انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2009, 01:53 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي المحاضرة الثامنة فقه للفرقة 3و 4

 



المحاضرة رقم ( 8 )

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره . ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .

ثم أمابعد ،

اليوم بمشيئة الله تبارك وتعالى نجمع شتات كتاب الحج في حديث جابر ابن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ حينما ذكر صفة حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لأن موضوع الحج من لم يمارسه ، كثيرا ما تتشعب عليه المعلومة ولا تثبت في ذهنه . فرأيت لزاما أن نذكر حديث جابر ليثبت المعلومات التي ذكرناها من قبل في أثناء دراستنا لمباحث كتاب الحج وبها نتعرف على الأحكام التي أوردناها أيضا .

حديث جابر ابن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أفضل ما سيق فيه رواية الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ في صحيحه . الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ جمع تلك الروايات . الروايات التي جاءت في حديث جابر سواء رواية مسلم أو ما ثبت عند غيره من زيادات . وجمعها في كتاب عظيم قيم سماه " صفة حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " .. شأنه في هذا الكتاب شأن صفة صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
جمع في هذا الكتاب روايات حديث جابر منذ أن أُذِّن في الناس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حج هذا العام ، إلى أن فرغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الحجة .
فهذا كتاب قيم عظيم " صفة حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " .
كتيب للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ .. هذا الكتاب مهم جدا لطالب العلم . لأن فيه مسائل وزيادات في الأحاديث مهمة .

حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ سنذكره الليلة ، كما ذكرنا ، موافقة لرواية الإمام مسلم . وقد ذكرها الشيخ الألباني بتمامها في كتابه العظيم " إرواء الغليل " .

قال جابر ـ رضي الله عنه ـ " إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكث تسع سنين لم يحج . ثم أُذن في الناس في العاشرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاج هذا العام " .
(هذا الحديث أنا أذكره من كتاب "إرواء الغليل " . من ليس عنده الكتاب هذا ، فالحديث موجود في صحيح مسلم ) .
ركزوا على المعنى كي تفهموا الحج ، من أين يبدأ وكيف يبدأ .
" فقدم المدينة بشر كثير ....
( يعني أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكث تسع سنين لم يحج .ثم لما فرض الله الحج ، أُذن في الناس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاج هذا العام . فلا شك أنه ما من أحد إلا وهو يريد أن يستن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ويفعل كما يفعل )

... فقدم المدينة بشر كثير ، وفي رواية : فلم يبق أحد يقدر أن يأتي راكبا أو راجلا إلا قدم .
( كل من استطاع أن يأتي أتى ، سواء على رجليه أو على ناقة .. حسب استطاعته )
فتدارك الناس ليخرجوا معه . كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويعمل مثل عمله . ( وهذا أمر مهم . يعني أن هنا تربية . لأن صحابة النبي رضوان الله عليهم أجمعين ، كانوةا يحرصون على امتثال فعله وامتثال أمره . ومضاهاته ومحاكاته في كل شيء ، حتى في مثل هذه الأمور ، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويعمل مثل عمله. فلا تكن أمور السنة هينة في قلوب الناس . يعني أنك تجد الإنسان عنده من الدين ما عنده ، ومع ذلك لا يحرص إلا على الفرائض . السنة ، يقول لك هذه سنة . هذه جائزة . ماشي ومعلوم أنها سنة وأنها جائزة لكن هذه الأشياء هي التي تقرب الإنسان إلى ربه عز وجل . وهي التي ترقق القلوب . فالإنسان لابد أن يحرص على مثل هذه الأمور ، حتى يخشع قلبه . لأن في الأول وفي الآخر ، إنما العلم الخشية . وليس العلم بكثرة الكلام أو بكثرة الرويات أو كثرة الحكايات . العلم في الحقيقة هو الذي يورث الخشية لله عز وجل في القلب . سواء أكان من خلال علم الفقه أو من خلال علم العقيدة أو من خلال علم الحديث ، المهم في النهاية تكون النهاية في خشية الله عز وجل . نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته .

