انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2009, 01:30 PM
ابو معاذ الحمداني ابو معاذ الحمداني غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




I15 انصار الاسلام: سفر الحقيقة 2 (مهم جدا للمسلمين )

 



سفر الحقيقة
الجزء الثاني




بسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّه نحمدُه ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونتوبُ إليه، ونعوذُ باللّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا.
أمـا بعــد:


فاستمراراً لما بدأنا به من سلسلة متواصلة إن شاء الله أسميناها (سِفرُ الحقيقة)، حيث أصدرنا من قبل الجزء الأول ونضع الآن بين يدي القارئ الكريم، والباحث الحثيث عن الحقيقة الجزء الثاني من هذه السلسلة المباركة وما هي إلا محاولة متواضعة نقدمها إلى إخواننا المسلمين الموحدين من مختلف الشخصيات العلمية والإعلامية وإلى القراء والدارسين وإلى عموم المسلمين، وخاصة إلى أهل العلم، والقادة والمجاهدين، عن وضع المجاهدين في العراق راجين أن تكون نافعة.

فبعد قراءة الرسالة (سِفرُ الحقيقة) من قبل بعض طلبة العلم واطلاعهم على عملنا هذا أشاروا علينا بمتابعة ما بدأناه ليتم الانتفاع من هذه المعلومات، وإذا نظرنا إلى الدراسات التي قدمت في شرح واقع الساحة العراقية لوجدناها كثيرة كما نجد أن الذين تعرضوا لهذا الموضوع ليسوا سواء من ناحية الطرح، فمنهم من يغلب عليه الطابع العام دون تفصيل، ومنهم من تغلب عليه العاطفة، ومنهم من استسلم للفكرة التي طرحها المحتل مما يجعل سير الجهاد في هذا الطريق مخالفا للشرع وصعبا وشاقا عند شرح الواقع، ومنهم من تطرق لهذه الأمور وهو من المعادين المحاربين والمنكرين للجهاد، ورأينا أيضا ممن يذكرون تاريخ المجاهدين وما كان في أيامهم من الحوادث والأنباء منذ أول أيام الاحتلال إلى وقتنا هذا يذكرون منها أشياء مقطّعة لا يحصل منها على غرض، ولا تُفهم إلاّ بعد إمعان النظر لهذا استأنفنا العمل سائلين الله تعالى العون والتوفيق والأجر على خدمة المسلمين بهذه الرسالة والله من وراء القصد، وهو يهدي إلى سواء السبيل...


إخوتنــــــــا في الله..


إن هذه الرسالة هي دعوة للتفكير والتأمل فليس القصد منها المتعة والمعلومات العامة، كما هو هدف أكثر قراء الكتب والصحف، والمتابعين للفضائيات والانترنت من المسلمين في هذا الزمان بل إنها عبرة وتذكير وتبيان للناس قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف:111]، وقال تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) [الذاريات:55]، ويقول عز من قائل: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) [آل عمران: من الآية187].

أيهــــا المسلمون..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ونحن على أبواب العام السابع من الاحتلال فقد رأينا من المصلحة أن نُتْبِعْ سفر الحقيقة بهذا السفر (الجزء الثاني إظهارا للحق) لتعم به الفائدة ويكون تكملة لما ابتدأناه.
وسيكون الحديث في البداية عن بعض المواضيع الرئيسية التي لا بد منها للتمهيد لموضوع البحث الرئيسي وها نحن نذكر شيئاً ممّا ظهر لنا فيها، ونكل إلى قريحة الناظر فيه معرفة باقيها.
ويقوم (سِفرُ الحقيقة) الجزء الثاني على أساس تعريف أبناء الأمة الإسلامية عامة، والمهتمين بالعمل الجهادي خاصة، من الدعاة وغيرهم، بإخوانهم المسلمين والمجاهدين في العراق، وأحوال حياتهم، حتى يكون الحال لهم واضحا والحقيقة جلية في ظل هذه المعلومات التي نقدمها، لا سيما في هذا العصر الذي زادت فيه معاناة المسلمين المجاهدين في سبيل الله في العالم، مع ازدياد نشاط الحركات المعادية للجهاد ومحاولات استغلال معاناتهم، وتخويف الأمم والشعوب من الإسلام الجهادي، وإيهامهم بخطورته على مجتمعاتهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر" رواه الترمذي.


وما زلنا نمر بظروف بالغة الصعوبة والتعقيد ليس هنا محل ذكرها, لا يعلم ببأسائها وضرائها إلا الله.. ثم من أنعم الله عليه بأن يقاسها من هؤلاء الذين يدافعون عن دينهم في هذا الزمان، و والله إنه لفخر ألاّ نقيل بيعه ولا نستقيل إن شاء الله، وأصبحنا غرباء في هذا الزمن ومن الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجزيل الأجر، قال عليه الصلاة والسلام: "إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي" رواه الترمذي وقال حديث حسن.
فمع هذه الشرور المتراكمة، والأمواج المتلاطمة، والمزعجات الملمة، والفتن الحاضرة والمستقبلية المدلهمة مع هذه الأمور وغيرها تجد مصداق هذا الحديث.
ولأن المخاطر أصبحت تطوق عموم العراق ومن فيه من أهله المسلمين، والمهاجرين إليهم من المسلمين, وسنذكر في هذه الرسالة واقع البلاء النازل في العراق ووقائع المؤامرة التي تنفذها أمريكا الصليبية اليهودية وحلفاؤها، والتي تشرف على فصولها، وتخدمهم فيها هذه الحكومة الخائنة لله ورسوله والمؤمنين والمستولية على الأمور في العراق حاليا، ثم نبين فيها بعض السياسات المتعلقة بالواقع الذي وصل إليه الحال في العراق ثم نختم الرسالة بكلمات موجزة موجهة لبعض طبقات النخبة، من أهل العلم والقادة والمجاهدين لتذكيرهم بواجبهم الشرعي، سائلين المولى عز وجل أن يجعلنا وإياكم من؛ (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) [الأحزاب:39].
وسنستعين بالله ونسعى أن تكون هذه الرسالة موجزة في نصها وسهلة في أسلوبها واضحة صريحة في مضمونها، لأن هذا المقام وحجم البلاء الذي نزل بنا لا يحتمل التلميح والتورية وإنما الصراحة والبيان الواضح الذي لا يرقب إلا الله وحده.
بالإضافة إلى ما ذكرناه من قبل عن ما وقع في مسيرة جهاد المجاهدين وما كان في أيامهم من الحوادث والأنبـاء، منذ الاحتلال بصـورة مختصـرة إلى بداية سنـة 2008
في رسالـة (سِفرُ الحقيقة)
والآن نستعرض ونبدأ من حيث انتهينا وبموضوعية على الأوضاع القائمة في العـراق
وستكـون نقطـة البدء في هـذه الرسالـــــة:

