انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-22-2009, 06:26 PM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي حتى نستفيد من خطبة الجمعة ( ملف.. )

 


حتى نستفيد من خطبة الجمعة



محمد بن عبد الله الدويش


ما أحوج الدعاة إلى التأمل في مجالات الدعوة ، ووسائل مخاطبة الجماهير ، والسعي إلى توسيع دائرة المخاطبة ، والتحدث للجميع وإسماع رسالتهم للكل .
إن مراجعة الدعاة لوسائلهم الدعوية ، وأساليبهم مطلب ملحّ ، وواجب تمليه ضرورة الدعوة ذاتها .
وإن من الوسائل التي يمكن للدعاة أن يخاطبوا فيها الجميع ، ويبلغوا رسالتهم للناس كافة ، (خطبة الجمعة) فأي قدر حظي به هذا المنبر ، وهذه الوسيلة من الدراسة ، والعناية ، فضلاً عن التوظيف العملي لهذه الوسيلة .
وهذه محاولة لوضع إضاءات ، وإشارات حول هذا الموضوع الملحّ .

أولاً : أهمية خطبة الجمعة:
1- الأمر بالسعي لها ، فإن المسلم مأمور بالسعي لصلاة الجمعة حين يسمع النداء ، ويحرم عليه أن ينشغل ببيع أو نحوه .
قال تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إلَى ذِكْرِ اللَّهِ وذَرُوا البَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ][الجمعة 9] .
وهو في الوقت نفسه يحض على التبكير إليها كما قال - صلى الله عليه وسلم - : ( مَثَلُ المهجر [1] كمثل الذي يهدي بدنه ، ثم كالذي يهدي بقرة ، ثم كالذي يهدي الكبش ، ثم كالذي يهدي الدجاجة ، ثم كالذي يهدي البيضة ) [2] .
ويؤمر بالتهيؤ النفسي لها فيؤمر بالتطيب والاغتسال والسواك .
قال - صلى الله عليه وسلم -: ( من جاء منكم الجمعة فليغتسل ) [3].

2- وحين يحضر المصلي للجمعة يلزمه الإنصات للخطيب ولا يجوز له الكلام ولو أن يقول لصاحبه صه .
( إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة : أنصت فقد لغوت ) [4] .
فهذا المصلي الذي أوجب عليه السعي للجمعة ، وحُث على التبكير لها ، والتغسل والتطيب ، وحُرّم عليه الكلام حال الخطبة ، من حقه أن يعتني بهذه الخطبة التي تقدم له .

3- خطبة الجمعة لها شأن عظيم عند الله -عز وجل- فهي ذكر لله كما سماها الله في كتابه ، وهي شعيرة من شعائر الدين ، تشهدها الملائكة ، كما قال -صلى الله عليه وسلم- : ( إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون من جاء من الناس على قدر منازلهم ، فرجل قدم جزوراً ، ورجل قدم بقرة ، ورجل قدم شاة ، ورجل قدم دجاجة ، ورجل قدم عصفورا ، ورجل قدم بيضة ، فإذا أذَّن المؤذن ، وجلس الإمام على المنبر طووا الصحف ودخلوا المسجد يستمعون الذكر ) [5] .
إن هذا الحديث يلقي ظلالاًً من الهيبة والجلال على هذه الخطبة ، وفي الوقت نفسه يعطي الخطيب شعوراً بأهمية الكلمة التي يقولها من على المنبر فعلاوة على كل ما فيها من قيمة دعوية ، فإن الملائكة الكرام يسمعونها ، فليت الذين يوظفون خطبهم لتحقيق مصالح فلان أو علان يفقهون هذا الحديث .

4- شهود المسلمين جميعهم لها .
فالمسلمون على اختلاف طبقاتهم ، ومستوياتهم التعليمية ، يحضرون هذه الصلاة ويشهدونها .
فيحضرها المثقف ، والجاهل وطالب العلم ، والمتعلم .
ويحضرها الكبير والصغير ، ومن جانب آخر فحضورها ليس مقصوراً على الأخيار وحدهم ، فكثير ممن لا يشهد صلاة الجماعة يحضر الجمعة ، وهذا يتيح للخطيب أن يخاطب الجميع ، وأن يتحدث للكثير ممن لا يحضرون المحاضرات والندوات ، ودروس المساجد .
إنها باختصار هي المجال الوحيد المتاح للدعاة والذي من خلاله يتحدثون مع الجميع .