وقال جابر ـ رضي الله عنه ـ " سمعت ( وفي رواية قال : خطبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) . سيبدأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب . فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" مُهَلُّ أهل المدينة من ذي الحليفة ... " ميقات أهل المدينة من ذي الحليفة ...." ومُهَلُّ أهل الطريق الآخر الجحفة . ومهل أهل العراق من ذات عرق . ومهل أهل نجد من قرن . ومهل أهل اليمن من يَلَمْلم " .. هذه المواقيت التي حددها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن أراد الحج .هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة .
قال " فخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لخمس بقين من ذي القعدة أو أربع " ..
إذن لما خرج ، خرج يوم خمسة وعشرين ذي القعدة .
" وساق هديا " .. وهذا دليل على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان قارنا . ولم يكن متمتعا.
" فخرجنا معه ، معنا النساء والولدان " .. أنظر ! حتى الذين خرجوا للحج لم يخرجوا لوحدهم . بل أتوا بكل أبنائهم معهم وأيضا نسائهم لكي يأتم الكل برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليعمل مثل عمله . هذا أمر مهم جدا . أمور الدين لابد أن نشرك فيها أبناءنا وبناتنا . يعني أن الإنسان لا يتقصر على نفسه فقط . متى استطاع أن يأخذ معه الأولاد ، يأخذهم معه ويصطحبهم.
إذا لم يكن في ذلك مضرة . لأن هذه الأشياء تحدث عند الطفل نوعا من أنواع التربية . التي هي المنهج والطريق والسبيل الذي لابد أن نسير عليه .
" فخرجنا معه ومعنا النساء والولدان حتى أتينا ذا الحليفة . فولدت أسماء بنت عميس محمد ابن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ " ... نفست أسماء في أول الطيرق .. " فأرسلت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيف أصنع ؟. فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إغتسلي واستسفري بثوب" . يعني شدي شيئا على موضع الدم . وأحرمي . " فصلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المسجد وهو صامت " .. لم يلب بعد ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ثم ركب القصواء " .. ناقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " حتى إذا استوت به ناقته على البيداء ، أهَلًّ بالحج " قال اللهم لبيك بحجة . وفي رواية أفرد الحج هو وأصحابه .لبيك اللهم بحجة . قال جابر " فنظرت إلى مد بصري من بين يديه من راكب وماش " جابر يقول بأن الناس حوالينا على منتهى البصر . من راكب وماش . " وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك . ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أظهرنا " ـ صلى الله عليه وسلم ـ " وعليه ينزل القرآن . وهو يعرف تأويله. وما عمل به من شيء عملنا به " ـ صلى الله عليه وسلم ـ " فأهل بالتوحيد " التي هي التلبية .
لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك . لا شريك لك .
الأخطاء الشائعة عند الناس ، يقولون : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك .
ينهون التلبية بكلمة لبيك . هذا خطأ . التلبية تنتهي عند هذا الموضع مع بعض الزيادات التي صحت عن ابن عمر وغيره : لبيك ذا المعارج ، لبيك ذا الفواضل وغير ذلك .

" وأهل الناس بهذا الذي يهلون به " هلال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وفي رواية " وأهل الناس بهذا الذي يهلون به " وفي رواية " ولبى الناس . والناس يزيدون لبيك ذا المعارج ، لبيك ذا الفواضل " .
المعارج .. الذي هو تعرج الملائكة والروح إليه .
الفواضل .. صاحب الفضل والمنة والكرم .
" فلم يرد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليهم شيئا منه " .
يعني أنه لم ينكر عليهم شيئا من زيادتهم . هذا إقرار من السنة .

" ولزم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلبيته " .. قال جابر " ونحن نقول: لبيك اللهم لبيك بالحج نصرخ صراخا "
رفع الصوت بالتلبية . هذا من المستحبات في أمر الحج . إذا كان الإنسان في الحج أو في العمرة ، يُشرع له أن يرفع صوته بالتلبية .

" لسنا ننوي إلا الحج مفردا ، لا نخلطه بعمرة " يعني أنهم لم يكونوا قد نووا التمتع . وفي رواية " لسنا نعرف العمرة " كل ما يعرفونه هو الحج . وفي أخرى " أهللنا أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحج خالصا . ليس معه غيره خالصا وحده " قال " وأقبلت عائشة بعمرة . حتى إذا كانت بسِرْف عركت " عَرَكَت يعني حاضت ." حتى إذا أتينا البيت معه .. " أتوا المسجد الحرام " صبح رابعة مضت من ذي الحجة " .. يعني في اليوم الرابع من ذي الحجة قدموا مكة . وفي رواية " دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى " إرتفاع الشمس .. " فأتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ باب المسجد . فأناخ راحلته ثم دخل المسجد ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فلما دخل المسجد استلم الركن " .. هذا أول شيء يبدأ به الحاج .. وفي رواية " الحجر الأسو " .. إذن المراد بالركن هنا الحجر الأسود . " ثم مضى عن يمينه ورمل حتى عاد إليه ثلاثا . ومشى أربعا على هيأته "
إذن يشرع في هذا الطواف رَمَل مع الاطباع ، كما ثبت في السنة الصحيحة .
" ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام . فقرأ " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ". بعدما طاف سبعا ، قصد مقام إبراهيم عليه السلام ، وقرأ قوله تعالى " واخذوا من مقام إبراهيم مصلى " .
ثم جعل المقام بينه وبين الكعبة فصلى ركعتين . ورفع صوته يُسمع الناس . فجعل المقام بينه وبين البيت ، فصلى ركعتين " .
قال " فكان يقرأ في الركعتين : قل هو الله أحد ، وقل أيها الكافرون ".
وفي رواية : قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد .. الواو لا تفيد الترتيب . إذن فهو قرأ بالكافرون في الركعة الأولى وفي الركعة الثانية بالإخلاص .
" ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها " . وهذا يُستحب . شأن الحاج أو المعتمر أن يتروى من ماء زمزم ويكثر من شربه . وقد ذكرنا الحديث " ماء زمزم لما شرب له " .

" وصب على رأسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم رجع إلى الركن فاستلمه " ..
وهذا من السنن المهجورة . الناس بعدما تشرب من زمزم تقصد الصفا والمروة . لا .. يستن له أن يرجع إلى الحجر ، فيستلمه . إما أن يستلمه وإما أن يشير إليه على جهة من جهات الخط .