أمريكا الصهيو صليبية..

أمريكا اليوم لم تعد تقبل في العراق من يعمل لصالحها مع صالح بلده بل تريد اليوم خدما يعملون لصالحها ضد بلدهم بصورة مكشوفة لأنها تسير صراحة في خطة تحول العراق إلى تقسيمات أمريكية تابعة لها وتسعى جاهدة لإقامة حكومة عميلة يديرها نماذج من أشباه (كرزاي) ومن هو في فلكهم، وأن أكثر ما يهم أمريكا في الشرق الأوسط قضيتين رئيسيتين في المنطقة السنية:
الأولى: أن لا تقوم للإسلام الجهادي قائمة.
الثانية: البترول.. وضمان بقاء سلامة إسرائيل، وهذا واضح من التصريحات التي يطلقها الرئيس الجديد لأمريكا بأنه يتبنى أولاً ضمان أمن إسرائيل، وها هو يوضح أن التزامات أمريكا نحو إسرائيل عميقة جداً.

التغلغل الإيراني في المنطقة..

إن تاريخ الروافض تاريخ ملطخ بالدماء والمحاربة لأهل السنة، والتاريخ يشهد بأنهم كانوا دائماً في تحالفات مع أعداء الإسلام.
وقد يظن البعض أن التغلغل الإيراني في المنطقة ومخططاتها للسيطرة عليها جاء بعد احتلال العراق، والحقيقة أنه أقدم من ذلك، فإيران لم تنس أنها وريثة الإمبراطورية الفارسية، ولم تنس أن المسلمين بعد الفتح الإسلامي تمكنوا من القضاء عليها، لذا تحلم بعودتها ضمن مخططٍ صفوي كبير يستهدف المنطقة برمتها، ففي الماضي كانوا أكبر عون للتتار والصليبيين ضد المسلمين، وانظر إلى دور الصفوية الإثنى عشرية في محاربة الدولة العثمانية وحين احتل الفرنسيون سوريا وانطلقت الحركات الجهادية ضدهم كانت الإسماعيلية في سلمية وغيرها يقاتلون جنباً إلى جنب مع الفرنسيين، وهاهم يسيرون على نفس المنهج الممزوج بالخيانة والتآمر لحساب أعداء الأمة فهم هذا ديدنهم على مر التاريخ مصدر لإثارة القلاقل وزعزعة الأمن والثورات المستمرة ضد الحكم الإسلامي، وعوناً للأعداء من الصليبيين وغيرهم.

المجاهــدون..

