انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > ( القسم الرمضاني )

( القسم الرمضاني ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-19-2010, 12:56 AM
الجىء الى الله الجىء الى الله غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Icon41 رمضان يدُّك حصون التَّغريب

 


أهلاً بك يا رمضان فقد اشتدَّ إليك شوقنا، ننتظرك بعد عام من فراقك وقد اختلفت بعدك أشياء كثيرة، كنَّا فيما مضى نتشَّوف لك للاستزادة من الخير وتربية النَّفس المؤمنة المطمئنَّة، ونحن اليوم نتلقاك لأجل البناء ولأجل الهدم أيضا؛ لتبن فينا يا رمضان ما نرومه من خير وفضيلة، ولتهدم ماشاده المبطلون من مباني الفساد وصوره في مجتمعنا ونفوسنا، فاللهم بارك لنا في شهرنا أفراداً ومجتمعات وحكومات، واجعله جسراً للعابرين بخير؛ وسدَّا في وجه دعاة الشَّر.

ويدخل رمضان بعد رؤية هلاله أو إكمال عدَّة شعبان، ويعلن الحاكم دخول الشَّهر بناءً على قول العلماء والقضاة، وفي هذا الإجراء المعتاد سنوياً مراغمة لأولياء الشَّيطان الذين يريدون قطع العلائق بين العالم والحاكم، وتحويلها إلى قضية فلكية لحساب دخول الشُّهور؛ مع أنَّهم بعيدون عن إتباع مرضاة الله في وسائلهم؛ وحانقون على التَّقويم الهجري، وحرصهم على إثارة هذه المسألة لمكاسب حجاجية فقط، وقد أغاظهم أن يكون هلال رمضان سبباً في تأكيد وجوب رجوع الحاكم إلى العلم وأهله، فحيَّهلاً بهلال نغَّص على أهل الضلالة وزادهم مرارة وحسرة.

وقد أخبر النَّبي -صلى الله عليه وسلم- عن تصفيد المردة من الشَّياطين في أول ليلة من شهر رمضان المبارك؛ فلا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره؛ لاشتغالهم بالصِّيام واستشعارهم روحانية الموسم ونفحات الرَّب الجليل -سبحانه-، وفي ذلك قمع للشَّهوات بأنواعها وانصراف إلى الخيرات المختلفة، فالحمدلله الذي جعل رمضان زماناً لقطع تواصل شياطين الإنس مع مردة الشَّياطين، لترتاح مجتمعاتنا من كيد وكلاء الشَّيطان وشيعته.

ومع أول ليلة من ليالي رمضان يشرع غالب المسلمين في أعمال تعبديَّة وبرامج خيريَّة، فيصومون مع أنَّ النَّهار طويل، والشَّمس لافحة، والرَّقيب البشري لا يقوى على المتابعة في كلِّ مكان، فيرتقي المسلم مرتبة نحو الإيمان وربما أخرى باتجاه الإحسان، وإنَّ مجتمعاً يعيش بعض أفراده بين هذه الدَّوائر لمجتمع صالح ولو كره المنافقون. وقد يذنب الشَّاب فيتوب، وتخطأ الفتاة فتؤوب، ويزلُّ العالم فيرجع، ويتمكن المقتدر فيعفو، والحمدلله الذي جعل رمضان موسماً لتثبيت المرابطين وتكثير العائدين والتَّنكيل على المرجفين بما يرونه ويسمعونه ويحسُّونه.

وتزدحم المساجد في الشَّهر الأجل، ويكثر قاصدوا مكة أو المدينة والمرابطون حول المسجد الأقصى وأكنافه، ولا صوت يعلو على القرآن يُتلى، ويسمعه المصلون في التَّراويح، ويتابعه الملايين عبر الفضائيات والإذاعات منقولاً من الحرمين بأصوات عذبة ماهرة. وإنَّ للقران مزيد اختصاص في رمضان، فبه نزل وروجع، وفيه الختمات والتَّأملات. وإنَّ قارئ الكتاب العزيز ليقف منه على آيات تبني الإيمان وتجدُّده، وآيات تهدم النَّفاق والتَّغريب وتفضحهما، فكم من آية مرشدة، وأخرى كاشفة، وإنَّ النَّظر فيه بتدَّبر مغنم طالما تمنّاه العارفون، ورمضان فرصة للتِّلاوة مع التَّدَّبر والعمل، واستنباط الدُّروس من سوره الفاضحة كالتَّوبة والمنافقون.

وما أكثر ازدحام النَّاس على العلماء والمفتين في رمضان، فهذا سائل، وذاك مستشير، وغيرهم من أصحاب الحوائج والشَّفاعات، وإنَّ هذا التَّلاحم بين علماء الأمَّة وشبابها وعامتها لعلامة خير وصلاح أقضَّت مضاجع المفسدين حتى تبَّرموا من سؤال العامة عن أكثر شؤونهم، وما فتئوا تشغيباً على الفتوى وأهلها، وفرحاً بأي قول شاذ ولو فاه به نكرة أو غير ذي اختصاص.

