كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
°¨¨™¤¦ أقسمت عليك إلا قبضت روحي الساعة ......... ¦¤™¨¨°
قال تعالى : { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[ المزمل : 20 ] فكلما كان رصيدك أعظم وأوفر كان رزقك من الله أكثر ، فقدِّم صالحًا تجد صالحًا ، املأ رصيدك لتسحب منه عند الحاجة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره )[متفق عليه ] عن مالك بن دينار قال : احتبس عنا المطر بالبصرة ، فخرجنا يوما بعد يوم نستسقي ، فلم نر أثر الإجابة ، فخرجت أنا وعطاء السليمي ، وثابت البناني ويحيى البكاء ، ومحمد بن واسع وأبو محمد السختياني ، وحبيب أبو محمد الفارسي وحسان بن أبي سنان ،وعتبة الغلام وصالح المري ، حتى صرنا إلى مصلى بالبصرة ، وخرج الصبيان من المكاتب ، واستسقينا فلم نر أثر الإجابة ، وانتصف النهار ، وانصرف الناس ، وبقيت أنا وثابت البناني في المصلى ، فلمَّا أظلم الليل إذا بأسود ، صبيح الوجه ، دقيق الساقين ، عظيم البطن ، عليه مئزران من صوف ، فقومت جميع ما كان عليه بدرهمين ، فجاء إلى ماء فتمسح ، ثم دنا من المحراب فصلى ركعتين ، كان قيامه وركوعه وسجوده سواء خفيفتين ، ثم رفع طرفه إلى السماء ، فقال : سيدي إلى كم تردد عبادك فيما لا ينقصك أ نفدَ ما عندك ؟! أم نفدت خزائن قدرتك ، سيدي أقسمت عليك بحبك لي إلا سقيتنا غيثك الساعة الساعة . قال مالك : فما أتم الكلام حتى تغيمت السماء ، وأخذتنا كأفواه القرب ، وما خرجنا من المصلى حتى خضنا الماء إلى ركبنا . قال : فبقيت أنا وثابت متعجبين من الأسود ، ثم انصرف فتبعناه . قال : فتعرضت له . فقلت له : يا أسود أما تستحي مما قلت ؟! قال : فقال : وماذا قلت ؟! قال : فقلت له : قولك " بحبك لي " وما يدريك أنه يحبك ؟ قال : تنح عن همم لا تعرفها يا من اشتغل عنه بنفسه ، أين كنت أنا حين خصني بالتوحيد وبمعرفته ، أفتراه بدأني بذلك إلا بمحتبه لي على قدره ، ومحبتي له على قدري . قال : ثم بادر يسعى ، فقلت له : رحمك الله ارفق بنا . قال : أنا مملوك على فرض من طاعة مالكي الصغير . قال : فجعلنا نتبعه من البعد حتى دخل دار نخاس وقد مضى من الليل نصفه فطال علينا النصف. الباقي فلمَّا أصبحنا أتيت النخاس ، فقلت له : عندك غلام تبينعيه للخدمة . قال : نعم عندي مائة غلام كلهم لذلك . قال : فجعل يخرج إليَّ واحدا بعد آخر ، وأنا أقول غير هذا حتى عرض علي تسعين غلاما ، ثم قال ما بقي عندي غيرها ولا واحد ، قال : فلما أردنا الخروج دخلت أنا حجرة خربة في خلف داره ، فإذا أنا بالأسود نائم ، فكان وقت القيلولة . فقلت : هو هو ورب الكعبة ، فخرجت إلى عند النخاس ، فقلت له : بعني ذلك الأسود . فقال لي : يا أبا يحيى ذاك غلام مشئوم نكد ليست له بالليل همة إلا البكاء ، وبالنهار إلا الصلاة والنوم . فقلت له : ولذلك أريده . قال : فدعا به وإذا هو قد خرج ناعسا . فقال لي : خذه بما شئت بعد أن تبريني من عيوبه كلها . فاشتريته بعشرين دينارا بالبراءة من كل عيب . فقلت : ما اسمه ؟ قال : ميمون . قال : فأخذت بيده فأتيت به إلى المنزل فبينا هو يمشي معي إذ قال لي يا مولاي الصغير لماذا اشتريتني وأنا لا أصلح لخدمة المخلوقين ؟ قال مالك : فقلت له حبيبي إنما اشتريناك لنخدمك نحن بأنفسنا وعلى رؤسنا . فقال : ولم ذاك ؟! فقلت : أليس أنت صاحبنا البارحة في المصلى . فقال : وقد اطلعتما على ذلك . فقلت : أنا الذي اعترضت عليك في الكلام . قال : فجعل يمشي حتى صار إلى مسجد فدخله وصف قدميه فصلى ركعتين ، ثم رفع طرفه إلى السماء فقال : إلهي وسيدي سرا كان بيني وبينك أظهرته للمخلوقين ، وفضحتني فيه ، فكيف يطيب لي الآن عيش ، وقد وقف على ما كان بيني وبينك غيرك ، أقسمت عليك إلا قبضت روحي الساعة الساعة ، ثم سجد . فدنوت منه فانتظرته ساعة فلم يرفع رأسه فحركته فإذا هو ميت . قال : فمددت يديه ورجليه فإذا وجه ضاحك ، وقد ارتفع السواد ، وصار وجهه كالقمر ، وإذا بشاب قد أقبل من الباب فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعظم الله أجرنا في أخينا هاكم الكفن فكفنوه فيه فناولني ثوبين ما رأيت مثلهما ثم خرج فكفناه فيهما .[ الحلية (10/173-174) ] فانظروا عباد الله كم كان لهذا العبد الصالح من رصيد عند الله ، أقسم على الله أن يستسقى فسقيت البلاد جميعًا بدعائه ، ويقسم على الله أن يُقبض فيموت في ساعته . فمن ذا منَّا اليوم يصلح لهذا ؟ وأين هم هؤلاء الصالحون ؟ اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|