واحة الشعر العربي هنا توضع أي قصيدة عربية منقولة عن الشعراء المتقدمين والمتأخرين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
صرخة في آذان الدعاة
صرخة في آذان الدعاة
نداء من داخل الصف إلى رفاق الدرب، نداء من القلب إلى الرعيل الأول، إلى أصحاب السَمُرَة: هموم القلب قد صاغت مقالي **** وإن خطّت يدي رسمْ السؤالِ سؤالٌ ما أردت به جدالاً فكم **** صدَّ الهدى خوضُ الجدالِ ولا لشماتةٍ برفيق دربٍ فما **** حبُّ الشماتة من خصالي ولا لفضيحةٍ تَشفي الأعادي **** وتقطع بيننا حبلَ الوصالِ ولكنْ نصحُ إخواني مُرادي **** وقد تأتي النصيحةُ بالكمالِ دعاةَ الحق كم خضتمْ صعاباً **** تهاوتْ دونَها هممُ الرجالِ حملتمْ همَّ أمتكمْ فقُدْتمْ **** ركائبَ مجدِها نحوَ الأعالي وجدَّدْتم لها الدينَ المسجَّى **** بأثواب الجهالةِ والضلالِ فقامتْ صحوةُ الإسلام فيها **** يبدِّد فجرُها ظُلَمَ الليالي وعمَّ ضياؤها في كل حدْب **** وشعَّ بريقها كالاشتعالِ كأنَّ ضياءها في الكون عرسٌ **** يَزُفُّ الكونَ في يوم احتفالِ إلى مستقبلٍ يزهو بماضٍ **** تضلَّعَ من زُهُوٍّ واْختيالِ تفاءلتِ الحياة بها وسُرّت **** بمقدمها وكانت خيرَ فالِ فمن رحِمِ الظلام إلى ضياءٍ **** ومن حرِّ الهجير إلى ظلالِ ومن ضعفٍ إلى عز منيع **** ومن يأْس إلى طلب المعالي كأن الدِين بعد الأسر حرٌّ **** من الأحرار أطلق من عقالِ ويشهد بالحقائق ما صنعتم **** ويغنينا الصنيع عن المقالِ فكم من سنَّة ماتت فأحييْ **** تُموها في الورى بعد الزوالِ وكم من بدعة راجت فلما **** بدوتم أصبحت في شرِّ حال وكم طفلاً يتيماً قد كفلتم **** وكم يمنى تخفَّت عن شمالِ وعاصٍ للإله دعوتموهُ **** فآب إلى الهدى بعد الضلال ورايات الجهاد رفعتموها **** وقد طُويت سنينَ عن القتالِ وأنظمة الربا حاربتموها **** ويسَّرتم لنا سُبلَ الحلال فأنشأتم بيوتَ المال حَلاً **** من الإسلام لا من رأس مال وخضتم في مجال الفكر حرباً **** فأبلتْ ثم أفنتْ كل بالي على الإلحاد قد دارت رحاها **** فكم طحنت بساحات النزال وعادت كرَّة للدين أخرى **** ولا تخلو الحروب من السِجال فصرح الجاهلية يوم عادا **** وما في القوم من حر يبالي أجبتم يومَ أن نادى المنادي **** فَهُدَّ الصرح من أعلى الأعالي على قومية ساقت جموعاً **** كقطعان البهائم للنضال تبشِّرهم بنصر سوف يرمي **** بإسرائيل في قاع القنال وصَدَّقت الجماهير الثُمالى **** وعلَّقت الأمانيَ في جمالِ فذاقوا من دعاوى النصر ذلاًّ **** وعارا لا يطهّر بِاغْتسال وحلَّت نكسة واحتُلَّ أقصى **** وحَطَّت نجمةٌ فوق الهلال وكفِّنت العروبة يوم صلى **** على المبكى جنود الاحتلال وشوهدَ نجمُها بعد التعالي **** يخرُّ من العُلوِّ إلى سَفال ليعلوَ بعده نجم أصيل **** من الإسلام في الآفاق عالي أعاد بريقه جيل فريد **** من الأبطال ميئوس المنال يرون بأن نَيْلَ النصر حقٌّ **** لمن أعلى شريعة ذي الجلال فنعم الجيل أنتم يا