انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


الأسئلة التي تم الإجابة عليها يقوم الموقع باستفتاء مجموعة من شيوخ السنة الثقات للإجابة على الأسئلة، ويتم تذييل إجابة الفتوى باسم الشيخ صاحب الفتوى، وذلك في كل موضوع على حدة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-24-2010, 10:23 PM
الشهيدة بإذن الله الشهيدة بإذن الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي الذنب

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أريد أن أسال أن شخصاً ما اعتاد على ذنب معين وكلما تاب من الذنب عاد إليه مرة أخرى
ويعاهد الله ألا يعود إليه ويكون في نيته الصدق ألا يعود إلى الذنب ويبكي لله عسى الله أن يتوب عليه
لكنه يزل ويقع في الذنب وبعد عمل الذنب يشعر بالخجل من الله ويخجل أن يدعو الله أو أن يصلي أو أن يقرأ قرآن فماذا يفعل ليقلع عن الذنب ؟ وكيف يعرف أن الله قد قبل توبته وتاب عليه من الذنب ؟
بارك الله فيكم وسدد خطاكم
  #2  
قديم 04-28-2010, 06:17 AM
حامل الإجابات حامل الإجابات غير متواجد حالياً
ناقل إجابات الشيوخ على الأسئلة
 




افتراضي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..
أسأل الله أن يتوب على جميع العصاة من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأن يتقبل منهم توبتهم، ويجعلها سبيلا للخلاص من كل ذنب إنه سميع مجيب.أما ما ذكرت في سؤالك من تكرار العود إلى العصيان مع تمام التوبة بأركانها، من الندم والترك والعزم على عدم العودة إلى الذنب أبدا؛ فلا إشكال فيه إن شاء الله إذا كان الأمر كما ذكرت، لما ورد من نصوص الشرع الشريف الدالة على قبول توبة العاصي كلما أذنب، ولو تكرر منه الذنب ما دام يداوم على التوبة الصادقة منه، فالزنا مثلا من كبائر الذنوب وأقبحها قال الله تعالى فيه: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء:32].
ومع هذا فقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:68-70].
وقال تعالى: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات) [الشورى: 25].
وقال سبحانه: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" رواه الترمذي وقال حديث حسن.
فمن وقع في محرم ثم تاب، ثم وقع فيه، ثم تاب، لا يزال يرجى له الخير ما دام إذا عصى تاب، ولم يقنط من رحمة الله، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن عبداً أصاب ذنباً، وربما قال: أذنب ذنباً، فقال: ربي أذنبت، وربما قال: أصبت، فاغفر لي فقال ربه: أَعَلِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنباً أو أذنب ذنباً، فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال: أَعَلِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً، وربما قال: أصاب ذنباً، قال: رب أصبت أو قال: أذنبت آخر فاغفره لي، فقال: أَعَلِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به، غفرت لعبدي ثلاثاً، فليفعل ما شاء" أي ما دام يذنب، ثم يتوب، إذ لولا توبته هذه لهلك.
وليس في هذا الحديث ترخيص في فعل الذنوب، بل فيه الحث على التوبة لمن وقع في الذنب، وأنه لا يستمر على فعله، وهذا هو فهم أهل الإيمان الذين قويت معرفتهم بالله، وازداد حبهم له، كلما علموا شيئا عن صفاته الموجبة لرحمته بعباده.
والذين ارتدوا عن الإسلام زمن أبي بكر ردهم أبو بكر إلى الإسلام وقبل منهم ذلك ، علماً بأنهم كانوا كفاراً ثم دخلوا في الإسلام ثم رجعوا إلى الكفر ثم دخلوا الإسلام، وقبِل الصحابة كلهم منهم التوبة على الرغم من أن الذي فعله المرتدون هو شر من الذي يفعله العاصي المسلم فقبول التوبة من المسلم العاصي، ولو كانت متكررة أولى من قبول توبة الكافر مرة بعد مرة .
ولكن هذا الذي نقوله مشروط بأن تكون التوبة الأولى وما بعدها توبةً نصوحاً صادقة من قلب صادق وألا تكون مجرد توبة ظاهرة لا حقيقة لها في الباطن.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي : "… وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي قال: "خياركم كل مفتن تواب. [يعني كلما فُتِن بالدنيا تاب]. قيل فإذا عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد؟
قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد ؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: حتى متى؟ قال: حتى يكون الشيطان هو المحسور " .
وروى ابن ماجه في سننه من حديث عبد الله ابن مسعود مرفوعا : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) . حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (3427) .
وقيل للحسن: "ألا يستحيي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود، فقال: ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا، فلا تملوا من الاستغفار."
