انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-15-2009, 08:00 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي القرآن أفضل الأذكار .

 





أفضل الأذكار.
تمهيد:
للعبد حالتين :
( ا ) حالة يعالج فيها شؤون الحياة من أمر نفسه وأهله وما إلى رعايته من مصالحه أو مصالح غيره فيمارس فيها الأسباب ويباشر فها ما تقتضيه بشريته وهو في هذه الحالة متعبد مأجور ما جرى فيها على حدود الله وقصد بها امتثال شرعه .
( ب ) وحالة ينفرد فيها لربه ويخلص من همِّ ذلك كُلَّه قلبه ويتوجه بكليته إلى خالقه بالفكر والاعتبار ودوام المراقبة والإقبال .
وهذه الحالة الثانية هي أشرف و أفضل حالتيه و هي أساس الاستقامة في الحالة الأولى و أصل الكمال فيها .
كانت هاتان الحالتان للنبي صلى الله عليه و سلم كما كانتا لغيره. و قوله صلى الله عليه وسلم :( إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة ) إشارة إلى الحالة الأولى التي يكون فيها قائما بمصالح الأمة ، و ناهضا بأعباء الرسالة و مباشرة الشؤون العامة و الخاصة .و رآها دون الحالة الثانية التي يكون متفرغ القلب للرب . و ما كان ذلك الغين إلا الاشتغال بأمور الخلق في الحالة الأولى الذي يحجب عن كمال مشاهدة الحق التي في الحالة الثانية ، فأستغفر الله تعالى منه، و ما كان استغفاره عليه الصلاة و السلام إلا لانشغاله بكامل عن أكمل و توجهه للقيام بأمر عظيم عن مقام أعظم .
و قد تفطن الصحابة رضوان الله عليهم لهاتين الحالتين ، و سألوا النبي صلى الله عليه و سلم عنهما و أفتاهم فيهما فجاء في الصحيح أن حنظله الأسيدي- و كان من كُتَّاب النبي صلى الله عليه و سلم ، قال : ( لقيني أبو بكر ، فقال : كيف أنت يا حنظله؟ . قال سبحان الله ما تقول ؟ قال : قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار الجنة كأنها رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ، عافسنا الأزواج و الأولاد و الضيعات فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فوالله أنا لنلقى مثل هذا ، فانطلقت أنا و أبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قلت : نافق حنظله يا رسول الله ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و ما ذاك ؟ قلت : يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالجنة و النار كأنها رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج و الأولاد و الضيعات ، فنسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و الذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي في الذكر لصافحتكم الملائكة على فرسكم و في طرقكم !!!و لكن يا حنظله ( ساعة و ساعة ) ثلاث مرات .
فقوله صلى الله عليه و سلم ''ساعة و ساعة '' بيان للحالتين و تقرير لهما ، و قوله:'' و الذي نفسي بيده ''إلى آخره ، بيان لفضلهما .
هذه الحالة الفضلى ، الذكرى التي يحصلها للعبد على أكمل وجه هو أفضل الأذكار . و سنعرف مما سيأتي انه القرآن . وفيه قسم علمي و قسم عملي.

أ/ القسم العلمي :


1/القرآن أفضل الأذكار من طريق الأثر .

قال تعالى :( وَ هَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أنْزَلْنَاه ) ،( و لَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْر) ، ( إنَّمَا أُمِرْتُ أنْ أعْبُدَ ربَّ هَذِه البَلْدَةِ الذِّي حَرمَها و لَهُ كلُ شَيء، و أُمِرْتُ أنْ أكُونَ مِنَ المُسْلِمين، و أنْ أتْلُوَ القُرْآن).
فهذه البركة ، و هذا التسيير .و هذا الأمر بالتلاوة المقرون بالأمر بتوحيد العبادة و بالإسلام على طريق العصر- لم ترد إلا في القرآن .
وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة ، و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول : ألم حرف ، و لكن ألف حرف ،ولام حرف ، و ميم حرف) .قال الترمذي:هذا حديث حسن صحيح .
وروى الترمذي عن أبي أمامه مرفوعا:ً(ما ترقب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه). و من معناه ما ذكره القرطبي عن فروه بن نوفل عن خباب ابن الأرث قال :إن استطعت أن تقرب الى الله عزَّو جلَّ فإنك لا تقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه .
و روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: (يقول الرب تبارك و تعالى : من شغله قراءة القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين ، و فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه). وهذا الحديث و الذي قبله نصان صريحان في المقصود.
وروى البيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً :( قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير صلاة،و قراءة القرآن في غير صلاة أفضل من التسبيح و التكبير).
و روى أبو نعيم عن أبي عمر رضي الله عنه :(سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم :أي الأعمال أفضل عند لله ؟ قال : قراءة القرآن في الصلاة ثم قراءة القرآن في غير الصلاة ،فإن الصلاة أفضل الأعمال عند الله ، وأحبها إليه، ثم الدعاء و الاستغفار، فإن الدعاء هو العبادة ، وإن الله تعالى يحب المُلِّحَ في الدعاء، ثم الصدقة،فإنها تطفئ غضب الرب.ثم الصيام فإن الله تعالى يقول: الصوم لي و أنا اجزي به ، و الصيام جنة للعبد من النار).قال القرطبي- بعدما خرج هذا الحديث بسنده-: قال علماؤنا: هذا حديث عظيم في الدين يبين فيه أن أعظم العبادات قراءة القرآن في الصلاة.

