عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
فوائد مختارة من عدة الصابرين للشيخ سليمان اللهيميد
بسم الله الرحمن الرحيم هو حبس النفس عن الجـزع ، واللسـان عن التشكي ، والجـوارح عن لطم الخـدود وشق الثياب ونحوهما . ( 17 ) . 2} ما حقيقة الصبر ؟ هو خُلق فاضل من أخلاق النفس ، يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمُل ، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها . ( 19 ) . 3} ما الفرق بين الصبر والتصبر والاصطبار والمصابرة ؟ الفرق بين هذه الأشياء بحسب حال العبد في نفسه وحاله مع غيره . فإن حبس نفسه ومنعها عن إجابة داعي ما لا يحسن إن كان خُلقاً له ومَلَكة سمي صبراً . وإن كان بتكلف وتمرن وتجرع لمرارته سمي تصبراً . وأما الاصطبار فهو أبلغ من التصبر ، فإنه افتعال للصبر بمنزلة الاكتساب ، فالتصبر مبدأ الاصطبار ، فلا يزال التصبر يتكرر حتى يصير اصطباراً . وأما المصابرة فهي مقاومة الخصم في ميدان الصبر ، فإن مفاعلة تستدعي وقوعها بين اثنين كالمشاتمة والمضاربة . ( 62 ) . 4} اذكر أنواع الصبر ؟ الصبر باعتبار متعلقه أقسام : صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها . وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها . وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها . ( 36 ) . 5} ما حكم الصبر والرضا ؟ ما يقضيه ويقدره الله على العبد من المصائب التي لا صنع له فيها : ففرضه الصبر عليها . وفي وجوب الرضا بها قولان للعلماء : أصحهما أنه مستحب . ( 37 ) . 6} الصبر نوعان : اختياري واضطراري ؟ فأيهما أكمل الصبر الاختياري أم الاضطراري ؟ الاختياري أكمل من الاضطراري ، فإن الاضطراري يشترك فيه الناس ويتأتى ممن لا يتأتى منه الصبر الاختياري ، ولذلك كان صبر يوسف الصديق عن مطاوعة امرأة العزيز وصبره على ما ناله في ذلك من الحبس والمكروه أعظم من صبره على ما ناله من إخوته لـمّا ألقوه في الجب ، وفرقوا بينه وبين أبيه فباعـوه بيع العبد . 43 . 7 } أي الصبرين أحب إلى الله ؟ صبر من يصبر على أوامره ، أم صبر من يصبر عن محارمه ؟ قالت طائفة : الصبر عن المخالفات أفضل . لأنه أشق وأصعب ، فإن أعمال البر يفعلها البر والفاجر ، ولا يصبر على المخالفات إلا الصديقون . قالوا : ولأن ترك المحبوب الذي تحبه النفوس دليل على أن من ترك لأجله أحب إليه من نفسه وهواه بخلاف فعل ما يحبه المحبوب فإنه لا يستلزم ذلك . قالوا : وليس العجب ممن يصبر على الأوامر ، فإن أكثرها محبوبات للنفوس السليمة لما فيها من العدل والإحسان ، بل العجب ممن يصبر على المناهي التي أكثـرها محاب للنفوس فيترك المحبوب العاجل في هذه الدار للمحبوب الآجل في دار أخرى . وقالت طائفة : بل الصبر على فعل المأمور أفضل وأجل من الصبر على ترك المحظور . لأن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المحظور ، والصبر على أحب الأمرين أفضل وأعلى ، وبيان ذلك من وجوه : أحدها : الغاية التي خلق لها الخلق ، أن فعل المأمور مقصود لذاته فهو مشروع شرع المقاصد . الثاني : أن المأمورات متعلقة بمعرفة الله وتوحيده وعبادته وذكره وشكره ومحبته والتوكل عليه . ثم ذكر بقية الوجوه . 46 – 49 . 8} ما معنى قوله r ( ولقد أوذيتُ في اللهِ وما يؤذى أحد ) ؟ هذا يفهم منه معنيان : أحدهما : أن ذلك في مرضاته وطاعته وسبيله ، وهذا فيما يفعله الإنسان باختياره . والثاني : أنه بسببه وبجهته حصل ذلك ، وهـذا فيما يصيبه بغير اختياره ، وغالباً ما يأتي قولهم ( ذلك في الله ) في هذا المعنى . ( 60 ) . 9} ما البواعث الدينية التي تعين على الصبر ؟ أما تقوية باعث الدين فإنه يكون بأمور : أحدها : إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع . الثاني : مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له . الثالث : مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالإساءة من أحسن إليه . الرابع : مشهد الغضب والانتقام ، فإن الرب إذا تمادى العبد في معصيته غضب . الخامس : مشهد الفوات وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة . السادس : مشهد القهر والظفر ، فإن قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين وأحلى وقعاً وأتـم فرحة . 69 – 70 . 9} متى يكون العمل لله غير شاق ، ومتى يكون شاقاً ؟ من عوّد نفسه العمل لله لم يكن عليه أشق من العمل لغيره ، ومن عوّد نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن عليه أشق من الإخلاص والعمل لله ، وهذا في جميع أبواب الأعمال ، فليس شيء أشق على المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس . ( 72 ) . 10} ما أفضل طريقة للتخلص من الشر ؟ قال النبي r ( من سمع بالدجال فلينأ عنه ) فما استعين على التخـلص من الشر بمثل البعد عن أسبابه ومظانه . ( 76 ) . 11} من مكائد الشيطان أنه يظهر للإنسان في مظان الشر بعض الخير ، لماذا ؟ ههنا لطيفة للشيطان لا يتخلص منها إلا حاذق ، وهي أن يظهر له في مظان الشر بعض شيء من الخير ويدعوه إلى تحصيله ، فإذا قرب منه ألقاه في الشبكة . ( 76 ) . 12} ما المراد بالعداوة في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) ؟ ليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس أنها عداوة البغضاء والمحادة ، بل إنما هي عداوة المحبة الصادة للآباء عن الهجرة والجهاد ، وتعلم العلم والصدقة وغير ذلك من أمور الدين وأعمال البر . ( 78 ) 13} كيف الصبر بعد الفراغ من العمل ؟ يكون بوجوه : أحدها : أن يصبر نفسه عن الإتيان بما يبطل عمله ، فليس الشأن الإتيان بالطاعة ، إنما الشأن في حفظها مما يبطلها . الثاني : أن يصبر عن رؤيتها والعجب بها والتكبر والتعظم بها ، فإن هذا أضر عليه من كثير من المعاصي الظاهرة . الثالث : أن يصبر عن نقلها من ديوان السر إلى ديوان العلانية ، فإن العبد يعمل العمل سراً بينه وبين الله سبحانه فيكتب في ديوان السر ، فإن تحدث به نقل إلى ديوان العلانية . ( 80 ) . 14 } لماذا كانت عقوبة الشيخ الزاني ، والملك الكذاب ، والفقير ، أشد العقوبة ؟ لسهولة الصبر عن هذه الأشياء المحرمات عليهم لضعف دواعيها في حقهم ، فكان تركهم الصبر عنها مع سهولته عليهم دليلاً على تمردهم على الله وعتوهم عليه . ( 84 ) . 15} لماذا كان الصبر عن معاصي اللسان والفرج أصعب أنواع الصبر ؟ لشدة الداعي إليهما وسهولتهما ، فإن معاصي اللسان فاكهة الإنسان ، كالنميمة والغيبة والكذب والمراء والثناء على النفس تعريضاً وتصريحاً . ولذلك تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة ، ويطلق لسانه في الغيبة والنميمة والتفكه في أعراض الخلق . وكثير ممن تجده يتورع عن الدقائق من الحرام والقطرة من الخمر ، ومثل رأس الإبرة من النجاسة ، ولا يبالي بارتكاب الفرج الحرام . 85 . 16 } اذكر بعض ما ورد في الصبر وفضله ؟ تعليق الفلاح به : كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور . الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين على غيره : كقوله (أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ) . تعليق الإمامة في الدين به وباليقين : قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين . ظفرهم بمعية الله لهم : قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) . أنه جمع للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم : قال تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) . أنه سبحانه علق محبته بالصبر وجعلها لأهله : فقال ( والله يحب الصابرين ) . 87 – 88 . 17} على ماذا يدل قوله تعالى في أيوب ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ؟ هذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد . 90 . 