كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
يا خَاطِبًا حُور الجَنّة
يا خَاطِبًا حُور الجَنّة إن الله سبحانه لم يكلفك شيئًا إلاّ و عندك أدوات ذلك الفعل. فإن كانت القُدرة عليه مَعدومة و الأدَوات غَير محصلة ، فَلا أمر و لا تكليف. و إن كنت تسعى بتلك الأدوات في تحصيل غرضك و هواك، فإسع بها في إقامة مفروضك. مثال ذلك : أنك تسافر في طلب الربح، و تُسأل الحج فلا تفعل. و يثقل عليك الانتباه بالليل ، فلو أردت الخروج إلى العيد إنتبهت سَحرًا. و تقف في بعض أغراضك مع صديق تحادثه ساعات، فإذا وفقت في الصلاة استعجلت و ثقل عليك. فإياك إياك أن تتعلق بأمر لا حجّة لك فيه، ثم من نصيبك ينقص ، و من حظّك يضيع. فإنما تحرك لك، و إنما تحرك لنفعك ، فبادر فإنك مُبادر بك . و مما يُزيل كسلك – إن تأملته – أن تتخايل ثواب المجتهدين و قد فاتك. و يكفي ذلك في توبيخ المقصّر إن كانت له نفس. فأما الميت الهمّة، فما لِجرح بميّت إيلام ! كيف بك إذا قمت من قبرك و قد قربت نجائب النجاة لأقوامٍ و تعثّرتَ...... و أسرعَت أقدام الصالحين على الصراط و تخبّطتَ ..... هيهات ذهبت حلاوة البطالة، و بقيت مرارة الأسف، و نضب ماء كأس الكسل و بقي رسول الندامة ! و ما قدر البقاء بالإضافة إلى دوام الآخرة؟ ثم ما قدر عمرك في الدنيا و نصفه نوم و باقيه غفلة؟ فيا خاطبا حور الجنّة و هو لا يملك فلسا من العزيمة : افتح عين الفكر في ضوء العبر، لعلك تبصر مواقع خطابك، فإن رأيت تثبيطا من الباطن فاستغث بعون اللطف و تنبه بالأسحار لعلك تتلمح ركب الأرباح ، و تعلق على قطار المستغفرين و لو خطوات، و انزل في رباع المجتهدين و لو منزلا ، أي منزل. مقتطف من كتاب صيد الخاطر لإبن الجوزي
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|