وللمرأة في رمضان شأن آخر، فالحامل والمرضع وذات العذر لهنَّ أحكام خاصَّة تفسد على دعاة المساواة وتنقض عرى "السيداو" وتخزي مَنْ ذلَّ لها، ولعمر الله إنّي لأعجب من "سيداوية" تصوم- إن صامت- ثمَّ تفطر لعارض شرعي وهي ما برحت تنعق بالمساواة ومرجعية السيداو. وكما ينقض رمضان اتفاقية الفساد فإنه يؤكد على خصوصية المجتمعات الإسلامية دون غيرها، وعلى خصوصيات لكل إقليم دون غيره، والخصوصية عقبة في طريق مَنْ يطرق أبواباً ليست لنا أهل الإسلام.

وفي دهاليز الحياة ومع مشاغل الدُّنيا قد ينصرف النَّاس عن بعض شؤون دينهم؛ حتى تأتي أحداث توقظ النَّائم وتنبِّه الغافل، وهذه الأحداث تكاثرت أخيراً بصورة لافتة وأجبرت معها عدداً من المثَّقفين والسِّياسيين إلى مراجعة أفكارهم وإعادة تقييم ما كانوا يعتقدونه سابقا، فمن هذه الأحداث الاعتداء على المقدَّسات والرُّموز والشَّعائر، وإحتلال البلاد وإبادة الشُّعوب والأقليات، ومنها مواسم مباركة تتعاقب، وإنَّ موسم رمضان له القدح المعلّى من بينها، فهل نرى فيه بدايات توبة عامَّة وخاصَّة، وأوبة شعبية ورسمية، وصلاح الوسائل، واستقامة الأنظمة؟




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-19-2010, 01:00 AM
الجىء الى الله الجىء الى الله غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Icon41 مشروعك الرمضاني


هل فكرت في مشروعك الرمضاني ؟ أم لا زلت تنتظر تباريك الشهر بعد ؟! هل عزمت النية هذا العام أن تكتب لنفسك مشروعاً يعبر عن شخصيتك ويكتب عن أثرك في الأرض أم لا زلت تائهاً لم تحدد شيئاً بعد ؟

هاهو شهر رمضان هل من جديد ، وبدأت الخطوات الأولى فيه ، وهاهو بروحه ومشاعره وآثاره وصفاء ليله نهاره أكبر من أن يتحدث عنه إنسان ! وها أنت ما زلت حياً وغيرك رحل ! ومعافاً وغيرك مريض ، وحراً طليقاً وغيرك في غياهب السجون فماذا تنتظر ؟! .

إنني أود أن أقول لك إنك طاقة هائلة ، وقدرات مكنونة ، وإرادة قوية مستكنة في نفسك ، ورمضان الوقت المناسب لتفجير هذه الطاقات ، وإطلاق هذه القدرات ، وفسح المجال لإرادة قلبك ومشاعر حياتك أن تحلّق بهمومك إلى المعالي .

إن رمضان فرصة قد لا يتكرر في تاريخ إنسان كونه في العام مرة واحدة ، وزمنه محدود ، وروح الإنسان ومشاعره في أيامه قابلة للتحليق إلى أوسع طاقات الإنسان وقدراته ، وهو كذلك أكبر من أن يستهلك في أعمال بسيطة ، وجهود غير مرتبة ، وأولويات غير منتظمة ، ومن هنا جاء الحديث معنوناً \" بمشروعك الرمضاني \" إننا نحتاج منك إلى مشروع تقف فيه أولاً مع نفسك وترتب أولوياتك وتستعرض فيه عدداً من المشاريع الممكنة وتمايز بينها على قدر حجمها وأثرها على نفسك وواقعك ثم تختار مشروعك الرمضاني المناسب .

إن تحديدك لمشروعك الرمضاني يجعلك ترتّب أولوياتك في شهر رمضان وتستنفر كل طاقاتك لتحقيق هذا المشروع ، ويجعل لك هدفاً عريضاً تسعى لتحقيقه وتشعر بعد ذلك بأهميته .. وكم هي الأعوام التي عانقنا فيها رمضان وبكينا فيها أسفاً لفوات حظنا منه ليلة العيد ؟!

