالى فلا يكون إلا للمؤمن . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
لكن نقول : هو يرد عليهم " رازق بلا مؤونة " . أي بلا كلَفَة . يدخل في ذلك المؤمن
والكافر . يرزق هذا وذاك . لذلك لما يرد شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ على
المعتزلة يقول : وهذا تخصيص مخالف لإجماع السلف . بل رزقه سبحانه وتعالى
لسائر من خلق من بين آدم وغيرهم ، من آمن منهم ومن كفر .

ثم يقول المؤلف ـ رحمه الله ـ " مُميت بلا مخافة " . طبعا هذه العبارة سبقت، لكننا نشير
إلى بعض الإشكالات التي قد تعرض . وقد تجدها ، إن كنت مطلعا على شروح الطحاوية
الأخرى من غير شروحات السلف ، لأننا كما ذكرنا في أول محاضرة أن هذه العقيدة شرحها
أصحاب عقائد كثيرون . هذا يجعلها على مراده وهذا يجعلها على مراده .
فنقول هنا في قول المؤلف " مميت بلا مخافة وباعث بلا مشقة " .

أيضا بعض الطوائف قد تفسر هذه الجمل على غير تفسير السلف . فهنا نقول أن الله
تبارك وتعالى مستحق للكمال . منزَّه عن كل نقص .
فهنا عندما يقول : مميت بلا مخافة " ... شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ لما يتكلم عن
قاعدة أن الله سبحانه وتعالى منزَّه عن كل نقص مستحقٌّ للكمال ، يقول : هذه قاعدة متف
ق عليها بين سائرطوائف المسلمين . لا ينازع في كون الباري سبحانه مستحقا للكمال منزَّها
عن النقص . الكل متفق على ذلك كعبارة . وإنما اختلف المسلمون في تحقيق مَناطاتها . أي في
تفسير الكمال . هل هو بإثبات الصفات أم بنفي الصفات ، كما ذهبت الجهمية والمعتزلة وكثير
من الطوائف الكلامية . أم بإثبات بعض الصفات ونفي بعضها أم بالتفويض .
إذن الكل يريد أن يجعل الله تبارك وتعالى كاملا مستحقا للكمال منزها عن كل نقص .
لكن تأتي الجهمية : كيف أجعل الله تبارك وتعالى مستحقا للكمال ؟ .. بأن أعطل الصفات .
لأنه تبادر إلى ذهني أن الله تبارك وتعالى لما يقول {الرحمن على العرش استوى }
فيها مشابهة للمخلوقات . إذن لابد ألا نجعل الله تبارك وتعالى كخلقه . إذن ، نعطل هذه الصفة .
وعلى النقيض .. وطبعا لما نقول الجهمية في مسائل الأسماء والصفات ، لا نقصد بها
الفرقة هذه فقط . هذا لابد أن يُتنبَّه له . من وافق الجهمية في هذا القول ؟ .. المعتزلة .
وافقوهم في مسألة الأسماء والصفات في نفي وتعطيل الصفة والأسماء . إذن هم جهمية
في هذا الباب . لكنهم سيختلفون في مسائل أخرى . وسنحاول أن نفرق بين الفرقتين .
سنحاول أن نعرِّج على معظم الفِرَق إن يسر الله تبارك وتعالى .

إذن عندما يقول المؤلف " مميت بلا مخافة " نقول هو الله تبارك وتعالى خالق مميت محي
قبل الخلق إسما وأثرا سبحانه وتعالى .

وكذلك يبعث سبحانه وتعالى بلا مشقة وبلا تعب . وهذا نثبته لله تبارك وتعالى
فعلا له وأثرا . أن الله تبارك وتعالى يبعث وقادر على البعث قبل أن يبعث .
هنا " مميت بلا مخافة " يتفرع عليها : هل الموت مخلوق أم غيرمخلوق؟ ... بالطبع مخلوق .
وكما في الحديث الذي ورد في الصحيحين أنه يأتي كأنه كبش أملح . فيُذبح بين
الجنة والنار . إذن هو مخلوق . وأصلا ، دلالة الآية {الذي خلق الموت والحياة }
فدل ذلك على أن الموت مخلوق كما هو قول السلف الصالح ، خلافا للطوائف الكلامية .
بل جمهورهم على ذلك .

