أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
المحاضرة الثامنة فقه للفرقة 3و 4
المحاضرة رقم ( 8 ) إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره . ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين . ثم أمابعد ، اليوم بمشيئة الله تبارك وتعالى نجمع شتات كتاب الحج في حديث جابر ابن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ حينما ذكر صفة حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن موضوع الحج من لم يمارسه ، كثيرا ما تتشعب عليه المعلومة ولا تثبت في ذهنه . فرأيت لزاما أن نذكر حديث جابر ليثبت المعلومات التي ذكرناها من قبل في أثناء دراستنا لمباحث كتاب الحج وبها نتعرف على الأحكام التي أوردناها أيضا . حديث جابر ابن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أفضل ما سيق فيه رواية الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ في صحيحه . الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ جمع تلك الروايات . الروايات التي جاءت في حديث جابر سواء رواية مسلم أو ما ثبت عند غيره من زيادات . وجمعها في كتاب عظيم قيم سماه " صفة حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " .. شأنه في هذا الكتاب شأن صفة صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جمع في هذا الكتاب روايات حديث جابر منذ أن أُذِّن في الناس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حج هذا العام ، إلى أن فرغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الحجة . فهذا كتاب قيم عظيم " صفة حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " . كتيب للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ .. هذا الكتاب مهم جدا لطالب العلم . لأن فيه مسائل وزيادات في الأحاديث مهمة . حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ سنذكره الليلة ، كما ذكرنا ، موافقة لرواية الإمام مسلم . وقد ذكرها الشيخ الألباني بتمامها في كتابه العظيم " إرواء الغليل " . قال جابر ـ رضي الله عنه ـ " إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكث تسع سنين لم يحج . ثم أُذن في الناس في العاشرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاج هذا العام " . (هذا الحديث أنا أذكره من كتاب "إرواء الغليل " . من ليس عنده الكتاب هذا ، فالحديث موجود في صحيح مسلم ) . ركزوا على المعنى كي تفهموا الحج ، من أين يبدأ وكيف يبدأ . " فقدم المدينة بشر كثير .... ( يعني أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكث تسع سنين لم يحج .ثم لما فرض الله الحج ، أُذن في الناس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاج هذا العام . فلا شك أنه ما من أحد إلا وهو يريد أن يستن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ويفعل كما يفعل ) ... فقدم المدينة بشر كثير ، وفي رواية : فلم يبق أحد يقدر أن يأتي راكبا أو راجلا إلا قدم . ( كل من استطاع أن يأتي أتى ، سواء على رجليه أو على ناقة .. حسب استطاعته ) فتدارك الناس ليخرجوا معه . كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويعمل مثل عمله . ( وهذا أمر مهم . يعني أن هنا تربية . لأن صحابة النبي رضوان الله عليهم أجمعين ، كانوةا يحرصون على امتثال فعله وامتثال أمره . ومضاهاته ومحاكاته في كل شيء ، حتى في مثل هذه الأمور ، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويعمل مثل عمله. فلا تكن أمور السنة هينة في قلوب الناس . يعني أنك تجد الإنسان عنده من الدين ما عنده ، ومع ذلك لا يحرص إلا على الفرائض . السنة ، يقول لك هذه سنة . هذه جائزة . ماشي ومعلوم أنها سنة وأنها جائزة لكن هذه الأشياء هي التي تقرب الإنسان إلى ربه عز وجل . وهي التي ترقق القلوب . فالإنسان لابد أن يحرص على مثل هذه الأمور ، حتى يخشع قلبه . لأن في الأول وفي الآخر ، إنما العلم الخشية . وليس العلم بكثرة الكلام أو بكثرة الرويات أو كثرة الحكايات . العلم في الحقيقة هو الذي يورث الخشية لله عز وجل في القلب . سواء أكان من خلال علم الفقه أو من خلال علم العقيدة أو من خلال علم الحديث ، المهم في النهاية تكون النهاية في خشية الله عز وجل . نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته . وقال جابر ـ رضي الله عنه ـ " سمعت ( وفي رواية قال : خطبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) . سيبدأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب . فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " مُهَلُّ أهل المدينة من ذي الحليفة ... " ميقات أهل المدينة من ذي الحليفة ...." ومُهَلُّ أهل الطريق الآخر الجحفة . ومهل أهل العراق من ذات عرق . ومهل أهل نجد من قرن . ومهل أهل اليمن من يَلَمْلم " .. هذه المواقيت التي حددها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن أراد الحج .هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة . قال " فخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لخمس بقين من ذي القعدة أو أربع " .. إذن لما خرج ، خرج يوم خمسة وعشرين ذي القعدة . " وساق هديا " .. وهذا دليل على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان قارنا . ولم يكن متمتعا. " فخرجنا معه ، معنا النساء والولدان " .. أنظر ! حتى الذين خرجوا للحج لم يخرجوا لوحدهم . بل أتوا بكل أبنائهم معهم وأيضا نسائهم لكي يأتم الكل برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليعمل مثل عمله . هذا أمر مهم جدا . أمور الدين لابد أن نشرك فيها أبناءنا وبناتنا . يعني أن الإنسان لا يتقصر على نفسه فقط . متى استطاع أن يأخذ معه الأولاد ، يأخذهم معه ويصطحبهم. إذا لم يكن في ذلك مضرة . لأن هذه الأشياء تحدث عند الطفل نوعا من أنواع التربية . التي هي المنهج والطريق والسبيل الذي لابد أن نسير عليه . " فخرجنا معه ومعنا النساء والولدان حتى أتينا ذا الحليفة . فولدت أسماء بنت عميس محمد ابن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ " ... نفست أسماء في أول الطيرق .. " فأرسلت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيف أصنع ؟. فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إغتسلي واستسفري بثوب" . يعني شدي شيئا على موضع الدم . وأحرمي . " فصلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المسجد وهو صامت " .. لم يلب بعد ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ثم ركب القصواء " .. ناقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " حتى إذا استوت به ناقته على البيداء ، أهَلًّ بالحج " قال اللهم لبيك بحجة . وفي رواية أفرد الحج هو وأصحابه .لبيك اللهم بحجة . قال جابر " فنظرت إلى مد بصري من بين يديه من راكب وماش " جابر يقول بأن الناس حوالينا على منتهى البصر . من راكب وماش . " وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك . ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أظهرنا " ـ صلى الله عليه وسلم ـ " وعليه ينزل القرآن . وهو يعرف تأويله. وما عمل به من شيء عملنا به " ـ صلى الله عليه وسلم ـ " فأهل بالتوحيد " التي هي التلبية . لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك . لا شريك لك . الأخطاء الشائعة عند الناس ، يقولون : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك . ينهون التلبية بكلمة لبيك . هذا خطأ . التلبية تنتهي عند هذا الموضع مع بعض الزيادات التي صحت عن ابن عمر وغيره : لبيك ذا المعارج ، لبيك ذا الفواضل وغير ذلك . " وأهل الناس بهذا الذي يهلون به " هلال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وفي رواية " وأهل الناس بهذا الذي يهلون به " وفي رواية " ولبى الناس . والناس يزيدون لبيك ذا المعارج ، لبيك ذا الفواضل " . المعارج .. الذي هو تعرج الملائكة والروح إليه . الفواضل .. صاحب الفضل والمنة والكرم . " فلم يرد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليهم شيئا منه " . يعني أنه لم ينكر عليهم شيئا من زيادتهم . هذا إقرار من السنة . " ولزم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلبيته " .. قال جابر " ونحن نقول: لبيك اللهم لبيك بالحج نصرخ صراخا " رفع الصوت بالتلبية . هذا من المستحبات في أمر الحج . إذا كان الإنسان في الحج أو في العمرة ، يُشرع له أن يرفع صوته بالتلبية . " لسنا ننوي إلا الحج مفردا ، لا نخلطه بعمرة " يعني أنهم لم يكونوا قد نووا التمتع . وفي رواية " لسنا نعرف العمرة " كل ما يعرفونه هو الحج . وفي أخرى " أهللنا أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحج خالصا . ليس معه غيره خالصا وحده " قال " وأقبلت عائشة بعمرة . حتى إذا كانت بسِرْف عركت " عَرَكَت يعني حاضت ." حتى إذا أتينا البيت معه .. " أتوا المسجد الحرام " صبح رابعة مضت من ذي الحجة " .. يعني في اليوم الرابع من ذي الحجة قدموا مكة . وفي رواية " دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى " إرتفاع الشمس .. " فأتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ باب المسجد . فأناخ راحلته ثم دخل المسجد ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فلما دخل المسجد استلم الركن " .. هذا أول شيء يبدأ به الحاج .. وفي رواية " الحجر الأسو " .. إذن المراد بالركن هنا الحجر الأسود . " ثم مضى عن يمينه ورمل حتى عاد إليه ثلاثا . ومشى أربعا على هيأته " إذن يشرع في هذا الطواف رَمَل مع الاطباع ، كما ثبت في السنة الصحيحة . " ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام . فقرأ " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ". بعدما