انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > واحــة الأســـرة المسلمــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-01-2014, 04:02 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي ابني يشعر أنني أقوم بدور "خادمة"!

 

ابني يشعر أنني أقوم بدور "خادمة"

أ. عائشة الحكمي


السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا والدةٌ لطفلَيْن - والحمد لله - في الخامسة والعشرين من العمر، وأقوم بالاهتِمام بابني (6 سنوات) وابنتي بنفسي - والحمد لله - مع العلم أنَّني جامعيَّة وبإمكاني أن أتوظَّف، ولكنَّني اخترتُ الاستِمتاع ببيتي وأولادي، وتحقيق أهداف شخصيَّة لطالما حلمت بها؛ مثل: حفظ القرآن الكريم، وبعض المشاريع، أشعُر ببعض الوحدة؛ حيث إنَّ علاقتي بصديقاتي قليلة نوعًا ما، لم أكترِ خادمةً ولا أحتاج إليها، مع العلم بأنَّ أهلي يمتَلِكون أكثرَ من خادمة، وأمِّي رأيها في هذا الموضوع مخالفٌ تمامًا لرأيي؛ فهي تعتقد تمامًا بوجود الخادمة في المنزل، بل وإنها تُعتَبَر بديلاً أساسًا لدور الأم في حالة انشِغالها، في حين أنَّني لا أُومِن بقضاء الأطفال دقيقة واحدة مع الخادمة، وأستَعِين بخادمات الساعة للقيام بتنظيف الحمامات فقط لا غير؛ حيث إنَّني أعتَقِد أنَّ دور الخادمة يجب ألا يتعدَّى الخدمة إلى التربية واللعب والمعيشة، وأهل زوجي لا يُؤمِنون بوجود الخادمة بتاتًا، ولا حتى لخدمة المنزل، ولكنَّ ابني يقول بعض الأشياء التي تجعلني أشكُّ في أنَّ ما أفعله هو الصحيح.

فمثلاً يقول: "أمي، لماذا تنظِّفين المنزل مثل الشغَّالات؟".

عندما أصحو معه في الصباح ليذهب إلى المدرسة، وأكون في غرفة الكوي لأكوي "مريوله" يقول: "أمي، حسبتك الخادمة!".

يقول عن أختي: "خالتي تُرِيدك أن تصبحي شغالةً عندها لتطبخي لها الطعام اللذيذ!".

تُضايِقني جدًّا هذه التعليقات، أشعُر أنَّه لا يُقدِّر ما أقوم به، ولا يحترمني ولا يقدِّرني، وأشعر أنَّني يجب أن أتعامَل معها جيدًا، فأنا لا أعرف من أين وصلَتْ له هذه الصورة المشوَّهة عن دور الأم في المنزل، من المحتَمَل أنَّه تُعجِبه طريقة حياة أهلي، أو أنَّ أصدقاءه كذلك، لا أعلم، ولكنَّه يحبُّ ديناميكيَّة بيتنا، ويحبُّني، ويحبُّ اللعب معي، ويحبُّ منزل جدَّته أم زوجي، ولكن هذه التعليقات الغريبة لا يَقولها إلا في بيت أهلي، أردُّ عليه بعض الردود مثل: "نحن نحبُّ بيتنا؛ ولذلك نَحرِص على تَنظِيفه، إذا لم تكن الخادمة موجودة فإنَّنا نقوم بتنظيفه بأنفسنا"، أو: "أنا أهتمُّ بأطفالي؛ ولذلك أجهِّز لهم ملابسهم! إذا أردت أن تهتمَّ الخادمة بك اذهب وصر ولدًا لها"، "لا يُمكِن أن تقول خالتك هذا الكلام - وهي بالفعل ما قالت كذلك - خالتك إذا أعجبها طبخي يمكنها أن تتعلَّمَ مِنِّي".

ولكنِّي لا أعلم هل هذه هي الطريقة المُثلَى للتعامُل مع هذا الموضوع، أم هنالك طريقة أفضل؟

الجواب
أختي العزيزة، حياكِ الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

إنَّ وجود أمثالك من الأمَّهات المتعلِّمات المثقَّفات الواعِيَات يُشعِرُني كثيرًا بالاطمِئنان على مستقبَل أبناء الجيل القادم، فبارَك الله فيكِ وأحسَن إليكِ، وأثابَكِ على حسن تربيتك لأبنائك، ورزقك السعادة الزوجيَّة أبدًا ما حييتِ... آمين.

فكرة ابنكِ المشوَّهة عن دور الخادمة ليست مُستغرَبة ما دمتِ تقولين: "وأمِّي رأيها في هذا الموضوع مخالفٌ تمامًا لرأيي؛ فهي تعتقد تمامًا بوجود الخادمة في المنزل، بل وإنها تُعتَبَر بديلاً أساسًا لدور الأم في حالة انشِغالها!".