" ثم خرج من الباب " وفي رواية " باب الصفا إلى الصفا . فلما دنا من الصفا قرأ " إن الصفا والمروة من شعائر الله " أبدأ . وفي رواية نبدأ بما بدأ الله به .
فبدأ بالصفا . فرقى عليه ( صعد على الصفا ) حتى رأى البيت . فاستقبل القبلة ( يعني الإنسان يجتهد لكي يرى القبلة لكن إذا لم يتمكن من ذلك يتوجه إلى القبلة ) حتى رأى البيت . فاستقبل القبلة ، فوحد الله ( لا إله إلا الله ) وكبره ثلاثا ( الله أكبر )، وحمده ( و لله الحمد ) وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير . لا إله إلا الله وحده لا شريك له . أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده . ثم دعا بين ذلك . وقال مثل هذا ثلاث مرات . يقول الدعاء هذا بطوله ثم يدعو . يقول الدعاء ثم يدعو ، يقول الدعاء بطوله ثم يدعو ، ثم يقول الدعاء . ثم نزل ماشيا إلى المروة " .
إذن هكذا فرغ من الصفا .
" حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى " ..
الذي هو المكان المعروف بين العلمين الأخضرين . إذا كان في بطن الوادي يسعى أي أنه يسرع في سيره .
" حتى إذا صعدتا ( يعني قدماه ) الشق الآخر ( يعني بعدما ينتهي من بطن الوادي) مشى حتى
أتى المروة " .
يمشي طبيعي إلى أن يصل المروة .
" في كل هذه الأحوال هو بين ذكر وتلاوة ودعاء . حتى أتى المروة ، فرقى عليها حتى نظر إلى البيت "
فعل عند المروة مثل ما فعل عند الصفا .
" ففعل على المروة كما فعل على الصفا . حتى إذا كان آخر طوافه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( الذي هو الشوط السابع ) وفي رواية " كان السابع على المروة ، فقال يا أيها الناس " .
سيبدأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب الناس عند المروة .
" لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي " ..
لاحظ أن في الحديث " والقرآن ينزل عليه وهو يعلم تأويله " .
في الأول هم أهلوا بالحج . عند الب\\ المروة لما فرغوا من عمرتهم ، النبي يقول لهم هذا الكلام :
" لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي . ولجعلتها عمرة " .
يعني أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ود لو كان متمتعا .
" فمن كان منكم معه هدي ، فليُحل . وليجعلها عمرة " .. وفي رواية " فقال : أحلوا من إحرامكم. فمن كان منكم معه هدي ( والمفروض : من كان منكم ليس معه هدي. لكن طبعا في الرواية هنا : معه هدي ) .. . فالمشروع أن الإنسان إذا كان معه هدي يكون قارن . ليس معه هدي يكون متمتعا . وقد يكون معه هدي ولكنه مفلت. ففي حق من لم يسق الهدي التمتع . أما في حق من ساق الهدي هو القران .

وفي رواية " فقال أحلوا من إحرامكم فطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة . وقصروا وأقيموا حلالا ." هذه أركان العمرة : الإحرام ، الطواف والسعي .
"حتى إذا كان يوم التروية ، فأهلوا بالحج " . في اليوم أربعة إلى وقت اليوم ثمانية ، يبقوا على هذا الحال حلالا . ليس هناك أي شيء من محذورات الإحرام . يحل له تقليم الأظافر وقص الشعر نكاح النساء الخطبة ، كل شيء .
" حتى إذا كان يوم التروية ، فأهلوا بالحج واجعلوا التي قدمتم بها متعة " .
إذا كان يوم التروية تهل بالحج ، اليوم الثامن . ونحن ذكرنا أن المهل يكون من أهله أو في المكان الذي هو فيه . يقول : لبيك اللهم وبحج . وينتقل إلى منى .

جواب على أحد الأسئلة :
سيطوف ويسعى . ولما يأتي يوم الحج الأكبر يطوف طواف الإفاضة فقط لا غير . لو لم يسع ، يوم الحج الأكبر يطوف ويسعى . يعني أنه يجوز في حقه أن يقدم السعي .

فلما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أحلوا ... " قام صراخة ابن مالك . وهو في أسفل المروة . فقال يارسول الله ، أرأيت عمرتنا ؟ وفي لفظ : متعتنا هذه ؟ .. لعامنا هذا أم لأبد الأبد؟ .
العمرة هذه التي قمنا بها ، هل هي دائما على نفي الوضع ؟ نحل من الحج ونجعله عمرة ونفسخ الحج إلى عمرة ونجعله تمتع لعامنا هذا أم للأبد ؟ .
قال : فشبك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصابعه واحدة في أخرى وقال :
دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ، لا بل لأبد الأبد ، لا بل لأبد الأبد . (ثلاث مرات )

هذا الموضع تحدث فيه أهل العلم بكلام طويل . مفاده إختلفوا . هذا ، أعني الفسخ ، هل هو كان خاصا بصحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقط ، لا يشركه فيه غيرهم أم هو لهم ولغيرهم . هذا محل كلام طويل . ونحن ذكرنا شيئا من ذلك وبسطناه في مسألة أي الأنساك أفضل ؟ .
قلنا أن جماهير أهل العلم على أن الأنساك الثلاثة جائزة مع اختلاف بينهم في أيهم أفضل .
القران أم التمتع أم الإفرات . وذكرنا وجهة نظر كل قول . وثبت عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه أوجب التمتع .

