واحة الشعر العربي هنا توضع أي قصيدة عربية منقولة عن الشعراء المتقدمين والمتأخرين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
المنظومة الهائية (الشَّيخِ العَلاَّمَةِ حَافِظِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَكَمِيِّ )
ولستُ بميّالِ إِليها ولا إِلى *** رئاساتِها فتناً وقبْحاً لحالها هي الدارُ دارُ الهمِّ والغمِّ والعَنا *** سريعٌ تقضِّيها قريبٌ زوالُها مياسيرُها عُسْرٌ وحزنٌ سرورُها *** وأَرباحُها خسرٌ ونقصٌ كمالُها إِذا أَضحكتْ أَبكتْ وإِن رامَ وصلَها *** غبيٌّ فيا سُرْعَ انقطاعِ وصالِها فأَسأَلُ ربي أَنْ يحولَ بحوله *** وقُوَّتِهِ بيني وبين اغتيالِها فيا طالبَ الدنيا الدنيئةِ جاهداً *** أَلا اطلبْ سواها إِنها لا وفا لها فَكَمْ قَدْ رأَينا من حريصٍ ومشفقٍ *** عليها فلمْ يَظْفَرْ بِها أَن ينالَها لَقَدْ جاء في آيِ الحديدِ ويُونسٍ *** وفي الكهفِ إِيضاحٌ بضربِ مثالِها وَفي آلِ عمرانَ وسورةِ فاطرٍ *** وفي غافرٍ قد جاء تِبْيانُ حالِها وَفي سورةِ الأَحقافِ أَعظمُ واعظٍ *** وكمْ من حديثٍ موجبٍ لاعتزالِها لَقَدْ نظروا قومٌ بعينِ بصيرةٍ *** إِليها فلمْ تَغْرُرْهُمُ باختِيالها أُولئك أَهلُ اللهِ حقّاً وحزبُه *** لهم جنةُ الفردوسِ إِرثاً ويا لها ومالَ إِليها آخرونَ لِجَهْلِهِمْ *** فلمَّا اطمأَنُّوا أَرشَقَتْهُمْ نِبالُها أولئك قومٌ آثروها فأَعقبوا *** بها الخِزْيَ في الأُخرى وذاقوا وَبالَها فَقُلْ للذينَ اسْتَعْذَبوها رُوَيْدَكُم *** سَيَنْقَلِبُ السُّمُّ النقيعُ زلالَها لِيَلْهوا ويغترُّوا بها ما بدا لهُمْ *** متى تبلُغِ الحلقومَ تُصْرَمْ حبالُها ويوم توفَّى كلُّ نفسٍ بكَسْبِها *** تَوَدُّ فداءً لو بَنيها ومالها وتأْخذُ إما باليمينِ كتابَها *** إِذا أَحسنتْ أَو ضدَّ ذا بشِمالِها ويبدو لَدَيْها ما أْسَرَّتْ وأَعلنتْ *** وما قدَّمَتْ من قولِها وفعالِها بأَيدي الكرامِ الكاتبينَ مسطرٌ *** فلم يُغْنِ عنها عُذْرُها وجدالُها هنالك تدري ربحَها وخسارَها *** وإِذ ذاك تَلْقى ما إليه مآلُها فإن تكُ من أَهل السعادةِ والتُّقى *** فإِنَّ لها الحسنى بِحُسنِ فِعالِها تفوزُ بجنَّاتِ النعيمِ وحورِها *** وتُحْبَرُ في روضاتِها وظلالِها وترزقُ ممَّا تَشْتَهي من نعيمِها *** وتشربُ من تَسْنيمها وَزُلاَلِها وَإِنَّ لهم يومَ المزيدِ لموعداً *** زيادة زُلْفى غيرُهُم لاَ ينالُها وجوهٌ إِلى وجهِ الإِلهِ نواظرُ *** لقد طالَ ما بالدمعِ كانَ ابتلاؤها تجلى لها الربُّ الرحيمُ مسلِّماً *** فيزدادُ من ذاك التَّجلِّي جمالُها بمقْعَدِ صدقٍ حبَّذا الجارُ ربُّهم ً *** ودارِ خلودٍ لم يخافوا زوالَها فواكِهُها ممَّا تَلَذُّ عيونهُم *** وتَطَّرِدُ الأَنهارُ بين خلالِها على سُرُرٍ موضونةٍ ثم فرشهم *** كما قال فيه ربُّنا واصفاً لها بطائِنُها إِسْتَبْرَقٌ كيف ظَنُّكُم *** ظواهِرُها لا مُنْتَهى لجمالِها وإِن تكنِ الأُخرى فويلٌ وحسرةٌ *** ونارُ جحيمٍ ما أَشدَّ نَكالَها لهم تحتَهُم منها مهادٌ وفوقَهم *** غواشٍ ومِنْ يحمومٍ ساء ظلالُها طعامُهُمُ الغسلينُ فيها وإِن سُقُوا *** حميماً بهِ الأَمعاءُ كان انْحِلالُها أَمانِيُّهم فيها الهلاكُ وما لَهم *** خروجٌ ولا موتٌ كما لا فنا لها مَحَلَّيْنِ قل للنفسِ ليس سواهما *** لِتَكْسَبْ أَو فَلْتَسْكُتْ ما بدا لها فطوبى لنفسٍ جَوَّزَتْ وتَخَفَّفَتْ *** فَتَنْجو كفافاً لا عليها ولا لها |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|