من الذين هاجروا وجاهدوا وآووا ونصروا والذين صروا على الابتلاء هذا الصبر الطويل الجميل، وثبتوا رغم الصعاب وشدة البلاء وقد أعطوا أمثلة رائعة من البطولات حيث تمكن أولئك المجاهدون من نشر لواء الجهاد في جميع المناطق وكسر شوكة أكبر قوة في العالم نرجو الله عز وجل أن يتقبل من الجميع الهجرة والإعداد والرباط والجهاد والشهادة.
وإنه لمن الخير قبل أن نخوض في تلك التفاصيل أن نلتقط الخيط من أوله، فإذا عدنا إلى الوراء قليلاً وقبل دخول القوات الأمريكية الصليبية إلى أرض العراق فالكل يتذكر وجود (إمارة إسلامية) على بقعة أرض في شمال العراق والتي كانت تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد زكيت من قبل مجموعة من أهل العلم العاملين المعتبرين.
ومنذ البداية قامت الجماعة بإحياء جملة من المفاهيم الشرعية في مسائل الحاكمية والولاء والبراء بتأصيلها وفق فهم سلفنا الصالح وتصحيح وضبط العمل لتأسيس نواة لإعادة التمكين لدين الله، فكانت من الخطوات التي تحققت:
بناء جيل وفق التربية الجهادية الصحيحة ليترجمها على ارض الواقع.
إحياء مفهوم الجهاد هجرة وإعدادا وقتالا.
إيجاد مأوى للمجاهدين في جميع أرجاء المعمورة.
إنشاء محكمة شرعية وتطبيق الشريعة.
تحقيق التوحيد بإزالة المظاهر الشركية.
وقد استمرت تلك الإمارة من تاريخ (1/9/2001) إلى بداية الحملة الصليبية على العراق سنة (2003) حيث أصابنا ما أصابنا من البلاء واستشهد خيرة شباب الجماعة واختلطت دماء المسلمين على اختلاف أجناسهم وسالت دفاعا عن بقعة أرض كانت تقام عليها شرع الله.
وبعد الاحتلال توسع الجهاد والعز، بفضل الله وصار أهله ظاهرين كل الظهور، الذين ألمح أطيافهم في الأفق يحملون راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، الذين أبلوا في جهاد الصليبيين وأعوانهم بلاء حسناً بدمائهم وتضحياتهم وبطولاتهم، الذين رسموا لجيل الجهاد في واقع الأرض وقد سبق أن بينًا ذلك فيما سلف ولله الحمد والمنة وقد ذكرنا عن بداية الجهاد في رسالة (سِفرُ الحقيقة) حين اصطدم المجاهدون، مع المحتل حيث عرفوا من فورهم أن المجاهدين نوعية مختلفة في القتال بأنهم أصحاب عقيدة جاءوا بدافع من عقيدتهم، وجاءوا ليقاتلوا من أجل عقيدتهم، وليموتوا من أجلها، أسخياء بأرواحهم في سبيل الله وأن الجهاد ليس كما كانوا يتصورونه هو مجرد عمليات عسكرية، وبرق لامع يضاء هنيهة ثم يختفي، وكان دويها مريعاً على مستوى العالم كله!
وذكرنا بأنه حين شعر أعداء الإسلام من النصارى وغيرهم بفشلهم، و رأوا المجاهدين جداراً صلباً، وحاجزاً قوياً يقف أمام مخططاتهم ومحاولاتهم في السيطرة على المنطقة، وعطلوا عليهم كثيراً من مخططاتهم، وهذا وزير الدفاع الأمريكي يعترف بصعوبة الموقف حيث أجبره الجهاد أن يغير سياسته، ولذا أخذوا يعملون على تحطيم ذلك الجدار، وتذويب ذلك الحاجز عن طريق صنائعهم وعملائهم في المنطقة، وقد أدرك أعداء الإسلام الجهادي هذه الحقيقة، فكانت الخطوة الأولى التي قاموا بها من أجل السيطرة على مناطقنـا وجعلهـا تابعة ذليلة هي العمل على تفكيك أهم الأخطار، ووجدوا أن المجاهدين هم أعظم خطر يهددهم فقاموا بكيل التهم الباطلة والمصطلحات المزيفة ضدهم، وفي سنة 2008 وتحديدا في شهر رمضان؛ عقد مؤتمر كبير في إسرائيل، ضم الدول الكبيرة ونخبة ضخمة من قياداتهم واستعرض المؤتمرون أهم الأخطار فاتفقوا أن المجاهدين هم أعظم خطر يهددهم في العراق وظهر ذلك جليًا في تعليق (مثال الآلوسي) عندما صرح أمام أعضاء البرلمان حين وجهت إليه تهمة ذهابه إلى إسرائيل فقال بأن؛ "حقيقة الخطر لست أنا، وإنما الذي قاله الجنرال الأمريكي في المؤتمر وهم المجاهدون".
ومن أجل ذلك سعى أعداء المجاهدين من المحتل وأعوانه بشتى انتماءاتهم واتجاهاتهم القومية والعلمانية والرافضية والمحسوبين زورا على الإسلام (جبهة التوافق)، أن يحققوا أهدافهم على حساب الجهاد والمجاهدين الذين تعرضوا للظلم، ونسب إلى تاريخهم أباطيل وأكاذيب، كما سعوا إلى طمس صفحات الجهاد العظيم الذي قام به المجاهدون والتشكيك فيها بقصص مفتراة عليهم، والطعن في حقيقة تلك الفترة الجهادية المباركة، ليطمسوا ذلك النور اللامع ويمنعوا إشعاعه من الوصول إلى الأجيال القادمة، وبما أن تاريخ المجاهدين في العراق لا يرتكز على المعارك فقط، والتي تدور بينهم وبين الأعداء في ميدان القتال، بل هنالك جانب عقائدي في قتالهم وهو الأهم فحاولوا إخفاء هذا الجانب من حقيقة المواجهة، والذي تقوم من أجله المواجهة، وقد كان الجهاد ولا يزال هو من أجل تثبيت الشرع وتحكيمه ولتكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله
قال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) [الأنفال 39]، لا من أجل شهوة التوسع ولا شهوة امتلاك الأرض بالباطل ولا شهوة القهر والإذلال للمسلمين.

الأحزاب والصحوات وبعض الجبهات والشخصيات السياسية..


