كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
عداوة العقل و الهوى
ألقى الله سبحانه العداوة بين الشيطان و بين الملك , و العداوة بين العقل و بين الهوى , و العداوة بين النفس الأمارة و بين القلب , و ابتلى العبد بذلك و جمع له بين هؤلاء و أمد كل حزب بجنود و أعوان , فلا تزال الحرب سجالا و دولا بين الفريقين الى أن يستولي أحدهما على الآخر , و يكون الآخر مقهورا معه , فاذا كانت النوبة للقلب و العقل و الملك فهناك السرور و النعيم و اللذة و البهجة و الفرح و قرة العين و طيب الحياة و انشراح الصدر , و الفوز بالغنائم . و اذا كانت النوبة للهوى و النفس و الشيطان , فهنالك الهموم و الغموم و الأحزان و المكالاه و ضيق الصدر , و حبس الملك , فما ظنك بملك استولى عليه عدوه فأنزله عن سرير ملكه و أسره و حبسه , و حال بينه و بين خزائنه و ذخائره و خدمه و صيرها له , ومع هذا فلا يتحرك لطلب ثـأره و لا يستغيث بمن يغيثه ولا يستنجد بمن ينجده , و فوق هذا الملك ملك قاهر لا يقهر و غالب لا يغلب , و عزيز لا يذل , فأرسل اليه : ان استنصرتني نصرتك و ان استغثت بي أغثتك , و ان التجأت الى أخذت بثأرك , و ان هربت الى و أويت الى سلطتك على عدوك و جعلته تحت أسرك . فان قال هذا الملك المأسور : قد شد عدوي وثاقي و أحكم رباطي و استوثق مني بالقيود , و منعني من النهوض اليك , و الفرار اليك و المسير الى بابك , فان أرسلت جندا من عندك يحل وثاقي و يفك قيودي و يخرجني من حبسي , أمكنني أن أوافي بابك , و الا لم يمكنني مفارقة محبسي و لا كسر قيودي. فان قال ذلك احتجاجا على ذلك السلطان و دفعا لرسالته و رضا بما هو فيه عند عدوه , خلاه السلطان الأعظم و حاله وولاه ما تولى . و ان قال ذلك افتقارا اليه و اظهارا لعجزه و ذله و أنه أضعف و أعجز أن يسير اليه بنفسه و يخرج من حبس عدوه و يتخلص منه بحبسه و قوته , و أن من تمام نعمته ذلك عليه كما أرسل اليه هذه الرسالة أن يمده من جنده و مماليكه بمن يعينه على الخلاص و يكسر باب محبسه و يفك قيوده , فان فعل به ذلك فقد أتم انعامه عليه, و ان تخلى عنه فلم يظلمه و لم يمنعه من حقا هو له و ان حمده , وحكمته تقتضي منعه و تخليته في محبسه , ولا سيما اذا علم أن الحبس حبسه و أن هذا العدو الذي حبسه مملوك من مماليكه و عبد من عبيده , ناصيته بيده لا يتصرف الا باذنه و مشيئته , فهو غير ملتفت اليه و لا خائف منه , ولا معتقد أن له شيئا من الأمر و لا بيده نفع و لا ضر . بل هو ناظر الى مالكه و متولي أمره و من ناصيته بيده قد أفرده بالخوف و الرجاء و التضرع اليه و الالتجاء و الرغبة و الرهبة , فهناك تأتيه جيوش النصر و الظفر. |
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
حبذا لو تم ذكر مصدر الموضوع
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
العقل, الهوي, عجائب, و |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|