رجالاً **** أعادوا سيرة الجيل المثالي رجالٌ طلقوا الدنيا ثلاثاً **** ولم تخطر لهم يوماً ببال فما الأموال كانت مبتغاهم **** وقد حازوا غنىً من غير مال ولا لمناصبٍ سارت خطاهمْ **** ولا طمعوا بألقاب المعالي ولا ركنوا لطاغية ظلوم **** ولا وقفوا على أبواب والي ولا سلبت قلوبَهمُ الغواني **** وإن تلْقَ الحسان فلا تبالي ولا عجبٌ إذا فتنت قلوب **** رأت حسناً فهامتْ في الجمال ولكنَّ العجيب ثباتُ قلبٍ **** على الإيمانِ صلباً كالجبال تراهمْ في المَعامِعِ أُسْدَ غابٍ **** وفي السرّاء أليَنَ من طِلال يصومون النهار وإن تمادى **** وإن أَمْسَوْا فرهبانُ الليالي يرون تلاوة القرآن زاداً **** فما بين المفصَّل والطِّوال فتحسبُ أنهمْ بقلوب طيرٍ **** ترقّ إذا تلا القرآن تالي لهم شغَفٌ بذكر الله سراًّ **** وجوفُ الليل في الأسحارٍ خالي إذا ذكروا مآل الروح يوماً **** تفيضُ العين من ذكر المآل دعاةَ الحق لا تغني الدعاوى **** ولا الأمجاد تبنى في الرمال فتلك الحالُ حالُ الأمس لكنْ **** دوامُ الحال من ضَرْبِ المحال فما أنتمْ كمثل الأمس قطعاً **** ولا تبدو الحقيقة كالخيال أرى الأشخاصَ والهيئاتِ فيكم **** ولكن لا أرى نفْسَ الخصال فإن كنتم نياماً فاسْتفيقوا **** وإن حِرْتم أجيبوا عن سؤالي أشَقَّ عليكم الدربُ المُحلَّى **** بأشواك المتاعب والعِضال أمِ العزمُ الشديد غدا هزيلاً **** فَحَلَّ العجزُ فيه من الهُزال أمِ اسْتعجلتمُ النصر انتظاراً **** فطال النصرَ شؤْمُ الاعتجال أمِ القلب الصبور غدا ملولاً **** فذاب الصبر فيه من المَلال أقول وإنَّ بعضَ القول أغلى **** من الدُرَر النفائس واللآلي حياةُ القلب يكشفها المحيا **** ويكشف موتَهُ سوءُ الفِعال فكم حبُّ الحياة أمات قلباً **** وكم أَحياه ذكر الارتحال فوخز الذنب في قلبٍ تقيٍّ **** أشدُّ عليه من طعن النصال وطمس النور في قلبٍ شقيٍّ **** يراه كشربة الماء الزلال فإن تَمُتِ القلوب من المعاصي **** فما موت القلوب من المحال وإني قد ظننت ورب ظنٍّ **** يكون من اليقين واْلاحتمال أرى حبَّ الحياة طغى عليكم **** وأُشْرِبَ في قلوبكمُ الخوالي فبعد جفائها رُمْتُمْ هواها **** وأرخيتم لها عُقَدَ الحبال فوا أسفا إذا صَدَقَتْ ظنوني **** وكان جوابَها عينُ السؤال أبعد جهادكم زمناً شباباً **** بزهرة عمْركمْ وبكلِّ غالي وبعد الغربة الكبرى وصبرٍ **** على مستهزئٍ بالدين قالي وبعد الزهد والدنيا رخاءٌ **** وأنتم عن هواها في انْشغال يباع جهادكم بخساً رخيصاً **** بزائلِ منصبٍ وحقيرِ مالِ دعاةَ الحق لا تخفى النوايا **** فما المولى عن الإنسان سالي وقد سبق الكتاب بأن يجازى **** مسيءُ الفعل من جنس الفِعال فمن يَبِعِ الديانةَ بالدنايا **** يُبَعْ في ذلةٍ بيعَ الموالي ومن يَشْري الحياة بظل **** عرشِ اْلإلهِ نجا وأُمِّن من نكال فعودوا مثلما كنتم رجالاً **** يطيب بذكرهم ضَرْبُ المثال |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|