إن هذه الأحزاب والشخصيات السياسية كل حزب بما لديهم فرحون، وبأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قاتلهم الله أنى يؤفكون.
هؤلاء الذين باعوا الدين والقيم والأخلاق والذين قاموا بدور (أبي رغـال) الذي خدم جيش أبرهة الحبشي لما توجه لهدم الكعبة، فكان دليله في متاهات الصحراء وصار اسمه رمزا للخيانة في تاريخ البشرية، وسجلت هذه الخيانة لتكون عبرة وعظة لأمثاله.
والآن الساحة مليئة بـ (أبي رغال) من الأحزاب والتيارات العلمانية والوطنية والقومية والديمقراطية، أو تلك التي ترفع شعـار الإسـلام من أصحاب الحلول الاستسلامية والمناهج المتميعة والمنحرفة، الذين اتخـذوا من السياسة الديمقراطية منهجاً لهم في العمل السياسي والمقاومة السلمية كما يسمونها، وقد أتقن هؤلاء تحريف النصوص واعتادوا لّي أعناقها، وإحداث التشويه واللبس على عوام المسلمين في الرؤية لأحداث الساحة كما هو حاصل في (الأحزاب والشخصيات التي تدعي الانتساب للإسلام) وإظهار نفسها بمظهر البديل المعتدل المتزن المتعقل المتحضر!
وقد استدل هؤلاء عِميان البصائر وخَفافِيش الدُجى لدينهم الكفري الباطل (الديمقراطية) بقوله تعالى عن المؤمنين الموحِّدين: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) [الشورى: من الآية38]، وبقوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: "وشاورهم في الأمـر"، فسموا ديمقراطيتهم العفنة بالشورى لإسباغ الصبغة الدينية الشرعية على هذا المذهب الكفري ومن ثم تسويغه وتجويزه، ومع هذا يحسبون أنهم على شيءٍ بل يحسبون أنهم مهتدون... فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
فهؤلاء لم يتحملوا هذه الشعبية للمجاهدين والتي تتدفق بالحيوية والنشاط الذي يحرك أمور المسلمين، بالإيمان العميق بالإسلام وبضرورة رجوع المسلمين إليه،
ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة والجهـاد إلى الله علمًا وعملًا، فهمًا وتطبيقًا، وهذان الأمران هما المرادان من قوله الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا). [الكهف الآية 110]
يقول ابن كثير رحمه الله تعالى: "وهذان ركنا العمل المتقبل، لا بد أن يكون خالصًا لله، صوابًا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
لقد كان للمجاهدين تأثير كبير في المسلمين، والعمل على إحياء المفاهيم الإسلامية وخاصة المتعلقة بالجهاد، وإعادة ثقتهم بأنفسهم كأُمة مسلمة قادرة على القيادة في المجالات كافة وكانت شعبية المجاهدين ترتقي بين المسلمين، وأثمرت الدعوة الجهادية ضد المحتل إلى حد كبير، وتجاوب معها المسلمون في كل مكان على اختلاف لغاتهم وألوانهم وبلادهم وإن الشعور بالترابط الديني بين المسلمين كان قوياً على الرغم من قوة المحتل وهمجيته.
لقد انكشف للأحزاب العلمانية والقومية والديمقراطية والمدعين للإسلام زورا موضع الخطر على وجه التحديد، إنه الإسلام الجهادي الذي لا يقبل أن يؤطر الإسلام في إطار شعائر التعبد ومشاعر القلوب وحسب، إنما يريد أن يكون منهجاً مطبقاً في واقع الأرض، يحكم حياة الناس كلها، سياستهم واقتصادهم واجتماعياتهم وفكرهم وأخلاقهم، وكل مجال من مجالاتهم، وهـل يوجد في نظر الكافرين العلمانيين والمرتديين أخطر من ذلك على وجه الأرض؟ لا بد إذن من محاربته ولابد من تجنيد القوى كلها ضده، ولابد من متابعته ومطاردته، ولابد من تجفيف منابعه.


تشويه وتآمر..



اعتبر هؤلاء هذا المنهج الجهادي المتأصل خطرا عليهم، لذلك تحركوا مع قوى الكفر الصليبي وتعهدوا لأسيادهم بتصفية وتفكيك التنظيمات الجهادية، ولكي يستطيع هؤلاء الذين صنعهم المحتل وأعطى لهم المجال للوجود والعمل بكل حرية وأمان وقف هذا المد الجهادي تعهدوا له بالعمل على إنهاء هذا الوجود الجهادي، وقد أعلنوا ومنذ الأيام الأولى ومن غير استحياء أن سبب إعطائهم المجال للعمل هي بتدخلهم من أجل وقف المد الإسلامي الجهادي باسم وقف الإرهاب.
وقد أصبح هؤلاء في المنطقة أداة لمعاقبة كل من يدعم المجاهدين أو يقف معهم في قتالهم ضد المحتل، فقد قام هؤلاء في مناطق أهل السنة نيابة عن الأمريكان بالعديد من التفجيرات التي استهدفت المدنيين ونشروا الرعب في ربوعها، واغتيال الكثيرين باسم المجاهدين، وكثرت الاعتداءات الداخلية بين الناس، وتعرضت النفوس للهلاك، والأموال للنهب، وفي الحقيقة أن هؤلاء كانوا مسخّرين تسخيراً بارعاً محكماً من قبل المحتل الصليبي الماكر الخبيث، والهدف من وراء ذلك زعزعة العقيدة الجهادية في نفوس المسلمين، وإبعاد الإسلام الجهادي عن واقع حياة المسلمين، ولذلك بدأوا بتنفيذ مؤامراتهم إبتداءاً في مناطق الأنبار ثم باقي المناطق السنية مما يؤكد وجود توافق سري على عدة قضايا، وإن كان كل طرف يسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، وقد كان للبعثيين أيضاً دور في تشويه صورة الجهاد المبارك والمشرق في العراق، عن طريق اختراق بعض الجماعات العاملة، ومن ثم القيام بما يشوه سمعة الجهاد ليمهدوا لأنفسهم الطريق كي يطرحوا منهجهم بديلاً وحيداً لاستلام ثمرة الجهاد.
ولم يكن إلغاء حالة الجهاد في سبيل الله بالأمر الهين (كما وصل إليه المحتل في الميدان) وإن الأمريكان عرفوا أن ذلك لا يمكن أن يتم دون اصطناع (الأبطال المزيفين) وإعطائهم صورة عظيمة، وإظهار هالة حولهم، وتصويرهم كأنهم يغامرون ويضحون بأنفسهم لاستعادة مجد العراق، وكانت اللعبة منذ البداية للقضاء على المجاهدين تستدعي اصطناع وطنيين ثم محاولة ربطهم بالأمة ليكونوا أملها الكبير، فالمحتل نفسه هو من صنع القلاقل وطلب من هؤلاء إخمادها وكأن الكرامات تجري على أيديهم، والانتصارات الزائفة لأهل السنة، وعندها قام المحتل بتوجيه الطعنة بأيديهم للمجاهدين، واقترحوا اسم الصحوات لتلك المهمة ليصبح محط آمال الناس وموضع تقدير، وتَنحط سمعة الجهاد في أعين الناس، وبدأ المحتل الصليبي بتطوير فكرة الصحوات في مناطق أهل السنة، وحث الجماهير على الانفصال عن المجاهدين، والحرص على الانخراط في الأجهزة العسكرية والأمنية واتخاذها مراكز للتوجيه والتحرك لنشاطاتهم العسكرية، وقد سيطرت هذه التجمعات على مناطق أهل السنة بقوة المحتل، ووقع جمهور من المسلمين في أسرها وبين سنوات 2007م - 2008م بدأ عمل (الصحوات) في بغداد، تحت رعاية أمريكا.
فكان المحتل يصدر منشوراته بتذكير المسلمين بأن ما وقع لهم من الأسر والقتل والدمار كان بسبب الإرهاب، والكل يعلم من هم قتلة الأبرياء في العراق ومجازر الفلوجة وغيرها التي سُفكت فيها الدمـاء، وانتهكت فيها الحرمات، وقاسى المسلمون من آثارها المدمرة، آلامًـا عظيمة، ومحنًا كبيرة إلى آخر قائمة الإجرام التي شهد عليها الأمريكان ومن معهم من العملاء، وكان لإجرامهم شواهد منقوشة في أذهان المسلمين لن تمحى ليوم القيامة.
وبعد هذه المرحلة ظهرت طبقة من الذين تخرجوا في معسكرات الأمريكان حيث رفعوا شعارات تنادي بضرورة الصحوات والتبعية للأمريكان، وأن يسمح للإسلاميين بالوجود شريطة القضاء على الإسلام الجهادي وإنشاء إسلام متطور متقدم وباختصار إسلام أمريكي ترضى عنه أمريكا، وكانت هذه المرحلة دقيقة وحساسة، إلى درجة كبيرة لأن المحتل استفاد من تجاربه السابقة، وبعدها تم تحريك الشعور بالانتماء القومي والسني مختلطين مع بعض في هذه المناطق، وكان الهدف الأول في نشر الفكرة، هو تسهيل مهمة الاحتلال وكانت الخطة تتمثل في أن الهجمات العسكرية لا تُجدي نفعاً مع المجاهدين، لقوة عقيدتهم وامتلاكهم سلاح الجهاد والشهادة، وبعد أن توصل المحتل إلى نقطة القوة عند المجاهدين، عمل بواسطة أعوانه في الداخل والخارج ضد المجاهدين، وعمل على اختلاق الأكاذيب المنفرة والتضخيم والنفخ في بعض الأخطاء التي لا تخلو منها ساحات الجهاد، وأبرز الأمثلة على ذلك مثل قولهم أن المجاهدين يكفرون الأمة ويستحلون دماءهم وأموالهم، وقد برمجوا خططهم لاقتحام تلك المعاقل التي أخفقوا في اختراقها طيلة السنيين الماضية، ولما كانت القوة الكبيرة للمجاهدين والتي يستند عليها المسلمون بعد الله سبحانه، فقد استهدف المحتل بمؤامراته تلك القوة محاولا تمزيق صف المجاهدين لتحقق حلمه الذي طالما أراد تحقيقه ولكن هيهات هيهات بإذن الله.

