انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > الفقه والأحكــام

الفقه والأحكــام يُعنى بنشرِ الأبحاثِ الفقهيةِ والفتاوى الشرعيةِ الموثقة عن علماء أهل السُنةِ المُعتبرين.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2016, 11:17 PM
كامل محمد محمد محمد عامر كامل محمد محمد محمد عامر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي من قاموس علماء الأُصول النَصُّ والظَاهِر

 


تبسيط علوم السلف

من قاموس علماء الأُصول
النَصُّ والظَاهِر
إعداد
دكتور كامل محمد محمد عامر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا اله إلا الله, خلق الإنسان وعلمه البيان وأخذ العهد على العلماء بتبيين ما أُنْزِل إلى العباد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ بلغ الرسالة وبَيَّنَ لنا ما أُنزل إلينا، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يضل عنها الا هالك.
أما بعد
فعلم أصول الفقه من العلوم المتأخرة نسبياً بالمقارنة بباقى علوم الشريعة وأول من كتب فيه الإمام الشافعى رحمه الله فى كتاب الرسالة ومصطلحات هذا العلم كثيرة, والباحث فى هذا العلم يجب أن يكون له دراية سابقة بمصطلحاته ورموزه, بيد أن اختلاف مفردات اللغة المستعملة من عصر إلى آخر؛ جعلت من الصعوبة بمكان على طالب العلم التصفح فى علوم السلف؛ وهذا حدا بى أن اكتب فى ذلك العلم بغية تبسيطه لطلبة العلم, حسبة لله تعالى وعلى الله القصد ومنه العون.
مقدمة
اللفظ فى اللغة قد يَحْتَمل معنى وَاحِدًا فَقَط كقوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ } [النساء: 11] فالثلث والسدس لا يحتمل أكثر من معنى؛ وقد يحْتَمل اللفظ أَكثر من معنى كقوله تعالى:{ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ }[القلم: 20] [الصَّريمُ: الصُّبْحُ، واللَّيْلُ، ضِدٌّ، ،القاموس المحيط].وكقوله تعالى:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}[المدثر: 4]فلفظ الثياب يطلق على ما يلبس وقد يطلق على القلب ولكنه أظهر وأوضح فى الملبوس.
وقد أطلق علماء الاصول المتأخرين عن اللفظ الذى لا يحتمل إلا معنى واحد "النص"وعن الذى يحتمل أكثر من معنى ولكنه أظهر فِي أحد مَعَانِيه "الظاهر"وأما ما لم يترجح له معنى فيطلقون عليه "المجمل".
وعلى الرغم من الجدل الواقع بين السلف والخلف فى الفرق بين النص والظاهر إلا أن الجميع متفق على أن الأصل العمل بالنص والظاهر بدون تأويل.
وإليك بعض التعاريف و المناقشات الدائرة بين العلماء فى هذا الصدد:
قال علي بن عقيل فى كتابه الوَاضِح في أصُولِ الفِقه:
النص:ما بَلغ ببيانِه إلى الغايةِ من الكَشف؛ وقيل: ما لا يحتمل إلا معنى واحداً.
والظاهر:ما احتمل أمرين، هو في أحدهما أظهر. [الوَاضِح في أصُولِ الفِقه لأبى الوفاء، علي بن عقيل بن محمد بن عقيل (المتوفى: 513هـ) (1/ 91)]

