كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
اخترت حياتي.....واخترت مماتي
ولكني بصدد الحديث عن موقف حدث في أيامي الفائتة ، وترك في نفسي ونفوس من حولي أثرا كبيرا ، موقف يبلغ من العمق والفلسفة ما جعله يجمع في إطاره أضداد الدنيا ويكتب لها النهاية … موقف فطنت من خلاله أنا وكثير غيري بأن بأيدينا يمكننا أن نحدد وجهتنا في حياتنا الأبدية القادمة لا محالة ، وأن نعرف جيدا كيف سيأتينا الموت ؛ هذا الذي لا يأتي إلا مرة واحدة إما مهللا حاملا طوق النجاة والخلاص ليكتب نهاية عمر ثقيل وبداية أبد جميل ، وإما حاملا خيبة أمل تنتقل بصاحبها من حال سيئة إلى اسوأ . حقا ، إنه بأيدينا التي تحركها مشيئة الرحمن في الكون ، بأيدينا أن نحدد مصائرنا في الحياة الأبدية الحقة ، وكما قال الشاعر : الموت باب وكل الناس يدخله … ياليت شعري بعد الباب ما الدار الدار دار نعيم إن عملت بما … يرضى الإله وإن خالفت فالنار هما محلان ما للناس غيرهما … فانظر لنفسك أي الدار تختار ما للعباد سوى الفردوس إن عملوا … وإن هفوا هفوة فالرب غفار كان المشهد على طريق قد قدر الله عز وجل أن يشهد نهاية عمر شابين ، كلاهما كانت له حياته الخاصة ، لا أحد منهما يعرف الآخر سوى لحظة جمعت بينهما لتكتب نهايتهما معا … كان الأول شابا تقيا نقيا لوالد تقي ، عاشا لله ومع الله في كل لحظة ، علمه والده كيف يكرس حياته من أجل الله ، ولا يتخذ خليلا إلا في الله ، فكانت حياته نور من الله وهدي … صلى الشاب وأبوه المغرب في جماعة - كما اعتادا دوما أن يفعلا - ، وخرج الوالد يحتضن ولده في مشهد مبارك ، لنجد الشاب الآخر قد ظهر في لوحة الطهر برجس ، يحاول أن ينكس الطبيعة النقية بالسرقة … هم الشاب التقي يدافع عن ماله ومال أبيه ، وينهي عن منكر قد أوصاه نبيه صلوات الله وسلامه عليه بألا يراه ولا ينهى عنه ، ليصطدم كلاهما بسيارة وينتهي مشهد الصراع بين أضداد الحياة … لقد مات اللص في اللحظة نفسها ، لم تترك له فرصة حتى على نطق الشهادة ، أما التقي فقد شهد لحظاته الأخيرة في حضن أبيه وقد أدرك الوالد أنها النهاية ، ففي ثبات وقوة إيمان بقضاء الله وقدره ، ساعد الوالد ابنه على قراءة ما تيسر من القرآن ونطق الشهادة ، وبعدها رحلت الروح عن الجسد وبقي الجسد في حضن الوالد … ويبقى الأثر وتبقى الحكمة والعظة من وراء هذا المشهد ، وتبقى فلسفة الموت واضحة جلية للجميع ، تنذرنا بين الحين والآخر وتعطي إشارات حمراء من أجل أن ننتبه ونحاسب أنفسنا قبل أن نحاسَب … إن كل شاب في هذا الموقف قد اختار كيف يحيا في الحياة الدنيا ، واختيارهما هذا قد ارتبط ارتباطا وثيقا برحلتهما الأبدية القادمة ، إما لجنة النعيم أو لنار الجحيم …. فللنظر الآن لحياتنا ونتعقل برهة لنعرف هل إذا كانت تحتاج لمزيد من التعديل أم لا ، وبالتأكيد ستحتاج لتعديل حتى لو استقامت ، ولنعلم جيدا أن في الموت خير لا أحد يعلمه سوى من عاش في معية الله وكما قال الشاعر : من كان يرجو أن يعيش فإنني … أصبحت أرجو أن أموت لأعتقا في الموت ألف فضيلة لو أنها … عرفت لكان سبيله أن يعشقا |
#2
|
|||
|
|||
إنا لله وإنا إليه راجعون
نسأل الله أن يرزقنا وجميع المسلمين حسن الخاتمة |
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
اللهم ارزقنا الأخلاص وحسن الخاتمة وادخلنا جنة الفردوس برحمتك وكرمك يا ارحم الراحمين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شرك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير |
#4
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|