المقاومة؛ مشروعاً وأهدافا..


وهؤلاء بمحاولتهم المزعومة للتقارب بين مفهوم الجهاد ومفهوم المقاومة الدستورية همهم الحقيقي أن يتخذوا الجهاد ستاراً وجسراً يعبرون عليه إلى قلوب وضمائر العامة من أهل السنة، والذين اغتروا بما رأوه من احترام أهل السنة للجهاد والمجاهدين.
إن الفصائل التي يسمون أنفسهم بالمقاومة تنقسم إلى مجموعات رئيسية، وهم ليسوا على درجة واحدة، وربما يساعدنا هذا التقسيم على أن نتعرف على منهجهم وراياتهم، لان هناك مسائل وقضايا اختلط الأمر فيها على بعض المسلمين، فسووا بين المقاومة وبين الجهاد في سبيل الله مع أنها متضادة ومتعارضة وتخفي على الرائي حقائق كثيرة وقد دلت الشواهد في العديد من الجماعات والتيارات المقاومة أن لديهم طريقتين لتحقيق مفهومهم الخاص بهم:
الطريقة الخفية؛ أي المقاومة الخفية ويمكن إيجازها بمحاولة إعادة الحكومة البعثية السابقة، وبما أن أغلب المؤسسات الهامة في العراق الآن (كما يقولون) في أيد غريبة غير وطنية، والأمر الطبيعي والواجب القومي يقضي بأن تعود هذه المؤسسات إلى أصحابها ولابد من إرجاع الناس إلى طبيعتهم التي كانوا عليها ويتخلصوا من المحتل والعملاء والعودة إلى وضعهم الذي كانوا عليه، والعمل على أساس جديد في سبيل الوطن وبأسماء مختلفة، وقد برمجوا أعمالهم مع الأخذ في الاعتبار الصبر على جميع المشاكل التي تواجههم عند تنفيذ مخططاتهم على نطاق واسع إلى أن تتم السيطرة على الأمور ويعود الحكم إليهم.