فقال : يارسول الله ، بين لنا ديننا كأنا خُلقنا الآن .ـ رضي الله عنه ـ فيم العمل اليوم ؟ فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أو فيما نستقبل ؟ ..
قال : لا . فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير .

يعني يسأله هل كل ما نعمله اليوم مكتوب ومقدر ؟ قال نعم .
قال : ففيم العمل إذن ؟ .. قال : اعملوا فكل ميسرٌ لما خُلق له .
يعني ما دام ما في اللوح المحفوظ وما في الكتاب لم يطلع عليه أحد منا ، فليس له أن يحتج على عمله بما في اللوح وبما في الكتاب .
لا تفعل الشر وتقول هذا مقدر ومكتوب علي . .. فلتفعل الخير ! وقل هذا مقدر ومكتوب علي أيضا! .

قال جابر " فأمرنا إذا حللنا أن نهدي " .
إذا حللنا من الحج أن نهدي . " ويجتمع النفر منا في الهدي . كل سبعة منا في بدنة . فمن لم يكن معه هدي ، فليصم ثلاثة أيام وسبعة إذا رجع إلى أهله " قال " فقلنا حل ماذا ؟ " يعني لما تأمرنا بالحل يارسول الله ، أي الحل ؟ الحل مثلا من تقليم الأظفار وقص الشعر فقط أم من نكاح نساء ؟ ..
" قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : الحل كله ".
هذا الحل كله في فترة التمتع من العمرة إلى الحج .لغاية يوم ثمانية .
قال " فكبر ذلك علينا "
أي أنه كان شيئا عظيما جدا على أنفسنا . لأنهم ماكانوا يعرفون إلا الحج . " وضاقت به صدورنا " قال " فخرجنا إلى البطحاء ، فجعل الرجل يقول : عهدي بأهلي اليوم ؟ .. اليوم ألقى أهلي ؟ . يعني المفترض أنه أتى ونوى الحج . فلا يقرب أهله حتى ينتهي من أعمال الحج .
قال " فتذاكرنا بيننا فقلنا ( بينهم وبين بعض ) خرجنا حجاجا لا نريد إلا الحج ولا ننوي غيره .حتى إذا لم يكن بيننا وبين عرفة إلا أربع .. وفي رواية خمس ليالي ، أمرنا أن نفضي إلى نسائنا ؟ .. فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المني من النساء ؟ ..
قال : يقول جابر بيده ، قال الراوي كأني أنظر إلى قوله بيده يحركها . قالوا : كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج ؟ ..
هذا الأمر كان عظيما جدا على نفوسهم . قال " فبلغ ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فما ندري أشيء بلغه من السماء ، أم شيء بلغه من قِبل الناس . فقام ـ صلى الله عليه وسلم ـ فخطب الناس . فحمد الله وأثنى عليه . فقال : أبالله تعْلِموني أيها الناس ؟ . قد علمتم أني أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم . ـ صلى الله عليه وسلم ـ إفعلوا ما آمركم به . فإني لولا هديي لحللت كما تحلون . ولكن لا يحل مني حرام . حتى يبلغ الهدي محله .ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي . فحلوا " .
فأمرهم بالإحلال . قال " فواقعنا النساء . وتطيبنا بالطيب . ولبسنا ثيابا وسمعنا وأطعنا" .
وهذا شأن المؤمن . إذا بلغه سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : سمعنا وأطعنا.

فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن كان معه هدي . قال " وليس مع أحد منهم هدي غير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطلحة . وقدم علي من سعايته ( النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرسله إلى اليمن ليأتي بالهدي من اليمن ) ببدن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
طبعا أتى قبل يوم التروية . فوجد فاطمة ـ رضي الله عنها ـ ممن حل . ترجلت ولبست ثيابا صبيغا . واكتحلت . فأنكر ذلك عليها ـ رضي الله عنه ـ وقال : من أمرك بهذا ؟ .. فقالت إن أبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمرني بهذا . قال : فكان علي يقول بالعراق : فذهبت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مُحرِّشا . يعني يستدعي غضب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على فاطمة للذي صنعت . مستفتيا لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما ذكرت عنه .( الأمر كان جللا عندهم !) . فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها . فقالت أبي أمرني بهذا ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فقال : صدقَت . أنا أمرتها به ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال جابر " وقال لعلي ( علي استفسر والنبي أجابه والموضوع انتهى خلاص ) : أنت بما أهللت؟ . ( الموضوع انتهى ) لأن لك حكما . لو قلت :لبيك اللهم بعمرة فستعمل كذا وكذا . لبيك الله بحجة تعمل كذا . كل واحد يأخذ حكم هلاله .
قال لعلي : ماذا قلت حين فرضت الحج ؟
قال : قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .( على الإبهام . أنا أهللت بالذي هل به النبي . بماذا أهل ؟ ..لا أعرف . لما أرجع ، سأعرف ماذا عملت ، فأعمل مثلك .
قال : فإن معي الهدي . فلا تحل وامكث حراما كما أنت .
إذن أصبح علي مع النبي وطلحة رضي الله عنهم وكذلك أبو موسى ـ رضي الله عنه ـ
قال " فكان جماعة الهدي الذي قدم بها علي من اليمن . والذي أتى به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المدينة مائة بدنة . قال " فحل الناس كلهم وقصروا . إلا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ومن كان معه هدي . لذلك ثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : إني قلَّدْت هديي ولبَّدت شعر رأسي . ( تلبيد الشعر بأن تضع به مادة لزجة ما يشبه الجيل الآن . بحيث أن الإنسان لا يحتاج في الحج إلى تسريح الشعر ) .