طاف سبعا ، قصد مقام إبراهيم عليه السلام ، وقرأ قوله تعالى " واخذوا من مقام إبراهيم مصلى " . ثم جعل المقام بينه وبين الكعبة فصلى ركعتين . ورفع صوته يُسمع الناس . فجعل المقام بينه وبين البيت ، فصلى ركعتين " . قال " فكان يقرأ في الركعتين : قل هو الله أحد ، وقل أيها الكافرون ". وفي رواية : قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد .. الواو لا تفيد الترتيب . إذن فهو قرأ بالكافرون في الركعة الأولى وفي الركعة الثانية بالإخلاص . " ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها " . وهذا يُستحب . شأن الحاج أو المعتمر أن يتروى من ماء زمزم ويكثر من شربه . وقد ذكرنا الحديث " ماء زمزم لما شرب له " . " وصب على رأسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم رجع إلى الركن فاستلمه " .. وهذا من السنن المهجورة . الناس بعدما تشرب من زمزم تقصد الصفا والمروة . لا .. يستن له أن يرجع إلى الحجر ، فيستلمه . إما أن يستلمه وإما أن يشير إليه على جهة من جهات الخط . " ثم خرج من الباب " وفي رواية " باب الصفا إلى الصفا . فلما دنا من الصفا قرأ " إن الصفا والمروة من شعائر الله " أبدأ . وفي رواية نبدأ بما بدأ الله به . فبدأ بالصفا . فرقى عليه ( صعد على الصفا ) حتى رأى البيت . فاستقبل القبلة ( يعني الإنسان يجتهد لكي يرى القبلة لكن إذا لم يتمكن من ذلك يتوجه إلى القبلة ) حتى رأى البيت . فاستقبل القبلة ، فوحد الله ( لا إله إلا الله ) وكبره ثلاثا ( الله أكبر )، وحمده ( و لله الحمد ) وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير . لا إله إلا الله وحده لا شريك له . أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده . ثم دعا بين ذلك . وقال مثل هذا ثلاث مرات . يقول الدعاء هذا بطوله ثم يدعو . يقول الدعاء ثم يدعو ، يقول الدعاء بطوله ثم يدعو ، ثم يقول الدعاء . ثم نزل ماشيا إلى المروة " . إذن هكذا فرغ من الصفا . " حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى " .. الذي هو المكان المعروف بين العلمين الأخضرين . إذا كان في بطن الوادي يسعى أي أنه يسرع في سيره . " حتى إذا صعدتا ( يعني قدماه ) الشق الآخر ( يعني بعدما ينتهي من بطن الوادي) مشى حتى أتى المروة " . يمشي طبيعي إلى أن يصل المروة . " في كل هذه الأحوال هو بين ذكر وتلاوة ودعاء . حتى أتى المروة ، فرقى عليها حتى نظر إلى البيت " فعل عند المروة مثل ما فعل عند الصفا . " ففعل على المروة كما فعل على الصفا . حتى إذا كان آخر طوافه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( الذي هو الشوط السابع ) وفي رواية " كان السابع على المروة ، فقال يا أيها الناس " . سيبدأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب الناس عند المروة . " لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي " .. لاحظ أن في الحديث " والقرآن ينزل عليه وهو يعلم تأويله " . في الأول هم أهلوا بالحج . عند الب\\ المروة لما فرغوا من عمرتهم ، النبي يقول لهم هذا الكلام : " لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي . ولجعلتها عمرة " . يعني أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ود لو كان متمتعا . " فمن كان منكم معه هدي ، فليُحل . وليجعلها عمرة " .. وفي رواية " فقال : أحلوا من إحرامكم. فمن كان منكم معه هدي ( والمفروض : من كان منكم ليس معه هدي. لكن طبعا في الرواية هنا : معه هدي ) .. . فالمشروع أن الإنسان إذا كان معه هدي يكون قارن . ليس معه هدي يكون متمتعا . وقد يكون معه هدي ولكنه مفلت. ففي حق من لم يسق الهدي التمتع . أما في حق من ساق الهدي هو القران . وفي رواية " فقال أحلوا من إحرامكم فطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة . وقصروا وأقيموا حلالا ." هذه أركان العمرة : الإحرام ، الطواف والسعي . "حتى إذا كان يوم التروية ، فأهلوا بالحج " . في اليوم أربعة إلى وقت اليوم ثمانية ، يبقوا على هذا الحال حلالا . ليس هناك أي شيء من محذورات الإحرام . يحل له تقليم الأظافر وقص الشعر نكاح النساء الخطبة ، كل شيء . " حتى إذا كان يوم التروية ، فأهلوا بالحج واجعلوا التي قدمتم بها متعة " . إذا كان يوم التروية تهل بالحج ، اليوم الثامن . ونحن ذكرنا أن المهل يكون من أهله أو في المكان الذي هو فيه . يقول : لبيك اللهم وبحج . وينتقل إلى منى . جواب على أحد الأسئلة : سيطوف ويسعى . ولما يأتي يوم الحج الأكبر يطوف طواف الإفاضة فقط لا غير . لو لم يسع ، يوم الحج الأكبر يطوف ويسعى . يعني أنه يجوز في حقه أن يقدم السعي . فلما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أحلوا ... " قام صراخة ابن مالك . وهو في أسفل المروة . فقال يارسول الله ، أرأيت عمرتنا ؟ وفي لفظ : متعتنا هذه ؟ .. لعامنا هذا أم لأبد الأبد؟ . العمرة هذه التي قمنا بها ، هل هي دائما على نفي الوضع ؟ نحل من الحج ونجعله عمرة ونفسخ الحج إلى عمرة ونجعله تمتع لعامنا هذا أم للأبد ؟ . قال : فشبك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصابعه واحدة في أخرى وقال : دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ، لا بل لأبد الأبد ، لا بل لأبد الأبد . (ثلاث مرات ) هذا الموضع تحدث فيه أهل العلم بكلام طويل . مفاده إختلفوا . هذا ، أعني الفسخ ، هل هو كان خاصا بصحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقط ، لا يشركه فيه غيرهم أم هو لهم ولغيرهم . هذا محل كلام طويل . ونحن ذكرنا شيئا من ذلك وبسطناه في مسألة أي الأنساك أفضل ؟ . قلنا أن جماهير أهل العلم على أن الأنساك الثلاثة جائزة مع اختلاف بينهم في أيهم أفضل . القران أم التمتع أم الإفرات . وذكرنا وجهة نظر كل قول . وثبت عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه أوجب التمتع . فقال : يارسول الله ، بين لنا ديننا كأنا خُلقنا الآن .ـ رضي الله عنه ـ فيم العمل اليوم ؟ فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أو فيما نستقبل ؟ .. قال : لا . فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير . يعني يسأله هل كل ما نعمله اليوم مكتوب ومقدر ؟ قال نعم . قال : ففيم العمل إذن ؟ .. قال : اعملوا فكل ميسرٌ لما خُلق له . يعني ما دام ما في اللوح المحفوظ وما في الكتاب لم يطلع عليه أحد منا ، فليس له أن يحتج على عمله بما في اللوح وبما في الكتاب . لا تفعل الشر وتقول هذا مقدر ومكتوب علي . .. فلتفعل الخير ! وقل هذا مقدر ومكتوب علي أيضا! . قال جابر " فأمرنا إذا حللنا أن نهدي " . إذا حللنا من الحج أن نهدي . " ويجتمع النفر منا في الهدي . كل سبعة منا في بدنة . فمن لم يكن معه هدي ، فليصم ثلاثة أيام وسبعة إذا رجع إلى أهله " قال " فقلنا حل ماذا ؟ " يعني لما تأمرنا بالحل يارسول الله ، أي الحل ؟ الحل مثلا من تقليم الأظفار وقص الشعر فقط أم من نكاح نساء ؟ .. " قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : الحل كله ". هذا الحل كله في فترة التمتع من العمرة إلى الحج .لغاية يوم ثمانية . قال " فكبر ذلك علينا " أي أنه كان شيئا عظيما جدا على أنفسنا . لأنهم ماكانوا يعرفون إلا الحج . " وضاقت به صدورنا " قال " فخرجنا إلى البطحاء ، فجعل الرجل يقول : عهدي بأهلي اليوم ؟ .. اليوم ألقى أهلي ؟ . يعني المفترض أنه أتى ونوى الحج . فلا يقرب أهله حتى ينتهي من أعمال الحج . قال " فتذاكرنا بيننا فقلنا ( بينهم وبين بعض ) خرجنا حجاجا لا نريد إلا الحج ولا ننوي غيره .حتى إذا لم يكن بيننا وبين عرفة إلا أربع .. وفي رواية خمس ليالي ، أمرنا أن نفضي إلى نسائنا ؟ .. فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المني من النساء ؟ .. قال : يقول جابر بيده ، قال الراوي كأني أنظر إلى قوله بيده يحركها . قالوا : كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج ؟ .. هذا الأمر كان عظيما جدا على نفوسهم . قال " فبلغ ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فما ندري أشيء بلغه من السماء ، أم شيء بلغه من قِبل الناس . فقام ـ صلى الله عليه وسلم ـ فخطب الناس . فحمد الله وأثنى عليه . فقال : أبالله تعْلِموني أيها الناس ؟ . قد علمتم أني أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم . ـ صلى الله عليه وسلم ـ إفعلوا ما آمركم به . فإني لولا هديي لحللت كما تحلون . ولكن لا يحل مني حرام . حتى يبلغ الهدي محله .ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي . فحلوا " . فأمرهم بالإحلال . قال " فواقعنا النساء . وتطيبنا بالطيب . ولبسنا ثيابا وسمعنا وأطعنا" . وهذا شأن المؤمن . إذا بلغه سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : سمعنا وأطعنا. فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن كان معه هدي . قال " وليس مع أحد منهم هدي غير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطلحة . وقدم علي من سعايته ( النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرسله إلى اليمن ليأتي بالهدي من اليمن ) ببدن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طبعا أتى قبل يوم التروية . فوجد فاطمة ـ رضي الله عنها ـ ممن حل . ترجلت ولبست ثيابا صبيغا . واكتحلت . فأنكر ذلك عليها ـ رضي الله عنه ـ وقال : من أمرك بهذا ؟ .. فقالت إن أبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمرني بهذا . قال : فكان علي يقول بالعراق : فذهبت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مُحرِّشا . يعني يستدعي غضب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على فاطمة للذي صنعت . مستفتيا لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما ذكرت عنه .