5- تكررها كل أسبوع .
ففي العام الواحد يستمع المصلي لـ (52) خطبة ، وحين يعتني بها الخطيب ويرتب موضوعاتها يقدم للمستمع مادة متكاملة .
إنها تمثل دورة مكثفة مستمرة .

6- قيمتها المعنوية عند الناس وتأثيرها ، ففي بحث عن أثر خطبة الجمعة أجري في مصر أفاد 78% أنهم يتأثرون تأثراً دائماً بما يقوله الخطيب ، وذكر 71 % أنهم يلتزمون دائماً بما يقوله الخطيب .
واتفق مع أحد خطباء المساجد على أن يخطب عن الربا ، فأجرى استفتاء قبل الخطبة وبعدها ، كانت النتيجة : أ- 85% كانوا يعرفون المفهوم الصحيح للربا .
وبعد الخطبة ارتفعت النسبة إلى 97% .
ب- 33% كانوا يعرفون عقوبة المرابي .
وبعد الخطبة ارتفعت النسبة إلى 59% .
ج- 71% كانوا يعلمون أن البنوك المصرية تتعامل بالربا .
وبعدها ارتفعت النسبة إلى 94% .
د- 50% كان يفضل الاستثمار في البنوك الإسلامية .
وبعد الخطبة ارتفعت النسبة إلى 64% .
هـ- نتيجة الخطبة : 34% سينصحون الآخرين بترك الربا .
31% سيقاومون أي عمل ربوي [6] .
إن هذه الدراسة وغيرها تعطي دلالة صادقة أن خطبة الجمعة لها تأثيرها على المصلين ، وذلك حين يجدون الخطيب المؤثر .

7- حضورها يزيد ولا ينقص .
فالمصلون لا يخرج منهم أحد قبل انتهاء الخطبة ، إنما يتوافدون ، بخلاف المحاضرة والدرس ، فقد يخرج بعضهم قبل اكتمال الموضوع .
ومع اقبال الناس على الخير في هذه الفترة ، يتوافد الكثير من المسلمين إلى الجمعة ممن كانوا لا يعرفونها قبل ذلك .

8- ثباتها في كافة الأحوال ، فهي مستمرة في السلم والحرب ، وفي القحط والجدب ، وفي سائر الظروف .
ومع ذلك كله رغم مدى عنايتنا بهذا المنبر ، وشعورنا بأهميته ، والحرص على أن يصعده الدعاة الصادقون ، وطلبة العلم الواعون ؟ والخطباء أنفسهم أمام مدى إدراكهم لهذه الرسالة وقيمتها وأهميتها ؟ أليست خطبة الجمعة تستحق منا عناية ودراسة لاستثمارها ، وأساليب تطويرها ؟ ولم لا تتلقى المراكز والمؤسسات الإسلامية دورات وبرامج لإعداد الخطباء وتدريبهم ، والرفع من مستواهم ؟ إنها تساؤلات آمل أن تلقى عناية إخواننا .

ثانياً : الموضوع :
1- أن يختار الموضوع في وقت مبكر ، فإن تأخير اختيار الموضوع ، إلى ليلة الجمعة وربما يومها ، يؤدي بالخطيب ، إلى أن يقرر أي موضوع يخطر في باله ، وربما لا يكون مقتنعاً به القناعة التامة ، إضافة إلى أنه لا يترك له فرصة كافية للتحضير والتفكير في عناصر الموضوع ومحاوره .
ويعاني الكثير من الخطباء من هَمِّ اختيار الموضوع ، فيُقترح إعداد قائمة متنوعة من الموضوعات ، يختار بعد ذلك من بينها .

