انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-22-2008, 04:08 PM
احمد الخولى احمد الخولى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي قصة المرآة

 






بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلمنسير
استيقظت كعادتها متأخرة من النوم بعدما فرغت من أداء اختباراتها الجامعية , وكعادتها تململت في سريرها سويعة , وقامت تجر رجليها جراً من فرط كسلها وطول سهرهاأمام شاشة الرائي طوال الليل , بدت كعادتها المتدللة , وجمالها المعهود , وقوامهاالطيب الممشوق واثقة النفس وهي تخطو نحو مرآتها ببطء , لا لتعدل من نفسها وإنماكعادتها لتفاخر نفسها على ما أعطاها الله من هبة الحسن , حتى تبدو وكأنها غادة شماءوهي بمجرد ملابس النوم غير المهندمة .

أخذت تنظر في مرآتها متدللة عليهاتدلل الطفل الرضيع في حجر أمه الحانية , وهي تمط جسمها ذات اليمين وذات الشمال , عسى أن تنفض عنه غبار الكسل .
نظرة ذات اليمين ونظرة ذات اليسار , بدأت تفيق , ثم كان العجب !!!! أحدقت في المرآة !!!! تصلبت عيناها على ما ترى أمامها !!!! ياإلهي من هذه التي أراها ... إنها فتاة غيري , أخذها الذهول لقبح من رأت في مرآتها ... أخذت تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .... تذكر اسم الله .... تحدق فلا يتغيرشيئاً .... مال هذا الشبح لا يتحرك .... من هذه ...
حتى تجرأت وقالت لمن فيالمرآة ...من أنت ؟؟؟؟
قالت: أنا أنت !!
قالت : عجباً المرآة تتكلم ؟؟؟ ولكنأنت أنا كيف؟؟
قالت : نعم أنا أنت !!!
قالت : أنا أعرف نفسي جيداً , انصرفيعني بالله عليك , أعوذ بالله من الشيطان !
قالت : أنا لست شيطانة , انظري جيداًألا تعرفين نفسك ؟؟؟

جرت من الحجرة خائفة مذعورة تبحث عن أحد تستنجد به وجدتالبيت مظلماً وليس ثمة أحد , خافت أن تتحرك خارج حجرتها من شدة ظلام البيت ولم تجدبداً أن تنادي لأمها من مكانها ...أماه ...أمي ....أين أنت .......
لا مجيب لاأحد في المنزل , غالباً في مثل هذا الوقت لا يوجد أحد , الوالد في العمل والوالدةمشغولة في شراء ما ينقص لإعداد الطعام , وتجهيز المنزل قبل الغداء ....
لم تجدمن ينقذها من صورتها في المرآة ...

وبعد فترة من الذهول قررت أن تتشجعوتحدث من بالمرآة برفق عسى أن تنصرف عنها وتتركها وشأنها ...
فعادت لها قائلة : يا حبيبتي أنا أعرف نفسي جيداً , أنا بصراحة شكلي أجمل بكثير مما أرى في المرآة , فمن أنت ؟؟
قالت : أنا أنت .
قالت : لا أنت لست أنا , أنت سوداء البشرة وأنابيضاء !!

قالت....
ألم تسمعي لقول الله تعالى { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه, فأما الذين اسودت وجوههم، أكفرتمبعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} ... وأنت تعلمين أنك منذ أعوام لم تسجدي لله سجدة واحدة , وقد قال تعالى { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعواالشهوات فسوف يلقون غياً } وقد قال النبي صلى اللهعليه وسلم«بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة»فمن أين لك ببياض الوجه ؟؟؟

قالت : نعم ولكنهذا في الآخرة وليس في الدنيا .... وعموماً أنت لست أنا، أنت شيطانة , بدليل أنوجهك قبيح , وملامحك متغيرة وليست ملامحي كذلك .
قالت : لا والله أنا أنت , ألمتسمعي إلى قول الله تعالى حاكياً عن قول إبليس اللعين : { ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} , وأنت معتادة على تغيير خلقالله تعالى وتبديل ملامحك في اليوم مرات ومرات تارة بالنمص وتغيير شكل الحاجبينوتارة بالمساحيق الصارخة المغيرة للون بشرتك لتغري بها من حولك , وقد أخبر النبيصلى الله عليه وسلم بأن النامصة والمتنمصة ملعونة , مصحوبة أينما ذهبت ببغض اللهتعالى ؟ فكيف يكون شكلك جميل وأنت مبغوضة من الله ,بل هذه صورتك الحقيقية بلا تعديلولا تبديل.

قالت: بدأت أحس بأن معك بعض الحق ... ولكني لازلت أعتقد بأنك لستأنا بدليل أن جسمي أنا جميل , أما أنت فجسمك هزيل , يبدو عليه المرض والضنك .

قالت : هذا الجسم الذي طالما استشرفك به الشيطان ليغري به رجال الأمة وقدخرجت كاسية عارية متعطرة , كل من شم ريحك فكأنما زنى بك ,ألم تسمعي لقول النبي صلىالله عليه وسلم " صنفان من أهل النار لم أرهما ...وعدّ منهما نساء كاسيات عارياتمائلات مميلات... ثم قال إلعنوهن فإنهن ملعونات " , فكيف يكون جسمك جميلاً في مرآتكوقد عصيت الله به , يا حبيبتي إن الله قد أعطاك نعماً ... ولا تزالين تبارزيهبالمعصية . وتعصيه بنعمه حتى يكاد أن يأخذك فلا يفلتك , .... أليس هذا هو الجسدالذي طالما خالطت به زملائك من الشباب في الجامعة وقد أمر الله بغض البصر فلم تصونينفسك ولم تساعدي غيرك على العفاف عن النظر المحرم بل عرضت نفسك سلعة رخيصة واللهيقول { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} ...
وقبل أن تقولي لي وهذا أيضاً ليس صوتي .. وطالما خضعت بالقول ولنت بطيبالكلام مع غير محارمك والله يقول { ولا تخضعن بالقول فيطمعالذي في قلبه مرض
} ...
وأخيراً أقول لك أنا صورتك الحقيقية وطالما كنتعلى نفس حالك سأكون من إلى أسوأ
...
ثم صرخت فيها بصوت عال مرتفع... أفيقي... أفيقي... أفيقي قبل ضمة القبر... ولا تعصي الله بنعمه...

فزعت الفتاة وارتجتوتزلزل كيانها وأفاقت من أمام المرآة وأخذت تبحث عمن يغيثها من صراخ المرآة وأخذتتجري وتجري... وإذا بها تحس بأن شيئاً يرتج من حولها... إنه سريرها يهتز من اهتزازجسمها.. إنها لازالت نائمة... لقد كان حلماً... قامت مسرعة مذعورة... أسرعت إلىالمرآة ...نظرت لنفسها .... إن شكلها لم يتغير ...ولكنها ترى الآن صورتها المشوهةمن وراء الواقع تبدو بعيدة ولكنها حقيقية... أسرعت... وأسرعت.. ولكن إلى أين ... إلى مغتسلها... لتغتسل بدموع التوبة... وتتوضأ بماء الندم... وتتستر بلباس الحشمةوالعفاف.... وتمشي في طريق الحياء.... لتلقى الله مصلية على سجادة الأمل... معاهدةله المضي في طريق لا إله إلا الله .

أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به الاسلام والمسلمين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 05:34 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.