عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الصــدق مطابقة الخبر الواقع
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، ومعلمًا ومرشدًا للخلق أجمعين . قال الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ التوبة 119 وقال تعالى : ﴿ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ ﴾ الأحزاب 35 وقال تعالى : ﴿ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ﴾ محمد 21 الصدق : معناه مطابقة الخبر الواقع ، ويكون فإذا أخبرت بشيء وكان خبرك مطابقاً للواقع قيل إنه صدق ، مثل أن تقول عن هذا اليوم : اليوم يوم الأحد فهذا خبر صدق ، وإذا قلت اليوم يوم الاثنين فهذا خبر كذب ، فالخبر إن وافق الواقع فصدق و إلا فكذب . وكما يكون الصدق في الأقوال فهو في الأفعال وهو أن يكون الإنسان باطنه موافقاً لظاهره بحيث إذا عمل عملاً يكون موافقاً لما في قبله . فالمرائي ليس بصادق لأنه يظهر للناس بأنه من العابدين وليس كذلك . والمشرك مع الله ليس بصادق لأنه يظهر بأنه موحد وليس كذلك . والمنافق ليس بصادق لأنه يظهر الإيمان وليس بمؤمن . والمبتدع ليس بصادق لأنه يظهر الإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم وليس بمتبع . المهم أن الصدق مطابقة الخبر للواقع وهو من سمات المؤمنين وعكسه الكذب وهو من سمات المنافقين . وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إن الصدق يهدي إلى البر . وإن البر يهدي إلى الجنة . وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا . وإن الكذب يهدي إلى الفجور . وإن الفجور يهدي إلى النار . وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذابا } صحيح مسلم قوله : " عليكم بالصدق " أي الزموا الصدق والصدق مطابقة الخبر للواقع فمتى طابق الخبر الواقع فهو صدق وهذا باللسان ، ومتى طابقت أعمال الجوارح كما في القلب فهي صدق وهذا صدق بالأقوال ، ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر بالصدق بين عاقبته فقال : " إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة " . والبر : هو كثرة الخير فهو نتاج للصدق ، وصاحب البر يهديه بره إلى الجنة نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم ، والجنة غاية كل مطلب ، ولهذا علمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله الجنة ونستعيذ به من النار . وقوله " إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا " ، وفي رواية أخرى " ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا " فالرجل الذي يتحرى الصدق يكتب عند الله صديقًا وهذه درجة عظيمة نسأل الله أن يجعلنا من الصديقين . فمن المعلوم أن الِّصديقية درجة عظيمة لا ينالها إلا قلة من الناس نسأل الله أن نكون منهم ، وتكون في الرجال وفي النساء قال الله تعالى ﴿ مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ﴾ المائدة 75 . وأفضل الصديقين على الإطلاق أصدقهم ، وهو أبو بكر رضى الله عنه الذي استجاب للنبي صلى الله عليه وسلم حين دعاه للإسلام وصدقه في الإسراء والمعراج . أما الكذب فانه قال :( إياكم والكذب ) "إياكم " للتحذير أي احذروا الكذب ؛ وهو الإخبار بما يخالف الواقع بالقول أو بالفعل وقوله " إن الكذب يهدى إلى الفجور " والفجور يعنى الخروج عن طاعة الله ، فالكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار . وقوله : " وإن الرجل ليكذب " وفي لفظ : " لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا "، والكذب من الأمور المحرمة بل قال بعض العلماء : أنه من كبائر الذنوب لأن الرسول صلى الله عليه وسلم توعده بأنه يُكتب عند الله كذابًا . ومن أعظم الكذب ما يفعله الناس اليوم يأتي بالمقالة كاذبًا لكن من أجل أن يُضحك الناس . وقد جاء الوعيد على هذا فقال صلى الله عليه وسلم " ويلٌ لمن حدث فكذب ليُضحك به القوم ويل له ثم ويل له " حديث حسن وهذا وعيد على أمر سهل عند كثير من الناس . فالكذب كله حرام ، وكله يهدي إلى الفجور ولا يستثنى منه شيء إلا ثلاث أشياء : في الحرب والإصلاح بين الناس وحديث المرأة زوجها وحديثه إياها . ولكن بعض العلماء قال : أن المراد بالكذب هي هذا الحديث التورية وليس الكذب الصريح . نسأل الله أن نكون من الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مطابقة, الخبر, الصــدق, الواقع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|