" فلما كان يوم التروية وجعلنا مكة بظهر .( وقت الظهر ) توجهوا إلى منى ". ( يوم ثمانية ) .
إذن الناس الذين أهلوا وأحلوا بقوا على هذه الحال إلى غاية يوم ثمانية .

جواب :
النفساء والحائض ؟ .. تفعل كل ما يفعل الحاج ، غير ألا تطوف بالبيت . فإذا طهرن ، يفعلن الأشياء التي فاتتهن .

كل من لم يسق الهدي تحلل بعمرة . لم يبق محرما إلا من ساق الهدي .

جواب عن سؤال طالبة :
الاشياء المشروعة في حقها التي هي سنن لن تأخذيها خلاص . أما الأركان والفرائض ، فهذه التي تأخذينها . ملخصها : إذا طهرت من حيضتها ، تطوف بالبيت وتسعى . إذا نفست واستمر بها النفاس ، العلماء اختلفوا . هل مثل هذه يُشرع لها أن تطوف على هذه الحال ، حال نزول الدم ، طواف الإفاضة ؟ أم لا يشرع لها ذلك ؟ .
جماهيرأهل العلم على المنع . أما شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فله بحث قيم في هذه المسألة . حيث ذهب إلى أن المرأة إذا نفست أو حاضت ، جاز لها أن تطوف طواف الإفاضة من غير طهر . إذا خشيت فوات الرفقة وفوات الصحبة . لأن بقاءها في مكة ، ربما كان ذلك يضر بها .

الطواف بالبيت كالصلاة . هي مأمورة بذلك في الطهر .

" فلما كان يوم التروية وجعلنا مكة بظهر ، توجهوا إلى منى . فأهلوا بالحج من البطحاء " . قال "ثم دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فوجدها تبكي ـ رضي الله عنها ـ فقال ما شأنك ؟ . قالت : شأني أني قد حضت . ( أسماء بنت عميس في أول الحج . في وسط الحج عائشة ـ رضي الله عنها ـ ) وقد حل الناس ولم أحلل . ولم أطف بالبيت . والناس يذهبون إلى الحج الآن. قال : إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم . فاغتسلي ثم أهلي بالحج .( أمرها أن تغتسل كما أمر أسماء بنت عميس أن تفعل ) ثم أهلي بالحج .
فماذا فاتها من العمرة ؟ . الطواف والسعي .
" فاغتسلي ثم أهلي بالحج . ثم حجي واصنعي ما يصنع الحاج غير ألا تطوفي بالبيت ولا تصلي"
إذن المرأة تفعل كل شيء غير أن تطوف بالبيت أو تصلي . ففعلت . وفي رواية : فنسكت المناسك كلها غير أنها لم تطف بالبيت . وركب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصلى بها . (أي بمنى . لأنه دخل منى ظهرا ) وفي رواية : .. بنا الظهر والعصر والمغرب والفجر .
يوم التروية . وهذا من السنن . الآن تجد أفواج الحجاج مباشرة يصعدونهم إلى عرفة . ويتركون هذه السنة . لكن أنظر إلى حرص الصحابة على الاهتمام برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويعملون مثل عمله . لو أن الإنسان يحج ويستطيع أن يقوم بهذه السنن على أكمل وجه ، ولو أن يتخلف عن الفوج ، عليه أن يفعل ذلك .

" وركب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصلى بها " . وفي رواية : بنا الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر . ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس . وأمر بقبة له من شعر تضرب له بنمرة. فسار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا تشك قريش ( قريش متأكدة أنه سيقف عند المشعر الحرام ) إلا أنه واقف عند المشعر الحرام بمزدلفة . ويكون منزلة ثَم . ( يعني أن منزله يكون هناك ) كما كانت قريش تصنع في الجاهلية . فأجازه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أي أنه بلغ هذا الموضع ثم جاوزه . حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضُربت له بنمرة . فنزل بها ـ صلى الله عليه وسلم ـ
حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء . فرُحِّلت له . فركب حتى أتى بطن الوادي . فخطب الناس.
( لما وصل نمرة ، بقي على هذا الحال حتى زاغت الشمس . ثم أتى بطن الوادي ليخطب في الناس) وقال : إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا . ( هذه الخطبة الثانية . الخطبة الثالثة ستكون يوم النحر . والخطبة الرابعة ، لأن في الحج أربع خطب ، ستكون يوم النفر الأول ) .