الطريقة العلنية؛ أما فيما يتعلق ببرنامجهم المقاوم وقد احتضن هؤلاء هذا النوع من المقاومة، وهو الاقتصار على ضرب المحتل فقط حيث صرحوا في بياناتهم بأنهم لن يدخلوا في صراع مسلح مع العراقيين مهما كانت المبررات، مناقضين لأعمالهم المستهدفة لكل شرائح المجتمع باسم المجاهدين ليحافظوا كما يدعون على (سمعتهم الوطنية).
وقد ضم هذا التيار المقاوم الضباط السابقين وبأسماء مختلفة منها على سبيل المثال؛ (القيادة العامة للقوات المسلحة)، فهؤلاء أصبحوا يستضيئون بنار المجاهدين ومنهجهم الجهادي، في حين هم بعيدون كل البعد عن المفاهيم الجهادية والإسلامية، ويرفعون شعار نصرة العراق بالمبادئ أو الخطط أو الأساليب التي وضعتها لهم الأمم المتحدة، وقد احتضن هؤلاء هذه المقاومة وعملوا على نشرها وترتب على أثرها اضطراب كبير نتيجة للجهل الذريع الذي خيم على بعض مناطقنا ولغياب العلماء الربانيين الذين ينيرون للأمة دربها، ويأخذون بزمامها للطريق المستقيم وقد كان هؤلاء على جانب كبير من القوة المادية، والواقع الأليم الذي كان يعيشه المسلمون التي طغى عليها سيل الإعلام الجارف المضلل، تخفي على الرائي حقائق كثيرة.
بعد هذا الاستعراض الموجز لما ورد في هذه الرسالة من إشارة إلى بعض المعوقات الرئيسية في طريق الجهاد في سبيل الله، يمكننا استخلاص جملة من المعوقات الأخرى سببتها الفصائل التي سمت نفسها بالمقاومة، وقد يكون من الصعب إحصاؤها تفصيلاً، ولكن هناك معوقات بارزة لا تخطئها عين الفاحص، وبصرف النظـر عن المبررات التي يقدمهـا كل فريق لتبرير مسلكه، فنحن هنا نتحدث عن الآثـار التي نجمت عن أعمالهم حين دخلوا في لعبة المقاومة، ومن أبرز تلك المعوقات فتنة الشبهات التي أثيرت من قبل أصحاب (الفكر الإرجائي وأصحاب الأفكـار المنحرفة وأخرى برؤية إخوانية) لضرب مفاهيم الجهاد القتالي، ومحاولة رسم البديل لها باسم المقاومة، واعتمدوا في مخططهم هذا على محورين:
الأول: محور التفكيك الداخلي للجماعات الجهادية باسم وحدة الفصائل والجماعات تحت مسمى الجبهات.
أما المحور الثاني فهو تحجيم الجهاد القتالي من الجهاد في سبيل الله، ورفع راية التوحيد وإعادة الحاكمية لله والتمكين للدين، إلى إعادتها مختلطة بقضايا الوطنية والقومية بـاسم (وحدة أهل السنة)، وهؤلاء خليط من اتجاهات مختلفة بعضهم ذا منهج وطني، وبعضهم قبلي، وهؤلاء في الحقيقة أصابوا بذلك الساحة الجهادية (بالفوضى والعشوائية وغياب الرؤية الشرعية السليمة) أي هم في تناقض شديد بين ما يعلنونه للناس عقيدة لهم وما يمارسونه في الواقع، ودون أن يتبرؤوا من تناقضاتهم، بل ينتسبون إليه وإلى ما يُناقضه في الوقت نفسه ويفتخرون بذلك، وهم يحاولون ترويج ذلك بين المسلمين تحت ما أسموه من الآراء والاصطلاحات التي وضعوها بلا مستند من شريعة الله، وابتعدوا عن منهج الإسلام الحقيقي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فدل أن ما يدعونه من منهج هو باطل بعينه لأنه مقتبس من القوانين التي وضعها الكفار المحاربين لله ورسوله، وهذا ليس المنهج الصحيح، بل الصحيح هو تسمية الحقائق بأسمائها، فمما لا شك فيه أن من أعرض عن تحكيم شريعة الله فلا شرعية له في دين الله، ولو حصل على الحكم، ويتضاعف القبح حين ينتسبون إلى السلف أو السنة، والسلف والسنة من أمثال هؤلاء براء، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أُمته ستفترق على أزيد من سبعين فرقة على اختلاف في الروايات في عدد الزيادات على السبعين، وأن جميع تلك الفرق في النار إلا فرقة واحدة، وهي ما كانت على ما هو عليه وأصحابه صلى الله عليه وسلم، كما روى عن عبد الله بن عمرو قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي" رواه الترمذي، وفي رواية أخرى، عن أنس بن مالك قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهى الجماعة" رواه ابن ماجه3983.
إن علامة الفرقة الناجية التي تنجوا يوم القيامة من جهنم هي متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولزوم طريق المسلمين من صحابته رضوان الله عليهم ومن تبعهم وتابعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وأما فتنة الشهوات.. ومنها دخول بعض هذه الفصائل في صراع مسلح مع المجاهدين، وبسبب هذا الصراع صاروا يقولون بأن الفصائل الجهادية الآن تقاتل بعضها البعض، والصراع بينهم صراع مطامع وأهواء شخصية.
والأمر الآخر أنهم حاولوا قطع الصلة بهذه التصرفات بين قلوب المسلمين وبين هذا الجهاد، وكف الهجرة إليها، ليقولوا أنت أيها المهاجر لماذا تقدم دمك وأموالك لهؤلاء؟
أنت تريد أن تقدم دمك في (سبيل الله) وهؤلاء يقدموك لتقتل جماعة (فلان)، إذا أنت آثم بهذا الجهاد لأنك تساهم في زيادة شلالات الدماء وقد تبنت هذه الدعوة شخصيات تابعة للمقاومة، ووجدت وسائل الإعلام المتربصة بالجهـاد فرصـة مواتية لتلوين الساحـة كلها بلون الدم المراق، ووصمت كل أعمال المجاهدين، أيا كان نوعها، بالبعيدة عن القيم والمبادئ الإسلامية، والتي ينبغي أن تحارب وتجفف منابعها.

أيهــــــا المسلمون..