الأمر واضحٌ يا عزيزتي؛ فأهلك هم مَن غرس هذه الصورة في عقليَّة ابنك، وعلاج المشكلة في مُجمَلِه يَكمُن في تعديل أهلك لطريقة تَفكِيرهم وتوجُّهاتهم نحو الخادمة.

أمَّا طريقة التربية فهي رائعةٌ جدًّا ومُوَفَّقة للغاية، إنما تَحتاجِين لبعض العَوْنِ والمُسانَدَة من قِبَلِ أهلك؛ والدتك وأخواتك.

ما أنصحكِ به هو التالي:
أولاً: أخبِرِي ولدَك أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد أمَر المرأة بأن تكون مسؤولةً عن رِعاية بيتها ومملكتها، مستدلَّة بالحديث الذي رواه البخاري عن عبدالله بن عمر - رضِي الله عنْهما -: أنَّه سمع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((كلُّكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته؛ فالإمام راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولةٌ عن رعيَّتها، والخادم في مال سيِّده راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّته))، قال: فسمعت هؤلاء من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأحسب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((والرجل في مال أبيه راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته)).

ثانيًا: عندما يقتَرِب موعد النوم، وابنك مضطجع على فراشه، افعَلِي معه كما فعَل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع ابنته فاطمة - رضِي الله عنْها - حين طلبَتْ خادِمًا؛ فقد روى البخاري في "صحيحه" أنَّ فاطمة - رضِي الله عنها - شَكَتْ ما تَلقَى من أثر الرَّحَى، فأتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - سبيٌ، فانطَلقَتْ فلم تجده فوَجدت عائشة فأخبرتها، فلمَّا جاء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخبرَتْه عائشة بمَجِيء فاطمة، فجاء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبتُ لأقوم فقال: ((على مكانكما))، فقعَدَ بيننا، حتى وجدت برد قدمَيْه على صدري، وقال: ((ألاَ أعلِّمكما خيرًا ممَّا سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما تُكبِّران أربعًا وثلاثين، وتسبِّحان ثلاثًا وثلاثين، وتحمدان ثلاثًا وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادم)).

التَزِمي بذلك كلَّ ليلة وكَبِّري مع ولدك، وسبِّحا واحمدا ربَّ العالمين، واجعَلِيه يُرَدِّد معك قول المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فهو خيرٌ لكما من خادم)).

ثالثًا: اشرَحِي له أنَّكم الآن لستُم في حاجةٍ إلى خادمة؛ لأنَّكم عائلة صغيرة، والعمل في البيت لا يتطلَّب مجهودًا كبيرًا، إنما قد تكونون بحاجةٍ لخادمة لو تطلَّب الأمر ذلك بصورةٍ اضطراريَّة لكثرة العمل المرهق في البيت، وسيكون عمل الخادمة ساعتئذٍ مقتصرًا على عمل الأشياء التي تَجِدين صعوبةً في استكمالها بمفردك، كما هو الحال في قولك: "أستعين بخادمات الساعة للقيام بتنظيف الحمامات فقط لا غير"، وهذا بالضبط ما فعلَتْه أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضِي الله عنْهما - حين احتاجَتْ لخادمة لسياسة الفرس.

روى مسلم في "صحيحه" عن أسماء بنت أبي بكر - رضِي الله عنهما - قالت: "تزوَّجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه، قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته وأسوسُه، وأدقُّ النَّوَى لناضحه، وأعلِفه، وأستَقِي الماء، وأَخرِزُ غربَه، وأعجن، ولم أكن أُحسِن أخبز، وكان يخبز لي جاراتٌ من الأنصار، وكُنَّ نسوةَ صدقٍ، قالت: وكنت أنقل النَّوى من أرض الزبير التي أقطَعَه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على رأسي، وهي على ثلثي فرسخ، قالت: فجئتُ يومًا والنَّوَى على رأسي، فلقيت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومعه نفرٌ من أصحابه، فدعاني ثم قال: ((إخ، إخ))؛ ليحملني خلفه، قالت: فاستحييتُ وعرفتُ غيرتك، فقال: والله لحملك النوى على رأسك أشدُّ من ركوبك معه، قالت: حتى أرسَل إليَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكفَتْني سياسة الفرس، فكأنما أعتقَتْنِي".