2/ القرآن أفضل الأذكار من طريق النظر:

إن أشرف حالتي الإنسان- و هي حالة انفراده بربِّه، و توجهه بكليته إليه .و خلوص قلبه له، و تعلقه به – إنما تحصل على أكملها لتالي القرآن العظيم .فإن أفضل ما فيه – و هو قلبه – يكون قائمًا بأفضل أعماله و هو التفكر و التدبر.في أفضل المعاني، و هو معاني القرآن. وإن ترجمان ذلك القلب – وهو لسانه- يكون قائماً بأفضل أعماله وهي البيان بأفضل كلام و هو القرآن و جوارحه -إذا لم يكن في صلاة- كانت محبوسة على قيام القلب و اللسان بأفضل الأعمال ، و إذا كان في صلاة كانت قائمة بأفضل عبادة و هي الصلاة،في أشرف الأحوال ،و هي معراج الأرواح لمنازل الكمال – و هو أفضل الأذكار.
و أيضاً فإن الذكر قلبي و لساني و عملي ، و القرآن محصل لذلك كله على أكمله .

القرآن و الذكر القلبي :

فالتالي للقرآن المتدبر لآياته ، يكون متفكراً في مخلوقات الله و ما فيها من حكم ومن نعم،و في معاني أسمائه وصفاته ، و في مظاهر رحمته و إحسانه و بطشه و انتقامه ، و في أسباب ثوابه و عقابه،وفي مواقع رضاه و سخطه.
كما يكون التالي أيضاً متبصراً في عقائده خبيراً بأدلتها ،و رد الشبه عنها .كما يكون أيضاً مستحضراً لربه في قلبه باستحضار حقوقه و نعمه و آلائه ،إذ هذا كله مما تضمنته آي القرآن ، على أكمل بيان ،و أوضح برهان.

القرآن و الذكر اللّساني :

و كذلك اشتمل القرآن على أفضل الأذكار اللسانية : من تهليل، و تكبير،و تحميد، و تسبيح،وتمجيد، و استغفار، و دعاء، و على الأسماء الحسنى ،و الصفات العلي للرب تبارك و تعالى. فتاليه يكون ذاكراً بهذه الأذكار كلها .

القرآن والذكر العملي :

إن تلاوة القرآن بالتدبر تثمر للتالي التوبة و الإنابة و الرجاء و الخوف و ذلك كله مما يكون له خير داع الى الاستقامة – و لو بعض الشيء- في سلوكه العملي .
هذا شيء قليل مما للقرآن في الذكر بأنواعه الثلاثة، إلى ما فيه من علم مصالح العباد في المعاش و المعاد،وبسط أسباب الخير و الشر السعادة و الشقاوة في الدنيا و الأخرى، و علم النفوس و أحوالها ،و أصول الأخلاق و الأحكام،وكليات السياسة و التشريع ،وحقائق الحياة ي العمران و الاجتماع ، و نظم الكون المبنية على الرحمة و القوة، و العدل و الإحسان ،إلى ما تقصرعن عده الألسنة و تعجز عن الإحاطة به الأفهام .وإنما ينال كل تال
منها على قدر ما عنده من سلامة قصد، و صحة علم بتقدير و تيسير من الحكيم العليم.

