الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
:: ندعوا الله ولا يُستجاب لنا!! :: أدخلوا لتعرفوا السبب!!
وقفتُ على كلمات نفسية غالية في هذا المعنى في كتاب "طريق القلوب إلى الله"(*) فعرفتُ بها دائي وأين دوائي; فنقلتها لكم لحبي لكم ما أحبه لنفسي إذ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه" قال المُصنف: " لا تُطالب ربّك بتأخر مطلبك, ولكن طالب بتأخر أدبك" أي: لا تطالب ربك لِمَ تأخر طلبكَ الذي طلبته!, ولكن طالب نفسكَ بتأخرها في الأدب حين الطلب! فإذا طلبتَ شيئاً ثم شعرت بتأخر ظهور ذلك المطلب, فإنما ذلك لما فاتك من حُسن الأدب... فلا تطالب ربك أن يعجل مطلبك بسبب تأخره عنك, ولكن طالب نفسك بتأخر أدبك, فلو أحسنتَ الأدب في الطلب لقُضِيَت حاجتك معنى وإن لم تكن حساً. وحُسن الأدب هنا هو اكتفاؤك بعلمه ورضاك بحكمه, واعتمادك على ما اختاره لك دون ما اخترته لنفسك لقلة علمك, فقد ضَمِنَ لك الإجابة فيما يريد لا فيما تريد; وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد... فالمؤمن يطلب ماشاء, ولكنه لا يشعر بملل ولا كلل ولا تأخر, لأنه مُفَوِّضٌ الأمر لصاحب الأمر, ويعلم أن الخير غيب فلعل التأخر هو الخير وأعظم الآداب وأكملها: امتثال أمره والاستسلام لقهره; كما نبه عليه القائل: "متى جعلك في الظاهر ممتثلاً لأمره, وفي الباطن مستسلماً لقهره, فقد أعظم المنة عليك" وإنما كان أعظم المنة لأنه شاهَدَ الهداية التي هي منتهى الهمم وأقصى غاية النعم! ألا ترى أنك بعد المدح والثناء والتعبد في الفاتحة لا تطلب خيراً ولا رزقاً; وإنما تقول "اهدنا الصراط المستقيم"! فكأنما غاية المطلوب بعد كل آيات الفاتحة ودلالاتها هو الهداية, وأنت تطلبها كل صلاة عدوة مرات... فهل فهمت! .اهـ بتصرف يسير في زيادة ونقص فالله أسأل لي ولكم حُسن الأدب مع الله, وأن يرزقنا الهداية وأن يعيذنا من الغواية, فإنه بكل شئ كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين .. ----- (*) كتاب "طريق القلوب إلى الله" صياغة لِحِكَم ابن عطاء الله على نهج السلف الصالح; تقديم مجدي فتحي السيد, طـ دار الصحابة.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|