2- التفكير الجيد في الموضوع بل وطول التفكير فيه - وهذا يستوجب الاختيار المبكر له - يقول ( دايل كارنيجي ) في كتابه (فن الخطابة) : ( حدد موضوعك مسبقاً حتى يتسنى لك الوقت للتفكير به مراراً .
فكر به طيلة سبعة أيام ، واحلم به طيلة سبعة ليال ، فكر به أثناء خلودك إلى الراحة ، وفي الصباح وأنت تستحم ، وفي طريقك إلى المدينة ، أو بينما تنتظر المصعد ، وعندما تكوي الثياب ، أو حين تطهو الطعام ، وناقشه مع أصدقائك واجعله موضوع حديثك ، واسأل نفسك جميع الأسئلة الممكنة التي تتعلق به ) [7] .

3- أن يكون الموضوع عن قناعة لا تمليها ضغوط الشارع ، أو المناسبة ، أو جهة معينة .
مع الترفع عن الإثارة العاطفية .

4- التنويع في الموضوعات والمجالات وعدم التركيز على جانب واحد .
فينبغي أن تشتمل موضوعات الخطيب الحديث عن مشاكل الناس الاجتماعية ، وحلولها ، وعلى بيان واقع الأمة ، والمؤامرات عليها ، وعلى الحديث عن الأخطاء المتفشية بين الناس ، وعلى بيان العقيدة وتعليمها للناس ، وعلى بيان ما يحتاجه الناس من أحكام عباداتهم ومعاملاتهم ، وعن الرقائق والوعظ ، وتذكير الناس ؛ وباختصار ينبغي أن تشمل على كل ما يحتاج المسلم أن يعرفه في شؤون حياته .
وقد تجد البعض من الخطباء يركز على جانب الوعظ دون سواه ، والآخر على الجانب السياسي ، والثالث على الجوانب الاجتماعية .. وهكذا .
إن هناك فئة غير قليلة من المسلمين لا يتلقون العلم إلا من خلال خطبة الجمعة ، وإن تحقيق التكامل والتنوع في موضوعات الخطبة يهيئ لهؤلاء حَدّاً أدنى من الثقافة الشرعية .

5- التحضير الجيد والمتكامل للموضوع ، من خلال القراءة والاطلاع على ما كتب في الموضوع حديثاً وقديماً ، وإن ترتيب الخطيب لملفاته وأوراقه ، وتدوين ما يمر بباله من عناوين لكتب ، أو مقالات ، أو موضوعات ، أو تقارير مما يعينه على ذلك .
إن المنبر أمانة ، والمصلون ينتظرون أن يسمعوا الجديد من الخطيب ، ومهما كانت ثقافة الخطيب وإطلاعه ، فإنه لا يستغني عن المراجعة والإعداد ، والترتيب لموضوعه ، ومن الظلم للمصلين ، وإهمال الأمانة ، أن يحدد الخطيب موضوعه متأخراً ، ولا يعد له فيجيء مهلهلاً متنافراً .
وفي حادثة السقيفة المشهورة قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - (فزورت في نفسي مقالة ) .
قال البعيث الشاعر - وكان من أخطب الناس - : ( إني والله وما أرسل الكلام قضيباً خشيباً ، وما أريد أن أخطب يوم المحفل إلا بالهائت المحكك ) .
وكان ابن النوام الرقاشي إذا دُعي للكلام ولم يكن مهيئاً نفسه يقول : ( ما اشتهي الخبز إلا بائتاً ) .

6- أن يكون الموضوع حول واقع الناس ، وما يحتاجون إليه ؛ فالعالم الإسلامي اليوم يموج بأحداث ساخنة ، ومضطربة ، والعقل المسلم يعاني من تحليلات الإعلام المضلل الذي يصور القضايا وفق ما يريد فلان ، أو غيره ؟ ولذا فإن المصلي ينتظر أن يسمع الكلمة الصادقة ، وعرض القضية من هذا الخطيب الذي يثق فيما يقول لأنه يعرف أنه يدرك أمانة الكلمة ، ومسؤليتها .
وثمة طائفة من المسلمين لا تتفاعل مع قضايا الساحة ، ولا تُعيرها أي اهتمام ، فلها شأن آخر مع شهوات النفس ورغباتها ؛ وهذه الفئة تحتاج لمن يغرس فيها التفاعل مع قضايا المسلمين ، والاهتمام بها ، وأقرب الناس ، وأقدرهم على ذلك هو خطيب الجمعة .
ومن الجوانب التي تمسّ الناس ، ما قد يحصل من قضايا ، وإشاعات ، وأخبار أو ظواهر متفشية ، إلى غير ذلك مما يخصّ بلداً معيناً ، فينبغي للخطيب أن تكون له فيه كلمته .
وحين يتحدث الخطيب عن هذه القضايا ، لا ينبغي أن يفرط في التحليلات السياسية ، والاجتهادات الخاصة ، والتي هي عرضة للخطأ والصواب ، إنما يركز على بيان وجه القضية ، والأخبار الصادقة عنها ، والمنهج الشرعي في التعامل معها .

