|
#1
|
|||
|
|||
أثر الرفق في قبول الحق
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
"الواجب علينا جميعا الصبر والتحمل والعلاج بالحكمة والتي هي أحسن مهما أمكن كما قال الله سبحانه وتعالى { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ولأن هذا كما قد جاءت به السنة وجاء به القرآن دلت عليه التجارب مع الناس . دلت على أن الحكمة والأسلوب الحسن أنفع وأقرب إلى قبول الحق ، وأن الشدة والغلظة والأساليب العنيفة تنفر من الحق وتباعد عن المطلوب... فالواجب على الدعاة إلى الله أن يعتنوا بهذا الأسلوب الذي رسمه الله لعباده وأمرهم به , وأن يحذروا ما يخالفه , هكذا ينبغي للدعاة أن يتكلموا بالحق ويصدعوا به , ويصبروا على ذلك , لكن بالأسلوب الحسن , بالعلم والجدال بالتي هي أحسن , لا بالعنف والشدة , ولا بالتعرض لفلان وفلان , ولكن على الداعي أن يبين الحق ويدعو إليه بأدلته , ويبين الباطل ويدعو إلى تركه بأدلته , يريد ثواب الله والسعادة لا رياء ولا سمعة , بل يريد وجه الله والدار الآخرة . ..فهذه الطريقة التي رسمها الله لعباده , فيها الخير العظيم، فيها توجيه الناس وإرشادهم بالعلم والحكمة , فإن الحكمة هي : العلم وذلك بوضع الأمور في مواضعه عن علم وبصيرة , ثم الموعظة الحسنةبالترغيب والترهيب , ثم الجدال بالتي هي أحسن : لإزالة الشبه وإيضاح الحق . وبذلك يحصل المطلوب ويزول المرهوب بخلاف الشدة والغلظة , فإنه يترتب عليها شر عظيم , وعواقب وخيمة منها : عدم قبول الحق , ومنها : أنه قد يقع بذلك منكرات أخرى . قال الله جل وعلا : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } وقال الله عز وجل لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } .. ..وأن يكون ذا خلق فاضل وسيرة حميدة وصبر ومصابرة وإخلاص في دعوته واجتهاد فيما يوصل الخير إلى الناس وفيما يبعدهم من الباطل ، ومع ذلك يدعو لهم بالهداية ، هذا من الأخلاق الفاضلة أن يدعو لهم بالهداية ويقول للمدعو : هداك الله ، وفقك الله لقبول الحق ، أعانك الله على قبول الحق ، تدعوه وترشده وتصبر على الأذى ، ومع ذلك تدعو له بالهداية ، قال النبي عليه الصلاة والسلام لما قيل عن دوس أنهم عصوا ، قال: « اللهم اهد دوسا وائت بهم » (أخرجه البخاري ومسلم) تدعو له بالهداية والتوفيق بقبول الحق وتصبر وتصابر في ذلك ولا تقنط ولا تيأس ولا تقل إلا خيرا ، ولا تعنف ولا تقل كلاما سيئا ينفر من الحق ، ولكن من ظلم وتعدى له شأن آخر ، كما قال الله جل وعلا: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } ..". من مواضع متفرقة من مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله.
|
#2
|
|||
|
|||
ما شاء الله جزاكِ الله خيراً على هذا النقل الطيب.
|
#3
|
|||
|
|||
اقتباس:
احسن الله اليكِ اختنا
|
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيكِ
|
#5
|
|||
|
|||
|
#6
|
|||
|
|||
ماشاء الله
بارك الله فيكِ ونفع بكِ جزاكِ الله خيراً
|
#7
|
|||
|
|||
وخيرا جزاكِ وبارك فيكِ
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أثر, الحق, الرفق, في, قبول |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|