وقال الغزالى فى المنخول:
النص:اللفظ المفيد الذي لا يتطرق اليه احتمال وقال رحمه الله: «وأما الشافعى رضى الله عنه فإنه سمى الظاهر نصّا ثم قال: النص ينقسم إلى ما يقبل التأويل وإلى ما لا يقبله.... وتسمية الظاهر نصاً مقبول فى اللغة ولا مانع فى الشرع منه إذ معنى النص قريب من الظهور. تقول العرب: نصت الظبية رأسها إذا رفعته وأظهرته، وسمى الكرسى منصة إذ تظهر عليه العروس» [المنخول من تعليقات الأصول المؤلف: أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى: 505هـ) (ص: 242)]
وقال الشيرازى فى كتابه المعونة فى الجدل:
النص: هُوَ اللَّفْظ الَّذِي لَا يحْتَمل الا معنى وَاحِد كَقَوْلِه تَعَالَى: { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور: 2] وَمَا اشبه ذَلِك مِمَّا لَا يحْتَمل الا معنى وَاحِدًا.
وَحكمه ان يُصَار اليه وَلَا يتْرك الا بِنَصّ يُعَارضهُ.
وَالظَّاهِر: كل لفظ احْتمل امرين وَهُوَ فِي احدهما اظهر.
وَحكمه أن يحمل على أظهر الْمَعْنيين وَلَا يحمل على غَيره الا بِدَلِيل. [المعونة في الجدل لأبى اسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي (المتوفى: 476هـ) (ص: 27)]
وقال ابن بدران:
النَّص: لُغَة الْكَشْف والظهور وَمِنْه نصت الصبية رَأسهَا إِذا رفعته وأظهرته وَاصْطِلَاحاً مَا أَفَادَ بِنَفسِهِ من غير احْتِمَال, وَيُطلق النَّص على الظَّاهِر أَيْضا لتلاقيهما فِي الِاشْتِقَاق إِذْ النَّص وَالظَّاهِر مأخذهما من الِارْتفَاع والظهور.
والظَّاهِر: هُوَ فِي الْحَقِيقَة الشاخص الْمُرْتَفع وَمِنْه قيل لأشراف الأَرْض ظواهر؛ وكما أَن الْمُرْتَفع من الْأَشْخَاص هُوَ الظَّاهِر الَّذِي تتبادر إِلَيْهِ الْأَبْصَار فَكَذَلِك الْمَعْنى الْمُتَبَادر من اللَّفْظ هُوَ الظَّاهِر الَّذِي تتبادر إِلَيْهِ البصائر والأفهام.
وَحكمه أَنه لَا يعدل عَنهُ إِلَّا بِتَأْوِيل[المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل المؤلف: عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران (المتوفى: 1346هـ) (ص: 187)]
وقال الدبوسى الحنفى:
الظاهر:ما ظهر للسامعين بنفس السماع، كقوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ} [البقرة: 275] وقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38]
وأما النص:فهو الزائد عليه بياناً إذا قوبل به فالمنصة: العرش الذي يحمل عليه العروس لأنه سبب زيادة ظهور.
والنص والظاهر يجب العمل بظاهرهما.[تقويم الأدلة في أصول الفقه لأبى زيد عبد الله بن عمر بن عيسى الدّبوسيّ الحنفي (المتوفى: 430هـ)]
وقال الشاطبى فى كتاب الموافقات:
الاعتراض على الظاهر غير مقبول ويجب العمل بهذا الظاهر.
والدليل أن لسان العرب يعدم فيه النص أو يندر فالنص إنما يكون نصاً إذا سلم عن احتمالات عشرة وهذا نادر أو معدوم.
فإذا ورد دليل منصوص وهو بلسان العرب فالاحتمالات دائرة به؛ وما فيه احتمالات لا يكون نصاً على اصطلاح المتأخرين فلم يبق إلا الظاهر والمجمل فالمجمل الشأن فيه طلب المبين أو التوقف فالظاهر هو المعتمد إذا فلا يصح الاعتراض عليه لأنه من التعمق والتكلف.
وأيضاً لو جاز الاعتراض على المحتملات لم يبق للشريعة دليل يعتمد.
ولَواعتبر مجرد الاحتمال في القول لم يكن لإنزال الكتب ولا لإرسال النبي عليه الصلاة والسلام بذلك فائدة إذ يلزم أن لا تقوم الحجة على الخلق بالأوامر والنواهي والإخبارات إذ ليست في الأكثر نصوصاً لا تحتمل غير ما قصد بها لكن ذلك باطل بالإجماع والمعقول فما يلزم عنه كذلك.
ووجه آخر وهو أن مجرد الاحتمال إذا اعتبر أدى إلى انخرام العادات وعدم الثقة بها ولأجل اعتبار الاحتمال المجرد شدِّد على أصحاب البقرة إذ تعمقوا في السؤال عما لم يكن لهم إليه حاجة مع ظهور المعنى؛ وكذلك ما جاء في الحديث في قوله أحجّنا هذا لعامنا أو للأبد وأشباه ذلك بل هو أصل في الميل عن الصراط المستقيم ألا ترى أن المتبعين لِمَا تشابَهَ من الكتاب إنما اتبعوا مجرد الاحتمال, فاعتبروه, وقطعوا فيه على الغيب بغير دليل؛ فذموا بذلك؛ وأمر النبي عليه الصلاة والسلام بالحذر منهم.
وأيضاً فإن القرآن قد احتج على الكفار بالعمومات العقلية والعمومات المتفق عليها كقوله تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }[المؤمنون: 84، 85]فاحتج عليهم بإقرارهم بأن ذلك لله على العموم وجعلهم إذ أقرّوا بالربوبية لله في الكل ثم دعواهم الخصوص مسحورين لا عقلاء وأشباه ذلك مما ألزموا أنفسهم فيه الإقرار بعمومه وجعل خلاف ظاهره على خلاف المعقول ولو لم يكن عند العرب الظاهر حجة غير معترض عليها لم يكن في إقرارهم بمقتضى العموم حجة عليهم فإذاً لا يصح
في الظواهر الاعتراض عليها بوجوه الاحتمالات المرجوحة إلا أن يدل دليل على الخروج عنها فيكون ذلك داخلاً في باب التعارض والترجيح أو في باب البيان والله المستعان.






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:09 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.