15- الرجاء

جني حبي · #1 09-30-2009, 01:49 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي خاتم النبيين

حكمة اليوم من حكم ابن عطاء تقول
الرجاء ما قارنه العمل وإلا فهو أمنية

معني الرجاء
هو أن تطمع في عفو الله وهو شيء مطلوب بل إن من رحمة الله يوم القيامة أنه سيغفر لدرجة أن إبليس سيطمع أن يُغفر له ، ولكن هيهات فهو ملعون ومطرود من رحمة الله منذ خُلق آدم لذلك الرجاء بدون عمل يسمي أمنية

يوجد فريق من الناس العصاة يقول : الجنة للمسلمين الموحدين وأتباع الرسل والنبي صلي الله عليه وسلم قال : " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"
وتلاقي منهم من يشرب سجائر ومخدرات ومن يقع في الزنا ومن يتعامل بالربا ومن لا يصلي ومن يقطع الرحم ، ومن يخوض في أعراض المسلمين ومن لا يعدل بين زوجاته ويعتمد علي الحديث السابق.
إلي كل هؤلاء أقول لهم اكملوا الحديث النبي يقول : " إلا بحقها " ، والله سبحانه وتعالي يقول لهم أن الجنة ليست بالتمني: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }النساء123

بأمارة إيه عايز تدخل الجنة ؟
حتقول يا شيخ إنت بتعقدها وتقفل في وجهنا أبواب الرحمة ، أنا ؟ ولا أنت اللي الشيطان بيضحك عليك ؟ ابن مسعود يقول : ليغفر الله يوم القيامة مغفرة لم تخطر علي قلب بشر " ولكن لا تركن إلي الأماني
النبي صلي الله عليه وسلم يقول : " الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها "
لو اتبعت هواك ستأتى يوم القيامة عاجز لا تستطيع السير تحمل ذنوبك علي ظهرك ، خمرة أو مخدرات شربتها ولم تتب ستأتي عاجز يوم القيامة ، تبرج وماكياج ولم تتوبي ستأتي عاجزة يوم القيامة ، اريدك ان تكون كيّس وتتعلم الرجاء لأن الرجاء الحقيقي معناه عمل ، النبي صلي الله عليه وسلم يقول : ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة.
تتمني أن تدخل الجنة ؟ اعمل لأمنيتك الرجاء في الله ليس بالتمني ، هناك خيط رفيع بين الرجاء وحسن الظن بالله وبين ان تطمع في شيء لم تعمل له

فضيلة الرجاء في الله
النبي صلي الله عليه وسلم : "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله"
ويقول عن رب العزة :" أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما يشاء"
وأوحي الله إلي داوود عليه السلام أن ياداوود أحبني وحب من يحبني وحببني إلي خلقي ، قال كيف أحببك إلي خلقك قال : اذكرني بالحسن الجميل واذكر آلائي وإحساني .

الحرب مع الشيطان
توجد حرب بيننا وبين الشيطان ولا أريده أن يغلبك هو مجتهد في شغله لن يتركك ، قال الله تعالى : {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82 ) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) } ص
انظر للعدة التي يعدها الشيطان {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }الأعراف17

يوجد استثناء ليس كل الناس سيغويهم إبليس ،ولكن لا تخطئ وتصر علي المعصية ثم تقول الله سيغفر لي ، يجب ان تكون عبد مخلص لله حتي لا يغويك لأنه هو بنفسه اعترف انه لن يغوي العباد المخلصين ، انظر فى نفسك إنت عبد لمن عبد لله ولّا عبد للشهوات ، إنتِ عبد لله ولا عبد للموضة والمسلسلات
ربنا يرد علي الشيطان يقول له : {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }الحجر42 وربنا حذرنا من النفس وقال : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53 نفسك لما تأمرك بسوء جاهدها عارضها لا تمشي خلفها .

اليوم اريد ان اضع حد لموضوع إني أتمني ولا أعمل
عن ابي سعيد الخدري قال : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول " إن إبليس قال لربه بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم (طول ماهم أحياء وفيهم روح ) فقال الله :
فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ماداموا يستغفرون"

النبي صلي الله عليه وسلم يقول : " سددوا وقاربوا وأبشروا إنه لن يدخل الجنة أحد بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"
تذكر حديث العبد الذي عبد الله 90 سنة فلما سأله الله تدخل الجنة برحمتي أم بعملك ؟ قال بعملي فلما وزنت أعماله أمام نعمة البصر رجحت نعمة البصر فقال الله خذوه إلي النار ، فقال العبد لا يارب أدخلني الجنة برحمتك .
الحديث في سنده ضعف ولكن معناه سليم أننا لا ندخل الجنة إلا برحمة الله عز وجل

من أجمل الأحاديث التي قرأتها في باب الرجاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلي الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل: يا آدم قم فابعث بعث النار فيقول آدم : يارب لبيك وسعديك والخير في يديك يارب وما بعث النار ؟ قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ، فحينئذ يشيب رأس الرضيع ثم يقول النبي : {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج2 ، فشق ذلك علي الناس حتي تغيرت وجوههم وقالوا يارسول الله وأينا ذلك الواحد ؟ فقال من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد ، فقال الناس : وأينا ذلك الواحد ؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم : والله إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، فكبر الناس فقال : ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض.

روي أن مجوسياً استضاف ابراهيم عليه السلام فلما ذهب ابراهيم طلب منه أن يعزمه عنده فرفض ابراهيم لأنه مجوسياً ، فلما انصرف أوحي الله إليه أن يا إبراهيم منذ تسعين سنة وأنا أطعمه ألا تتحمله مرة ، فعاد ابراهيم إلي المجوسي فقال له لقد عاتبني ربي فيك فتعجب الرجل من حلم ربه فأسلم .

رجاؤك لرحمة من لا تطيعه خذلان وحماقة
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة218
تمنوا رحمت الله لأنهم جاهدوا وهاجروا فعملوا ما يجعلهم يتمنون رحمة الله
الإيمان مرتبط بالعمل

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

سلسلة الضياء للشيخ أحمد صبري
باقي السلسلة　