فخطب الناس وقال : إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا . ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي هاتين موضوعا .ودماء الجاهلية موضوعة . وإن أول دم أضع من دمائنا ، دم ابن ربيعة إبن الحارث ابن عبد المطلب . كان مسترجعا في بني سعد ، فقتلته هذيل . وربا الجاهلية موجود . وأول ربأ أضع ربانا . ربا عباس ابن عبد المطلب . فإنه موضوع كله . فاتقوا الله في النساء . فإنكم أخذتموهن بأمانة الله . واستحللتم فروجهن بكلمة الله . وإن لكن عليهن ألا يوق\ن فروشكم أحدا تكرهونه . فإن فعلن ذلك ، فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف .
وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به : كتاب الله . وأنتم تُسألون ( وفي لفظ : مسؤولون ) عني . فما أنتم قائلون ؟ .
قالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك . وأديت . ونصحتك لأمتك ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقضيت الذي عليك ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكثها إلى الناس : اللهم اشهد ، اللهم اشهد.
ثم أذن بلال بنداء واحد . ثم أقام فصلى الظهر . ثم أقام فصلى العصر .

إذن الخطبة كانت قبل الصلاة .

ولم يصل بينهما شيئا . ثم ركب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القصواء حتى أتى الموقف ( الذي هو عرفة ) . فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات . وجعل حبل المشاة بين يديه . واستقبل القبلة . فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس .
( ضل على هذه الحالة ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن غربت الشمس ، بين الدعاء والذكر )
وذهبت الصفرة قليلا ( وقت المغرب أتى ) حتى غاب القرص ، وقال : وقفت هاهنا . وعرفة كلها موقف . ( أي ليس بشرط أن الوقوف في هذا المكان . كل عرفة موقف )
وأردق أسامة ابن زيد خلفه . ودفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( دفع يعني جاوز هذا المكان لينتقل إلى مزدلفة ) .. وفي رواية أفاض وعليه السكينة ... وقد شنق للقصواء الزمام ..
( أي أنه شد حبل الناقة بقوة لكي لا تسرع ) ..حتى إن رأسها ليصيب مَوْرِك رحله .
ويقول بيده اليمنى هكذا . ( وأشار بباطن كفه إلى السماء ) أيها الناس ، السكينة ، السكينة .
( لا يكون الإنسان في عجلة في هذا الموضع حتى لا يؤذي أحد ) . كلما أتى حبلا من الحبال ، أرخى لها .( كثيب من الرمال ) أرخى لها حتى تصعد . ( يترك للناقة الحبل قليلا حتى تصعد ) .
حتى أتى المزدلفة ، فصلى بها . فجمع بين المغرب والعشاء .
وذكرنا هذه المسألة من قبل . قلنا : هذا إذا أمكنه ذلك . أما إذا خشي فوات الوقت ، لا سيما مع هذا الازدحام الشديد الآن ، الناس قد يدركهم منتصف الليل وهم في عرفة . فإذا كان كذلك فلا يؤخر حتى يبلغ مزدلفة .. لا . يصلي كما هو في أي موضع ، حتى لو لم يكن في مزدلفة .

" فصلى بها ، فجمع بين المغرب والعشاء " .
( وهنا كان جمع تأخير بآذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا .. أي أنه لم يصل بينهما سنة ) .

" ثم اضطجع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى طلع الفجر ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وصلى الفجر حين تبين له الفجر بأذان وإقامة ." (بمجرد ما يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود يعني كأنه بادر في أول الوقت ) .
"ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام . فرقى عليه فاستقبل القبلة . فدعا ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ( وفي لفظ فحمد الله وكبره وهلله ووحده . فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا _ أي أن الشمس لا زالت لم تطلع بعد _ وقال : وقفت هاهنا والمزدلفة كلها موقف . فدفع من جمع "
( بعدما وقف سينصرف من جَمْع ، الذي هو مزدلفة إلى منى ) .

" فدفع من جمع قبل أن تطلع الشمس . ( لكن الوقت وقت اصفرار ،وضح النهار ظاهر ) .. وعليه السكينة .وأردف الفضل ابن عباس وكان رجلا حسُنَ الشعر "
( أنظر عندما انتقل من عرفة إلى مزدلفة أردف أسامة ابن زيد . ولما انتقل من مزدلفة إلى منى أردف الفضل . هذا ملحظ مهم جدا أن الإمام والراعي يؤنس أصحابه . مرة يأخذ هذا ومرة يأخذ هذا ... ليست الصحبة كلها لواحد فقط طول الطريق . فيشق ذلك على بقية الأصحاب . ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) .
" وقال : وقفت هاهنا والمزدلفة كلها موقف . فدفع من جمع قبل أن تطلع الشمس وعليه السكينة . وأردف الفضل ابن عباس . وكان رجلا حسُنَ الشعر ، أبيض وسيما . فلما دفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرت به ظُغُن تجرين . ( الناقات التي تحمل النساء ) . فطفق الفضل ينظر إليهن ( إلى النساء ) فوضع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يده على وجه الفضل" .
( وقلنا في هذا رد على من ذهب إلى أن تعمُّد المعصية في الحج يبطله . لأن الفضل على هذا تعمد النظر . ومع ذلك لم يبطل حجه ) .
" فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر . فحوَّل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يده من الشق الآخر على وجه الفضل ـ رضي الله عنه ـ يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر . حتى أتى بطن مُحَثِّر . فحرك قليلا .( موضع يسرع فيه النبي السير ) وقال عليكم السكينة .ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرجك على الجمرة الكبرى ."
( قلنا بأن الجمرات ثلاث . الصغرى وهي التي تلي مسجد الخيف أو التي تلي منى . والوسطىثم الكبرى وهي التي تلي مكة )
" حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة ، فرماها ضحى بسبع حصايات . ( التي هي جمرة العقبة) يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف؟ .
( وقلنا بأن رمي الجمار يبدأ بطلوع الشمس ضحى وينتهي عند منتصف الليل )