ورُوي عنه أنه قال : " ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين يعني أن المؤمن كلما أذنب تاب."
......... وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته: أيها الناس من ألمَّ بذنب فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفر وليتب، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال وإن الهلاك في الإصرار عليها.
ومعنى هذا أن العبد لا بد أن يفعل ما قدر عليه من الذنوب كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " كُتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة " رواه مسلم (2657) .
ولكن الله جعل للعبد مخرجا مما وقع فيه من الذنوب ومحاه بالتوبة والاستغفار فإن فعل فقد تخلص من شر الذنوب وإن أصر على الذنب هلك ا.هـ من جامع العلوم والحكم ( 1 / 164 - 165 ) بتصرف يسير.
وروى الحاكم عن جابر أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " واذنوباه مرتين أو ثلاثا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " قل: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي. فقالها، ثم قال له عد: فعاد، ثم قال له: عد فعاد، ثم قال له قم: قد غفر الله لك"
وقد قال القائل:
رب وإن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك ثم إني مسلم
وليُعلم أن سعة رحمة الله بعباده وعفوه لا ينبغي أن تتخذ كوسيلة تشجيع على المعاصي وتساهل في ترك الطاعات؛ لأن الله تعالى قادر على أن يحول بينهم وبين التوبة، فيموتوا على المعصية والعياذ بالله.
وقد قرن الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية مغفرته للذنوب بشدة عقابه للعصاة. فقال عز من قائل: "وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ"[الرعد:6]، وقال عن نفسه: "غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ"[غافر:3] إلى غير ذلك من الايات.
فلا يصدنك ـ يا رعاك الله ـ تكرار الوقوع في الذنب عن المداومة على الطاعة والذكر، فإن الطاعة بعد المعصية نجاة، وطهارة، واستقامة بعد اعوجاج.
فقد أخرج ابن جرير 12/137 بسنده، عن أبي اليَسَرِ (كعب بن عمرو الأنصاري) قال: (أتتني امرأة تبتاع مني بدرهم تمرًا، فقلت إن في البيت تمرًا أجود من هذا، فدخلتْ فأهويتُ إليها فقبَّلتُهاُ فأتيتُ أبا بكر، فقال: استر على نفسك، وتب واستغفر الله. فأتيت رسول الله فقال: "أَخَلَفْتَ رَجُلًا غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ فِي أَهْلِهِ بِمِثْلِ هَذَا؟". حتى ظننت أني من أهل النار، حتى تمنيت أني أسلمت ساعتئذ، قال: فأطرق رسول الله ساعة، فنزل جبرئيل، فقال: "أين أبو اليَسَرِ؟". فجئت فقرأ علي: (أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)[هود: 114]. قال إنسانٌ له: يا رسول الله، خاصة أم للناس عامة؟ قال: "لِلنَّاسِ عَامَّةً". وأصله في الصحيحين من حديث ابن مسعود- البخاري (526) ومسلم (2763). وعن أبي ذر، رضي الله عنه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ". أخرجه الإمام أحمد (21354) والترمذي (1987).
وبالتوبة الدائمة التي لا تنقطع تعلم أن الله قد قبل منك، لأن التوبة طاعة من اعظم الطاعات، ومن علامات قبول الطاعة ان يرزقك الله بطاعة أخرى بعدها، ولا زال الله حليما كريما غفورا رحيما، وسعت رحمته كل شيء، فأبشر واجتهد ولا تمل.
أسأل الله ان يرزقنا الفهم عنه مرادَه، وأن يعيننا على تربية انفسنا وتزكيتها. والله أعلم.

أجاب عليه فضيلة الشيخ علي ونيس
*************

وهذه اجابة أخرى من الشيخ الفاضل أسامة رضوان
إذا أذنب العبد ذنبا فعليه أن يبادر إلى التوبة محققا شروطها ومنها أن يعزم عزما أكيدا على ألا يعود إلى ذلك الذنب فإن عاد إليه فعليه ألا ييأس من رحمة الله بل يجدد التوبة وهكذا ففي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال " أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء " وعلى هذا فعليه ألا ييأس من رحمة الله ولكن عليه أن يجدد التوبة ولا يمل أبدا ولست أشك إن شاء الله أنه سيأتي عليه زمان ويستقيم على طاعة الله ولا يعود لذلك الذنب ، وأما ترك الصلاة والدعاء بزعم أنه يستحي من الله فذاك من عمل الشيطان وتزيينه بل العبد الحيي هو الذي يقبل على طاعة ربه ولا يستحسر عنها ولا يعصيه سبحانه ، والله أعلم .

التعديل الأخير تم بواسطة حامل الإجابات ; 05-08-2010 الساعة 01:27 AM
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الذنب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 09:56 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.