يواجه الجهاد في العراق الآن من التعتيم الإعلامي الشيء الكثير، فيمكن القول بأن الفترة التي بدأت فيها (الصحوات والجبهات) هي الفترة التي أنقذ فيها المحتل من المستنقع الذي وقع فيه، وقد كان للخدمات التي قدمها هؤلاء للمحتل الدور الرئيسي لإكمال ما بدأ به وما خفي كان أعظم.
قد سبق وأن ذكرنا في رسالة (سِفرُ الحقيقة) أمورا كهذه، وقوبلت بانتقاد من البعض، واتهمنا بعدم صحة ما نقوله، إلا أن كل المؤشرات أصبحت تصب في ما قلنا، وهكذا ساعدت بعض الفصائل، بمسلكها المخالف لشرع الله، في إلصاق المقاومة بالمجاهدين، والمتأمل لما عليه أهل المقاومة جماعات وأشخاصًا وإن أظهروا حماسًا للإسلام، واهتمامًا بأمور المسلمين، يدرك أن سبب ضلالهم هو تنكبهم عن الطريق الصحيح وفهمهم السقيم للإسلام، وبعدهم عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
وهم حينما يثيرون عواطف الناس لا يستندون إلى نص صريح وواضح من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليستدلوا به على واقع أمرهم، بل يتبعون سياسة لي النصوص وإنزالها في غير موضعها والتلبيس على الناس.
إن ما ذكرناه سابقا، وما دلت عليها المشاهدات، أن هنالك أهدافا خفية وراء ممارسات تيارات المقاومة وعلى اختلاف أسمائها، فهم في حين دخولهم في مشاريع مخالفة للشرع يقومون بعرض صور لعمليات ضد القوات الأمريكية محاولين الدفاع عن أنفسهم بعدم الدخول في تلك الاتفاقيات الباطلة، وهذا الأمر أي استهداف القوات الأمريكية لا يخالف الدستور المعمول به في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي أعطته للأمم التي تواجه احتلالا، ولكن الأمر الضروري والمهم المتعلق بالعقيدة والمنهج تنظيرا وتطبيقا لا وجود لذكره.
والشاهد على ما نذكره، أن أمريكا عندما رأت بيانات ومواقف الأنصار والجماعات التي تنتهج النهج السليم حول مشروع التفاوض في وقته، أي بعد اعتقال أبو وائل وخروجه من السجن، حيث رفضنا نحن وغيرنا في حينه مشروع التفاوض، أنها أصيبت بصدمة مما حدا بها أن أرسلت في طلب (أبو وائل)، وعقدت معه جلسة بتاريخ 4/5/2007 ، أي بعد إعلان (الجبهة) بفترة وجيزة، لأجل استكمال المشروع بينه وبين الممثل عن القوات الأمريكية واسمه " لام" ، وأيضا طلب أبو وائل إخراج ثلاثة من السجناء الموجودين في السجون الأمريكية ليعاونوه في مشروعه، وأثناء الجلسة اظهر " لام" بياناً تابعاً للجبهة يتوعد القوات الأمريكية، حيث كان البيان موضع غضب أمريكا، فتعلل أبو وائل بأن هذا البيان مجرد أمرٍ إعلامي لإرضاء أفرادهم، وقد نقل لنا هذه المعلومة أحد الثلاثة الذين خرجوا ورفضوا الالتحاق بمسيرة أبي وائل.
وبعدما تمكنت أمريكا من تحقيق مصالحها، وكسب النجاح في مخططها عن طريق هؤلاء وغيرهم من الذين دخلوا في مشروعها، لم تستجب لهم إلا في أمور سطحية، مثل الإفراج عن بعض الأسماء الذين تم طلبهم من قبل هؤلاء.
والآن وبعد هذه الفترة، يحاول هؤلاء إعادة السمعة التي ضيعوها بتبنيهم لتلك المشاريع الباطلة، بتبني مشروع المقاومة المرسوم من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومحاولة تجميع هذا الشتات المتناثر لتجميل تلك الصورة الضائعة.
وهنا لا بد أن نسأل حينما نرى مثل هذه الأمور، ما الهـــدف من المقاومــــة؟
أهو لطـرد المحتل وإعــــادة الأمن للشعب العراقي وفق أهداف ومبادئ الأمم المتحـــدة؟.
أم لرفع كلمــة الله في الأرض؟
ومثل هذه المقاومــــة تخضع للقانون الدولي أكثر مما تخضع لشــــرع الله.

المجاهدون في سبيل الله..

ذروة سنام الإسلام الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك برأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟" قلت - والكلام لمعاذ بن جبل رضي الله عنه - بلى يا رسول الله. قال: "رأس الأمر الإسلام، وعمود الصلاة، وذروة سنامه الجهاد" أخرجه الترمذي.
شتان بين من يتبع قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، وبين من ينظر ويؤصل بعقله القاصر بل ويقدمه على قول الله ورسوله بقصد أم بدون قصد.
يقوم المجاهدون على أصلين هما كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما يتبعهما من أصول معتبرة، فيها يكون الفصل بين المنازعات، والرجوع عند التحاكم.
القيام بواجب الجهاد في سبيل الله ضد أعدائنا من الكفار الغزاة وحلفائهم وأوليائهم من المرتدين والمنافقين، كي نحافظ على راية الجهاد عالية ونحفظها بعون الله من السقوط أو الاندثار أو الانحراف.
المجاهد في سبيل الله يتكلم بلسان الشرع لا بلسان العرف.
الاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم التهاون بها
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
[آل عمران:31].
يجاهد لأجل دينه لا لقصد سوى ذلك حباً لله ورسوله، وعبادة خالصة لله ابتغاء مرضاته.
عدم اخذ الدليل العقلي أو المنطقي أو القياس الفاسد، لأنَّ الأحكام الشرعية لا تثبت إلا بدليل من الشرع من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو إجماع معلوم أو قياس صحيح.
عـدم الميـل إلى التشريعات الغربية، أو التأثر بها، دون التحجر العقيم الذي يرفضه الإسلام، ودون الفوضوية والارتجال في التطبيق.
السياسة التعليمية للمجاهدين هي الخطوط العامة التي تقوم عليها عملية البناء والتربية والإعداد لتعريف الفرد بربه ودينه وإقامة سلوكه على شرع الله.

