واحة أصحاب المواهب الأدبية إن كنتَ صاحبَ موهبة أدبية من شعر أو نثر أو كتابة قصصية فشاركنا بإنتاجاتك في هذا القسم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
السراب
على هذه الشهادة , لقد اكتظ الدار بالجيران , ووزع الشربات والحلوى , شعرت بأننى صرت ذا قيمة في المجتمع ...... مرت شهور وسنوات عجاف , وأنا انتظر خطاب تعيين من الحكومة ولكن هيهات هيهات . طرقت أبوابا كثيرة للعمل , مطاعم , مركزا لغسيل السيارات , مخابز عيش .. ولكنني أريد وظيفة حكومية أضمن بها مستقبلي . ذات يوم جا ءني صديقي عمر عبد الجواد , وطلب مني أن أخرج معه للعمل . قلت : إن عملك لا أستطيع القيام به ! قال : إنه عمل مضمون , سأذهب بك إلى رئيس عمال وإذا أُ عجب بك فإ نه لن يتخلى عنك أبدا , إنه الأ ن يعمل لدى مسئول كبير , حيث يقوم بإنشاء برج ضخم له . وصلنا ألى العمل , وإذا بي أرى رجلا ضخما تكوم على الأرض , نظر إليَ نظرة متفحصة وقال : هل عملت من قبل بالبنا ء أيها الغلام ؟ قلت متبرما نعم ياسيدي . صاح بصوت مرتفع : ولد يا سمارة أقبلْ أيها الولد . وجاء سمارة وحينما وقعت عيناي عليه ظننت أنه جاء من حلبة المصارعة حيث البنيان القوي والعضلات المفتولة . أجاب سمارة أمرك ياسيدي . فقال رئيس العمال : املأ هذا الوعاء بالرمل واحمله لهذا الغلام وفي لمح البصر , ملأ سمارة الوعاء , وما إن وضعه على كتفي أحسست كأنما وضع جبلا على كاهلي , ولم اتمالك نفسي وانبطحت به ارضا قلت في نفسي : تبا لك يا سمارة لقد ألقيت على جسدي العمارة !! مصمص رئيس العمال بشفتيه وقال : يا عمر إن هذا الغلام لا يصلح معنا في هذا العمل واستطرد قائلا إن عملنا يحتاج إلى فتية أشداء ذي قوة . أقبل عمر نحو رئيس العمل يتوسل إليه قائلا دعه يا سيدي يعمل في أي عمل لديك .... قال رئيس العمل : إذا سأجعله يأتي بطلبات العمال , ومر الوقت وعند منتصف النهار , حدثت مشكلة حيث زعم صاحب البناء وهو من علية القوم أن حقيبته فقدت من السيارة , وطفق رئيس العمل يقلب كفيه من الغضب ! وأقبلت إلى المكان سيارة سوداء يبدو عليها ملامح الثراء الطاغي ونزل منها مجموعة من الشبان عاليهم ملابس سوداء , ويرتدون نظارات سوداء , ويبدو لي أن أفئدتهم سوداء , تقدم أحدهم وصا ح كالثور الهائج اين الحقيبة أمامكم عشر دقائق أن لم تظهر الحقيبة سنعذبكم عذابا شديدا .. مضت ساعتان وجاء الخبر بأن الحقيبة وجدها المسئول الكبير , واختفت السيارة السوداء التي جاءت بهؤلاء العصبة , شعرت لحظتها أننا عبيد ,أقسمت ألا أخرج إلى هذا العمل مرة أخرى , عدت إلى الدار في المساء , وأخذت أفكر فيما حدث , وماذا سأفعل غدا ؟* أفكر في هذه الصحف اليومية التي تطالعنا : بفرص عمل كثيرة وأين هذه الوعود ؟ خمس سنين وأنا على تلك الحالة .... أخرج كل يوم لعمل جديد !!! |
#2
|
|||
|
|||
الله المستعان
ندعو الله ان يُصلِحَ الحال و الأحوال بارك الله فيكم الأخ الكريم .
|
#3
|
|||
|
|||
الله المستعان
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
السراب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|