7- مناسبة الموضوع المصلين ، فالمسجد الذي يؤمه كثير من غير أهل البلد قد لا يناسب التحدث فيه عن مشاكل اجتماعية خاصة بهذا البلد ، والمسجد الذي أكثريته من الطلاب غير المتزوجين ليس من الحكمة أن يتحدث الخطيب فيه عن المشاكل الزوجية ، ومسجد القرية والبادية لا يستحسن الحديث فيه عن قضايا تخص النخبة المثقفة .
فعلى الخطيب أن يدرك طبيعة المصلين ، وتركيبتهم ، ويختار لهم ما يناسبهم ، وما يحتاجون إليه .

8- العمق العلمي في الموضوع ، فلا يكفي أن يقتصر الموضوع على عبارات إنشائية ، أو خواطر وأفكار شخصية ، وإن العناية بالاستشهاد بالنصوص الشرعية ، وأقوال أهل العلم ، والعناية بالتأصيل العلمي للموضوع يعطي المستمع الثقة ، والقناعة بما يطرح .

9- دقة المعلومات والتأكد من صحتها ومن ذلك :
أ- الأحكام الشرعية : ببحثها بحثاً دقيقاً وتأصيلها .
ب- الأحاديث النبوية : وذلك بالتأكد من صحتها وثبوتها ؛ لذا فعلى الخطيب أن يتعرف على طريقة التعامل مع كتب الحديث ليتسنى له الوقوف على ما قاله أهل العلم في درجة أي حديث يود الاستشهاد به .
ج- الإخبار : فلا يليق بالخطيب أن يتلقف أية إشاعة ، أو خبر ليكون مادة لخطبته ، بل يثبت ويتبين .
د- القضايا العلمية والمتخصصة : قد يتطرق الخطيب للحديث عن بعض الجوانب الطبية ، أو التخصصية في أي فن ؛ وحين يتحدث الرجل بغير فنه يأتي بالعجائب ، فعليه أن يتأكد من صحة المعلومات ، فقد يكون ضمن المصلين أحد المختصين بما يتحدث عنه ، فيسمع الغرائب .

10- مناسبة الموضوع للمقام والزمن : فقد خطب أحد الخفاء ، في إحدى عواصم الدول الإسلامية عن ليلة القدر يوم الثلاثين من رمضان ؛ وليس هناك أمل بإدراك هذه الليلة .
أو يكون هناك حدث يعني الأمة كلها ، وينتظر المصلون الخطبة ليستمعون رأي خطيبهم في ذلك ، فيفاجؤون به يتحدث عن قضية اجتماعية ، أو قضية لا تمت بصلة لما هم فيه .

11- الوحدة الموضوعية ، فلا يسوغ أن تكون الخطبة خليطاً متنافراً من القضايا والموضوعات ، ومليئة بالاستطرادات المناسبة وغير المناسبة .

12- تناسق الأفكار وتسلسلها .
( يتبع )
________________________
(1) المبكر وزناً ومعنى .
(2) متفق عليه من حديث أبي هريرة .
(3) رواه البخاري (877) ، ومسلم (844 845) كلاهما عن حديث ابن عمر .
(4) متفق عليه من حديث أبي هريرة .
(5) متفق عليه من حديث أبي هريرة .
(6) انظر : ( خطبة الجمعة والاتصال بالجماهير ) لمحي الدين عبد الحليم ص (160) فما بعدها .
(7) فن الخطابة ، مع ملاحظة أننا نوافقه على أصل الفكرة دون تفاصيلها .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس الأنصاري ; 05-22-2009 الساعة 11:07 PM
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:36 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.