كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
عندما تصبح الطيبة ...مصدرا للتعاسة والشقاء
عندما تصبح الطـيبة... مصدرا للتعاسة والشقاء... طالما كانت الطيبة في الماضي عنوانا لأغلب علاقاتنا الانسانية...
وأسّا هاما لمختلف لحظات حياتنا... فهي البلسم الوحيد الي بفضله تلتئم جراح قلوبنا المتألمة... النور الدافئ الذي يكسب ارواحنا أمنا و طمأنينة... والمنبع الذي لا ينبض من القيم الانسانية الراقية... حينها... كانت الكلمة الطيبة خير معبّر عن الشكر أو الثناء... والبسمة الطاهرة البريئة مرآة حقيقية تعكس مشاعرنا الدفينة النابعة من فؤاد صادق.. طيّب لكن أين نحن من كل هذا في زمن اصبحت فيه الطيبة عنوانا للسذاجة و الغباء؟؟؟ و كيف لنا ان نتجرّأ بالحديث عن قيمة بادت و اندثرت في ايامنا هذه؟؟ فدعوني أخبركم وبكل حرقة أن الطيبة اصبحت في زمننا هذا تهمة خطيرة بل صفة شنيعة يعاقب عليه صاحبها بالتجاهل و الاحتقار !!!! فلا شك أن المتأمل في واقعنا المرير سيتراءى له حتما و بوضوح... أنه لا مكان الكلمة الطيبة و للنية الصادقة النابعة بين قلوب اعماها الشر... و البستها المظاهر اثواب الخداع و الكذب... للأسف... فإن المرء اصبح اليوم مجرد كائن يعيش حياته لمجرد تحقيق رغباته و شهواته.. مهما رخصت و وضعت... مجرد جسد غارق في بحور الضغينة و الحقد.. جسد لوثته المادة و حب المظاهر باوحال الانانية و الطمع... فأصبح بالتالي لا يبحث الا عما يرفه عن اهوائه و اطماعه... و انقلب على كل موازين الحياة الانسانية... وانقلبت معه كل القيم و الاخلاق... وأصبح بذلك الانسان الطيب.. الراجح.. انسانا ساذجا غبيا.. لازال يتشبث بأطلال زمن رجعيّ ذهب و لن يعود... ولازال يعيش بين اوهام التخلّف والجهل ... و لا يكاد يفقه ابدا معنى الرقي و التقدم الحضاري تهمته الوحيدة.. انه لم يتلوّث بعد بسواد مجتمع غارق في بحور الذل والهوان ..!!!! اليكم بهذا الصدد هذه القصة التي كان ولا زال لها وقع اليم في صدى قلبي الضعيف... كانت لدي صديقة رائعة و صادقة.. قلبها صفحة بيضاء طاهرة.. وسريرتها مرآة للبراءة و الرقة.. همها الوحيد ان تدرس و تعمل حتى ترد جميل والدتها المريضة... و تجد و تشقى من اجل ان ترسم البسمة على شفاه اهل ضيعتها البسطاء.. المتواضعين... كان رفيقها الوحيد في دربها القاسي الإيثار والكلمة الطيبة.... لكن للأسف فإنها لم تجن من طيبتها هذه سوى الاحتقار و السخرية... فاغلب من اعرفهم يصفونها بالتخلف و يسخرون من ملابسها البدوية البسيطة... و يقلدون طريقة حديثها بازدراء و اشمئزاز.. اضافة الى اتهامها بالنفاق و الخداع و التمثيل... حتى ان احدى صديقاتي قالت لها يوما بكل قسوة " دعي عنك ثوب البراءة و الوداعة ... واظهري لو لمرة على حقيقتك المرّة" فما كان من صديقتي الطيبة الا الخلود الى صمت تلته عبرات خانقة... نزفت من جوارح نفس لوّعتها المظاهر الباطلة... لا لشيء الا لانها .... طيبة... و نيتها صادقة مع الجميع !!! ألهذا المستوى من التفكير الوضيع وصلنا بنا الحال؟؟؟ ألهذه الدرجة انقلبت القيم... و تغيرت الاخلاق؟؟ لماذا كل شيء أصبح يرى بالمعكوس؟؟؟ لماذا أصبح الإنسان العاقل... المتشبث بعاداته و تقاليده.. و الغيور على قيم دينه أسسه إنسانا متخلفا غبياّ؟؟؟ لماذا كل من يحاول اصلاح غيره او توجيهه و تصحيحه الى الطربق القويم... يتهم بالسذاجة و الرجعية؟؟؟ لماذا نتهم كل من يبتسم في وجهك بصدق و نقاء .. بأنه انسان مخادع... ولا يريد منا من خلال تلك البسمة الكاذبة سوى تحقيق احد مصالحه الشخصية ؟؟؟؟ لماذا اصبحنا نسخر من كل من يدعو الى الكلمة الطيبة... و ينهانا عن الكلام البذيء...؟ ونصف كلامه بالقديم و الغير متماشي مع زمن التطور والرقي؟؟؟ لماذا لا نقف معا وقفة تأمل و بحث عميق في انفسنا... ونحاول اصلاح شخصياتنا و النهوض بها نحو الافضل... وذلك يبدأ اولا بتخليص ارواحنا من شباك "الآخر"... وعدم الغرق في تيّار المجتمع الظالم... لماذا لا نعمل بشريعتنا الاسلامية الغراء... التي دعتنا دائما الى الكلمة الطيبة.. اذ يقول الله تعالى في كتابه الكريم { ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } (سورة ابراهيم 25-26) و لنقتنع أن الطيبة ليست عيبا... و ضعفا بل هي قيمة اخلاقية سامية... ترقى بالعلاقات الانسانية .. و تدفؤها... وتبعد عنها كل اشواك الكره و الحقد.. جرّب أن تكون يوما طيبا... ذي نية صادقة... و قلب ناصع البياض... وابتعد عن كل الافات الاجتماعية المدمرة و توكل على الله... وسوف تشعر حتما بطمأنينة و سعادة كنت تجهلها دوما... وسوف يتراءى لك الكون كله سعيدا راضيا.. ودعك من مقولة ( ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب).. لأنه حتى و ان كنت ذئبا... فلن تعرف ابدا حجم السعادة الحقيقية... فأن تكون طيبا ليس معناه ان تكون ساذجا و غبيا... فكم من طيب استطاع ان ينهل من العلوم و المعارف بفض ذكائه و فطنته... وكم من طيب استطاع ان يثبت مكانته بجدراة بين افراد مجتمعه.... وكأفضل مثال على ذلك قدوتنا الكريمة رسولنا محمد صلّى الله عليه و سلم الذي استطاع بفضل طيبته و صدقه أن ينتشل الانسانية من الجهل و الضلالة.. وثق بأن هذه الدنيا مهما طغت الظلمات على دروبها .. لا زال هناك بذرة خير في قلوب العديد من الناس بيننا.. لذلك لازال بصيص الامل يلوح لنا طالما اننا نعمل بقواعد شريعتنا الاسلامية الحبيبة اذ يقول رسولنا الاكرم صلى الله عليه و سلم ( الخير في امتي الى يوم الدين) لكن هذا لا يمنعنا من ان نسمو اكثر بعلاقاتنا الانسانية... وان نمد يد العون لكل من اعمت الدنيا بصيرته.. ولنعمل بقول الله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون...) |
#2
|
|||
|
|||
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من ابتغى رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس, ومن ابتغى رضا الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عنه الناس"
لذالك لايهمنا ما يقولون ولا حتى ما يصفوننا به جزاكِ الله خيرا يا حبيبة
|
#3
|
|||
|
|||
وخيرا جزاكِ اختى الغالية ام سراج وبارك فيكِ وغفر لكِ وتقبل منا ومنكِ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|