ثم بعد ذلك يقول المؤلف ـ رحمه الله ـ " ما زال بصفاته قديما قبل خَلْقه " أيضا
سأعرج على ما سبق ذكره في كلام المؤلف ـ رحمه الله ـ " ما زال بصفاته قديما
" حيث نثبت له الصفة . ونثبت له أثر هذه الصفة قبل أن يقوم بها الله تبارك و
تعالى وقبل أن يخلق الخلق .
وكذلك" لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته " . هذه أيضا من العبارات
المُجملة . لكن الذي نفهمه على مراد السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم :
لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته نفرِّعُه على قوله " خالق
بلا حاجة " أي أنه لا يحتاج إليهم . فلذلك ، لم يزدد منهم فائدة . يعني :
لم يفد اللهَ أحدٌ من الخلق بشيء . هذا الذي نفهمه . أما أن يتبادر إلى الذهن ،
وهو الذي ذكره بعض الشراح ، لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته .
أي : لم يزدد شيئا من الكمال في صفته قبل أن يخلق .. فهذا باطل . وغير مُراد .
لكن لا نجزم هل هو مراد المؤلف أم لا . لكن ما هو قول السلف فيها ؟
.. إن كان المؤلف ـ رحمه الله ـ يسير على ما وسَموه: لم يزدد كمالا من صفاته
بوجودهم وإيجادهم . فنقول هذا باطل . فالله تبارك وتعالى له الكمال قبل أن
يخلق . بإثبات الصفة له أثرا ومعنى . أما بحصول وجود المخلوق فهذا بعد أن
يفعل الله تبارك وتعالى . إذن الله تبارك وتعالى خالق . يقدر على الخلق لكن ينفده وقت ما شاء .

وعليه كذلك في الكلام ، نقول أن الله تبارك وتعالى له صفة الكلام أثرا ومعنى .
لكن الله تبارك وتعالى إذا شاء أن يتكلم تكلم . لكننا نثبت له صفة الكلام
ونثبتها له أثرا . أي أنه قادر على أن يتكلم في أي وقت شاء . هذا الأصل أنها
صفة ملازمة لله تبارك وتعالى ، لا تنفك عنه . لكنه إذا أراد أن يتكلم
وحصل الكلام هذا ما نقول عنه أنه حادث . ( الذي ليس حادث يعني مخلوق) أي
أنه ظهر وبان من الله تبارك وتعالى . هذا الذي نريد أن نبينه . وضربنا مثلا
قبل ذلك . فقلنا مثلا ، الطفل عندما يبدأ في الكلام ، وهو الآن لا يتكلم أمامك ،
فتقول : هل هذا الطفل يتكلم أو لا يتكلم... هل معنى لما قلت : يتكلم ، معناها
أنه يتكلم أمامك الآن ؟ . . ليس هذا مقصودا . هو قادر على أن يتكلم . لكن
في حال كلامه ، نحن نصف حاله . هذا الذي أريد أن أوضحه وأبينه . وأظنها
قد اتضحت وبانت في كل ما يأتي في كلام المصنف ـ رحمه الله ـ

ثم بعد ذلك قال " وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا " .
وهذه ظاهرة لا إشكال فيها .

س/ .... ؟

ج/ ما زال بصفاته قديما قبل خلقه ؟ ... مراد السلف مثلا في إسم الله " الخالق " .
الله تبارك وتعال قبل أن يخلق الخلق ، هل يسمى بهذا الاسم ؟ ... نعم ، يسمى به .
وهذا ما أراد أن يرد به المؤلف على الناس . لكن ، هل لله تبارك وتعالى أثر
لهذا الاسم قبل أن يَخلُق ؟ .. نعم . هذا مراد السلف . لكنهم ينفون هذا الأثر عن ا
لله تبارك وتعالى حتى يقع الخلق . لأنهم يفرعون على ذلك أن الله تبارك
وتعالى حين لم يخلق شيئا ، قالوا : الآن لم يشأ . ولو شاء كان . إذن ، الذي
لم يشأه وقتها هو غير قادر عليه . واضح ؟ .. هذا هو الأصل عندهم . على ما أشاء قادر .
والله تبارك وتعالى قبل أن يخلق أحدا يقولون : هو لم يشأ . و إلا لو
شاء لكان . وحيث أن الله تبارك وتعالى ( هو يقولون ) لم يشأ شيئا ،
إذن هو غير قادر عليه . وعليه فإذا خلَق ، فهو الآن قادر . وله أثر الخلْق .
يستطيع هنا أن يخلُق . فمثلا ، أراد أن يميت إنسانا . هذا الإنسان الآن حي ....
هذا ما يدور في ذهنهم ... لا نفكر بهذه الطريقة السقيمة . لكن نحن نفكر
بِقال الله ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بفهم الصحابة رضوان الله عليهم .
هم يقولون أن الإنسان هذا يمشي ويرتع ويظلم ويفعل ما يشاء ، والله تبارك وتعالى يتركه .
في هذه الحالة التي هو فيها يرتع ويظلم ، الله تبارك وتعالى غير قادر على أن يميته .
هذا فهمهم . لكن حينما يوقع به الموت ويشاء الله تبارك وتعالى أن يموت ، هنا يكون
الله قادرا على أن يميته . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته


التعديل الأخير تم بواسطة نسيم الفجر ; 08-24-2009 الساعة 08:04 PM
 

الكلمات الدلالية (Tags)
3, 4, المحاضرة, الفرقة, تفريغ, عقيدة, و4


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:05 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.