عندما اكتمل القمر بدرا, وازدانت السماء بالنجوم , بعثت َ لي ببرقية
أعلنت فيها أن الليلة من الليالي الملاح , وأن الدار امتلأت بالأفراح
لا أعلم سر هذه الاحتفالات,و تلك الأهازيج , ولكن تلبية لدعوتها ذهبت
.
وعند وصولي إلى مقر إقامة الحفل , ما هي إلا فترة وجيزة حتى ارتسمت على
وجهي كل علامات الدهشة والتعجب !!! وجالت في خاطري تساؤلات واستفهامات ؟؟؟
فكل الحاضرات يقدمن الهدايا لطفلها الصغير الذي لا يزال وحيدها .
في بادئ الأمر ظننت أنه كان مريضاً ولم أعلم بذلك , فخجلتُ من نفسي كثيراً
أني لم أحضر له شيء .
ولكن ما جعلني أتعجب أكثر فأكثر ...!!! أنهم يهنئون ويباركون لها لاحمداً على سلامته
.
وعندما بدأت نهاية الحفل تدق أجراسها .
سألتها معتذرة أنا لا أعرف مناسبة الحفل ولكن تقديراً واحتراماً لدعوتك حضرت
.
ابتسمت .... ابتسامة خجل ......لا ابتسامة رضى .
وقالت : ابني حسام ........قبل يومين أتم عامة الأول
.
فقلت في دهشة ..
أحفلت ميلادٍ هذه !!!؟؟؟
قالت بتردد : لا...لا...حسام أكمل عام قبل يومين وأنا الآن أقمت الحفلة ليس في اليوم
الذي أتم عامه فيه .
قلت مممممممم:إذاً ما مناسبة الإحتفال ..بمعنى ..إذا سؤلتي عن سبب إقامة الحفل
ماذا تقولتن ؟.
سكتت برهه ..
وقالت : يوووووووه لا تسير معقدة تدققي على كل شيء , قلت لك : حفل وخلاص .
رددت عليها أنت تعلمين علم اليقين أن هذا من التحايل على الدين ...ومن تسميت
الأشياء بغير اسمها .
عندها طأطأت رأسها وخرجت مدعية انشغالها .
*****************************
لم تستطع التصريح بأنها حفل عيد ميلاد لأنها محافظة ومن عائلة محافظة
والكثير الكثير يعلنها صراح اليوم عيد ميلادي .
فإلى متى نتحايل على الدين ...وندعي أن الدين لم يعطينا الحرية الكاملة في الأفراح
والإحتفالات ...وأنّا بحاجة إلى حفلات مبتدعة حتى نكون سعيدين .
بئست ..ثم بئست ..السعادة إن كانت فيما يغضب الله .
أما يكفينا حفلات العيدين , نجاح , زواج ,مواليد, عودة من سفر , شفاء ,.....
أما يكفينا كل هذا إلا أن نتبع الغرب حتى في حفلاتهم .. حقاً لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه .
__________________