.!!. يَا أَيهَا الذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تفعلون .!!.

[أبا مصعب الخير]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

　
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

***************

يقول ربنا تعالى في كتابه العزيز.

.

سَبحَ لِلهِ مَا فِي السمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ، يَا أَيهَا الذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تفعلون , كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ، إِن اللهَ يُحِب الذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنهُم بُنيَانٌ مرْصُوصٌ” ( الآيات: 1 4) سورة الصف.

و المعنى من الآيه: يا من آمنتم بالله واليوم الآخر، لماذا تقولون قولا تخالفه أفعالكم بأن تزعموا بأنكم لو كلفتم بكذا لفعلتموه، فلما كلفتم به قصرتم فيه، أو أن تقولوا بأنكم فعلتم كذا وكذا مع أنكم لم تفعلوا ذلك،وقد نزلت في الذين كانوا يودون الجهاد و يرفعون من اقوالهم عنه،ولما نزل الامر بالجهاد تخلوا عن ذلك..فكانوا ممن اكثر القول و لم يفعل.

*********************

فالكثير منا سواء كان رجلا أو إمراة يعاني من حالة إختلاف الفعل عن القول أي أن نقول شيئا و نفعل بدله شيئا آخر يختلف عنه،وطبعا تختلف درجة إبتعاد الفعل عن القول بإختلاف الأشخاص،نظرا إلى عديد الأمور التي تختلف بين الأشخاص من ناحية التركيبة الفكرية و الإيمانية لكل شخص. وهذه تعتبر من الصفات غير المحبذة في الاسلام،ودليل ذلك الآية أعلاه التي نزلت في هذا الشأن،إذ أن الله نادى المؤمنين لتحريك حرارة الإيمان في قلوبهم،

وللتعريض بهم، إذ من شأن الإيمان الحق أن يحمل المؤمن على أن يكون قوله مطابقا لفعله.

***************

كما أن قوله سبحانه: “كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” بيان للآثار السيئة التي تترتب على القول الذي يخالفه الفعل، وقوله “كبر” بمعنى عظم، لأن الشيء الكبير لا يوصف بهذا الوصف، إلا إذا كان فيه كثرة وشدة في نوعه.

ومن ثم يتوجب على كل مؤمن و مؤمنة الاعراض عن هذه الصفة لاننا نهينا عنها ومن ثم يتوجب علينا تشريح اسبابها و العمل على تجنبها...

****************

وكثيرا منا من يقول شئ وتجده متحمساً للحق ويدافع عن الحق والاسلام بحرارة حتى أنك تكاد تراه وكأنه لا مثيل له وعندما تراه في موقف من المواقف الدنيوية أو في معاملات مالية تجده لا يفعل ذرة مما يقول أو مما ينصح به الناس في خطبة خطبها أو جلسة علم كأن مثلا وأنا أقول هذا على سبيل المثال " رجل ذو علم يحدث الناس عن الصبر وعن الحلم وعن العفو حتى إذا أخذ أحدا منه مالاً ثم تعسر في السداد لا يمهله بل ويهدده بأنه سيفضحه أو يؤذية .... الآن أين العلم وأين الصبر الذي تأمر به الناس في كلامك وأنت لا تصبر على من عنده مال لك . بل وأدهى من ذلك ما يقع فيه كثيرا من النساء !!! سبحان الله.... تجد الأخت تأمر الأخوات في جلسة علم مثلا بالكف عن الغيبة وعن النميمة وعن التكلم في أعراض الناس ثم تذهب لبيتها ويأتيها إتصال من إحدى صديقاتها فيتحدثن ويقلن لبعضهن ... أرأيت فلانة ؟ أرأيت ماذاا فعلت مع زوجها ؟ أرأيت كذا وكذا وكذا ..... إن لله وإن إليه راجعون ... لما هذا ؟ لما لا ندع الناس في حالها ؟ ماذا نستفيد من هذا الكلام ؟ لما لا تنشغل الأخوات بعبادة ربها ؟ لما لا تنشغل بكيفية الحفاظ على زوجها وإسعاده ؟ لما لا تنشغل ببر أهل زوجها أو ببر أهلها؟ .

　

******************

وكثيرا أيضا ما نقع في أمر عظيم وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تجد الأخ ينصح الإخوة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو نفسه إذا مر بموقف من المواقف المنكرة التي يجب عليه في هذه الحالة أن ينهى فيها عن هذا المنكر تجده لا يحرك ساكناً بحجة إيش ؟؟؟ أن فلان هذا الذي يفعل المنكر ضيف عنده كأن مثلا يدخن سيجارة أو يغتاب أحدا أو يسب أحد فالأخ تجده لا يستطيع أن ينهى عن هذا المنكر لأن هذا ضيف عنده ، أنا لا أقول أن نعنف هذا الضيف ولا أن نوبخه بل أقول أنت صاحب دار تكرم ضيوفك فلا تحرجهم بالكلمات الجارحة عند أخطائهم مهما كانت أخطاؤهم ...إلا ما ترى أنه لا مانع من جرح ضيفك في بيتك من الأخطاء .. فهناك فرق بين تبيين الحق والجرح على الخطأ ، أكرم ضيوفك بالعبارات الطيبة ورحب بهم كما ترحب بهم في منزلك .. غض الطرف عما يمكن غض الطرف عنه ونبه بلطف ودراية ما أمكن من الأخطاء .. فإن أفحش الضيف فأصلحه ما استطعت إكراما لضيافتك .. وانظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فيمن عادى الدعوة وبالغ في حربها .. هل أهانه في ضيافته ، ولا تنس أنك تمثل الإسلام فلا تغضب إلا لله لا لنفسك، ولا تعنف أحدأ مهما كان حجم خطأه وكن بشوش الوجه وابتسم في وجه من تنصح ، وتحلى بالصبر والحلم فإن هذا من خلق المؤمن

.

جزاكم الله خيرا

[اتقي الله]

جزاكم الله الفردوس واسقاكم من نهر الكوثر