إن مشروعك يمكن أن يكون توبة خالصة لله تعالى ، تقبل في هذا الشهر على إعلان عزك بالهداية ، وتميزك بالاستقامة ، وتعلن فيها أنك حر من ضغط الأصدقاء ورغبات الأخلاء وتتجرد من كل شهواتك العارضة لتكون في هذا الشهر إنساناً كبيراً بهمه وهدفه ورسالته ، وتعود أنت بذاتك مشروعاً كبيراً في مشروعات الأمة. وكم من إنسان ألبسه رمضان أعظم حلل التوفيق ، وأخرجه يوم العيد في أبهى مباهج الأفراح ؟! ولو لم يكن من ذلك إلا أفراح قلبك وسمو روحك لكان كافياً فكيف إذا علمت حديث رسولك صلى الله عليه وسلم وهو يصف أثر توبتك على ربك \" لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلا و به مهلكه و معه راحلته عليها طعامه و شرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ و قد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر و العطش قال : أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده عليها زاده : طعامه و شرابه ! فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته و زاده \" متفق عليه

ويمكن أن يكون مشروعك \" تجديد الصلة بالله تعالى\" ، فكثير من الناس يعيش شعثاً في وقته وعبادته وصلته بالله تعالى فليس له ورد محدد من صلاة أو صدقة أو قراءة قرآن أو بر وصلة ومعروف ، أو له ورد ثابت لكنه ورد ضعيف لا يرتقي لمعالم الكبار يمكنه أن يكون مشروعه الرمضاني \" توثيق الصلة بالله تعالى \" فيرتّب قبل دخول الشهر ورداً ثابتاً في هذا المشروع لا يتنازل عنه في أيام وليالي شهر رمضان كله ، وسيجد من صفاء قلبه ورقة مشاعره وحياة روحه ما لا تسعه مشاعر إنسان .

ويمكن أن يكون مشروع الإنسان \" تدبر كتاب الله تعالى \" والوقوف على معاني آيات هذا القرآن العظيم ، والشرب من معينه الصافي ، بحيث يجعل له الإنسان أوقاتاً محددة لهذا المشروع بعد أن يحدد له كتباً من كتب التفسير تعينه على تحقيق مشروعه .

ويمكن أن يكون مشروع الإنسان \" تجديد الصلة بالكتاب \" فيحدد عدداً من الكتب في فنه الذي يريد أن يتخصص فيه أو مشروعه الذي يريد أن يبنيه ويبدأ رحلة العلاقة بالكتاب من جديد ، ويمكنه أن يحدد الوقت المناسب والساعات التي يود أن يقضيها في مشروعه حتى يقف على نهايته كما أراد .

ويمكن أن يكون مشروع الإنسان \" إغاثة الفقراء والأيتام والأرامل والمساكين \" والقيام على رعايتهم في هذا الشهر ، وإيصال كل صاحب فضل إليهم وترتيب أوضاعهم والقيام على خدمتهم .

ويمكن أن يكون مشروع الإنسان تبني مشروعات دعوية وتربوية واجتماعية توصل رسالتها للناس في حلة مؤثرة وتكتب بآثارها أروع أحداث ترقبها الأمة في حياة أجيالها .

ويمكن للإنسان أكثر من مشروع في رمضان فيكون الأصل \" تجديد الصلة بالله تعالى وتحقيق التقوى التي أشار الله تعالى لها في شرعية رمضان بقوله تعالى \" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون \" ثم يمضي بعد ذلك في تحقيق أهداف أخرى تمد في ذات الهدف العام وتصنع مشاريع أخرى كبرى في حياة إنسان .

إن رمضان فرصة لإحداث نقلة مشاعرية وجسدية في حياتنا ، ونقلة لتجريب رحلة المشروع وأثره في أوقاتنا ، وفرصة أن نقف على الفرق الكبير بين العمل العشوائي غير المرتب ، وبين المشروع في حياة إنسان .

وأذكّر أن القنـــاعة بالدون دنـــــــاءة .. وأردد هنــــــــــــــا قول القائـــــل :
وتعظم في عين الصغير صغارها .. وتصغر في عين الكبير العظائم
وأنه آن الوقت أن نخطو خطوات أكبر من الواقع الذي نعيشه حتى نحدث الأثر الذي ننشده ، وأجزم أن الوقت غير مناسب لتكرير مشاريع ميّتة أو مستهلكة أو مشاريع تجاوزها الواقع ولم يعد لها رصيد من التأثير ، أو حتى من غير المناسب أن نخوض مشاريع أقل من طاقاتنا بكثير .

وأخيراً : أذكرك أن \" مشروعك الرمضاني \" هو صلتك الحقيقة بشهر رمضان ودليل قدرتك على تفجير طاقاتك ، وتحريك إرادتك وهمتك ، وإطلاق لقدراتك نحو مستقبلك العريض .. وستأتي إن شاء الله تعالى اللحظة التي تقف فيها على تكبيرات المسلمين بفوات رمضان ودخول العيد وقد كتبت في تاريخ حياتك أروع الأمثلة على قدرتك في إدارة مشروع حياتك . . ومديت في خطو الأمة خطوات واسعة إلى الأمام .


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:14 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.