18 } اذكر بعض الفوائد من حديث المرأة التي مر عليها النبي r وهي تبكي عند قبر على صبي لها ، فقال لها : اتق الله واصبري ؟ في الحديث أنواع من العلوم : أحدها : وجوب الصبر على المصائب ، وأنه من التقوى التي أمر العبد بها . الثاني : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن سكر المصيبة لا يسقطه عن الآمر والناهي . الثالث : تكرار الأمر والنهي مرة بعد مرة حتى يعذر المرء إلى ربه . ( 93 ) . 19 } هل الحديث يدل على جواز زيارة القبور للنساء ؟ احتج به على جواز زيارة النساء للقبور ، وأجيب عن هذا بأنه r قد أمرها بتقوى الله والصبر ، وهذا إنكار منه لحالها من الزيارة والبكاء ، ويدل عليه أنها لما علمت أن الآمـر لها من تجب طاعته انصرفت مسرعة . ( 93 ) . 20 } ماذا تضمنت دعوة الرسول e [ اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ] ؟ تضمنت هذه الدعوة العفو عنهم والدعاء لهم والاعتذار عنهم والاستعطاف بقوله : لقومي . 101 . 21} هل قول النبي r في وجعه ( وارأساه ) من الشكوى المذمومة ؟ هذا إنما قيل على وجه الإخبار لا على وجه شكوى الرب تعالى إلى العوّاد ، فإذا حمد المريض الله ثم أخبر بعلّته لم يكن شكوى منه . ( 109 ) . 22} اذكر بعض الأدلة على جواز البكاء على الميت ؟ في الصحيحين عن أسامة بن زيد ( أن رسول الله r انطلق إلى إحدى بناته ولها صبي في الموت ، فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنه في شنّة ففاضت عيناه ) . وفي الصحيحين أيضاً عن ابن عمر قال ( اشتكى سعد بن عبادة شكوى له ، فأتاه النبي r يعوده ... ، فلما دخل عليه وجده في غشية ، فقال : قد قضى ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، فبكى رسول الله r ) . وقد صح عنه r أنه زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله . وقد صح عنه r أنه قبّل عثمان بن مظعون حتى سالت دموعه على وجهه . وصح عنه r أنه نعى جعفراً وأصحابه وعيناه تذرفان . وصح عن أبي بكر أنه قبّل النبي r وهو ميت وبكى . ( 122 ) . 23 } ما الجواب عن قول الرسول r [ إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ] مع أن الله يقول ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ؟ قالت فرقة : هذه الأحاديث لا تصح عن رسول الله r ، وقد أنكرتها أم المؤمنين عائشة واحتجت بقوله تعالى [ ولا تزر وازرة وزر أخرى ] . وقالت طائفة منهم المزني وغيره : إن ذلك محمول على من أوصى به إذا كانت عادتهم ذلك . وقالت طائفة : هو محمول على من سننه وسنن قومه ذلك إذا لم ينههم عنه ، لأن ترك نهيه دليل على رضاه به . ثم قال ابن القيم : لا تحتاج هذه الأحاديث إلى شيء من هذه التكلفات ، وليس فيها بحمد الله إشكال ، فإن النبي r لم يقل إن الميت يعاقب ببكاء أهله عليه ونوحهم ، وإنما قال يعذب بذلك ، ولا ريب أن ذلك يؤلمه ويعذبه ، والعذاب هو الألـم الذي يحصل له ، وهو أعم من العقاب . ( 128 / 129 ) 24} ما علامة إرادة الله بالعبد الكمال ؟ متى أراد الله بالعبد كمالاً وفقه لاستفراغ وسعه فيما هو مستعد له ، قابلٌ له ، قد هيء له ، فإذا استفرغ وسعه بزَّ على غيره وفاق الناس فيه . ( 137 ) 25} ما رأيك بقول بعض الفقهاء : إن من حلف أن يحمد الله بأفضل أنواع الحمد كان برّ يمينه أن يقول : الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافىء مزيده ؟ هذا ليس بحديث عن رسول الله r ، ولا عن أحد من الصحابة ، وإنما هو إسرائيلي . ( 162 ) 26 } هل الدين مجرد ترك المحرمات الظاهرة فقط ؟ ليس الدين بمجرد ترك المحرمات الظاهرة ، بل القيام مع ذلك بالأوامر المحبوبة لله ، وأكثر الديّانيين لا يعبأون منها إلا بما شاركهم فيه عموم الناس . وأما الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لله ورسوله وعباده ، ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه ، فهذه الواجبات لا تخطر ببالهـم فضلاً عن أن يريدوا فعلها وفضلاً عن أن يفعلوها . ( 171 ) . 27} من أقل الناس ديناً ؟ وأقل الناس ديناً ، وأمقتهم إلى الله ، من ترك هذه الواجبات [ الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لله ورسوله وعباده ، ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه ] ، وإن زهد في الدنيا جميعها ، وقلّ أن ترى منهم من يحمر وجهه ويمعّره لله ويغضب لحرماته ، ويبذل عرضه في نصرة دينه ، وأصحاب الكبائر أحسن حالاً عند الله مـن هؤلاء . ( 171 ) . 28} اختلف العلماء ، أيهما أفضل الفقير الصابر ، أم الغني الشاكر ، فهل قول النبي r ( يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم ) يدل على فضل الفقراء على الأغنياء ؟ هذا لا يدل على فضلهم على الأغنياء في الدرجة وعلو المنزلة وإن سبقوهم بالدخول ، فقد يتأخر الغنى والسلطان العادل في الدخول لحسابه . ( 179 ) . 29} ما معنى ( ووجدك عائلاً فأغنى ) ؟ أجمع المفسرون أن العائل هو الفقير . ( 180 ) . 30} رد ابن القيم على من فسر قوله تعالى ( ذلك أدنى ألا تعولوا ) أي : ألا تكثر عيالكم من وجوه اذكرها ؟ أحدها : لا يعرف في اللغة عال يعول إذا كثر عياله ، وإنما المعروف في ذلك عال يعيل ، وأما عال يعول فهو بمعنى الجور ليس إلا . الثاني : أنه سبحانه قابل ذلك بالعدل الذي نقلهم عند خوفهم من فقده إلى الواحدة ، والتسرّي بما شاءوا من ملك أيمانهم ، ولا يحسن التعليل بعدم العيال . الثالث : أنه سبحانه نقلهم عند الخوف من عدم القسط في نكاح اليتامى إلى من سواهن من النساء لئلا يقعوا في ظلم أزواجهم اليتامى . الرابع : أنه لو كان المحذور كثرة العيال ، لما نقلهم إلى ما شاءوا من كثرة الإماء بلا عدد ، فإن العيال كما يكونون من الزوجات يكونون من الإماء ، ولا فرق . الخامس : أن كثرة العيال ليس أمراً محذوراً مكروهاً للرب تعالى ، كيف وخير الأمة أكثرها نساء ، وقد قال النبي r ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ) فأمر بنكاح الولود ليحصل منها ما يكاثر به الأمم يوم القيامة . ( 181 ) . 31} اذكر ثلاث تدل على أن الله خلق الخلق وما في الكون للابتلاء والاختبار ؟ قال تعالى( فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ) . 33 } قوله تعالى (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) هل يدخل في الآية كل من شغله وألهاه التكاثر حتى بالعلم ؟وقال تعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ) . وقال تعالى ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) . فأخبر سبحانه أنه زيّن الأرض بما عليها من المال وغيره للابتلاء والامتحان ، كما أخبر أنه خلق الموت والحياة لذلك ، وخلق السموات والأرض لهذا الابتلاء أيضاً . ( 186 ) . 32} من أربح الناس ومن أخسرهم في المال والملك والعلم ؟ أربح الناس من جعلها وسائل إلى الله والدار الآخرة ، وذلك الذي ينفعه في معاشه ومعاده ، وأخسر الناس من توسل بها إلى هواه ونيل شهواته وأغراضه العاجلة . ( 188 ) . كل من شغله وألهاه التكاثر بأمر من الأمور عن الله والدار الآخرة فهو داخل في حكم هذه الآية ، فمن الناس من يلهيه التكاثر بالمال ، ومنهم من يلهيه التكاثر بالجاه أو بالعلم ، فيجمعه تكاثراً وتفاخراً . ( 197 ) . 34} لما التفاخر بالعلم أسوأ حالاً عند الله من التفاخر بالمال والجاه ؟ هو أسوأ حالاً عند الله ممن يكاثر بالمال والجاه ، فإنه جعل أسباب الآخرة للدنيا ، وصاحب المال والجاه استعمل أسباب الدنيا لها وكاثر بأسبابها . ( 197 ) . 35 } ما المراد بالكفار في قوله تعالى ( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ) ؟ الصحيح إن شاء الله ، أن الكفار هم الكفار بالله ، وذلك عُرف القرآن حيث ذكروا بهذا النعت في كل موضع ، ولو أراد الزّراع لذكرهم باسمهم الذي يعرفونه به كما ذكرهم به في قوله (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) . ( 197 ) 36} استدل بعضهم بأن الفقير الصابر أفضل من الغني الشاكر بحديث ( اللهم أحيني مسكيناً ) فما الجواب ؟ الحديث لا حجة فيه لوجهين : أحدهما : أنه لا يحتج بإسناده ، فإنه من رواية محمد بن ثابت الكوفي عن الحارث بن النعمان ، والحارث هذا لم يحتج به أصحاب الصحيح ، بل قال فيه البخاري : منكر الحديث ، ولذلك لم يصحح الترمذي حديثه هذا ولا حسّنه ولا سكت عنه ، بل حكم بغرابته . الجواب الثاني : أن الحديث لو صح لم يدل على مطلوبهم ، فإن المسكنة التي يحبها الله من عبده ليست مسكنة فقر المال ، بل مسكنة القلب وهي انكساره وذله وخشوعه وتواضعه لله ، وهذه المسكنة لا تنافي الغنى ولا يشترط لها الفقر . ( 202 ) . 37} لماذا كان حب الدنيا رأس الخطايا ومفسد للدين ؟ إنما كان كذلك لوجوه : أحدها : أن حبها يقتضي تعظيمها وهي حقيرة عند الله ، ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقر الله . وثانيها : أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها ، ومن أحب ما لعنه الله ومقته وأبغضه فقد تعرض للفتنة ومقته وغضبه . وثالثها : أنه إذا أحبها صيرها غايته وتوسل إليها بالأعمال التي جعلها الله وسائل إليه وإلى الدار الآخرة ، فعكس الأمر وقلب الحكمة فانتكس قلبه وانعكس سيره إلى وراء . ورابعها : أن محبتها تعترض بين العبد وبين فعل ما يعود عليه نفعه في الآخرة لاشتغاله عنه بمحبوبه . وخامسها : أن محبتها تجعلها أكثر هـــمّ العبد . وسادسها : أن مُحبّها أشد الناس عذاباً بها . وسابعها : أن عاشقها ومحبها الذي يؤثرها على الآخرة من أسْفه الخلق وأقلهم عقلاً ، إذ آثر الخيال على الحقيقة ، والمنام على اليقظة ، والظل الزائل على النعيم الدائم ، والدار الفانية على الدار الباقية . ( 253 ) 38} ما سبب حصول الهموم والغموم والأحزان ؟ إنما تحصل الهموم والغموم والأحزان من جهتين : أحدهما : الرغبة في الدنيا والحرص عليها . والثاني : التقصير في أعمال البر والطاعة . ( 299 ) . 39} اذكر بعض ما يضاد الصبر ؟ الشكوى إلى المخلوق ، فإذا شكى العبد ربه إلى مخلوق مثله فقد شكى من يرحمه إلى من لا يرحمه . ومما ينافي الصبر : شق الثياب عند المصيبة ولطم الوجه والضرب بإحدى اليدين على الأخرى ، وحلق الشعر والدعاء بالويل . ومما يقدح في الصبر : إظهار المصيبة والتحدث بها ، وكتمانها رأس الصبر . ويضاد الصبر : الهلع وهو الجزع عند ورود المصيبة ، والمنع عند ورود النعمة . ( 307 / 308 ) . 40} اذكر شيئاً من شكر الله تعالى ؟ بل هو الشكور على الحقيقة ، فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه ، ويشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره ، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة ، وإذا ترك له شيئاً أعطاه أفضل منه ، وإذا بذل له شيئاً ردّه عليه أضعافاً مضاعفة . لما عقر سليمان الخيل غضباً له إذ شغلته عن ذكره ، فأراد ألا تشغله مرة أخرى ، أعاضه عنها متن الريح . ولما ترك الصحابة ديارهم وخرجوا منها في مرضاته ، أعاضهم عنها أن ملّكهم الدنيا وفتحها عليهم . ولما احتمل يوسـف الصـديق ضيق السجن شكر له ذلك بأن مكّـن له في الأرض يتبـوأ منها حيث يشاء . ( 315 ) . تمت بحمد الله أخوكم / سليمان بن محمد اللهيميد السعودية - رفحاء |
#2
|
|||
|
|||
اللهم ارزقنا الصبر
بارك الله فيك كلام جميل |
#3
|
|||
|
|||
امين000امين000امين
جزاكم الله خيرا |
#4
|
|||
|
|||
جزاكِ ربي الفردوس الأعلى على طرحكم القيّم .. جعل ربي ما سطرتم في ميزان حسناتكم |
#5
|
|||
|
|||
امين000امين000امين
بارك الله فيك اختي الفاضلة الكريمة جزاك الله خيرا لاتحرمينا من وجودك في مشاركاتي ولا من الرد عليها |
#6
|
||||
|
||||
رحمكِ الله يا أمي رحمة واسعه
|
#7
|
|||
|
|||
رحمكِ الله ياأمي وغفر لكِ ورفع قدركِ ويمن كتابكِ
وجعل الفردوس الأعلى داركِ ومستقركِ من غير حساب ولا سابقة عذاب اللهم آآآآآآآآآآآآآمين |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|