انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


( القسم الرمضاني ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-06-2011, 05:30 PM
تاج الوقار تاج الوقار غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي سلسلة ربيع القلوب..

 





[ شهرُ رمضانَ الذي أُنْزِلَ فيهِ القُرآنُ هدًى للنّاسِ و بيِّناتٍ من الهُدى و الفُرقان ]


رمضانُ موسمُ خيرٍ ، و مُعلمُ بِرّ ، و شاحِذُ همّة ، و راسمُ طريقِ أمّة ، هُوَ زينُ الزمانِ ،
و بِشرُ الأوانِ ، و مُلتقى العباداتِ ، و مجمع الخيراتِ .


فَدَيْتُكَ زائراً في كُلِّ عامٍ ××× تُحَيّا بالسّلامةِ و السّلامِ
و تُقبِلُ كالغمامِ يَفيضُ حيناً ××× و يبقى بعْدَهُ أثَرُ الغَمامِ
و كم في النّاسِ من كَلَفٍ مَشوقٍ ××× إليكَ و كمْ شَجِيٍّ مُستهامِ
بَني الإسلامِ هذا خيرُ ضيفٍ ××× إذا عشى الكريمُ ذُرا الكِرامِ






شاءتْ إرادةُ اللهِ أنْ تتّصِلَ فيهِ الأرضُ بالسّماءِ ، فيَبزُغَ الإسلامُ فجراً ، و تضعَ السّماءُ
للأرضِ دُستوراً

[ لا يَأتيهِ الباطِلُ منْ بينِ يديهِ و لا من خَلفهِ تنزيلٌ منْ حكيمٍ حَميد ] ...
إنّهُ القرآنُ الكريمُ الذي نزلَ للنّاسِ هُدًى و بيّناتٍ من الهُدى و الفُرقان .
و حسبُ رمضانَ أنَّ من لياليهِ ليلةُ القّدْرِ ، فأعظمْ بها من ليلةٍ هيَ خيرٌ من ألفِ شهرٍ ،
تَغْشى فيها أجنحةُ الملائكةِ العبادَ منَ القائمينَ و الذّاكرينَ و الرّكّعِ السّجود ، حتّى مطلع
الفجرِ و حضورِ القرآنِ المشهود.
يقول ابنُ الجوزيّ في شأنه : " مثَلُ الشهورِ الإثنى عشرَ كمثلِ يعقوبَ و أولادهِ ، فكما
أنّ يوسُفَ أحبُّ أولادهِ إليهِ ... كذلكَ رمضانُ أحبُّ الشّهورِ إلى اللهِ "
الصيامُ أبرزُ عناوينِ رمضانَ ، إنهُ انقباضٌ في الأمعاءِ ، و فُسحةٌ في الروحِ و الفُؤادِ
الإمساكُ حصارٌ لبواعثِ كلَ شهوةٍ و سَدُّ لنافذةِ كلِّ فتنةٍ ، و رُقيٌّ بالنّفسِ و سُمُوّ بها
إلى منازلِ السابقينَ .
قال شوقي : " الصّيامُ حِرمانٌ مَشروعٌ ، و تأديبٌ بالجوعِ ، و خُشوعٌ للهِ و خضوع ،
و لكلّ فريضةٍ حِكمَةٌ ، و هذا الحكمُ ظاهرهُ العذابُ ، و باطنهُ الرحمةُ ، و يستثيرُ الشفقة ،
و يَحُضُّ على الصّدقةِ ، و يكسرُ الكبرَ ، و يعلمُ الصبرَ ، و يسن خلالَ البِرّ ، حَتّى إذا جاعَ
منْ ألِفَ الشِّبَعَ ، و حُرمَ المُترفُ أسبابَ المُتع ، عرفَ الحرمانَ كيفَ يقع ، و الجوع كيف آلمهُ
إذا لذعَ "
و لقدْ أحسنَ الوصفَ رحمهُ اللهُ ، فالصّيامُ عاطفةُ تراحمٍ و حِكمةُ تسامحٍ ، و مِسطرةُ مساواةٍ
بينَ الغنيّ و الفقير ، و الصغيرِ و الكبير .






و مواكبةً للاستعدادِ الذي يشهدُهُ العالمُ الإسلاميُّ احتِفاءً بحلولِ هذا الضيفِ العزيزِ على القلوبِ
آثرتْ حملةُ الفضيلةِ إلا أن تُشاركَ قرّاءها الكرامَ هذه الاستِعْداداتِ المنشودة في هذه الأيام المعدودة
و ذلك عبر سلسلة علمية دعوية تُجَلّي من خلالها الحكمةَ من الصّيامِ ، إذِ الاقتصارُ على شِبَع ِ
البطنِ و الفرج ليسَ بسبيل المُحسنينَ و لا بمُبتغى السابقين ...
كما قال القائلُ :

إذا لـمْ يكـنْ فـي السّـمـعِ منّـي تصـامُمٌ ××× و في مُقلتِي غّضٌّ و في منطقي صمتُ
فحظّي إذن من صَومِيَ الجوعُ و الظما ××× و إنْ قلتُ صُمتُ يوما فما صمتُ


و إنّما رمضانُ أجلّ من ذلكَ و أعظمُ ، إنّهُ تَشَوُّفٌ للعِتقِ و سعيٌ للتي هيَ أقومُ .






' ربيعُ القُلوبِ '
سلسلتنا المنشودةُ نُعالجُ من خلالها حالنا معَ القُرآن حفظاً و تلاوة ،
و تَدَبّراً و رعايةً ، و نَنصحُ فيهِ للنّاهلينَ من معينهِ و المُغترفينَ من سلسبيلهِ سُبُلَ تأمّلهِ
و التّأثرَ به ، و بواعِثَ فهمهِ و العملَ به ، حتّى ننطوي في سلكِ السّائرينَ المُقتفينَ أثرَ
الصّحبِ و التّابعين .

شهرُ الصّيامِ غداً مُواجهنا ××× فليَعْقِبنَّ رعِيّةَ النَُسْكِ
أيّـامهُ كونــي سنـينَ و لا ××× تُفَنّيْ فلستُ بسائمٍ منكِ



و صلى الله على خير من صلّى و زكّى و صام ، و حجّ و جاهدَ و قام .

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
القلوب.., ربيع, سلسلة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:10 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.