الإدارة الأمريكية الجديدة..


بدأت القيادة العسكرية والسياسية الأمريكية بقيادة رئيسهم الجديد تبحث عن حل لمشاكلها السياسية والعسكرية لإعادة الديمقراطية الأمريكية من جديد، فشكلت لجاناً جديدة لمساعدة الأفكار العلمانية في انتخابات مجالس المحافظات العراقية وتقويتها، وهؤلاء المرشحون خليطٌ من اتجاهات مختلفة، بعضها قومي، وبعضها قبلي، وبعضها مدعي للإسلام، أصحاب المنهج الديمقراطي وجماعات التمييع وتطويع النصوص.
والثابت في سياسة أمريكا هي مصالحها ومصالح حلفائها.
ولكن كان لا بد من تغيير الوجه الذي يمثل أمريكا في ترتيب أوراقها، وتحديد أولوياتها للملفات الثابتة عندها والتي هي:
ملف أمن إسرائيل.
ملف الحرب على المجاهدين والتي تسميها أمريكا الحرب على الإرهاب.
الأمن القومي الأمريكي.
القنوات التي تعتبر قنوات رئيسية لاقتصاد أمريكا وخاصة النفط.
إذن فمن المتوقع ظهور تغييرات صورية في سياسة أمريكا، والهدف أولاً و آخراً هو تقوية أمريكا أكثر فأكثر، وهذا التغيير إنما هو جزء من سياستها لمحاربة التيار الجهادي، ونرى بأن معاداتهم هو للإسلام والمسلمين وإن ادعى رئيسهم الجديد بأن بلاده لا تحارب الإسلام في محاولة لتغيير الصورة السيئة لأمريكا.

النصيحـة..


نقول لمن يعمل على نشر ثقافة المقاومة محاولاً التستر وراء ما يطرحه، وصعوبة المواجهة أمام هذا العدو، أن دعاواك تلك التي تريد أن تنشرها تقطع صلة الأمة بربها عز وجل، فتنسلخ عن مصدر النجاة الحقيقي لتُغرق في التيه والضياع، فتتخبط في حياتها يمنة ويسرة، وتنتهي إلى ضياع عمرها، وضياع دنياها وآخرتها، قال تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا *أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا *ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا) [الكهف: 103-106].
والخير كل الخير في ترك هذه المسميات الباطلة، والإعراض عما لا طائل منه ويعد صارفًا وشاغلًا عن الأصول المعتمدة في شرعنا وهذا أحكم وأسلم، وندعو إلى الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اللذين هما أصل الدين وملاكه، ومنهما يصدر كل أمر شرعي وهذا هو حال العلماء، الذين نهضوا بهذا الدين على بصيرة من أمرهم، ولا بد أن ندرك أن أهم أركان أي خطة عندنا هو الرجوع إلى أحكام الشرع والاستسلام التام له، ولا يعني هذا الكلام الوقوع في اليأس، قال تعالى: (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف:87].
فالمؤمن لا يقنط من رحمة الله، ولا ييأس من روح الله، ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة بل يكون متلفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب الكريم الوهاب، ويكون الفرج بين عينيه، ووعده الذي لا يخلفه بأنه سيجعل له بعد عسرٍ يسراً، وأن الفرج مع الكرب، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات، وحلول المفظعات.
والواجب على المؤمن أن يقول في هذه الأحوال "لا حول ولا قوة إلا بالله" و"حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا، اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" ويقوم بما يقدر عليه من العمل والنصح والدعوة، ويقنع باليسير، إذا لم يمكن الكثير، وبزوال بعض الشر وتخفيفه، إذا تعذر غير ذلك،
قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) [الطلاق: من الآية2]
وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: من الآية3]
وقال عز من قائل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرا) [الطلاق: من الآية4].



خاتمــة..


وفي الختام نسأل الله تعالى أن يمكّن للمجاهدين في الأرض، وأن يتقبل منهم أعمالهم، وأن يرحم شهداءهم، ويشافي جرحاهم، ويفك قيد أسراهم، ونسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى التي هي أقوم، وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يوفق المسلمين إلى الطريق المستقيم، طاعة لله، ومتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، وابتعادًا عن مواطن الزلل والانحراف، وأن يمكنهم من عدوهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه،
ومن الله العون والسداد، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزم الروافض الحاقدين، والصليبيين المتصهينيين، ومن حالفهم من العلمانيين والمنتسبين للإسلام زوراً وبهتاناً.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





ديــوانُ الإعــلام
جماعــةُ أنصــارٍ الإســلام
17/جمادى الأولى /1430
الموافق 11/ أيار / 2009

وللاطلاع على سفر الحقيقة الجزء الاول
روابط التحميل
صيغة pdf

http://stashbox.org/513576/safar1.zip
http://www.zshare.net/download/59909574f3c2e03f/
http://rapidshare.com/files/232029571/safar1.zip.html
http://depositfiles.com/files/cuz9pkwyf
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-28-2010, 06:01 PM
انها ملكة انها ملكة غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

"لا حول ولا قوة إلا بالله"
و"حسبنا الله ونعم الوكيل"
" على الله توكلنا، اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سفر الحقيقة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:10 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.