كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
يخشى إذا نشأ في طاعة الله أن يزعجه الفضول !
سألني بعد حيرة قرأتُها طويلا في عينيه ، كأنه كان مترددا أن يسأل ، أو كان لا يعرف الصيغة الحسنة للسؤال ، ثم جاء سؤاله كالتالي : ( ما هو الأحسن حين يكبر الرجل : أن يكون الفتى من صغر سنه مستقيما على دين ربه ، ثم يصير رجلا ، أم يكون قد تعرف إلى هذا اللهو وذاك ، ثم يستقيم في شبابه ؟ ) ..
وأنا أعلم ما يقصده باللهو ، فهو فتى في الخامسة عشرة من عمره ، مقبل على حفظ كتاب الله وتعلم دينه ، تواجهه مشكلات من يستقيم في مثل عمره ، كصعوبة التعامل مع الأهل ، وبُعد الأصدقاء , وغير ذلك . وما يقصده هو المبالغة في اللهو المباح ، كالرياضة وقضاء الأوقات في السمر ، وإن ساء الأمر فهو ك ترك صلاة الجماعة ، أو التدخين ، أو سماع الأغاني ، لا يصل إلى الزنا وما شابه . قلتُ : ما الذي يجعل المرء الذي عاش شيئا من شبابه عاصيا قد يفضُل إذا تاب ؟ قال : لن يكون عنده الفضول الذي يكون عند من لم يجرب هذه الأمور . قلت : أواثق أن من نشأ على الطاعة يجد في نفسه فضولا إلى هذه الأمور ؟ قال : نعم ! فعلمتُ أنه يقصد نفسه .. لم أكن فكرت في هذا الموضوع من قبل ، ولا أدري ما يُقال فيه ، فأعملتُ ذهني في ذلك المقام .. وبدت لي أمور أعرضها عليكم ، عسى تعليقكم عليها يصوب ويُثري . هناك فرقٌ بين شابٍ نشأ في طاعة الله ، وآخر نشأ في بيت طاعة ، فإن الأول قد سلك هو سبيل الطاعة محبا مختارا ، والثاني قد يكون فيه اضطرارا . الشاب الذي نشأ يحب ربه ، ويتدبر كتابه ، ويعلم أن الله رقيب عليه ، ويعلم أن الحلال حلال لأن الله يحبه ويرضاه ، ثم هو حسن في ذاته ، والحرام حرام لأن الله قد كرهه من عباده ، ثم هو قبيح في ذاته ، فأحب الحلال لحب محبوبه له ، وكره الحرام لكره محبوبه له ؛ هذا القلب على هذا النحو قد عُمِّر بالإيمان .. فإذا نظر إلى الحرام ؛ يرى شيئا يبغضه وتشمئز منه نفسه ، بل ربما سمت همته إلى كره فضول المباحات من لهو مسرف وغيره ، فأني للفضول أن يأتيه ؟! وشاب آخر نشأ في بيت ملتزم ، غير أن الأبوين لم يغرسا الإيمان في قلب ابنهما ، بل أسرفا عليه من كلمة ( حرام ) وكلمة ( عيب ) وكلمة ( خطأ ) دون بيان لما وراء هذه الكلمات ، وما سبب الحُرمة ، ومن الذي حرم ، ولم نلتزم أمره بالتحريم . وهذا الصنف غالب في بيوتاتنا ، وهو نذير ضياع ومهلكة ، إذ الأب قد انشغل في طلب العيش ، والأم ما تدري التربية أيْش .. فهذا قد يجد في نفسه الفضول ، وربما إذا تحرر من قيد قوانين والديه أن ينحد إلى سُفول ! فالقضية إذن : كيف تنشأ على الطاعة ، فتربي نفسك على ما ذكرتُ من حال الشاب الأول ، وثق حيئذ أنك مستمتع بحياتك كاملة ، حلوها ومرها ، عسى أنها في ما يُرضي الله ، أيُظن بصاحب هذا الحال بؤسٌ ؟ ودعنا نتنزل ونقول : إن الشاب الأول قد يجد في نفسه فُضولا ، فأقول لك : ليعِش عمره كله يعاني فُضولا لكن لا يطاوعه وأجره على الله . أما الثاني ، الذي عاش شيئا من شبابه لاهيا ثم تاب ، إنه لا شك ، إن كان في توبته صادقا ، يصيبه الأسى على ما فرط في جنب الله في سالف عمره ، فإن الندم الذي هو من شروط توبته يمزق قلبه ، وكلما ذاق شيئا من حلاوة الإيمان ، صاحبها وجع ما كان عليه من عصيان ، فلا يكاد يهنأ بحلاوة إيمان إلا إذا شاء الله بعد حين ، إذ معالجة ما تحمله ذاكرته من قرب عهد بالمعصية ، وربما تعلق قلبه ببعضها ، ينغص على ما هو مقبل عليه من سكينة العبادة وراحة الإيمان . وهنا أذكر شيئا عجيبا أجده في بعض أهل هذا الشأن : تُحدث أحدهم وقد ملأت لحيته صدره ، فيذكر في معرض حديثه شيئا مما كان عليه من قبل ، مبتسما منشكحا ! لا يُرى عليه شيء مما يُدعى " الندم " ، أن عصى الله يوما ، ولا شك أن هذا قدح في توبته ، وذكره لمثل هذا غالبا ينقصه من أعين الناس خاصة إذا كان ممن يتصدرون لدعوة أو طلب علم ، ويُخشى أن هذا من المجاهرة ! أعود إلى هذا الذي عاش شيئا من شبابه غافلا ثم تاب ، فإن تفكير الفتى في أن يعمل هذا الأمر مظنة هلاك ، إذ الأجل لا يعلمه إلا الله ، وما يُدريك أن الله يُمهلك حتى تتوب ؟! ثم ألا يُخشى أن يغرق الشاب في الغفلة ، فلا يتذكر التوبة ، أو يغضب الله عليه ، فيطلب التوبة فيُمنعها ، إلى غير ذلك مما هو معلوم من حال المعرضين ؟! وأطلتُ عليه شيئا ما في الإيضاح كما أطلتُ عليكم ، ثم ودعتُه وانصرف . فتذكرت قوله تعالى : " إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " ، ومن معناها أنه تتبدل نفس السيئات التي عملوها ثم أحدثوا عن كل ذنب منها توبة وإنابة وطاعة تبدل حسنات كما هو ظاهر الآية ، كما قال السعدي رحمه الله .. فالشاب الذي عاش في معاصي ثم تاب تتحول كل هذه الذنوب العظيمة إلى حسنات ! فاستدركتُ : لا ؛ بل الحسنات أعظم – وإن قلت – من تلكم السيئات ، فإن الله تعالى " يضاعف لمن يشاء " ! وحسبُك من نُبل الشاب الذي عاش منذ صغره في نور الإيمان ، أنه ممن ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله : " وشاب نشأ في عبادة الله " ، فلو كان غيره يفضل عليه في الدنيا أو الآخرة لكان بها أجدر . أحب أن ستفيد منكم بتصويب أو استدراك ، وجزى الله خيرا من وقف على كلام لأحد أهل العلم فنقله .. عبد الملك |
#2
|
|||
|
|||
[زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المَآَبِ] آل عمران:14
صدرتُ كلامى بهذه الآية ولعلى أستطردت بعد الظهر ان قدر الله |
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أخى الحبيب
من جوانب تفضيل بنى آدم على الملائكة ، أن الملائكة جُبلوا على الطاعة فلا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون على عكس بنى البشر جُبلوا على حب الشهوات والميل إليها بشكل غريزى فطرى قال الله فى محكم التنزيل :[إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا] لعل سائل أن يسأل وهل هذا من جوانب التفضيل بين بنى البشر والملائكة ؟ فإنك -وعلى عكس الملائكة- وعلى ما فيك من تقصير فأنت تستغفر الله وتدعوه بإسمه الغفور التواب ... وخير الخطائين التوابون . فهذا الانسان الذى لم يذق مرارة المعصية فهو كما ذكرت مستقيم على دين الله منذ نعومة أظفاره .. بالتأكيد تتوق نفسه وتؤذه ليجرب ما جُبل هو عليه وما هو مائل إليه كما أسلفنا بجانب قوله تعالى زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ .. فهذه النفس الأمارة بالسوء -إلا من رحم- مع هذا التزيين ومع عدم الخبرة السابقة لهذا الأمر وبجانب الفضول قد يستجيب لها -أي للنفس- . وأما صاحبنا الآخر فقد ذاق الأمرين فهو عاين ظلمات المعاصى ونور الطاعات ، عاين بغض الناس على ما كان منه وحب الناس على ما أصبح عليه ، عاين وشاهد آثار القرب من بعد أن كان بعيداً ... فتجده يحافظ على هذا الخير الكثير الكثير بكل ما أوتي من قوة وقبل هذا بالاستعانة بمن هداه ، وتجده منكسر لله على ماكان منه بل ومن الممكن أن يصبح أعبد لله وأسبق ممن سبق .. وقصص ما كان على هذا الصنف كثيرة أوليس الصحابة منهم ؟ وقصة الفضيل بن عياض خير شاهد حتى سُمي بعابد الحرمين . صاحبنا الأول قد يُصاب بالغرور على ما هو عليه ! الإثنين بلا شك على درجة من درجات الخير وان لم يكونا متساويين ، ولكن أجدنى مائلا لهذا التائب من ذنوبه والله أعلم . هدانا الله إلى صراطه المستقيم وثبتنا واياكم |
#4
|
|||
|
|||
جزيت خيرا أبا مالك
هل انتبهت إلى نوعي الشاب الأول اللذين فصلت شيئا ما فيهما ؟ |
#5
|
|||
|
|||
أيهما أفضل؟؟ سُئل عن هذا ابن عباس رضي الله عنهما فقال ابن عباس رضي الله عنه : لا أعدل بالسلامة شيئا " السلامة احب إليَّ " لأن هذه الذنوب والمعاصي جراااااح الاول مبيتجرحش بالمعاصى اصل الزنوب والمعاصى جراح والله سبحانه وتعالي يقول : " أم حسب اللذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كاللذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون" لا يجوز أن يستوي شخص مقيم علي طاعة الله عزوجل وآخر إتجرح بالمعاصي.. قال الماوردي:" قال حماد بن زيد : عجبت لمن يحتمي من الأطعمة لمضراتها , كيف لا يحتمي من الذنوب لمعراتها . وقال بعض الصلحاء : أهل الذنوب مرضى القلوب، وقيل لأبي هريرة رضي الله عنه : ما التقوى ؟ فقال : أجزت في أرض فيها شوك ؟ فقال : نعم . فقال : كيف كنت تصنع ؟ فقال : كنت أتوقى . قال : فتوق الخطايا وقال ابن القيم رحمه الله في موضع آخر في كتاب آخر يسمى بالفوائد قال ( الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل وما ضرب العبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ، فإذا قسا القلب قحطت العين واعلم بأن الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر عما توجبه الشهوة ، ولو لم يكن في ترك الذنوب إلا إقامة الدين وصون العرض والمال والجاه لكفى ذلك باعثا على ترك الذنوب) ، وقال الحسن : يا ابن آدم ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة . وقال محمد بن كعب القرظي : ما عبد الله بشيء أحب إليه من ترك المعاصي . ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم , وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ) , فأتى بالاستطاعة في جانب المأمورات ولم يأت بها في جانب المنهيات إشارة إلى عظيم خطرها وقبيح وقعها , وأنه يجب بذل الجهد والوسع في المباعدة عنها سواء استطاع ذلك أم لا , بخلاف المأمورات فإن العجز له مدخل فيها تركا وغيره فتأمل ذلك عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : إن الله بنى دينه على أربعة أركان ، فمن صبر عليهن ولم يعمل بهن لقي الله [ وهو ] من الفاسقين . قيل : وما هن يا أبا ذر ؟ قال : يسلم حلال الله لله ، وحرام الله لله ، وأمر الله لله ، ونهي الله لله ، لا يؤتمن عليهن إلا الله. كما أنه لا يجتنى من الشوك العنب ، كذلك لا ينال الفجار منازل الأبرار وسأل أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله أي الهجرة - أي أصحابها - أفضل ؟ قال : من هجر السيئات) اقتباس:
صدقتم فمن الضامن حين اذ
قال سهل التستري : خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة وعند كل حركة وهم الذين وصفهم الله إذ قال ( وقلوبهم وجلة) . إن الخوف من سوء الخاتمة وشر العاقبة كان سلوك السلف الصالح -رضي الله عنهم-، فقد كان أحدهم يعمل الأعمال الصالحة وهو يخاف الله تعالى من أن يختم له بسوء، وما ذاك منهم إلا تواضع وتعظيم للذنوب الصغيرة والزلات النادرة، فجمعوا بين العمل الصالح والخوف من الله تعالى وقد ذكر الإمام أحمد عن أبى الدرداء أنه لما احتضر جعل يغمى عليه ثم يفيق، ويقرأ: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) سورة الأنعام). فمن هذا خاف السلف من الذنوب أن تكون حجاباً بينهم وبين الخاتمة الحسنى. نسأل الله حسن الخاتمة، وشرف العاقبة الإثنين بلا شك على درجة عظيمه وجليله الشأن من درجات الخير ، ولكنى أجد نفسى مائله للمرتبه الاولى وآآمُل فى أن يهبنى الله العصمه من الزلل التى هى عندى احب من التوبه بعد الذنب وتجرع غصه مرارته وإن كان هذا فضل لا ادعيه ولكن فى هذا المقال اتذكر قول الحسن البصرى حينما قال له مطرف بن عبدالله بن الشخيّر: ( إني أخاف أن أقول ما لا أفعل ) فقال له الحسن :(رحمك الله وأينا يفعل ما يقول لودّ الشيطان أنه ظفر بهذا منكم فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عن منكر) كثير من الجُهّال امثالى إعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه وضيعوا أوامره ونواهيه , تناسوا أنه شديد العقاب وأنه لايرد بأسه عن القوم المجرمين , أما سمعوا قول الله أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون فيا إخواني إنجوا بأنفسكم من النار ووالله إن لم تتداركنا رحمة العزيز الغفار لنكون من الخاسرين فاجعل همّك وشغلك الشاغل الفرار والنجاة من النار فإنك إن نجوت من النار دخلت الجنة , أسأل الله جل وعلا أن يعصمني وإياكم من الزلل وأن يوفقنا أينما كنا وأن يجعلنا مباركين وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم هب لي شفقًا توجل له قلوبنا ، وتدمع له أعيننا ، وتقشعر له جلودنا ، وتتجافى له جنوبِِِِِِِِنا ، ونجد نفعه في قلوبنا اللهم انا نعوذ بك ان يكون حظنا منك الكلام وألا نعمل بما نعلم اللهم إجعل ما قلنا حجه لنا لاعلينا اللهم آآآآآآآآمين
|
#6
|
|||
|
|||
الأخت " زهرة " ..
جزاكم الله خيرا |
#7
|
|||
|
|||
|
#8
|
|||
|
|||
كان كلامى حول حال هذا التائب بعد انابته ورجوعه مقارنة بالشاب الأول
أما لا شك أن السلامة أحب . |
#9
|
|||
|
|||
جزاكم ربى اعالى الجنان
ونفع بكم امة نبيه عليه الصلاه والسلام |
#10
|
|||
|
|||
وجزاكم الله بمثله
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|