رابعًا: اغرِسي في ابنِك الاعتِمادَ على نفسه وتحمُّل المسؤوليَّة، ففي سنِّه يُصبِح لِزامًا على الأبناء ترتيبُ غرفهم بأنفسهم، وخدمة أنفسهم بأنفسهم، فإذا كنتِ تَرغَبِين في تَثبِيت مثل هذه السلوكيَّات الجيِّدة وتثبيط فكرته السلبيَّة تجاه الخادِمَة، فراقِبِيه عن بُعدٍ من بعدِ أن تُعطِيه بعضَ التعليمات التي تختصُّ بقِيامِه ببعض الأعمال المنزليَّة الصغيرة، ومتى قام بالعمل بها تلقائيًّا فكافِئِي سلوكَه فورًا بمكافَأة مجزِيَة بالنسبة إليه، ثم بعد ذلك اجعَلِي المكافأة معنويَّة؛ كالابتِسام والمديح بالكلمات المشجِّعة، والتقبيل والاحتِضان.

خامسًا: ضعيه في مواقف تربويَّة تعليميَّة إيمانيَّة لتدريبه على خدمة غيره، وخدمة الناس والبيئة من حولنا، مستَنِدة على خلفيَّة دينيَّة، فخدمة الغير من أعظم العِبادات أجرًا في الدنيا والآخِرة؛ فعن عبدالله بن عمر - رضِي الله عنْهما - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلِمه، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلمٍ كربةً فرَّج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومَن ستَر مسلمًا ستَرَه الله يوم القيامة))؛ متفق عليه.

وعن أبي هريرة - رضِي الله عنْه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجَد غصن شوك فأخَذَه، فشكَر الله له، فغفر له))؛ رواه البخاري.

وعن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الإيمان بضعٌ وسِتُّون شعبةً؛ فأفضلها قولُ لا إلهَ إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان))؛ رواه مسلم.

وغير ذلك من الأحاديث التي يُمكِنك الاستِدلال بها.

سادسًا: عَلِّمي ابنَك معنى الادِّخار وأصولَ التدبير المالي، اشرَحِي له كيف يُمكِنكم من خِلال الاستِغناء عن الخادمة توفيرَ بعض المال لشراء كثيرٍ من الأشياء والمستَلزَمات والهدايا، واجعَلِي الادِّخار عادةً لدى أبنائك مهما بلَغت حالتُكم الاقتصاديَّة، وحين تُكافِئينه ماديًّا أخبِرِيه بأنَّك ما كنتِ قادِرةً على شِراء هديَّة ثمينة له لو أنفَقت هذا المال أجرًا على الخادمة.

سابعًا: اجعَلِي من بيئة أهل زوجك التي تَرفُض وجودَ الخادِمة داعمًا لك في تربية طفلك، خصوصًا وأنَّ ابنك يُحِبُّ جدَّته لأبيه، فإن كنتِ تَجِدين تفهُّمًا من قِبَلِها، وحكمةً في تَعامُلها مع المشكلة من دون أن يكون الأمر جارِحًا لأهلك - فلا بأسَ من إشراك والدة زوجك في الدعم التربوي.

أؤكِّد مرَّة أخرى بألاَّ تُؤخَذ هذه النقطة في الاعتِبار في حال وُجُود حساسيَّات بين العائلتَيْن، وأنتِ أكثر دِرايةً بالوضع مِنِّي.

ثامنًا: تلمَّست لغةَ انتقاصٍ من قدر الخادمة في كلام ابنِك، ويجب تصحيحُها وتقويمُها؛ فالخدم إخوةٌ لنا لا فرقَ بيننا وبينهم، إنما اضطرَّتْهم ظروفُهم لكي يعملوا تحت أيدينا؛ فعن أبي ذر - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إخوانُكم جعَلَهم الله فتيةً تحتَ أيديكم، فمَن كان أخوه تحتَ يَدِه فليُطعِمه من طعامه، وليُلبِسه من لباسه، ولا يُكلِّفه ما يغلبه، فإنْ كلَّفه ما يغلبه فليُعِنْه))؛ رواه الترمذي في باب ما جاء في الإحسان إلى الخادم.

تاسعًا: ذكِّريه بأنَّ لنا في الجنَّة إنْ أحسَنَّا عملاً في الدنيا خدمًا يخدموننا خيرًا من كلِّ خُدَّام الدنيا؛ قال الله - تعالى - في وصفهم: ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾ [الإنسان: 19].

ختامًا:
روى مسلم في "صحيحه" عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضِي الله عنهما - وسأَلَه رجلٌ، فقال: ألسنا من فُقَراء المهاجرين؟ فقال له عبدالله - رضِي الله عنه -: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادمًا، قال: فأنت من الملوك.

دمتِ بألف خيرٍ، ولا تنسيني من صالح دعائكِ.



التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:41 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.