انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-26-2008, 05:49 PM
الأسد الشيخ الأسد الشيخ غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Icon37 مفهوم الإصلاح في الشريعة الغراء.

 





مفهوم الإصلاح في الشريعة الغراء.




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

كثرت في زماننا- بل منذ أزمان- مناهج الإصلاح, وتعددت طرائقه, ونادى به أناس كثر على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم, حتى التبس على كثير من الناس الحق من الباطل, فحصل الاختلاف والتدابر والتناحر والتفرق مما أدى إلى ضعف كيان الأمة الإسلامية كما قال تعالى:{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال.
نعم, إن الإصلاح موافق للفطرة التي فطر الله الناس عليها, ولذا قال نبيُّ الله شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه لما دعاهم إلى عبادة الله وحده, ونهاهم عن إنقاص المكاييل والموازين, وأمرهم بتوفيتها: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ}هود.

- فما حقيقة الإصلاح والصلاح لغة وشرعا؟ وما الفرق بينهما؟
- وما هي مرجعية الإصلاح؟
- وما الفرق بين المصلح والمفسد؟

جاء في"لسان العرب": "..الإصلاح نقيض الإفساد, والمصلحة: الصلاح, والمصلحة واحدة المصالح والاستصلاح نقيض الاستفساد, وأصلح الشيء بعد فساده: أقامه, وأصلح الدابة: أحسن إليها فصلحت" اهـ 2/516.
أما شرعا: فقال السعدي رحمه الله: "والإصلاح هو أن تسعى في إصلاح عقائد الناس وأخلاقهم, وجميع أحوالهم, بحيث تكون على غاية ما يمكن من الصلاح.
وأيضا يشمل إصلاح الأمور الدينية, والأمور الدنيوية وإصلاح الأفراد والجماعات وضد هذا الفساد"اهـ"أصول التفسير وكلياته( ملحق بتيسير الكريم الرحمن5/450)".
أما الصلاح: ففي اللغة هو: ضد الفساد. "القاموس المحيط" 1/693.
وشرعا: قال شيخ الإسلام رحمه الله: "فإذا أطلق الصلاح تناول جميع الخير, وكذلك الفساد يتناول جميع الشر" اهـ" الإيمان"89.
أما الفرق بينها: فقيل أن الصلاح متعلق بإصلاح النفس, والإصلاح متعلق بإصلاح الغير, وإذا أفرد كل واحد منها وأطلق فإنه يشمل الآخر على قاعدة: "إذا اجتمعا تفرقا, وإذا تفرقا اجتمعا".
أما في خصوص مرجعية الإصلاح فنقول :هناك من هو مصلح يريد الإصلاح حقيقة وهناك من هم مقيم على الفساد والإفساد, والضابط الذي يميِّز بينهما هو كتاب الله جل وعلى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وما كان عليه الصحابة الكرام, إذ الإصلاح كله مضمن فيما جاء به الشرع أو دل عليه وأرشد إليه, أو قبله, فمن زعم الإصلاح بما يخالف الشرع معتمدا على مجرد عقله فهو مفسد وإن ادعى غير ذلك، لأن العقول وإن اهتدت إلى ما فيه بعض الصلاح والإصلاح في بعض الأمور, لكنها لا تستقل بإدارك الصلاح كله في الأمور جميعها.
قال العلامة محمد الخضر حسين رحمه الله:" في فطرة الإنسان قوة يعقل بها طرق الصلاح والفساد ويفقه بها الحق والباطل, ولكن هذه القوة العاقلة لا تستقل وحدها بتمييز المعروف من المنكر, وليس من شأنها أن تطلع على كل حقيقة ولا أن تدبر أعمال البشر على نظام لا عوج فيه فإنها- وإن بلغت في الإدراك أشدها- قد تنبو عن الحق, ويعزب عنها وجه المصلحة, ولا تهتدي إلى عاقبة العمل, وربما ألقت على الحسنة نظرة عجلى فتحسبها سيئة, وقد يتراءى لها الشر في شبه من الخير فتتلقاه بالقبول" اهـ "الدعوة إلى الإصلاح" 19.
فلا سبيل – إذن – لأحد يدعو إلى الإصلاح عن الرجوع إلى الشرع والركون إليه والانطلاق منه, وهذا هو الفيصل بين المصلح والمفسد فإن الذي لم يجعل الشريعة دليله وقائده بل جعلها وراءه ظهريا فهو مفسد يقيم على الفساد ويدعو إليه وإن زعم أنه من دعاة الإصلاح! وهذا هو حال المنافقين فهم يفسدون ويزعمون أنهم يصلحون كما قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}البقرة.
فتجدهم يدعون إلى المساواة المطلقة بين الذكر والأنثى حتى فيما فرقت فيه النصوص القطعية تحت عباءة عدم التمييز بين طبقات المجتمع.
ويدعون إلى تبديل وتحريف أحكام الله تحت عباءة الاجتهاد والنظر!!
ويدعون إلى إباحية مطلقة من كل قيد وإشاعة الفاحشة تحت عباءة المحافظة على حقوق الإنسان وإعطاء الحرية!!
ويدعون إلى تذويب الشخصية المسلمة في الشخصية الغربية تحت عباءة الإنسانية والانفتاح على الآخر!
ويدعون إلى الهجوم على سادات هذه الأمة وعلى علمائها تحت عباءة النقد الحر!!
ويدعون إلى المساس بالأصول والتوابث الدينية تحت عباءة إبداء الرأي!!
إلى غير ذلك من التدليس والتلبيس على الناس ومخالفة الظاهر للباطن وهذا هو النفاق وأولئك هم العلمانيون ومن شابههم, كل ذلك تحت عباءة الدعوة إلى الإصلاح, والله يعلم أنه فساد وإفساد : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}.
فالفيصل بين المصلح والمفسد - إذن- راجع إلى موضع الشريعة وقدرها في دعوة كل واحد منهما.
و"لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها" كما قال إمامنا مالك رحمه الله.




رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:03 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.