( الأمر كان جللا عندهم !) . فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها . فقالت أبي أمرني بهذا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : صدقَت . أنا أمرتها به ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال جابر " وقال لعلي ( علي استفسر والنبي أجابه والموضوع انتهى خلاص ) : أنت بما أهللت؟ . ( الموضوع انتهى ) لأن لك حكما . لو قلت :لبيك اللهم بعمرة فستعمل كذا وكذا . لبيك الله بحجة تعمل كذا . كل واحد يأخذ حكم هلاله . قال لعلي : ماذا قلت حين فرضت الحج ؟ قال : قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .( على الإبهام . أنا أهللت بالذي هل به النبي . بماذا أهل ؟ ..لا أعرف . لما أرجع ، سأعرف ماذا عملت ، فأعمل مثلك . قال : فإن معي الهدي . فلا تحل وامكث حراما كما أنت . إذن أصبح علي مع النبي وطلحة رضي الله عنهم وكذلك أبو موسى ـ رضي الله عنه ـ قال " فكان جماعة الهدي الذي قدم بها علي من اليمن . والذي أتى به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المدينة مائة بدنة . قال " فحل الناس كلهم وقصروا . إلا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن كان معه هدي . لذلك ثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : إني قلَّدْت هديي ولبَّدت شعر رأسي . ( تلبيد الشعر بأن تضع به مادة لزجة ما يشبه الجيل الآن . بحيث أن الإنسان لا يحتاج في الحج إلى تسريح الشعر ) . " فلما كان يوم التروية وجعلنا مكة بظهر .( وقت الظهر ) توجهوا إلى منى ". ( يوم ثمانية ) . إذن الناس الذين أهلوا وأحلوا بقوا على هذه الحال إلى غاية يوم ثمانية . جواب : النفساء والحائض ؟ .. تفعل كل ما يفعل الحاج ، غير ألا تطوف بالبيت . فإذا طهرن ، يفعلن الأشياء التي فاتتهن . كل من لم يسق الهدي تحلل بعمرة . لم يبق محرما إلا من ساق الهدي . جواب عن سؤال طالبة : الاشياء المشروعة في حقها التي هي سنن لن تأخذيها خلاص . أما الأركان والفرائض ، فهذه التي تأخذينها . ملخصها : إذا طهرت من حيضتها ، تطوف بالبيت وتسعى . إذا نفست واستمر بها النفاس ، العلماء اختلفوا . هل مثل هذه يُشرع لها أن تطوف على هذه الحال ، حال نزول الدم ، طواف الإفاضة ؟ أم لا يشرع لها ذلك ؟ . جماهيرأهل العلم على المنع . أما شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فله بحث قيم في هذه المسألة . حيث ذهب إلى أن المرأة إذا نفست أو حاضت ، جاز لها أن تطوف طواف الإفاضة من غير طهر . إذا خشيت فوات الرفقة وفوات الصحبة . لأن بقاءها في مكة ، ربما كان ذلك يضر بها . الطواف بالبيت كالصلاة . هي مأمورة بذلك في الطهر . " فلما كان يوم التروية وجعلنا مكة بظهر ، توجهوا إلى منى . فأهلوا بالحج من البطحاء " . قال "ثم دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فوجدها تبكي ـ رضي الله عنها ـ فقال ما شأنك ؟ . قالت : شأني أني قد حضت . ( أسماء بنت عميس في أول الحج . في وسط الحج عائشة ـ رضي الله عنها ـ ) وقد حل الناس ولم أحلل . ولم أطف بالبيت . والناس يذهبون إلى الحج الآن. قال : إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم . فاغتسلي ثم أهلي بالحج .( أمرها أن تغتسل كما أمر أسماء بنت عميس أن تفعل ) ثم أهلي بالحج . فماذا فاتها من العمرة ؟ . الطواف والسعي . " فاغتسلي ثم أهلي بالحج . ثم حجي واصنعي ما يصنع الحاج غير ألا تطوفي بالبيت ولا تصلي" إذن المرأة تفعل كل شيء غير أن تطوف بالبيت أو تصلي . ففعلت . وفي رواية : فنسكت المناسك كلها غير أنها لم تطف بالبيت . وركب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصلى بها . (أي بمنى . لأنه دخل منى ظهرا ) وفي رواية : .. بنا الظهر والعصر والمغرب والفجر . يوم التروية . وهذا من السنن . الآن تجد أفواج الحجاج مباشرة يصعدونهم إلى عرفة . ويتركون هذه السنة . لكن أنظر إلى حرص الصحابة على الاهتمام برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويعملون مثل عمله . لو أن الإنسان يحج ويستطيع أن يقوم بهذه السنن على أكمل وجه ، ولو أن يتخلف عن الفوج ، عليه أن يفعل ذلك . " وركب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصلى بها " . وفي رواية : بنا الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر . ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس . وأمر بقبة له من شعر تضرب له بنمرة. فسار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا تشك قريش ( قريش متأكدة أنه سيقف عند المشعر الحرام ) إلا أنه واقف عند المشعر الحرام بمزدلفة . ويكون منزلة ثَم . ( يعني أن منزله يكون هناك ) كما كانت قريش تصنع في الجاهلية . فأجازه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي أنه بلغ هذا الموضع ثم جاوزه . حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضُربت له بنمرة . فنزل بها ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء . فرُحِّلت له . فركب حتى أتى بطن الوادي . فخطب الناس. ( لما وصل نمرة ، بقي على هذا الحال حتى زاغت الشمس . ثم أتى بطن الوادي ليخطب في الناس) وقال : إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا . ( هذه الخطبة الثانية . الخطبة الثالثة ستكون يوم النحر . والخطبة الرابعة ، لأن في الحج أربع خطب ، ستكون يوم النفر الأول ) . فخطب الناس وقال : إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا . ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي هاتين موضوعا .ودماء الجاهلية موضوعة . وإن أول دم أضع من دمائنا ، دم ابن ربيعة إبن الحارث ابن عبد المطلب . كان مسترجعا في بني سعد ، فقتلته هذيل . وربا الجاهلية موجود . وأول ربأ أضع ربانا . ربا عباس ابن عبد المطلب . فإنه موضوع كله . فاتقوا الله في النساء . فإنكم أخذتموهن بأمانة الله . واستحللتم فروجهن بكلمة الله . وإن لكن عليهن ألا يوق\ن فروشكم أحدا تكرهونه . فإن فعلن ذلك ، فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف . وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به : كتاب الله . وأنتم تُسألون ( وفي لفظ : مسؤولون ) عني . فما أنتم قائلون ؟ . قالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك . وأديت . ونصحتك لأمتك ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقضيت الذي عليك ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكثها إلى الناس : اللهم اشهد ، اللهم اشهد. ثم أذن بلال بنداء واحد . ثم أقام فصلى الظهر . ثم أقام فصلى العصر . إذن الخطبة كانت قبل الصلاة . ولم يصل بينهما شيئا . ثم ركب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القصواء حتى أتى الموقف ( الذي هو عرفة ) . فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات . وجعل حبل المشاة بين يديه . واستقبل القبلة . فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس . ( ضل على هذه الحالة ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن غربت الشمس ، بين الدعاء والذكر ) وذهبت الصفرة قليلا ( وقت المغرب أتى ) حتى غاب القرص ، وقال : وقفت هاهنا . وعرفة كلها موقف . ( أي ليس بشرط أن الوقوف في هذا المكان . كل عرفة موقف ) وأردق أسامة ابن زيد خلفه . ودفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( دفع يعني جاوز هذا المكان لينتقل إلى مزدلفة ) .. وفي رواية أفاض وعليه السكينة ... وقد شنق للقصواء الزمام .. ( أي أنه شد حبل الناقة بقوة لكي لا تسرع ) ..حتى إن رأسها ليصيب مَوْرِك رحله . ويقول بيده اليمنى هكذا . ( وأشار بباطن كفه إلى السماء ) أيها الناس ، السكينة ، السكينة . ( لا يكون الإنسان في عجلة في هذا الموضع حتى لا يؤذي أحد ) . كلما أتى حبلا من الحبال ، أرخى لها .( كثيب من الرمال ) أرخى لها حتى تصعد . ( يترك للناقة الحبل قليلا حتى تصعد ) . حتى أتى المزدلفة ، فصلى بها . فجمع بين المغرب والعشاء . وذكرنا هذه المسألة من قبل . قلنا : هذا إذا أمكنه ذلك . أما إذا خشي فوات الوقت ، لا سيما مع هذا الازدحام الشديد الآن ، الناس قد يدركهم منتصف الليل وهم في عرفة . فإذا كان كذلك فلا يؤخر حتى يبلغ مزدلفة .. لا . يصلي كما هو في أي موضع ، حتى لو لم يكن في مزدلفة . " فصلى بها ، فجمع بين المغرب والعشاء " . ( وهنا كان جمع تأخير بآذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا .. أي أنه لم يصل بينهما سنة ) . " ثم اضطجع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى طلع الفجر ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصلى الفجر حين تبين له الفجر بأذان وإقامة ." (بمجرد ما يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود يعني كأنه بادر في أول الوقت ) . "ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام . فرقى عليه فاستقبل القبلة . فدعا ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ( وفي لفظ فحمد الله وكبره وهلله ووحده . فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا _ أي أن الشمس لا زالت لم تطلع بعد _ وقال : وقفت هاهنا والمزدلفة كلها موقف . فدفع من جمع " ( بعدما وقف سينصرف من جَمْع ، الذي هو مزدلفة إلى منى ) . " فدفع من جمع قبل أن تطلع الشمس . ( لكن الوقت وقت اصفرار ،وضح النهار ظاهر ) .. وعليه السكينة .وأردف الفضل ابن عباس وكان رجلا حسُنَ الشعر " ( أنظر عندما انتقل من عرفة إلى مزدلفة أردف أسامة ابن زيد . ولما انتقل من مزدلفة إلى منى أردف الفضل . هذا ملحظ مهم جدا أن الإمام والراعي يؤنس أصحابه . مرة يأخذ هذا ومرة يأخذ هذا ... ليست الصحبة كلها لواحد فقط طول الطريق . فيشق ذلك على بقية الأصحاب . ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) . " وقال : وقفت هاهنا والمزدلفة كلها موقف . فدفع من جمع قبل أن تطلع الشمس وعليه السكينة . وأردف الفضل ابن عباس . وكان رجلا حسُنَ الشعر ، أبيض وسيما . فلما دفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرت به ظُغُن تجرين . ( الناقات التي تحمل النساء ) . فطفق الفضل ينظر إليهن ( إلى النساء ) فوضع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يده على وجه الفضل" . ( وقلنا في هذا رد على من ذهب إلى أن تعمُّد المعصية في الحج يبطله . لأن الفضل على هذا تعمد النظر . ومع ذلك لم يبطل حجه ) . " فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر . فحوَّل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يده من الشق الآخر على وجه الفضل ـ رضي الله عنه ـ يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر . حتى أتى بطن مُحَثِّر . فحرك قليلا .( موضع يسرع فيه النبي السير ) وقال عليكم السكينة .ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرجك على الجمرة الكبرى ." ( قلنا بأن الجمرات ثلاث . الصغرى وهي التي تلي مسجد الخيف أو التي تلي منى . والوسطىثم الكبرى وهي التي تلي مكة ) " حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة ، فرماها ضحى بسبع حصايات . ( التي هي جمرة العقبة) يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف؟ . ( وقلنا بأن رمي الجمار يبدأ بطلوع الشمس ضحى وينتهي عند منتصف الليل ) ... مثل حصى الخذف . فرمى من بطن الوادي وهو على راحلته وهو يقول : لتأخذوا مناسككم . فإني لا أدري ، لعلي لا أحج بعد حجتي هذه . ـ صلى الله عليه وسلم ـ" قال " ورمى بعد يوم النحر في سائر أيام التشريق إذا زالت الشمس " . ( يعني الرمي في اليوم الثاني والثالث والرابع من أيام التشريق يكون من بعد الزوال وليس عند طلوع الشمس ) " ولقيه سُراقة وهو يرمي جمرة العقبة " . ( إلتقى به قبل هذا . ويلتقي به الآن أيضا ) " فقال يارسول الله ، ألنا هذه خاصة ؟ ... قال : لا .. بل لأبد . ( التي هي المتعة ) . ثم انصرف إلى المَنْحَر ( موضع الذبح ) فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم أعطى عليا ، فنحر ما غبر . ( أي ما بقي ) . وأشركه في هديه . ثم أمر من كل بدنة ببَضعة . ( أخذ جزءا من كل ذبيحة ).. فجعلت في قدر ، فطبخت . فأكلا من لحمها . وشربا من مرقها . _ وفي رواية قال : نحر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن نسائه بقرة . وفي أخرى قال : فنحرنا البعير عن سبعة والبقر عن سبعة . وفي رواية : فاشتركنا في الجزور سبعة .( الجمل ) قال له رجل : أرايت البقر ، أيشترك ؟... قال : ماهي إلا من البدن . وفي رواية قال جابر : كنا لا نأكل من البدن إلا ثلاث منى ( لم نكن نأكل منها إلا لما نكون بمنى. لما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حج معنا . فأرخص لنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : كلوا وتزودوا ( كلوا ما تريدون . ولو أردتم أن تأخذوا لبيوتكم أيضا ، خذوا ) . قال " فأكلنا وتزودنا . حتى بلغنا بها المدينة " .. ذهبوا بها إلى بيوتهم . وفي رواية " نحر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فحلق وجلس بمنى ". ماذا عمل ؟ .. رمى ثم نحر ثم حلق . " وجلس بمنى يوم النحر للناس . ( هذا أمر مهم . من خرج في وسط الناس معلما ، عليه ألا يغيب عن أعين الناس . لأن الناس تحتاجه . إذا خرجت معلما للناس في الحج ، لا تختفي وتقول أنا تعبان وسأدخل أنام قليلا . ولا تقولوا لأحد أني نائم ! ... لا .. فأنت خرجت لهذه المهمة . إنظر إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " فجلس للناس ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما سئل يومئذ عن شيء قُدِّم قبل شيء إلا قال لا حرج، لا حرج ." ( نحرت قبل أن أرمي ، لا حرج . حلقت قبل أن أنحر ، لا حرج . وهكذا .. ـ صلى الله عليه وسلم ـ) " قال لا حرج . فجاء آخر فقال : حلقت قبل أن أرمي . قال : لا حرج . ثم جاءه آخر فقال : طفت قبل أن أرمي . قال : لا حرج . قال آخر : طفت قبل أن أذبح . قال : اذبح ولا حرج . ثم جاءه آخر فقال : إني نحرت قبل أن أرمي . قال : ارم ولا حرج . ثم قال نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : قد نحرت هاهنا . ( كما قال بشأن مزدلفة وبشأن عرفة ، قال بشأن النحر ) ومنى كلها منحر . وكل فجاج مكة ( كل طرق مكة ) .طريق ومنحر . فانحروا من رحالكم . ( يعني حتى الذي يريد أن يذبح في مكة فليذبح في مكة ) . وقال جابر ـ رضي الله عنه ـ " خطبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم النحر . فقال: أي يوم أعظم حرمة ؟ .. قالوا : يومنا هذا . قال : فأي شهر أعظم حرمة ؟ .. قالوا : شهرنا هذا ... قال : أي بلد أعظم حرمة . قالوا : بلدنا هذا ... قال : فإن دماءكم ( تأكيد على حرمة الدماء ) وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا . ( وسبحان الله ! الناس تتهاون في أمر المسلمين . يذبحون ويقتلون في كل مكان ! والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يؤكد على حرمة دم المسلم . ) " هل بلغت ؟ .. قالوا : نعم .. قال : فاللهم اشهد ...ثم ركب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ما خطب في الناس وجلس لهم ركب فأفاض إلى البيت . فطافوا ( طافوا عند البيت ) ولم يطوفوا بين الصفا والمروة . فصلى بمكة الظهر . فأتى بني عبد المطلب . وهم يسقون على زمزم . فقال : إنزِعوا بني عبد المطلب . فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم ، لنزعت معكم . ( لولا أن الناس ينتظرونني فينزعون السقاية من بني عبد المطلب لفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما فعلوا ) فناولوه دلوا ، فشرب ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه " . وقال جابر ـ رضي الله عنه ـ " وإن عائشة حاضت . فنسكت المناسك كلها . غير أنها لم تطف بالبيت " قال " حتى إذا طهرت ، طافت بالكعبة والصفا والمروة " . ثم قال " النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول لها : قد حللت من حجك وعمرتك جميعا . قالت : يارسول الله ، أتنطلقنا بحج وعمرة ( كل واحد منكم سيرجع بحج وعمرة) وأنطلق بحج ؟ قال : إن لك مثل ما لهم ... قالت : إني أجد في نفسي .ـ رضي الله عنها ـ أني لم أطف بالبيت حتى حدجته " ( يعني أني أريد أن أعمل كما عملوا بالظبط ) قال " وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجلا سهلا . ( وهذا من حسن خلقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ) .. إذا هويت الشيء تبعها عليه " . ( ما لم يكن حراما . كان يجيبها لأي شيء مادام في دائرة الحلال .وهو مع ذلك الذي أغلظ على عائشة ـ رضي الله عنها ـ القول حينما تحدثت بشأن خديجة ـ رضي الله عنها ـ ) " إذا هويت الشيء تابعها عليه . قال : فس\ بها يا عبد الرحمن ( أخوها ) . فأعمرها من التنهيم" ( المكي إذا أراد العمرة ، يخرج إلى أدنى الحل . أدنى الحل التنهيم ) . " فاعتمرت بعد الحج " .. ولذلك المكان الذي اعتمرت منه عائشة فيه مسجد يسمى " مسجد عائشة " .. " فاعتمرت بعد الحج ، ثم أقبلت " وذلك ليلة الحصبة وقال جابر " طاف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالبيت في حجة الوداع على راحلته . يستلم الحجر بمحجنه . لأنْ يراه الناس . وليشرف . وليسألوه . ( أو في الحج أو في الطواف الذي هو طافه ) .. وليسألوه . فإن الناس غشوه . ( الناس هجموا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : رفعت امرأة صبيا لها إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت : يارسول الله ، ألهذا حج ؟ . قال : نعم . ولك أجر " . هذا كان آخر شيء في حديث جابر إبن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ حينما ذكر صفة حج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جواب : لا ليس لها موضع . الموضع الآن إن الرجل إذا أراد أن ينفر له أن يطوف الوداع ويخرج . لو اشترى وهو في الطريق أو ما شابه ذلك ، لا يضره ذلك بوداعه . جواب : أولا التنهيم إسمه أدنى الحل . وليس هذا الموضع بعينه الذي يجوز منه العمرة وغيره لا يجوز . أدنى الحل يعني أقرب مكان من حدود الحرم يجوز لك أنك تعتمر منه . سواء للتنهيم أو من غير ذلك في الحدود الأخرى حوله . س/ سمعت أن عشب جوزة الطيب حرام . فهل هذا صحيح أم لا ، مع العلم أن زوج أختي يطلب منها أن تضعها في الطعام وأخبرته أنها حرام . لكنه مصر على ذلك . وما حكم الذي يبيعها في محلات العطارة ؟ ج/ جوزة الطيب ، العلماء اختلفوا فيها . مابين مبيح وحاذر . حاذر يرى أنها تفعل في الجسد مثلما يفعل الخمر . تحدث شيئا من النشوة والسكر كما ذهب إلى ذلك بعض أهل العلم . فالأحوط في هذه الأمور ، الترك . لا يوقع الإنسان نفسه في مشكلات مثل هذه حتى يتمتع بوجبة شهية أو ما شابه ذلك. مادام أهل العلم اختلفوا منهم من يقول بالجواز ومنهم من يرى التحريم ويعلل التحريم ، والبعض يؤكد ذلك ، أنها تحدث نشوة في الجسد كما تفعل الخمر بأصحابها، فعليه أن يترك جوزة الطيب. س/ ثبت أن الإمام أحمد من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن الخليطين . ج/ أي شيأين يخلطا ويمزجا في الماء ، فهما حرام . اللفظ أنه نهى عن الخليطين . وذلك بأن يُنبذ الرطب مثلا مع الزبيب في ماء ويُترك . فإن ذلك أدعى لسرعة الإسكار فيه . ثم جاء بعد ذلك في الحديث العام الذي هو : نهى عن الخليطين ، فأي خليطين ، إذا كانا سينبذان في الماء ، لا يجوز . أما لو أنك قطعت تفاحا مع فراولة مع أشياء متعددة أخرى وجعلتها كالسلطة من غير أن تنبذ هذه الاشياء في الماء . فهي حلال لا شيء فيها . النبذ أن يوضع في ماء وليس أن يخلط .
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|