... مثل حصى الخذف . فرمى من بطن الوادي وهو على راحلته وهو يقول : لتأخذوا مناسككم . فإني لا أدري ، لعلي لا أحج بعد حجتي هذه . ـ صلى الله عليه وسلم ـ"
قال " ورمى بعد يوم النحر في سائر أيام التشريق إذا زالت الشمس " .
( يعني الرمي في اليوم الثاني والثالث والرابع من أيام التشريق يكون من بعد الزوال وليس عند طلوع الشمس )

" ولقيه سُراقة وهو يرمي جمرة العقبة " .
( إلتقى به قبل هذا . ويلتقي به الآن أيضا )

" فقال يارسول الله ، ألنا هذه خاصة ؟ ... قال : لا .. بل لأبد . ( التي هي المتعة ) . ثم انصرف إلى المَنْحَر ( موضع الذبح ) فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم أعطى عليا ، فنحر ما غبر . ( أي ما بقي ) . وأشركه في هديه . ثم أمر من كل بدنة ببَضعة . ( أخذ جزءا من كل ذبيحة ).. فجعلت في قدر ، فطبخت . فأكلا من لحمها . وشربا من مرقها .
_ وفي رواية قال : نحر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن نسائه بقرة . وفي أخرى قال :
فنحرنا البعير عن سبعة والبقر عن سبعة . وفي رواية : فاشتركنا في الجزور سبعة .( الجمل )
قال له رجل : أرايت البقر ، أيشترك ؟... قال : ماهي إلا من البدن .
وفي رواية قال جابر : كنا لا نأكل من البدن إلا ثلاث منى ( لم نكن نأكل منها إلا لما نكون بمنى.
لما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حج معنا . فأرخص لنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : كلوا وتزودوا ( كلوا ما تريدون . ولو أردتم أن تأخذوا لبيوتكم أيضا ، خذوا ) .
قال " فأكلنا وتزودنا . حتى بلغنا بها المدينة " .. ذهبوا بها إلى بيوتهم .

وفي رواية " نحر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فحلق وجلس بمنى ". ماذا عمل ؟ .. رمى ثم نحر ثم حلق .
" وجلس بمنى يوم النحر للناس . ( هذا أمر مهم . من خرج في وسط الناس معلما ، عليه ألا يغيب عن أعين الناس . لأن الناس تحتاجه . إذا خرجت معلما للناس في الحج ، لا تختفي وتقول أنا تعبان وسأدخل أنام قليلا . ولا تقولوا لأحد أني نائم ! ... لا .. فأنت خرجت لهذه المهمة . إنظر إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" فجلس للناس ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما سئل يومئذ عن شيء قُدِّم قبل شيء إلا قال لا حرج، لا حرج ."
( نحرت قبل أن أرمي ، لا حرج . حلقت قبل أن أنحر ، لا حرج . وهكذا .. ـ صلى الله عليه وسلم ـ)
" قال لا حرج . فجاء آخر فقال : حلقت قبل أن أرمي . قال : لا حرج . ثم جاءه آخر فقال : طفت قبل أن أرمي . قال : لا حرج . قال آخر : طفت قبل أن أذبح . قال : اذبح ولا حرج . ثم جاءه آخر
فقال : إني نحرت قبل أن أرمي . قال : ارم ولا حرج . ثم قال نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
قد نحرت هاهنا . ( كما قال بشأن مزدلفة وبشأن عرفة ، قال بشأن النحر ) ومنى كلها منحر .
وكل فجاج مكة ( كل طرق مكة ) .طريق ومنحر . فانحروا من رحالكم . ( يعني حتى الذي يريد أن يذبح في مكة فليذبح في مكة ) .

وقال جابر ـ رضي الله عنه ـ " خطبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم النحر .
فقال: أي يوم أعظم حرمة ؟ .. قالوا : يومنا هذا . قال : فأي شهر أعظم حرمة ؟ .. قالوا : شهرنا هذا ... قال : أي بلد أعظم حرمة . قالوا : بلدنا هذا ... قال : فإن دماءكم ( تأكيد على حرمة الدماء ) وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا .

( وسبحان الله ! الناس تتهاون في أمر المسلمين . يذبحون ويقتلون في كل مكان ! والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يؤكد على حرمة دم المسلم . )

" هل بلغت ؟ .. قالوا : نعم .. قال : فاللهم اشهد ...ثم ركب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

بعد ما خطب في الناس وجلس لهم ركب فأفاض إلى البيت . فطافوا ( طافوا عند البيت ) ولم يطوفوا بين الصفا والمروة . فصلى بمكة الظهر . فأتى بني عبد المطلب . وهم يسقون على زمزم . فقال : إنزِعوا بني عبد المطلب . فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم ، لنزعت معكم .
( لولا أن الناس ينتظرونني فينزعون السقاية من بني عبد المطلب لفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما فعلوا )
فناولوه دلوا ، فشرب ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه " .

وقال جابر ـ رضي الله عنه ـ " وإن عائشة حاضت . فنسكت المناسك كلها . غير أنها لم تطف بالبيت " قال " حتى إذا طهرت ، طافت بالكعبة والصفا والمروة " .

ثم قال " النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول لها : قد حللت من حجك وعمرتك جميعا .
قالت : يارسول الله ، أتنطلقنا بحج وعمرة ( كل واحد منكم سيرجع بحج وعمرة) وأنطلق بحج ؟
قال : إن لك مثل ما لهم ... قالت : إني أجد في نفسي .ـ رضي الله عنها ـ أني لم أطف بالبيت حتى حدجته " ( يعني أني أريد أن أعمل كما عملوا بالظبط )
قال " وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجلا سهلا . ( وهذا من حسن خلقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ) .. إذا هويت الشيء تبعها عليه " .

( ما لم يكن حراما . كان يجيبها لأي شيء مادام في دائرة الحلال .وهو مع ذلك الذي أغلظ على عائشة ـ رضي الله عنها ـ القول حينما تحدثت بشأن خديجة ـ رضي الله عنها ـ )

" إذا هويت الشيء تابعها عليه . قال : فس\ بها يا عبد الرحمن ( أخوها ) . فأعمرها من التنهيم"

( المكي إذا أراد العمرة ، يخرج إلى أدنى الحل . أدنى الحل التنهيم ) .

" فاعتمرت بعد الحج " .. ولذلك المكان الذي اعتمرت منه عائشة فيه مسجد يسمى " مسجد عائشة "

.. " فاعتمرت بعد الحج ، ثم أقبلت " وذلك ليلة الحصبة وقال جابر " طاف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالبيت في حجة الوداع على راحلته . يستلم الحجر بمحجنه . لأنْ يراه الناس .
وليشرف . وليسألوه . ( أو في الحج أو في الطواف الذي هو طافه ) .. وليسألوه . فإن الناس غشوه . ( الناس هجموا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : رفعت امرأة صبيا لها إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت : يارسول الله ، ألهذا حج ؟ . قال : نعم . ولك أجر " .

هذا كان آخر شيء في حديث جابر إبن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ حينما ذكر صفة حج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ


جواب :

لا ليس لها موضع . الموضع الآن إن الرجل إذا أراد أن ينفر له أن يطوف الوداع ويخرج . لو اشترى وهو في الطريق أو ما شابه ذلك ، لا يضره ذلك بوداعه .

جواب :
أولا التنهيم إسمه أدنى الحل . وليس هذا الموضع بعينه الذي يجوز منه العمرة وغيره لا يجوز .
أدنى الحل يعني أقرب مكان من حدود الحرم يجوز لك أنك تعتمر منه . سواء للتنهيم أو من غير ذلك في الحدود الأخرى حوله .

س/ سمعت أن عشب جوزة الطيب حرام . فهل هذا صحيح أم لا ، مع العلم أن زوج أختي يطلب منها أن تضعها في الطعام وأخبرته أنها حرام . لكنه مصر على ذلك . وما حكم الذي يبيعها في محلات العطارة ؟

ج/ جوزة الطيب ، العلماء اختلفوا فيها . مابين مبيح وحاذر . حاذر يرى أنها تفعل في الجسد مثلما يفعل الخمر . تحدث شيئا من النشوة والسكر كما ذهب إلى ذلك بعض أهل العلم . فالأحوط في هذه الأمور ، الترك .
لا يوقع الإنسان نفسه في مشكلات مثل هذه حتى يتمتع بوجبة شهية أو ما شابه ذلك. مادام أهل العلم اختلفوا منهم من يقول بالجواز ومنهم من يرى التحريم ويعلل التحريم ، والبعض يؤكد ذلك ، أنها تحدث نشوة في الجسد كما تفعل الخمر بأصحابها، فعليه أن يترك جوزة الطيب.


س/ ثبت أن الإمام أحمد من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن الخليطين .

ج/ أي شيأين يخلطا ويمزجا في الماء ، فهما حرام . اللفظ أنه نهى عن الخليطين . وذلك بأن يُنبذ الرطب مثلا مع الزبيب في ماء ويُترك . فإن ذلك أدعى لسرعة الإسكار فيه .
ثم جاء بعد ذلك في الحديث العام الذي هو : نهى عن الخليطين ، فأي خليطين ، إذا كانا سينبذان في الماء ، لا يجوز . أما لو أنك قطعت تفاحا مع فراولة مع أشياء متعددة أخرى وجعلتها كالسلطة من غير أن تنبذ هذه الاشياء في الماء . فهي حلال لا شيء فيها . النبذ أن يوضع في ماء وليس أن يخلط .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:10 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.