نتيجة الاستدلال:

لهذه الأدلة الأثرية و النظرية المذكورة و غيرها ذهب الأئمة من السلف والخلف إلى أن قراءة القرآن أفضل الذكر.قال سفيان الثوري:(سمعنا أن القرآن أفضل من الذكر) نقله القرطبي في الباب السابع من كتاب التذكار.وقال النووي :( و اعلم أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح و التهليل و غيرهما من الأذكار.

ب/القسم العملي :

مقدارا لتلاوة :قد كان النبي صلّى الله عليه وسلم لا يخلي ليله و نهاره من تلاوة القرآن وكان – كما قال القرطبي-: يختمه في سبع . وهكذا قال لعبد الله بن عمر رضي الله عنه:( و أقرأ القرآن في كل شهر. فلما قال له:إنه يطيق أكثر من ذلك نقله إلى العشرين ، و إلى الخمسة عشر ، و إلى العشر،وانتهى به إلى السبع في قوله الأكثر .وكان هذا فعل الأكثرين من السلف. و عند الترمذي و غيره ، من حديث بن عمر رضي الله عنه مرفوعاً:( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث) وهذا ترخيص فيما دون السبع . و ترغيب عما دون الثلاث و قد فهم السلف من هذه الأحاديث بيان ما يكون وظيفة و حزباً يستمر عليه فلذا لم يمتنعوا من ختم القرآن في أقل من ذلك في مرات في بعض الأحوال.
و لا شك أن أحوال حملة القرآن تختلف في التفرغ للتلاوة و الاشتغال بغيرها، و أحوال الشخص الواحد في نفسه تختلف كذلك فيرتب حامل القرآن حزبه من الشهر إلى السبع على حسب حاله .فإذا لم يكن من حملة القرآن فلا يخل ليله و لا نهاره من تلاوة شيء مما معه حسب استطاعته ، و لا يكن من الغافلين.
ما يقصده من التلاوة:
قراءة القرآن أفضل أعمال اللسان ،و تدبر معانيه أفضل أعمال القلب. هذا من حديث أبي أمامه عند الترمذي الذي قدمناه في القسم الأول .فليقصد التالي التقرب إلى الله بهما .
و القرآن موعظة ترقق القلوب القاسية فليقصد تليين قلبه.
و القرآن شفاء لأدواء النفوس في عقائدها و أخلاقها و أعمالها فليقصد الشفاءبه من ذلك كله.
و القرآن هدى و دلالة على كل حال ما يوصل إلى سعادة الدنيا و الأخرى فليقصد الاهتداء هدايته.
و القرآن رحمة من الله للمؤمنين ، فليستنزل بتلاوته و تدبره، الرحمة من الله تعالى بإفاضة علوم القرآن على قلبه و بتوفيقه إلى القيام بمقتضى هدايته.
و لا يسلم تالي القرآن – لأنه غير معصوم- من ذنوب قد يصدأ لها قلبه فليقصد بتلاوته جلاء قلبه و التوفيق للتوبة من ذنبه . و ليجعل تلاوته لأجل تحصيل التوبة من أعظم وسائله إلى ربه ففي الحديث القدسي { من شغله قراءة القران عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين } .
اللهم اجعلنا مممن يتلون كتابك و يتدارسونه و يعملون به اللهم أمين.

التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-15-2009, 09:40 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا أختي وحبيبتي في الله
نقل طيب بارك الله فيكِ
نفع الله بكِ ورزقكِ الفردوس الأعلى
إنَّ اللهَ سميعُ الدُّعــاء
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-16-2009, 08:09 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســلوى مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا أختي وحبيبتي في الله

نقل طيب بارك الله فيكِ
نفع الله بكِ ورزقكِ الفردوس الأعلى

إنَّ اللهَ سميعُ الدُّعــاء
اللَّهم آمين جزاكِ الله خيراً أختي أسعدني مرورك.
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-23-2009, 11:40 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

اكرمك الله واحسن اليكِ حبيبتي
جزاكِ الله خيرا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-23-2009, 09:43 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هجرة إلى الله السلفية مشاهدة المشاركة
اكرمك الله واحسن اليكِ حبيبتي
جزاكِ الله خيرا
شكراً ماما سعِدتُ كثيييييييراً بتواجدكِ بجانبي .
حفظك الله و رعاكِ أمي الحبيبة.
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
., أفضل, الأذكار, القرآن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:25 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.