انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > الفقه والأحكــام

الفقه والأحكــام يُعنى بنشرِ الأبحاثِ الفقهيةِ والفتاوى الشرعيةِ الموثقة عن علماء أهل السُنةِ المُعتبرين.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-19-2011, 07:57 AM
(أم عبد الرحمن) (أم عبد الرحمن) غير متواجد حالياً
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
 




افتراضي هل يجوز للإنسان أن يسأل عمّا بدا له ؟ أم يدخل ذلك في كثرة السؤال المَنهي عنها ؟

 

هل يجوز للإنسان أن يسأل عمّا بدا له ؟ أم يدخل ذلك في كثرة السؤال المَنهي عنها ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - أعلى الله مقامكم -
هل يجوز للإنسان أن يسأل المشايخ والعلماء عن كلِّ ما بدا له ، وعن أي أمرٍ يريده حتى لو كان الجهلُ به لا يؤثِّر على دينه أو عبادته وعقيدته ؟
أمْ أنَّ هذا داخِلٌ ضِمن ( كثرة السُّؤال ) التي نهى عنها عليه الصلاة والسَّلام ؟
وإذا تكرّمتم - أحسن الله إليكم - ، هل تذكرون الضَّوابِط في الاستفتاء مع كلمة توجيهية للمستفتين حول ما يجِب عليهم أن يسألوا عنه ؟
وفقكم الله فضيلة الشيخ ورضي عنكم وأرضاكم ويسّر الله أمركم ووسَّع الله عليكم كما وسّعتم على عباده ويسّر لكم كل أمرٍ وسخّره في طاعته كما يسّر فضيلتكم على النَّاس .



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

مِن الناس مَن يسأل عن كل شيء تَقَع عليه عينه !
ومِن الناس مَن لا يُحسِن السؤال .
ومنهم مَن يسأل عن أشياء لا تهمّه ويترك ما يهمّه ، وما سوف يُسأل عنه يوم القيامة .
ومِن الناس مَن يسأل ويُغلِّف الإجابة مع السؤال ! كأنه يقول : أجبني بهذا الجواب الذي قلتُ لك !

قال ابن القيم عن العِلم وتحصيلِه : فمن الناس من يُحْرَمه لعدم حُسْنِ سؤالِه ، أما لأنه لا يسألُ بحال ، أو يسألُ عن شيء وغيرُه أهمُّ إليه منه ، كمن يسألُ عن فُضُولِه التي لا يَضرُّ جهلُه بها ، ويَدعُ ما لا غِنى له عن معرفتِه ، وهذه حالُ كثيرِ من الْجُهّال المتعلِّمين ، ومِن الناس من يُحْرَمه لِسُوءِ إنْصَاتِه ، فيكونُ الكلامُ والمماراةُ آثَرَ عنده وأحَبَّ إليه مِن الإنصات ، وهذه آفةٌ كَامِنةٌ في أكثرِ النفوسِ الطَّالِبةِ للعِلْمِ ، وهي تمنَعُهُم عِلْماً كَثيرا ، ولو كان حَسَنَ الفهم .
ذَكَر ابن عبد البر عن بعض السلف أنه قال : مَن كان حَسَنَ الفهم رَديءَ الاستماع لم يَقُم خَيْرُه بِشَرِّه .
وذَكَر عبدُ الله بنُ أحمد في كتاب العِلل له قال : كان عروةُ بنُ الزبيرِ يُحِبُّ مماراةَ ابنِ عباسٍ ، فكان يَخْزِنُ عِلمَه عنه ، وكان عبيدُ الله بنُ عبدِ الله بنِ عُتبة يُلَطِّفُ له في السُّؤال فَيَعِزُّه بالعِلْم عزّا .
وقال ابن جريج : لم أسْتَخْرِج العِلْم الذي اسْتَخْرَجْتُ مِن عَطَاء إلاّ بِرِفْقِي بِهِ .
وقال بعض السلف : إذا جَالَسْتَ العَالِم فَكُن على أن تَسْمَعَ أحْرصَ منك على أن تَقول . اهـ .

وقد الّف أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله كتابا بعنوان : أدب الفتوى وشروط الْمُفْتِي وصِفة الْمُسْتَفْتِي وكيفية الفتوى والاستفتاء .
ونَقَل عنه الإمام النووي في مقدمة " المجموع " في باب في آداب الفتوى والْمُفتِي والْمُسْتَفْتِي .

قال ابن الصلاح : ينبغي للْمُسْتَفْتِي أن يتأدّب مع المفتى ويُبَجِّله في خطابه وسؤاله ونحو ذلك ، ولا يُومئ بِيده في وَجهه ، ولا يَقُل له : ما يَحفظ في كذا ؟ أو ما مذهب إمامك أو الشافعي في كذا ؟ ولا يَقُل إذا أجابه : هكذا قلتُ أنا ! أو كذا وَقَع لي ! ولا يَقل : أفتاني فلان أو غيرك بكذا ...
ولا يسأله وهو قائم أو مُسْتَوفِز ، أو على حالة ضَجر ، أوْ هَمّ به ، أو غير ذلك مما يَشغل القلب .
وذَكَر النووي أن مِن آداب الْمُسْتَفْتِي أن يقول : ما تقول رحمك الله ؟ أو : رَضِي الله عنك ؟ أو وفقك الله وسددك ورَضي عن والديك ؟ ولا يَحْسن أن يَقول : رَحِمَنا الله وإياك . اهـ .

ورأيت مِن الناس مَن ينسخ موضوعا كاملا ! ولا يُكلِّف نفسه اختصاره ، ولا الاقتصار على السؤال عما أشكل عليه .

وفي الصحيحين أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا .
وقال عليه الصلاة والسلام : إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ . رواه مسلم .

وكان الصحابة رضي الله عنهم يكرهون كثرة السؤال ، ويَكرهون السؤال عمّا لم يقع .
سئل عَمّار رضي الله عنه عن مسألة , فقال : هل كان هذا بَعْد ؟ قالوا : لا , قال : فدعونا حتى يكون , فإذا كان تَجَشَّمْنَاه لكم .
وقال عمرو بن مرة : خَرَج عُمَر على الناس فقال : أُحَرِّج عليكم أن تسألونا عَمّا لم يكن , فإن لنا فيما كان شُغلا .
وكان زيد بن ثابت رضي الله عنه إذا سُئل عن الشيء , يقول : كان هذا ؟ فإن قالوا : لا , قال : دَعُوه حتى يكون .

وجَرى على ذلك عَمَل الائمة مِن بعدهم .
قال ابن وهب : حَدَّث مالك , قال : أدْرَكْت هذه البلدة وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الذي فيه اليوم .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
التوقيع

[C

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أم, للإنسان, له, من, المَنهي, السؤال, ذلك, بيا, يدخل, يجوز, يسأل, عمّا, عنها, في, هل, ؟, كثرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 09:41 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.